إن انتفاضة الكرامة التي عمَّت الشباب اللبناني بشكلٍ خاص، وأطلقت حملة "#قاوم_بصورة، مطلوب لها أن تستمر عبر #قاوم _بالصوت
أمين أبوراشد
حملة إدارة فايسبوك على صورة سماحة السيد حسن نصرالله، بَدَت حلقةً من مسلسل جنون بدأ مع "عرب سات" ضدَّ قناتي "الميادين" و"المنار"، وإذا كانت المملكة الوهَّابية قد استطاعت بسلطان مالها الضغط على "نايل سات" لحجب القناتين عن قمرها، فإن اللوبي الصهيوني العالمي لديه من قوة الضغط على صاحب موقع فايسبوك "مارك زوكربيرغ" ومصالحه المترامية، ما دفع إدارة الموقع الى الإذعان، سيما وأن الإسرائيليين خلال الشهور الأخيرة، باتوا يغرِّدون في منامهم ويستيقظون مذعورين من أن خنادقاً يحفرها حزب الله تحت بيوتهم، خاصة إذا تابعوا قبل نومهم إطلالة للسيد نصرالله.
تحدّى مناصرو حزب الله والمقاومة إدارة "فايسبوك"، وقرارها إغلاق كُلّ حسابٍ ينشر صور سماحة السيد على مواقع التواصل الاجتماعي، وكان هجومهم المُضاد في الأيام القليلة الماضية، في خطوة اعتراضية أشبه بالإنتفاضة الثورية، وكما أفاد موقع "القدس العربي" يوم الجمعة الماضي، أن وسمَي ـ هاشتاغ ـ "#قاوم بصورة"، و"#بكرا تماني ونص"، إنتشرا على مواقع التواصل الاجتماعي، كإشارة إلَـى موعد إطلاق الهجوم المُضاد، حيث قام مناصرو حزب الله والمقاومة بنشر ومشاركة صور السيد عبر صفحاتهم الخَاصَّـة، وامتدت الحملة من "فايسبوك" إلَـى "تويتر"،عبر وسمٍ بالعنوان ذاته، وعنوان آخر تحت عنوان "أرقد بسلام فايسبوك".
وجاء في تعليقات الحملة العفوية الصادقة: "جمهور المقاومة، جمهور الفداء والتضحية، الذي قدَّم الدماء والأَبْنَـاء على خط المقاومة، لن يبخل بمقاومة من نوعٍ آخر هي المقاومة بصورة"، ولم تقتصر الحملة والتجاوب معها على صور الأمين العام لحزب الله، فبرز أَيْضاً إدراج فيديوهات لمواقفه وإطلالاته، وضجت الصفحات بتعليقات وبوستات مكثَّفة وأناشيد حماسية للمقاومة واستبدل آلاف المغردين صور "البروفايل" الخاصة بهم بصور سماحة السيد.
واعتبر ناشطون أن إدارة الموقع تتبع معايير تراعي قوانين الولايات المتحدة الأَمريكية، منتقدين المعايير المزدوجة لإدارة "فايسبوك" في التعاطي مع الآراء السياسيّة، ورفضوا تصنيف رموز المقاومة كشخصيات إرْهَـابيّة وحظر صورها، في حين يُعتبر نشر علم داعش على "فايسبوك" أمراً مقبولاً ولا تطاله التبليغات.
النُخبة التي قادت "الحرب الإرتدادية" وحرَّكت الحملة ضد الخطوة المُستهجنة للموقع المذكور، لديها حُكماً إحصاءات جماهيرية دقيقة، خاصة ضمن لبنان، أن "الحَمِيَّة الوطنية" لم تقتصر على جمهور حزب الله، الذي رغم حجم دَفقِه الهادر في التعبير عن الرفض والإستنكار، لم يكن سوى جزء من جمهور لبناني واسع ضمَّ المكونات اللبنانية على اختلاف مشاربها وإنتماءاتها، لأن الولاء لسيِّد المقاومة والتحرير، قد تمدَّد على المستوى الشعبي أكثر من أي وقتٍ مضى، مع قراءة المواطن اللبناني لدور المقاومة في حماية الوطن من دَنَس الإرهاب التكفيري، سواء على الحدود أو في الداخل، ومن صدِّ الإعتداءات على الأرض اللبنانية الى مواجهة العمليات الإنتحارية الجبانة التي حصدت الأبرياء، وبات سماحة السيِّد نصرالله كما كان من قبل في مواجهة الصهاينة، ضمانة وجودية في مواجهة الشياطين وأعداء الإنسانية.
إن انتفاضة الكرامة التي عمَّت الشباب اللبناني بشكلٍ خاص، وأطلقت حملة "#قاوم_بصورة، مطلوب لها أن تستمر عبر #قاوم _بالصوت، والإنتخابات البلدية على الأبواب، لأن هذه الإنتخابات ضمن كل قرية ودسكرة وحيّ من لبنان، هي الطريقة الوحيدة لإستمزاج رأي الشعب اللبناني خارج إطار التحالفات السياسية والإنتماءات الدينية والحزبية، وهي بدون أدنى شك إستفتاءٌ على مستوى الوطن، ومسؤولية لبنانية مصيرية لو أحسن الناخبون استعمال صوتهم في صناديق الإقتراع لإختيار الصالحين القادرين على تحصين الوطن من خلال مجتمعاتهم الصغيرة والنهوض بهذه الدولة المهترئة.
من أقصى الشمال الى أقصى الجنوب مروراً بالبترون وجبيل وكسروان وبيروت والجبل والبقاع، وضمن كافة الأقضية، يجب أن يُدير الشباب اللبناني عبر "#قاوم_بالصوت" أوسع حملةٍ لدعم حواضن ثلاثية "الجيش والشعب والمقاومة" وإقصاء أية "وعود عرقوبية" من نوابٍ اختبرناهم سنوات وسيحاولون كما عهدناهم قطف البلديات والمخاتير عبر شراء الذمم، لإظهار أحجامهم التي لا يبدو خاصة خلال السنوات الأخيرة أنها بمستوى طموحات الشعب اللبناني، الوطنية والأمنية والإجتماعة والإقتصادية.
#قاوم بالصوت، هي الفرصة النادرة للشعب اللبناني، ليكوِّن إدارات محلِّية تليق بالمجتمعات الصامدة الصابرة، واللبنانيون الذين انتفضوا عبر #قاوم بالصورة، ضد ما يشبه الإعتداء الخارجي على ثقافتهم وقناعاتهم الوطنية، مدعوون في أيار الى حملة أوسع وأكبر عبر #قاوم بالصوت، لتحصين الداخل اللبناني والبيئة الأهلية وبدء بناء مجتمعٍ محليٍّ عادلٍ عزيزٍ كريم على مستوى القرى والمدن والأقضية بانتظار أن تنتقل عدوى التغيير الى مستوى دولة تستحق الوطن المحرَّر...