21-11-2024 01:41 PM بتوقيت القدس المحتلة

فضل الله: الفتن تستنزف طاقاتنا وتمنعنا من حلّ المشاكل

فضل الله: الفتن تستنزف طاقاتنا وتمنعنا من حلّ المشاكل

حذّر العلامة السيّد علي فضل الله من أن نستغرق في السّجالات، ونكون وقوداً للفتن، ونتلهّى عن حلّ مشاكلنا، في ظلّ التّعطيل المستمرّ للمؤسَّسات.

حذّر العلامة السيّد علي فضل الله من أن نستغرق في السّجالات، ونكون وقوداً للفتن، ونتلهّى عن حلّ مشاكلنا، في ظلّ التّعطيل المستمرّ للمؤسَّسات.

فضل الله: الفتن تستنزف طاقاتنا وتمنعنا من حلّ المشاكلجاء ذلك في كلمته الّتي ألقاها في احتفال تأبيني للمرحومة الحاجة فاطمة خليل ياسين في بلدة حولا، قال فيها: "نلتقي في رحاب هذه البلدة المجاهدة والمقاومة؛ بلدة التّضحية والوفاء، بلدة الانفتاح والوعي، هذه البلدة التي عرفت المقاومة وترعرعت في ربوعها، نلتقي بالقيمة الَّتي تحملها الأم الَّتي تعيش الأمومة بكلّ صدق ومسؤوليّة، فالأمومة هي قيمة الحياة الّتي نعيشها، لما تمثّله من معاني العطاء والتضحية والعمل من أجل بناء إنسان أفضل، وهذه القيمة جعلها الله في موقع مميّز عندما جعل الجنّة تحت أقدام الأمهات، وجعل برّ الأم لا يفوقه برّ".

وأضاف سماحته: "هذه القيمة أرادها الله أن تكون عنوان الحياة، ونحن لا يمكن أن نفهم الدين إلا إنه جاء من أجل أن يبني هذه الحياة بالروح المليئة بالعطاء والمحبة التي لا تعرف حدوداً، ولا تقف عند أيّ حاجز من الحواجز التي نقف عادة أمامها أو نصنعها عندما نريد أن نعطي، لتكون عطاءاتنا ضمن دائرة ضيّقة وحدود معيّنة، أو عند أيّ دائرة خاصّة أو جماعة محدّدة، بعيداً عن الأفق الإنساني الواسع".

وتابع: "لا يمكن للإنسان أن يكون مؤمناً وهو يحمل في قلبه وعقله حقداً أو غلاً أو تعصّباً ضدّ أحد، ولا يعيش الرأفة والمحبَّة في تعامله مع الناس، فالأديان والرسالات جاءت لنشر المحبَّة والسلام والتواصل بين البشر".

وقال: "مسؤوليّتنا أن نحمل هموم الناس بعيداً عن أيّ انتماء أو حدود جغرافيّة أو أمور أخرى رسمناها وأعطيناها القداسة، وأن نكون منصفين مع العدو قبل الصديق، فالإسلام أكّد لغة الانفتاح والتواصل والمحبة مع الآخر، وهذا لا يعني الذوبان فيه وفقدان هويتنا وشخصيّتنا أو التفريط في المبادئ والقيم التي نؤمن بها، بحيث نصبح بلا لون وطعم ورائحة".

وتابع: "مشكلتنا في هذا البلد أننا غرقنا في عصبياتنا وطائفياتنا وحساباتنا وانقساماتنا على حساب بناء الوطن القوي، فعشنا الانغلاق والخطابات المثيرة للحساسيات والعصبيات، وعطّلنا الحوار الذي نريده أن يتحرك بشكل دائم لتبريد الأجواء وتنفيس الاحتقان، وأن لا يقتصر على المناسبات أو المجاملات، ولا بدَّ من العمل لتحريك عجلة المؤسَّسات التي تستمرّ معطلة أو شبه معطلة، وملء الشغور في موقع الرئاسة، بعد أن أخفقنا في ذلك، كما أخفقنا في إيجاد الحلول لكثير من الأزمات المعيشيّة والحياتيّة الّتي نعيشها".

وحذَّر سماحته من الَّذين يريدون أن يحوّلوا أوطاننا إلى ساحة من ساحات الصراعات الدمويّة والفتن التي تستنزف فيها طاقاتنا وأموالنا وقدراتنا تحت عناوين مذهبيّة وطائفيّة وغير ذلك، حتى نغرق في دمائنا، متجاهلين كلّ المشتركات والقواسم التي تجمعنا، ما يجعلنا على هامش الأمم والتاريخ، فنخسر المستقبل والحاضر، مشيراً إلى أنّ كلّ هذه الفتن والحروب تصبّ في خدمة الدول الكبرى التي تتدخّل لوضع الحلول الَّتي تكون في مصلحتها ومصلحة الكيان الصهيوني، بعد أن نكون قد دمرنا أنفسنا وواقعنا وخسرنا كلّ شيء.