الخارطة العسكرية السورية ، بدأت تأخذ شكلا جديدا غير ذلك الذي استطاعت الفصائل المسلحة الإرهابية رسمه بنهجها الأسود
خليل موسى – دمشق – موقع قناة المنار
الخارطة العسكرية السورية ، بدأت تأخذ شكلا جديدا غير ذلك الذي استطاعت الفصائل المسلحة الإرهابية رسمه بنهجها الأسود، فالعَلم السوري أخذ ينتشر في الجهات التي يصل إليها الجيش السوري والحلفاء تباعاً ، في شمال البلاد وجنوبها ، بعد الانتهاء من مرحلة الريف الساحلي.
ومن خلال التقدم الكبير للجيش السوري في الجبهات الأكثر حساسية والحسم المتسارع ، باتت المجموعات التكفيرية في حالة حرجة ، والحالة لم تقتصر في أوكارهم بل انعكست على الممولين والداعمين ، والنشطاء الإقليميين والدوليين أيضاً ، لتغدو المرحلة بقدر ما هي معقدة في وجه هؤلاء ، أكثر وضوحا أمام الحكومة السورية. وهكذا يُدخل الجيش السوري أعداءه في دوامة ميدانية تنعكس على واقع سياسي ربحي لصالح القيادة السورية في محافلها الخارجية.
ولتسليط الضوء أكثر على ما حدث في من تغيير وقلب الطاولة في الميدان السوري ، استضاف موقع قناة المنار الدكتور حسن أحمد حسن ، الباحث والخبير الاستراتيجي في العلم العسكري، وباعتبار أن السياسة والعسكر لا ينفصلان في كثير من الأحيان فقد ربط في كلامه ما يجري عل الأرض ، وما ينتج عنه على طاولات اللاعبين الدوليين ومن له دور واضح في الحرب على سورية.
واوضح الدكتور حسن انه من المسلم به بأن الحرب لا تخاض للحرب فقط إنما لأهداف سياسية ، فالميدان هو امتداد للسياسة.
كما أخذ حس نقطة أخرى هي دخول القوى الجوية للأصدقاء الروس والتقنية الفضائية في مجال الرصد والاستطلاع ، على أنها النقطة التي كانت تنقص الجيش العربي السوري لإحراز ما يقوم به من تقدم بهذا الشكل المتسارع ولينطلق بحسمه للميدان.
ما يتعلق بالجبهة الشمالية في سورية...
بعد أن أجمل الدكتور حسن مقدمته الهامة للدخول في الأهم، انتقل سريعا إلى ريف حلب الشمالي والشمالي الشرقي ، مشيرا الى تمكن الجيش السوري من كسر الحصار عن مقار له في تلك المناطق ، واستخدم الدكتور حسن مصطلح كسر الحصار لأنه كان مؤلفا من عدة خطوط عسكرية متتالية ، وهذه الخطوط العسكرية للمسلحين كانت تحتوى على عناصر مدربة وذات خبرات كبيرة في القتال يشرف عليها ضباط استخبارات إقليميون ودوليون يرتبطون بمربع عمليات على غاية من التعقيد ، ولكن استطاع الجيش السوري أن يكسر هذه التحصينات ويخترق الخطوط المحاصرة لمقاره.
وتدرج الباحث في كلامه لموقع قناة المنار ، بالإنجازات التي حققها الجيش تباعا في تلك الجبهة انطلاقا من مطار كويرس وصولا إلى فك الحصار عن نبل والزهراء ، ذاكرا كل الخبرات التي راكمها الجيش السوري حتى وصل إلى تلك المرحلة ، وأكد على نقطة هامة في المناطق المحاصرة كيف انتقلت من مرحلة الدفاع لعدة سنوات وهي محاصرة خلالها، إلى مرحلة الهجوم وكسر الحصار ، على أنها نقطة تضاف إلى العلم العسكري.
تزامن بين جنيف وإنجازات الجيش السوري في حلب..
بما ان الميدان مرتبط بالسياسة بشكل وثيق فقد نوه الخبير الاستراتيجي إلى التأخير والمماطلة التي بدت واضحة بما يتعلق بمؤتمر جنيف 3 ، وبعد انجازات حلب المتسرعة حاول الطرف الأميركي إرغام وفد الرياض على خوض المفاوضات عله يستدرك شيئا قبل استكمال الانجازات التي يحققها الجيش ، وأكد أنه تم جر الوفد إلى جنيف جراً.
