تفاعلت قضية وقوف طلاب الجامعة الأميركية ضد الضيف المطّبع "وليد صالح" الذي تسلل إلى حرم الجامعة الأميركية... تمكن الطلاب من إحراج الضيف ليفهم أنه غير مرحب به.
تفاعلت قضية وقوف طلاب الجامعة الأميركية ضد الضيف المطبّع "وليد صالح" الذي تسلل إلى حرم الجامعة الأميركية... تمكن الطلاب من إحراج الضيف ليفهم أنه غير مرحب به.
طلاب في الجامعة نقلوا إلى موقع قناة المنار تفاصيل ما جرى. يوم الاثنين الماضي، 9 شباط/فبراير 2016، استضافت الجامعة الأميركية في بيروت الأكاديمي الكندي، وهو لبناني الأصل، لحضور ندوة تحت عنوان: "الأدب العربي العثماني ـ قراءات لكتابات منسيّة: مرعي الكرمي وكتابه بهجة الحاضرين وآيات المستدلّين".
تسرب إلى طلاب الجامعة أن أستاذ الدراسات الإسلامية في جامعة ترونتو منغمس في التطبيع مع الكيان الصهيوني. فسبق لصالح ان زار الأراضي المحتلة مرات عدة، وشارك في محاضرات ومؤتمرات أكاديمية عقدت في جامعات صهيونية، كالجامعة العبرية في القدس المحتلة وجامعة تل أبيب.
ولصالح العديد من الأبحاث المنشورة في دوريات تصدر عن جامعات إسرائيلية، آخرها بحث في علوم القرآن نشر في الدورية التي صدرت عن الجامعة العبرية في القدس عام 2015. وهو معروف بصداقاته الواسعة مع أكاديميين صهاينة مثل "يوري روبن" أستاذ الدراسات الإسلامية والعربية في جامعة تل أبيب، الذي شاركه صالح كتابة الكثير من الأعمال الأكاديمية.
السجل الحافل بالتطبيع المخزي اطلع عليه طلاب الجامعة الأميركية، على الفور بدأت التحركات على الأرض لتنظيم فعالية احتجاجية تعبر عن رفض استضافة أي مُطبّع. وجرى التنسيق بين طلاب من النادي الثقافي الجنوبي، والنادي الفلسطيني، ونادي السنديانة الحمراء (طلاب من تشكيلات سياسية فلسطينية ولبنانية: حزب الله والحزب الشوعي وغيرهم).
وفي الموعد المحدد انعقدت الندوة بحضور الضيف، بعد أقل من عشر دقائق، دخل الطلاب بصمت وجلسوا في المقاعد الخلفية... ورفع العديد منهم شعارات "لاترحيبية" بالضيف... كُتب عليها باللغة العربية والانكليزية: "المطبعون غير مرحب بهم" ، "Normalizers Not Welcome".
بعد دقائق انسحب حملة الشعارات من القاعة، بعد ان تسببوا بحالة إرباك واضحة للضيف، الذي أخذ يتلعثم وبدا تردده واضحا. في هذا الوقت أخذ الطلاب يتناوبون على دخول قاعة الندوة بهدوء، يتجول كل واحد منهم في القاعة رافعاً الشعار، ثم يخرج ليدخل زميل آخر له.
وخلال فترة النقاش، توجه الطالب حسين إبراهيم من قسم اللغة العربية، قائلاً: "لقد قلت في المحاضرة إن مثقفي العصر العثماني لم يكونوا واعين لقوميتهم، أنا أريد أن أسأل حضرتك، هل أنت واعٍ لقوميتك العربيّة؟ وهل تقتضي هذه القومية منك التطبيع الواضح والصريح مع أعداء العرب والمسلمين، لا بل أعداء الإنسانية وحقوق الإنسان الذين يقتلون يومياً العشرات من الأطفال العزَّل ويهودون فلسطين ويحاصرون مئات الآلاف من الفلسطينيين في غزة والضفة؟".
ظهر صالح محرَجاً بعد هذا السؤال، وامتنع عن الإجابة عنه، إلا أن الطالب إبراهيم أصرّ على تكرار طرح السؤال بصيغ مباشرة مختلفة دون أي جدوى!
وليد صالح الذي يستعد لتوظيفه في الجامعة أستاذاً متفرغاً في قسم اللغة العربية، لم يرفق في سيرته الذاتية أيّاً مما ذُكر أعلاه حول علاقته بالجامعات الإسرائيلية، وفق ما أفادت الجامعة الأميركية. إلا أن تحركات الطلاب قطعت الطريق نهائياً على أي نية لتعيينه ضمن قسم اللغة العربية ولغات الشرق الأدنى.
من جهتها، حيّت التعبئة التربوية في حزب الله الموقف الوطني المسؤول لطلاب الجامعة الأميركية "الذين وقفوا دوماً بوجه الأساتذة المتسللين المطبّعين مع العدو الصهيوني، والذي كان آخرهم وليد صالح"، وفق ما جاء في بيان للتعبئة التربوية اليوم الجمعة. ودعت إلى وقفة جدية حازمة من كل الفعاليات الأكاديمية الوطنية الشريفة ومن كامل الفعاليات المناهضة للتطبيع مع العدو من قوى المقاومة لإدانة هذه المحاولات المتكررة ومحاصرتها وإسقاطها، لأن "بيروت كانت عاصمة المقاومة وستبقى عاصمة المقاومة"، ختم البيان.