حذت تركيا حذو الجامعة العربية واعلنت الاربعاء عن فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري الذي قال وزير خارجيتها انه اوصل نفسه الى "مأزق".
حذت تركيا حذو الجامعة العربية واعلنت الاربعاء عن فرض سلسلة من العقوبات الاقتصادية ضد النظام السوري الذي قال وزير خارجيتها انه اوصل نفسه الى "مأزق". وصرح وزير الخارجية التركي احمد داود اوغلو الاربعاء ان هذه العقوبات تشمل خصوصا تجميد الصفقات التجارية مع الحكومة السورية وكذلك بين المصرفين المركزيين السوري والتركي.
واضاف ان تركيا نفذت بذلك تهديداتها بمعاقبة سورية بعد الاتحاد الاوروبي والدول العربية وستعلق تعاونها الاستراتيجي مع دمشق وتمنع وصول اي شحنة اسلحة لسورية. كما ستوقف القروض التركية المخصصة لسورية. وتابع الوزير التركي "طالما ليست هناك حكومة شرعية تعيش بسلام مع سكان البلاد. فان آلية التعاون الاستراتيجي على مستوى عال ستعلق". واضاف ان اجراءات مماثلة ستتخذ ضد "رجال اعمال معروفين بانهم من المدافعين عن النظام".
وتأتي العقوبات التركية بعد تلك التي فرضتها الجامعة العربية على سورية الاحد. وقد شارك داود اوغلو شخصيا في اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة الاسبوع الماضي. كما تأتي عشية زيارة سيقوم بها نائب الرئيس جو بايدن لانقرة الجمعة من اجل اجراء محادثات مع القادة الاتراك حول الملف السوري خصوصا.
وذكرت صحيفة خبرترك الاربعاء ان الشركة العامة التركية لتكرير النفط توبراس انهت عقد شراء مع الشركة الوطنية السورية للنفط. ونقلت الصحيفة عن المدير العام لتوبراس ان العقد المبرم في 1955 علق مطلع تشرين الثاني/نوفمبر.
وأوضح داود اوغلو ان العقوبات التركية ستستهدف حصرا النظام السوري وقادته ولن تؤثر على المدنيين. واكد ان الحكومة التركية يمكن ان تتخذ "اجراءات اضافية". واعلنت تركيا انها لن تقطع امدادات المياه والكهرباء للجارة السورية.
من جهة اخرى. اتهم احمد داود اوغلو النظام السوري بانه رفض انتهاز الفرص الكثيرة التي منحت له وبات "في مأزق". وقال داود اوغلو امام الصحافيين ان الادارة السورية "فقدت شرعيتها" و"فضلت قمع شعبها بدلا من بدء اصلاحات" ديموقراطية في البلاد. وعبر الوزير التركي عن اسفه لان سورية لم تصغ منذ اشهر للاسرة الدولية بما في ذلك لانقرة. و"فقدت شرعيتها" بذلك.
الولايات المتحدة تشيد
بدورها، اشادت الولايات المتحدة بحزمة العقوبات التي فرضتها تركيا على سورية معتبرة ان هذا الاجراء سيزيد من عزلة نظام الرئيس بشار الاسد. وقال تومي فييتور المتحدث باسم مجلس الامن القومي الاميركي ان "الارادة السياسية المعلنة من قبل تركيا للرد على بشاعة انتهاكات الحقوق الاساسية للشعب السوري ستعزل نظام الاسد". واضاف ان هذه العقوبات التي اتخذها احد الشركاء الاقتصاديين الاساسيين لسورية "ستوجه رسالة للاسد والمقربين منه ان افعالهم غير مقبولة ولن يتم التسامح ازاءها". وتابع المتحدث الاميركي ان "الاجراءات المعلنة من قبل تركيا ستؤدي بالتاكيد الى زيادة الضغط على النظام السوري" و"سنواصل دعوة الحكومات كافة الى الانضمام الى حركة ادانة النظام السوري والضغط عليه".