السيد نصرالله: للتعقل والهدوء وتجنب التحريض الطائفي والمذهبي... موقفنا ثابث بعدم شرعية المحكمة ولسنا موافقين على التمويل ولكن لن نوجد مشكلة في البلد وسنقدم المصلحة الوطنية وميقاتي أمام إمتحان شهود الز
جدد الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله التأكيد أن المحكمة الدولية هي محكمة غير شرعية وغير دستورية وأنها محكمة أميركية وإسرائيلية هدفها النيل من المقاومة، مؤكداً انه "كنا وما زلنا نرفض أي شكل من أشكال تمويلها أو التعامل معها، ولو عقد جلسة لمجلس الوزراء وعرض تمويل المحكمة كنا سنصوت ضدها، لو عرض هذا الأمر على مجلس النواب كنا سنصوت ضد، ونرفض دفع أموال من جيوب الشعب اللبناني لتمويل هذه المحكمة".
وفي خطابه الذي ألقاه في المجلس العاشورائي المركزي الذي يقيمه حزب الله في مجمع سيد الشهداء (ع) في الرويس، لفت سماحته الى أننا لسنا موافقين على ما قام به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجهة تمويل المحكمة من الهيئة العليا للاغاثة لكننا لن نقوم بمشكلة وسنغلب المصلحة الوطنية. وقال "أنا أخالف منطق الرئيس ميقاتي حول اعتباراته، فالمحكمة غير دستورية وغير شرعية وعدم تمويلها لا يمس طائفة"، معتبراً أن "ميقاتي أحرج نفسه كثيرا عندما ألزم نفسه بتمويل المحكمة بمعزل عن رغبة مجلس الوزراء رغم علمه بأن أكبر عدد من الوزراء يرفض التمويل"، معاتباً إياه "حيث أوصل الأمر إلى نقطة حادة عندما أعلن رغبته بالإستقالة إذا سقط ملف التمويل". وشكر السيد نصر الله القوى التي وقفت الى جانب رفض التمويل وكل الكتل النيابية والوزراء الذين كانوا متضامنين معنا.
وقال سماحته في هذا الجو أخذ رئيس الحكومة قرارا على مسؤوليته بتمويل المحكمة من أموال الهيئة العليا للاغاثة، وما فهمته اليوم ان هذا المال هو عبارة عن هبات من افراد ودول للهيئة ومنه يتم تمويل المحكمة. وأنا لا أعرف إن كان هذا الاجراء دستوري أم لا لأنني لست خبيرا به. وتابع إنه "جرى تهبيط حيطان وتخويف من العقوبات الدولية والقرار الذي جرى هو خارج المؤسسات الدستورية".
وأكد سماحته ان "رئيس الحكومة الذي تحدث عن العدالة وإحقاق الحق هو الآن أمام إمتحان إنصاف الضباط الاربعة من خلال وضع ملف شهود الزور على جدول أعمال مجلس الوزراء لإنصاف هؤلاء الذين من بينهم إثنان من الطائفة السنية، متسائلاً "أليس مقتضى العدالة والوطنية والإنتماء الطائفي أن يحسم هذا الموضوع؟". وشدد السيد نصر الله على ضرورة دخول الحكومة في مرحلة الانتاجية وعدم تقطيع الوقت والمراهنة على الاحداث، مؤكداً تأييد حزب الله "جميع مطالب الإصلاح والتغيير المنطقية والصحيحة"، آملاً "مواصلة العمل في الحكومة لأن المصلحة الوطنية الكبرى كانت دائما فوق كل اعتبار".
وكشف الامين العام لحزب الله عن مزيد من الحقائق والمعلومات عن الصفقة التي عرضت على المعارضة السابقة مقابل إعادة سعد الحريري لرئاسة الحكومة ومنها اسقاط المحكمة وتحديدا وقف التمويل وسحب القضاة والغاء بروتوكول التعاون مع المحكمة على ان يعقد مؤتمر لوزراء خارجية عدة دول في انقرة وبعده مؤتمر في باريس برئاسة الرئيس الفرنسي نيقولا ساركوزي وحضور وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لمباركة الاتفاق، وتضمن الاتفاق الذي تلا السيد نصر الله بعض بنوده تعهد الحريري تنفيذ البنود السالفة عن المحكمة على ان يوقع الاتفاق الرؤساء الثلاثة. والمطلوب بالمقابل بحسب الاتفاق تسمية الحريري وإعطائه الاكثرية في الحكومة وحماية فريقه الامني والسياسي في إدارات الدولة. وقال سماحته هذا يعني تسليم البلد لسعد الحريري مقابل إبعاد خطر المحكمة عنا ونحن رفضنا الصفقة لمصلحة البلد.
