اعتبر المحلل السياسي اللبناني الأستاذ غالب قنديل أن إطلالة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري يوم امس كانت مستقبلية حزبية وكان فيها تأكيد للتباينات والخلافات داخل صفوف 14 آذار
اعتبر المحلل السياسي اللبناني الأستاذ غالب قنديل أن إطلالة رئيس الحكومة الأسبق سعد الحريري يوم امس بمناسبة الذكرى ل11 لاستشهاد والده الرئيس رفيق الحريري كانت "مستقبلية حزبية" وكان فيها تأكيد للتباينات والخلافات داخل صفوف 14 آذار فاللغة التي خاطب بها جعجع هي لغة خلاف الذي لا يطمسه الشكليات والإحتضان والصورة الختامية .
وأضاف قنديل في تصريح خاص لموقع المنار ان :"الحريري حاول بالحركة المسرحية التغطية على الخلاف مع النائب خالد الضاهر والوزير أشرف ريفي المختلفين معه بالمواقف السياسية لتيار المستقبل ،مشيرا إلى ان :"الخطاب لم يقدم جديدا حتى الكلام عن الحوار مع الوزير سليمان فرنجية لم يرق إلى الإعلان الرسمي للترشيح وترك الباب الرئاسي مفتوحا ولم تصدر عنه عبارة صريحة بترشيح فرنجية،حتى لمّح إلى وجود مرشحين من خارج الأقطاب الأربعة".
وأردف قنديل قائلا:"الحريري كرّس خلط الأوراق الناتج عن إرتباك 14 آذار وحذف من الحوار بينه وبين العماد عون ما بات معروفا عن القرار السعودي بوضع فيتو على العماد عون في الوقت الذي كانت فيه الحوارات قائمة بين تيار المستقبل والتيار الوطني".
ووصف قنديل الخطاب بالمربك وتأكيد الحقيقة التي اصبحت واضحة ان قوى 14 آذار غير قادرة عن إيصال مرشحين منها للرئاسة وعن فرض مرشحين من الفئة التي سمّيت بالوسطية وهي تراهن على تصدير المأزق إلى قوى 8 آذار.
واشار إلى ان المضمون السعودي في الخطاب كان تكريس لغة الهجوم والإختلاف على مواقف حزب الله .
وكالعادة كان الحريري يصب اهتمامه على الإدلاء بالمواقف والعبارات التي تؤكد على ولائه للسعودية وكان متحدثا بمضمون الموقف السعودي في النظر إلى مختلف الأشياء وهذه الأولوية التي وضعها على ما عداها من النقاط والقضايا التي هي موضع خلاف في لبنان .
وأما دعوته في المقدمة للإنتخاب بالمرشحين الحاليين جاءت تسويقية، وتجاهله اهمية الحوار السياسي بين الأطراف اللبنانيين للتفاهم على مجموع القضايا التي تتخطى حدود الإتفاق على اسم الرئيس العتيد وبهذا المعنى هو حجب الإستحقاق الرئاسي بحالة خلط الأوراق نتيجة عجز 14 آذار من دون فتح باب لأي مبادرة تحتمل إمكانية التقدم للوصول لمخرج حقيقي وهو يعرف موقف كتلة التغيير والإصلاح وكتلة الوفاء للمقاومة وحالة العجز لتأمين النصاب لجلسة انتخابية في ظروف الإنقسام السياسي الحاصل في البلد .
وتابع قنديل :"لمّ الشمل يوم امس بدا متعثرا بفعل الإرتباك الناشئ عن عجز 14 آذار عن شق طريق لمرشحين ينتمون إليها سواء من الفئة المسماة بالوسطية وهي فئة مموّهة وهي تنتمي لنفس خيارات قوى 14 آذار او مرحلة ترشيح سمير جعجع".
وأشار إلى ان الأمانة العامة ل 14 آذار موجودة بالشكل فقط خصوصا اذا اخرجنا القوات اللبنانية من الحسابات والتي يبدو انها على مسافة سياسية منهم وهناك سؤال إن كان جعجع سيكمل بالخطوة التي اتخذها بترشيح عون ويسير قدما فيها او يتراجع،ويبقى الكتائب والشخصيات والنواب في تيار المستقبل والمجموعة الحريرية او حالات هامشية لا تشكل وزنا على الصعيد الشعبي وبالتالي امانة عامة لتيار المستقبل وانصاره .