انطلقت الحملة بعد حملة تبليغات طالت صفحة الناشط علي باشا بسبب نشره 13 صورة للأمين العام لـ «حزب الله»، ما أدّى إلى حظرها. تكررّ الحظر والتبليغ مع عدد كبير من الناشطين بعد نشرهم صوراً لنصر الله.
امتلأت صفحات «فايسبوك» مساء أمس بصُوَر السيد حسن نصرالله، ضمن حملة بعنوان «قاوم بصورة»، امتدّت أيضاً إلى «تويتر» عبر وسم بالعنوان ذاته. أطلق الحملة الناشط في مجموعة «التنسيقيّة» حسام ناصر الدين، وهي مجموعة من الشباب المستقلّين الداعمين للمقاومة والناشطين على مواقع التواصل.
فائقة مزرعاني / جريدة السفير
انطلقت الحملة بعد حملة تبليغات طالت صفحة الناشط علي باشا بسبب نشره 13 صورة للأمين العام لـ «حزب الله»، ما أدّى إلى حظرها. تكررّ الحظر والتبليغ مع عدد كبير من الناشطين بعد نشرهم صوراً لنصر الله، ومنهم رامي عساف، ونور لندن (اسم مستعار)، وكامل شكر، ومحمد دقدوق، وحمزة الخنسا وغيرهم.
جاءت حملة «قاوم بصورة» كردّ على حظر تلك الصفحات، من خلال استبدال الصور الشخصيّة على «فايسبوك» بصورة للأمين العام لحزب الله.
وانطلقت الحملة في تمام الساعة الثامنة والنصف مساء أمس على «فايسبوك»، تلتها في التاسعة حملة موازية باللغة الإنكليزية على «تويتر» عبر وسم RIPFacebook (أرقد بسلام فايسبوك). وقد لاقت الحملة التي شملت صفحات «فايسبوك» و «تويتر» و «إنستغرام» تجاوباً ملحوظاً على صفحات مواقع التواصل الاجتماعي.
اعتبر الناشطون الحملة تحدياً لسياسة «فايسبوك» ذات المعايير المزدوجة في التعاطي مع الآراء السياسيّة، ورفضاً لتصنيف رموز المقاومة كشخصيات إرهابيّة وحظر صورها، في حين «يُعتبر نشر علم داعش على فايسبوك أمراً مقبولاً ولا تطاله التبليغات»، بحسب تعبير علي باشا. يقول: «لماذا نحاسَب على رأينا السياسي، ونصنّف كإرهابيين؟ نشْرنا صور رموز المقاومة لا يتنافى مع المعايير الأخلاقية. تطالب الحملة بحريّة الرأي، في مواجهة مدَّعي هذه الحرية».
وتقول الناشطة ملاك سلمان: «لو ألغوا لنا مليون صفحة، سنبقى ننشر صور السيد». وتلفت الناشطة هبة مقلد إلى أنّ «عمليات الحظر ما هي إلّا سياسات فاشلة تهدف لتهديد جمهور المقاومة، والتأثير على آرائهم إلا أنّها لا تجدي نفعاً، فإذا أبلغوا اليوم عن صورة، سأنشر عشر صور في الغد». ويرى الناشط موسى نور الدين أنّ «الحملة على وسائل التواصل الاجتماعي تبقى في إطارٍ ضيق كونها تفتقر لتحرك موازٍ على الأرض».
لم تقنع حملة «قاوم» بصورة» على «فايسبوك» جميع النشطاء الداعمين للمقاومة على مواقع التواصل الاجتماعي وأبرزهم هادي شاتيلا، ومحمود رطيل، وعباس سلمان، إذ أبدوا تحفظات حول جدواها ومدى تأثيرها على الصعيد العام. برأيهم، «فإنّ «فايسبوك» يفرض على المشاركين فيه معايير محدّدة تراعي قوانين الولايات المتحدة المعارضة لتوجه المقاومة، فيتعرّض داعمو المقاومة تلقائياً لتبليغات وحظر نتيجة «نظام الفلترة» في «فايسبوك»، وبالتالي لن تصل الحملة إلى الجهات المرجوة».
من هنا ولدت فكرة وسم RIPFacebook على «تويتر». يقول الناشط محمد باقر كركي أحد مؤسسي «الجبهة المجازية» (إحدى أبرز المجموعات الداعمة للمقاومة على مواقع التواصل)، إنّ الوسم خطوة ضروريّة لإيصال الرسالة إلى وجهتها الصحيحة، على اعتبار أنّ «تويتر» لا يخضع لقانون «الفلترة» الموجود على «فايسبوك». ويؤكّد كركي أنّ تحوّل الوسم إلى أحد العبارات الأكثر تداولاً على «تويتر» لثلاث أو أربع ساعات، كفيل بتسليط الضوء على القضية.
ويضيف أنّ الحملة «واحدة من حملات كثيرة ستكون بالمرصاد لكل حدث قد توضع فيه المقاومة وجمهورها ورموزها كهدف للمعايير المزدوجة المفتقدة لأدنى معايير احترام حريّة الرأي والتعبير على مواقع التواصل. فنحن لسنا آلات مبرمجة لوضع اللايكات، وبما أننا قوى فاعلة وناشطة على وسائل التواصل الاجتماعي، سنثبت عند كلّ حدث أننا جاهزون لتسجيل الموقف اللازم، وأنّنا جمهور المقاومة كما مجاهدوها في أي مكان يجب أن نكون فيه سنكون».