ثمة تساؤل مشروع حول التوقيت السعودي لاعلان دفن الهبة المزعومة والتي ولدت ميتة بالاساس، لكن الاعلان عن دفنها ليس بريئا وليس بعيدا عما يُحضر على الساحة اللبنانية
ثمة تساؤل مشروع حول التوقيت السعودي لاعلان دفن الهبة المزعومة والتي ولدت ميتة بالاساس، لكن الاعلان عن دفنها ليس بريئا وليس بعيدا عما يُحضر على الساحة اللبنانية خاصة بعد ان اعلنت الرياض على لسانها ولسان من تشغلهم في لبنان اعلنت خيباتها المتكررة اي فشلها في الساحة اللبنانية.
ما قبل الاعلان "الضغط" ثمة مؤشر كبير لا يمكن اغفاله وهو عودة سعد الحريري الى لبنان لاقامة طويلة كما قال .
ذلك الاتي من الرياض من البديهي انه لم يأت بملء ارادته انما ضمن سياسة تقضي باسترجاع السعودية لنفوذها في لبنان بعد ان اكل الترهل ما اكله في حلفائها وبالتالي في سياستها.
وحمل هذا العائد شعار انتخاب رئيس للجمهورية للبلاد للمحافظة على الاستقرار محاولا الايحاء بيقظة ضمير بعد اكثر من سنة ونصف على الفراغ الرئاسي. لكن سرعان ما انكشفت الاهداف مع اعلان الرياض وقف الهبة المزعومة والتي مثلت ساعة الصفر كشفت المستور وحقيقة ما يتم التحضير له والمتمثل:
اولا: شد العصب لقوى 14 اذار بعد ان كادت تدفن هي الاخرى.
ثانيا: ارباك الساحة الداخلية بافعال وانفعالات تؤدي الى المزيد من تأزيم الساحة للتصويب على حزب الله وحلفائه
ثالثا: ارباك العمل الحكومي الذي لم يمض على انطلاقه من جديد سوى ايام معدودة
رابعا: السعي الى تغيير حكومي للامساك بحقائب اضحت الان مهمة بنظر المستقبل ومنها الخارجية
ازاء ما تقدم كان لا بد من منصة انطلاق فكانت العلاقات العربية والتدخل بالشؤون العربية والتضامن العربي وما الى ذلك من "كليشيهات" حتى مطلقيها لا يتمتعون باي لياقة لرفعها، اذ ان المقصود هو التضامن مع السعودية حصرا. فهل السعودية تحتاج الى تضامن لبنان؟ ومتى خرج لبنان الرسمي عن فحوى التضامن؟
بالعودة الى مواقف وزارة الخارجية اللبنانية ازاء ما تعرضت له السفارة السعودية في طهران فان بيان الادانة والاستنكار الذي صدر آنذاك يعبر عن الموقف لبنان الرسمي فلماذا اذا هذه الحملات حتى موقف لبنان في الجامعة العربية ومنظمة المؤتمر الاسلامي لم يكون خارج التنسيق مع الرئيس تمام سلام المحسوب على الفريق السعودي في لبنان. فلماذا هذه الضجة اذا ؟ ام ان وراء الاكمة ما وراءها؟
ثمة رأي يضع ما يجري في لبنان من تسخين للوضع بعد استقرار "هش" عاشه البلد مدة لا بأس بها ، يضع ذلك في اطار ما يجري في المنطقة والانجازات التي يحققها محور المقاومة في سوريا ، اذ المطلوب سعوديا هو تعميم التوترات الطائفية في المنطقة ولا سيما في لبنان حيث بيئة المقاومة وحاضنتها ظنا من حكام الرياض أن ذلك يحاصر او يثني المقاومة عن المضي في مواجهة المشروع السعودي في سوريا والذي اضطر الرياض الى اتخاذ خطوات عملية مباشرة من قبيل احتمال التدخل البري لانقاذ حلفائها الارهابيين بعد اخفاقهم في تنفيذ ما هو مطلوب منهم اقليميا ودوليا.
وعليه يخلص اصحاب هذا الراي الى اعتبار ان عودة الحريري الى بيروت تاتي في اطار التحضير لموجة جديدة من التوترات لكن هذه المرة بعنوان اكثر وضوحا "دفاعا عن آل سعود".
وكانت لافتةً الحملة على حزب الله سياسيا واعلاميا وتصاعدها في الايام الاخيرة على صعيد المواقف وتحميل حزب الله مسؤولية العديد من الامور في البلد من موضوع "الهبة" الى موضوع الحكومة مع استمرار نغمة موضوع سلاح المقاومة وحتى عند استقالة احد الوزراء كان "المبرر" هو الاعتراض على سياسات حزب الله، كل ذلك من اجل مزيد من التوتير وبنفس الوقت التغطية على حالات التصدع التي تعم فريق 14 اذار.