والغاية برأي المتحدث لموقعنا من استعجال أميركا بعقد المؤتمر هو نيتها تحصيل فرض لوقف إطلاق النار ، ويؤكد الدكتور حسن أن استخدام هذا المصطلح الذي درج في الإعلام مؤخرا إنما هو مصطلح خاطئ ، لأن الأصح هو وقف العمليات القتالية باعتبار أن وقف اطلاق النار يجري بين دولتين جارتين، وليس كما يجري على أرض واحدة مثل الذي في سورية.
والنية حسب ما رآه حسن من الغرض الأميركي بوقف العمليات القتالية إعطاء فرصة للمجاميع الإرهابية لتعيد لملمة نفسها، وأيضا من أجل الاستفادة من المساحات الجغرافية المتبقية تحت سيطرتهم لفرض واقع سياسي، أي انهم يحاولون الاستفادة من واقع ديموغرافي عسكري ومحاولة إعطائه صبغة سياسية، بمعنى أن هذه المناطق تسيطر عليها الدولة ، وتلك المناطق تحت سيطرة ما يسمونه في المعسكر الغربي بالمعارضة المعتدلة، وهكذا يضعون الدولة أمام التفاوض على أراضيها وكرامتها وسيادتها،مؤكداً عدم إمكانية مرور هذه الغاية الأمريكية على الإطلاق.
معطيات الواقع الأخير في الميدان السوري..
يؤكد الدكتور حسن أحمد حسن أن العمليات العسكرية الأخيرة التي قام بها الجيش السوري وهذا التقدم بالطريقة غير المسبوقة إنما أدى إلى فرض واقع على الأرض السورية يتمثل بتراجع كبير للمجموعات الإرهابية على امتداد الجغرافيا السورية، حيث أفقدها الجيش لسوري بإمكانياته وقدراته ليس فقط القدرة على التمدد والسيطرة ، إنما أيضا القدرة على التثبيت والتمركز في نقاط كثيرة. ويتبع تلك النقطة، تآكل الروح المعنوية وانهيار إرادة القتال لدى الإرهابيين.
مستقبل المجموعات الإرهابية أمام هذه الحسم المتسارع...
برأي الخبير الاستراتيجي من خلال متابعة وثيقة للميدان السوري وربطه كافة المناطق والجبهات السورية ، من الجبهة الشمالية إلى جبهة الجنوب، وأيضا المنطقة والوسطى وفي ريف دمشق والريف الشمالي والشرقي للاذقية، فإن هذا الواقع إذا استمر كما يستمر أيضا في داريا وفي المعضمية وتوسيع رقعة الأمان حول مطار مرج السلطان العسكري، كل هذا سيضع المجاميع المسلحة أمام عنوان أبرز للمرحلة القادمة هو الذهاب نحو المصالحات. وهنا ينوه د. حسن إلى أن المصالحات هذه لن تشمل الانتقال من منطقة إلى أخرى إنما ستكون برأيه ، إلقاء السلاح والبحث عن تسوية .
استراتيجية فعالة للجيش السوري..
من خلال انتقال المسلحين من ريف اللاذقية الشمالي والشمالي الشرقي إلى مناطق من ريف إدلب ، وكنس عدد كبير منهم من ريف حلب الجنوبي والجنوبي الغربي باتجاه ادلب ، وما يتم من عمليات عسكرية بين المنطقة الفاصلة بين حماة وادلب ، كل هذا يعني حسب الدكتور حسن حسن أنه يتم تجميع المسلحين الإرهابيين في بقعة جغرافية محددة ، فالجيش الذي استطاع كنس المسلحين من أكثر من محافظة ، لن يعدم وسيلة حتى يقطع أوصالهم ويقسمهم إلى جزر معزولة ومربعات وبالتالي القضاء على تواجدهم.
وإلى هذا كله ، فإن الوقت كفيل بمرافقة التقدم المتسارع للجيش السوري وحلفائه في أهم المناطق والجبهات ، وهذا يعني أن المراحل القادمة ومما تقدم وما يجزم به خبراء في الخارطة السورية العسكرية والسياسية ، ستكون أفضل حالا على الدولة السورية وستضع أعداءها وخصومها في مكان ينصاعون إلى رغبة الجيش في آخر المطاف و إلى ما تمليه الحكومة السورية في تحقيق نصر البلاد.