وأعلنت ESI عن نيّتها بيع صحيفة «آي» لشركة «جونستون برس» لقاء 34.8 مليون دولار. لكنّ إتمام عمليّة البيع ينتظر موافقة المساهمين في «جونستون». كما أعلنت رغبتها تطوير موقع «آي 100» الذي يحظى بشعبيّة كبيرة.
تتوقّف صحيفة «ذي اندبندنت» البريطانيّة عن الصدور بدءاً من آذار المقبل، بحسب ما أعلنت شركة ESI Media المالكة لها أمس، في بيان رسمي. وقرّرت الشركة وقف الطبعة الورقيّة من صحيفتي «ذي اندبندنت» و»اندبندنت أون سانداي»، وتركيز إستراتجيتها على الرقميّ، وإطلاق 25 مشروعاً رقميّاً جديداً، بحسب «بي بي سي».
إلى جانب وقف الطبعات الورقيّة، أعلنت ESI عن نيّتها بيع صحيفة «آي» لشركة «جونستون برس» لقاء 34.8 مليون دولار. لكنّ إتمام عمليّة البيع ينتظر موافقة المساهمين في «جونستون». كما أعلنت رغبتها تطوير موقع «آي 100» الذي يحظى بشعبيّة كبيرة.
وفي رسالة إلى فريق عمل الشركة، قال مالكها رجل الأعمال الروسي البريطاني إيفجيني ليبيديف إنّ القرار بالتخلّي عن النسخ الورقيّة «يهدف إلى الحفاظ على علامة «ذي اندبندنت»، ويتيح لنا أن نواصل الاستثمار في المضمون التحريري عالي الجودة الذي يجذب المزيد من القرّاء إلى منصاتنا الرقميّة».
ستصدر النسخة الورقيّة الأخيرة من «ذي اندبندنت» في 26 آذار المقبل، على أن تصدر «اندبندنت أون سانداي» في 20 منه مطبوعة لآخر مرّة. وبحسب «بي بي سي» فإنّ الإعلان عن عدد الموظّفين المتأثّرين بوقف المطبوع ستحدّد بعد «فترة مداولات»، في حين أكّدت ESI أنّ عدداً كبيراً من الموظفين سينتقلون إلى شركة «جونستون».
صدر العدد الأوّل من «ذي اندبندنت» في تشرين الأوّل من العام 1986، ومثّلت في حينه نمطاً جديداً وحديثاً من الصحافة، خارج الاصطفاف السياسي التقليدي في بريطانيا، وجذبت عدداً كبيراً من القراء. وخلال السنوات الخمس وعشرين الماضية، انخفض عدد نسخها المطبوعة في اليوم من 428 ألفاً، إلى 28 ألفاً فقط. وأظهرت أرقام البيع لشهر كانون الأوّل الماضي، أنّ الصحيفة تأتي متأخّرة بفرق شاسع عن الصحف المنافسة مثل «ذا صن» (1.8 مليون نسخة)، و «ذا غارديان» (166 ألف نسخة).
إعلان شركة ESI عن وقف النسخة المطبوعة من «اندبندنت» ليس مفاجئاً، في ظلّ الحديث عن الصعود الحتميّ للرقميّ. ويرى مراسل «بي بي سي» المتخصّص في مجال الميديا دايفيد سيلوتو أنّ تحدّي الانتقال إلى الصدور رقميّاً يواجه كل الصحف الكبيرة في بريطانيا، مع تراجع المبيعات. «المشكلة أنّ النسخ المطبوعة كانت تدرّ آلاف ملايين الجنيهات للمؤسسات الإعلاميّة، في حين أنّ الرقمي في أفضل حالاته لا يمكن أن يربح أكثر من عشرات الملايين. ذلك ما يجعل الصحف تتمسك حتى الرمق الأخير بقرّاء المطبوع المتبقين».
وكان الملياردير الروسي الأصل ألكسندر ليبيديف استحوذ على الصحيفة في العام 2010، حين اشترى الشركة المالكة لها. وفي العام 2014، أعلن ابنه إيفجيني أنّ فكرة بيع «اندبندنت» واردة، إن وجد من يشتريها بسعر مناسب.
أحد مؤسّسي الصحيفة، ستيفن غلوفر، قال لـ«بي بي سي» إنّ «اندبندنت» كانت توزّع عدداً قليلاً جداً من النسخ لدرجة لم يعد هناك أيّ مغزى من طبعها يومياً». وأضاف: «ستكون اندبندنت واحدة من صحف عدّة توقف طبعاتها الورقيّة وتحظى بوجود آخر أونلاين». وأضاف أنّ «فاينانشل تايمز» و«ذا غارديان» قد توقف طبعاتها الورقيّة خلال سنوات قليلة، وأنّه بعد 10 أو 15 عاماً لن يكون هناك الكثير من الصحف المطبوعة. السؤال بحسب غلوفر هو «إن كانت الطبعات الرقميّة من الصحف ستتسع للعدد ذاته من الصحافيين وللنوع ذاته من الصحافة».
ليست «ذي اندبندنت» أوّل مطبوعة تعلن قرارها بوقف النسخ الورقيّة، إذ سبق لمجلّة «نيوزويك» أن أوقفت نسختها الورقيّة في العام 2012، ثمّ عادت وأصدرتها في العام 2014. يأتي ذلك وسط تحوّلات مجهولة الأفق في مجال الصحافة المكتوبة، مع تعثّر إيجاد صيغة للنجاة بقيم الصحافة التقليديّة في العصر الرقميّ.