رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن "سلاح السعودية اليوم، هو بأيدي العصابات التكفيرية في سوريا
رأى نائب رئيس المجلس التنفيذي في حزب الله الشيخ نبيل قاووق، أن "سلاح السعودية اليوم، هو بأيدي العصابات التكفيرية في سوريا، وبات يشكل خطرا حقيقيا على استقرار لبنان"، مضيفا "كيف أن السلاح السعودي يجد طريقه بسرعة إلى العصابات التكفيرية في سوريا، ولا يجد طريقه بالمقابل لنصرة الجيش اللبناني، الذي لو كان ينصاع لإرادة السعودية في محاربة المقاومة، لكان السلاح السعودي وجد طريقه إليه بسرعة فائقة كما يجده إلى العصابات التكفيرية في سوريا".
وخلال احتفال تأبيني في ذكرى أسبوع أحمد سلمان والد الشهيد موسى سلمان، في حسينية بلدة مجدل زون الجنوبية، قال الشيخ قاووق "النظام السعودي يمكن أن يشتري إرادات وقرارات عواصم كبرى في العالم بماله ونفوذه، ولكنه لا يستطيع أن يغير هوية الجيش اللبناني، ولا هوية لبنان وموقعه ودوره، أو أن يشتري إرادة اللبنانيين، أو أن ينتقص من كرامتهم، لأن أشرف الناس ورثوا عن آبائهم وأجدادهم أن الكرامات قبل المكرمات، وأن كرامتنا غالية ولا تقدر بثمن، وهي أغلى من الدنيا وما فيها".
أضاف"النظام السعودي هو الذي تراجع عن هبته للجيش اللبناني، فما معنى أن يتراجع الواهب عن هبته، أو أن يعود المانح عن منحته، أو أن يعدك أحد بشيء ويعود عن كلامه، فهذا يعني أن لا علاقة له بمنطق أخلاق، ولا عروبة، ولا قيم، بل هو لا يقدر على تحمل مسؤولية الكلام الذي يقوله، ولكن الواقع يشير إلى أنهم بذلك يريدون ابتزاز القرار اللبناني، فالهبة السعودية ماتت بموت الملك، وهذا موثق رسميا، وقد أبلغت فرنسا رسميا بعد وفاة الملك بانتفاء الهبة السعودية للجيش اللبناني، إلا أنهم يحاولون اليوم استخدام هذه الورقة لابتزاز اللبنانيين ومعاقبة فريق لبناني، ونحن في المقابل نقول للنظام السعودي ولكل أدواته في لبنان أننا لسنا ممن يساوم على كرامة، ولا ممن يباع أو يشترى، ولا ممن يركع على أعتاب الملوك، فكرامتنا غالية، ونحن بغنى عن سلاح السعودية لتحرير أرضنا وحماية وطننا من العدوان التكفيري، لأن لبنان اليوم بتعاون الجيش والمقاومة هو في حصن حصين أمام أي عدوان إسرائيلي أو تكفيري، وإن ميادين القتال وجرود عرسال تشهد أننا بهذه المعادلة حققنا ما عجز عنه التحالف الدولي بقيادة أميركا".
واعتبر "أن اسرائيل لا يخيفها ولا يقلقها رعد الشمال وسلاح السعودية الذي هو بيد العصابات التكفيرية في سوريا، فكفى فضيحة أن هذا السلاح لا يقاتل إسرائيل ولا يقلقها، بل يطمئنها وهي ماضية في امتداحه، وكفى فخرا لسلاح إيران أنه يقلق إسرائيل ويخيفها، وكفى فخرا ومجدا للمقاومة أنها بسلاحها تغرق الاسرائيليين ببحر الرعب، فإسرائيل اليوم ترتجف خوفا من معادلات ومفاجآت المقاومة، ولكنها لا تشعر بأي قلق من رعد الشمال لأنها تدرك أن القرار السعودي يلتقي مع القرار الإسرائيلي".
وتابع "بعد كل ما أنفقوه من أموال وقدموه من سلاح خلال خمس سنوات من العدوان السعودي والتركي على سوريا، نرى أنه قد رحل ملوك وأمراء ووزراء ورؤساء وبقيت سوريا المقاومة، وقد فشلوا في تغيير هويتها أو موقعها أو دورها. وها نحن اليوم نشهد إنجازات ميدانية عظيمة غيرت معادلات المنطقة والعالم، وحمت المنطقة من التمدد التكفيري والمشروع الوهابي الذي يشكل خطرا على لبنان وشعوب المنطقة والإنسانية جمعاء، وقد كان لحزب الله الدور الأساس في هذه الإنجازات".
وقال الشيخ قاووق "منشأ ومصدر الفكر التكفيري هو النظام السعودي الذي لا يزال حتى اليوم يراهن على توظيف العصابات التكفيرية في اليمن وفي العراق وفي سوريا، وقد صرف أكثر من مئة مليار دولار في السنوات العشر الماضية لترويج التكفير الوهابي الذي يعني تكفير كل الناس، واستباحة دمائهم وأموالهم وأعراضهم. ولا ننسى أن الناس كانت تنتظر عندما حوصرت بيروت العام 1982 قدوم الجيوش العربية لتنقذ عاصمة لبنان، وظل الحصار أكثر من مئة يوم ولم يأت السلاح أو الجيش السعودي لنصرة لبنان، بل أتت مساعدة عسكرية من الجمهورية الإسلامية الإيرانية وأتى الحرس الثوري والسلاح من إيران لمساعدة شعب لبنان والمقاومة تحت شعار أطلقه الإمام الخميني وهو: "يجب أن يتحول الجنوب إلى مقبرة للغزاة الإسرائيليين"، مضيفا "المقاومة حررت الجنوب العام 2000، وحمت الأرض في عام 2006، بسلاح إيراني وليس بسلاح سعودي".
وختم بالقول"لن نتخلى عن مسؤولياتنا تجاه أهلنا ووطننا، مهما كانت الضغوط السياسية والإعلامية والاقتصادية على حزب الله، من قبل أميركا والسعودية وبعض الدول الخليجية حتى نغير موقفنا في سوريا، فنحن لن نغير موقفنا هناك، بل سنكمل المعركة حيث يجب أن نكملها، لأن هزيمة العصابات التكفيرية هي واجب وطني من أجل حماية لبنان، واستقرارها داخل سوريا هو خط أحمر، وعليه فإننا إذا أردنا أن نحمي أهلنا وبلدنا فإنه يجب أن نهزم العصابات التكفيرية وراء الحدود".