اكد نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن الاربعاء في بغداد ان انسحاب الاحتلال الاميركي من العراق يطلق "مسارا جديدا بين دولتين تتمتعان بالسيادة"، مشددا على ان هذه "الشراكة" تشمل "علاقة امنية قوية".
اكد نائب الرئيس الاميركي جوزف بايدن الاربعاء في بغداد ان انسحاب الاحتلال الاميركي من العراق يطلق "مسارا جديدا بين دولتين تتمتعان بالسيادة"، مشددا على ان هذه "الشراكة" تشمل "علاقة امنية قوية". وقال بايدن في افتتاح اجتماع لجنة التنسيق الاميركية العراقية العليا ان "قواتنا تغادر العراق ونحن نطلق مسارا جديدا معا ومحطة جديدة في هذه العلاقة علاقة بين دولتين تتمتعان بالسيادة". واضاف في حضور رئيس الوزراء العراقي نوري المالكي ومسؤولين اميركيين وعراقيين ان "هذه الشراكة تشمل علاقة امنية قوية تستند الى ما تقررونه انتم والى مقاربتكم لشكل هذه العلاقة". وتابع بايدن "سنواصل المحادثات مع حكومتنا حول اسس ترتيباتنا الامنية. بما فيها التدريب والاستخبارات ومكافحة الارهاب". واشار الى ان "اللجنة العليا ستشكل محور كل هذه الجهود".
وكان نائب الرئيس الاميركي بدأ الثلاثاء زيارة الى العراق للاحتفاء بنهاية الاحتلال العسكري الاميركي في البلاد التي اجتاحتها الولايات المتحدة قبل ثماني سنوات وتستعد لمغادرتها قبيل نهاية العام. واعلن الرئيس الاميركي باراك اوباما في 21 تشرين الاول/اكتوبر ان قوات الاحتلال الاميركية ستنسحب من العراق بحلول نهاية العام 2011 تطبيقا لاتفاقية امنية موقعة بين الجانبين. ولا يزال هناك 13800 جندي اميركي في العراق. فيما تبقى سبع قواعد عسكرية يتوجب تسليمها للعراقيين قبيل نهاية العام.
وقد اخفقت حتى الآن مفاوضات بين واشنطن وبغداد بشان مهمات تدريب للاميركيين في العراق بسبب رفض العراق منح المدربين الاميركيين الحصانة. وقال بايدن ان الولايات المتحدة "حافظت على وعدها بسحب جنودها من العراق بحلول نهاية العام". وتابع ان اوباما والمالكي "متفقان على ان سحب قواتنا لا يصب في مصلحة العراق فقط. بل ايضا في مصلحة الولايات المتحدة". مضيفا انه "خلال شهر ستكون قواتنا قد انسحبت من العراق لكن شراكتنا الاستراتيجية ستتواصل".
وفي ختام اجتماع اللجنة. اعتبر نائب الرئيس الاميركي ان العلاقة "الجديدة" بين الولايات المتحدة والعراق "ستكون ايضا في صالح المنطقة والعالم". ورأى ان "حجم مهمتنا المدنية في العراق" التي تشمل اكبر سفارة في العالم "تتناغم مع المتطلبات والوعود التي تحدثنا هنا"، مشيرا الى انه "سيتواجد لنا ايضا هنا خبراء في المجالات التي ناقشناها كلها".
من جهته قال المالكي للصحافيين ان العراق "يتطلع الى نتائج هذا الاجتماع. وهناك طريق طويل يجب ان نسلكه". واضاف "علينا ان نستمر في التواصل وعقد الاجتماعات وتبادل الافكار". ومن المتوقع ان يزور المالكي واشنطن في شهر كانون الاول/ديسمبر للبحث في المسائل المرتبطة بعملية الانسحاب.
في هذا الوقت. تظاهر الالاف من انصار التيار الصدري في عدة مدن عراقية الاربعاء استنكارا لزيارة نائب الرئيس الاميركي الى العراق. وهي الزيارة الثامنة له منذ توليه منصبه. وتأتي زيارة بايدن غير المعلنة الى العراق بعد اسبوع دام قتل خلاله اكثر من ستين شخصا واصيب العشرات بجروح في عموم العراق.