21-11-2024 05:28 PM بتوقيت القدس المحتلة

أعقد المسائل السياسية على طاولة الأتراك تنتج عن فكرة التدخل البري

أعقد المسائل السياسية على طاولة الأتراك تنتج عن فكرة التدخل البري

مثلث التحالف الإقليمي السوري الروسي الإيراني، مرورا بالضاحية الجنوبية لبيروت، يضع أعداء المحور المقاوم ضمن زوايا حادة وممرات ضيقة على امتداد المحيط الجغرافي


خليل موسى - دمشق

مثلث التحالف الإقليمي السوري الروسي الإيراني، مرورا بالضاحية الجنوبية لبيروت، يضع أعداء المحور المقاوم ضمن زوايا حادة وممرات ضيقة على امتداد المحيط الجغرافي، وضمن الدائرة السياسية للتقاطعات الدولية، وفي القوة الإقليمية هذه، الخط البياني للردع يتصاعد. أما التركي والسعودي فقد دخلوا ضمن معادلات الطرح وأصبحوا امام طلاسم لوغارتمية معقدة مع كل خط منحني ترسمه السوخوي الروسية خلال مسح الأجواء السورية.
 
وفي سياق الأحداث الأخيرة والتصريحات السعودية والتركية المشتركة حول اجتياح لأرضٍ سورية، استضاف موقع قناة المنار في لقاء خاص الدكتور بسام أبو عبدالله للحديث عن هذه التطورات وبالتالي التوصل إلى ما يمكن شرحه بالمنطق السياسي المبني على وقائع ملموسة.

أبو عبدالله اكد أنه لن يستطيع هؤلاء القيام بما يدعون ما لم يأخذون الامر من الأمريكي مهما أطلقوا من تصريحات، بالتالي أعداء سورية أصبحوا في زاوية صعبة.

ويرى أن ما يسمونه "حل سياسي" لن يستطيعوا تمريره عبر مؤتمرات مثل جنيف ولم يستطيعوا إدخال عملاءهم في منظومة سياسية، إضافة أن أدواتهم على الأرض بدأت تنهار بشكل سريع جدا أكثر مما كانوا يتوقعون، حيث كانوا يتوقعون ان انهيار  مجموعاتهم قد يأخذ أكثر من عام وتكون حينها إدارة أوباما قد رحلت وأتى رئيس جمهوري، حسب ما يعتقد السعوديون والاتراك، ويخططون على أساسه.

هذا ووصف أبو عبدالله ما يجري حول تصريحات التدخل البري السعودي التركي في سورية، ملخِصا الأحداث بانهيارات متسارعة للمجموعات المسلحة، وهذا ما دفع دخول الأصلاء والمشغلين بدل الوكلاء، ويعود للتأكيد على أنه مرتبط بقرار أميركي، وهنا يطرح فكرة إن كانت أميركا تريد الصدام مع روسيا، حيث سيكون لهذا الأمر رد فعل أكد أنه واضح من دمشق وموسكو وطهران، وهذا ما قد يكون له تداعيات كبيرة.

وتابع في توصيف ما يحدث ضمن أروقة صناع القرار العالمي، "الروس يحاولون الآن عبر تصريحات رئيس الوزراء الروسي ميدفيدف إيجاد حل عبر الحوار، ولكن واضح أن الأطراف الأخرى لم تقبل بالواقع الميداني الذي يتهاوى بالتالي لم يبقَ لديها أدوات"، وهنا يذهب المحلل السياسي إلى أنهم لا يقبلون أيضا بالحلول السياسية المطروحة، لأنهم في الأساس  لم يبحثوا عن حل سياسي بل أرادوا تفكيك الدولة السورية والإتيان بمجموعات مرتبطة وعميلة لهم، تصبح مفخخات ضمن أروقة النظام السياسي السوري البديل، تتفجر في اللحظة التي يريدونها، وبالتالي تصبح سورية دولة من حيث الشكل موجودة ولكنها تدار من الخارج، وهذا ما هو واضح من خلال المحاولات المتكررة وما أوضحه الرئيس السوري بشار الأسد.

ماذا لو دخل حلفاء الشر بريّا؟!

سؤال يطرح نفسه بقوة في جميع المحافل، وهنا يجيب عليه الدكتور بسام أبو عبدالله بمفهومه السياسي، لأن هذه الخطوة العسكرية الكبيرة والخطيرة لها دلالة سياسية واضحة، فالتوصيات التي صدرت عن طهران وموسكو ستؤدي إلى حرب واسعة في حال اجتاح الأتراك والسعوديون، ويعتقد المحلل السياسي أن هذا ما سيكون المسمار الأخير في نعوشهم،خاصة أنهم في وضع لا يتناسب والقانون الدولي ولا تطورات الأحداث.