الأمين العام لحزب الله دعا للتعقل والهدوء وتجنب التحريض الطائفي والمذهبي، داعياُ تيار المستقبل للكف عن السياسة الإعلامية المتبعة، منبهاً من خطورة التحريض المذهبي الذي يعتمده، مؤكداً أنهم "يستغلون أحيانا أحداثا ليوجهوا اتهامات لإحداث فتن مذهبية". وقدم مثالا على ذلك ما جرى في بلدة عرسال حيث زعموا أن أفرادا من حزب الله كانوا برفقة قوة من مخابرات الجيش التي داهمت مطلوبين في البلدة مؤخرا. وسأل سماحته "هل يريد نواب المستقبل لمنطقة بعلبك الهرمل المتعايشة أن تدخل في صراع مذهبي؟ لمصلحة من؟ المصلحة الوطنية تقتضي ذلك؟ مصلحة الموقف اللبناني؟ أي مصلحة؟ مصلحة الربيع العربي؟ أسأل نواب المستقبل وأتمنى أن يجيبونني بالمنطق لا بالشتائم".
وكذب السيد نصرالله مزاعم هؤلاء عن تسليح مجموعات في طرابلس. وقال حلفاؤنا في الشمال هم قوى سياسية مناضلة ولها تاريخها. وهم قوى شعبية حقيقية بالرغم من المواجهة الشرسة التي وجهت ضدهم ودفع مئات ملايين الدولارات في الحملات الانتخابية. ولفت الى أن هؤلاء أحرص الناس على مدينتهم ودعا قيادة المستقبل الى أخذ عبرة عبر تقييم داخلي عن حجم المشاركة الشعبية التي لم تكن بالحجم المطلوب في مهرجانهم الاخير في طرابلس. وقال السيد نصرالله "اذا كان أحد يخطط للدخول في معركة معنا من خلال المراهنة على تطورات إقليمية لإستئصالنا فهم واهمون ويستطيعون أن يعرفوا من الآن نتيجة المعركة". وأكد "نحن قوم لا يرهبنا هذا التحريض ولا يقدم ولا يؤخر ويجب ان لا يغيب عن بال هؤلاء اننا خلال 28 سنة من عمل المقاومة كنا نتعرض لابشع حملات التحريض وهذا لم ينل من عزيمتنا"، داعياً البعض الى "عدم الاستقواء بأحد في المنطقة لإستئصال القوى الاخرى في لبنان".
وفي معرض استعراضه للخطاب السياسي في البلد، وجه السيد نصرالله نداءً لكل اللبنانيين "تعالوا نتفق على قاعدة تقول أن ما يجري عندنا هو صراع سياسي لا علاقة لها لا بالدين ولا بالعقائد وإنما يرتبط بالتصورات والمشاريع السياسية"، مضيفاً "ولنتفق أيضاً أن انتقاد القيادات السياسية وحتى الدينية أو الأحزاب أو القوى أو التنظيمات هو ليس انتقادا لدين او طائفة او مذهب"، مؤكداً ان "الخلاف مع أي فريق سياسي لا يعني أن هذا يجيز تحول الأمر إلى صراع مذهبي، الإهانات الشخصية لأي إنسان كان أمر ممنوع بالشرع والقانون والقيم". وشدد سماحته على التزم حزب الله بهذا الخطاب، قائلاً "يمكن مراقبة كل خطابنا السياسي من بداية الأزمات، لم نتحدث عن أنفسنا كشيعة ولا عن الآخرين باعتبارهم أبناء طائفة محددة".
لمتابعة نص الكلمة السياسية التي ألقاها السيد نصرالله في المجلس العاشورائي المركزي كاملاً: إضغط هنا