وحسب التصريحات والنوايا يدرك ضيفنا أن الاجتياح البري لن يكون كاملا في حال حدث إنما سيكون على جزء من الأرض، و الهدف المعلَن يذهب إلى قتال تنظيم داعش الإرهابي باعتبار محاربة داعش أصبحت شعاراً برّاقا، والسباق بدأ لإسقاط التنظيم في الرقة، لتضاف إلى طاولة الحوار كنقطة قوية يمكن التفاوض عليها لاحقاً. و هذا ما يخططونه. وأيضا لن يكون اكتساحا كاملا لأن الواقع الميداني لا يسمح لهم بذلك والأمور ضاقت عليهم .

أحلام تركية تبخرت اولها وآخرها متساويان..

أول الأحلام التركية يكمن بعودة العنوان العريض المتضمن إعادة بناء السلطنة العثمانية، فالحكومة التركية الحالية وكما أثبتت المراحل الأخيرة ما هي إلا امتدادات لبقايا تاريخية عثمانيا، طامحة بالتجدد - إنهم العثمانيون الجدد - وبما أنه لكل عنوان عريض عناوين فرعية على الأغلب، فالعنوان الفرعي الأبرز لدى حكومة رجب طيب أردوغان هو المنطقة العازلة أولا.

الدكتور بسام أبو عبدالله يؤكد في هذه النقطة، إنهيار الحلم بالسلطنة، ووهم المنطقة العازلة تلاشى أيضا إضافة إلى انتهاء موضوع الحظر الجوي، ومنذ فترة طويلة، وبرأيه يعود الفضل في هذا إلى التقدم السوري القوي المدعوم من الحلفاء الأقوياء.

كما شخّص حالة السلطة الحاكمة الأردوغانية، على أنها مأزومة ولم يبقَ لها حلفاء إلا النظام الوهابي السعودي والكيان الصهيوني، إضافة إلى وضع حرج آخر تقع فيه الحكومة التركية وهو أن زحفها باتجاه الكيان الصهيوني يشوبه شروط اسرائيلية، خاصةً أنه يأتي في ظروف وهو في وضع ضعيف جداً.

وعليه يستبعد المحلل السياسي ابو عبدالله أن يكون هناك اجتياح تركي لأن القانون الدولي في ظروف غير مشجعة ولا ملائمة للأتراك وأيضا الجيش التركي، لن يدخل في مغامرة أردوغان الذي يريد أن يدافع عن نفسه وعن مشروعه أكثر من دفاعه عن تركية. وأيضا يؤكد أنه يجب معاقبة الحكومة التركية لأنها مسؤولة عن فوضى السلح وفوضى المجموعات الإرهابية في المنطقة. 

ومن ناحية متصلة، لم يبقَ أمام الأتراك إلا أن يتركوا لهم موضع قدم في هذا الصراع هو محاولات السيطرة المطلقة على أعزاز والمحافظة عليها. بعد أن فشلوا في عزل منطقة الحدود. وبالتالي لن يتمكن أردوغان من أن يخطو خطوة واحدة إلا بغطاء أطلسي وأميركي وهذا ما لم يؤمَّن بعد، حسب الواقع الذي يقرأه الدكتور بسام ألو عبدالله.

الدور الكردي في لحرب السورية..

تقاسم للمهام يؤكده ضيف موقع المنار، ويكمن المضمون بتوزيع الأدوار في المناطق التي يعمل فيها المكون الكردي من الأراضي السورية، والتنسيق يأتي بين دور جوي سوري روسي، ودور للمشاة في وحداة حماية الشعب الكردية التي تكمّل الجيش السوري في تلك البقعة الجغرافية، فالجيش يقاتل في كل الجغرافيا، والأكراد لهم دور مثل أي وحدات سورية شعبية تدعم الجيش السوري في حربه على الإرهاب والدفاع عن أراضيه والعمل على استراجع ما يشوبه لون الارهاب.

ومن خلال ما يدور في فلك التحليل السياسي المبني على وقائع استراتيجية واضحة فإن الدفة التركية لن تكون ضمن تحكم الربان أمام أمواج ستتلاطم سفينته، وعواصف التحالف المتكامل لمحور المقاومة، فالتيارات والزوايا المتاحة أمامهم لإحداث انفراجات لن تكفي لحل مسألة الخروج ولا حتى لياردات معدودة من بحر واسع مليء بالدوامات.