أقامت نقابة المصورين الصحافيين بالتعاون مع مديرية الدراسات والمنشورات في وزارة الاعلام، وبرعاية وزير الإعلام رمزي جريج وفي حضوره، معرضا للصور بعنوان "حياتنا أقوى من موتكم"، لمناسبة "يوم المصور الشهيد".
أقامت نقابة المصورين الصحافيين بالتعاون مع مديرية الدراسات والمنشورات في وزارة الاعلام، وبرعاية وزير الإعلام رمزي جريج وفي حضوره، معرضا للصور بعنوان "حياتنا أقوى من موتكم"، لمناسبة "يوم المصور الشهيد"، في القاعة الزجاجية في وزارة السياحة.
حضر الاحتفال الى الوزير جريج، السيدة لينا يموت ممثلة وزير البيئة، عضو المكتب السياسي في حزب "الكتائب" ساسين ساسين ممثلا رئيس الحزب النائب سامي الجميل، العميد الركن ماهر ابو شعر ممثلا قائد الجيش العماد جان قهوجي، العميد محمد رمال ممثلا مدير المخابرات في الجيش العميد الركن ادمون فاضل، المقدم سعد كيروز ممثلا المدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء ابراهيم بصبوص، رئيس المجلس الوطني للاعلام المرئي والمسموع عبد الهادي محفوظ، جوزيف القصيفي ممثلا نقيب المحررين، المدير العام لوزارة الإعلام الدكتور حسان فلحة، المدير العام لوزارة السياحة ندى السردوك، مديرة "الوكالة الوطنية للاعلام" السيدة لور سليمان صعب، مدير "إذاعة لبنان" محمد ابراهيم، مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية خضر ماجد، مستشار وزير الإعلام اندريه قصاص، مديرة البرامج في اذاعة لبنان ريتا نجيم الرومي، نقيب المصورين الصحافيين عزيز طاهر، المستشار الاعلامي في السفارة الإيرانية إيراج إلهي، المستشار الثقافي في السفارة الايرانية محمد شريعة مداري، مدير المركز الكاثوليكي للاعلام الاب عبدو ابو كسم، وحشد من الشخصيات الإعلامية والصحافية من مختلف وسائل الإعلام اللبنانية.
جريج
بعد النشيد الوطني، ألقى الوزير جريج كلمة قال فيها:"يسرني أن افتتح المعرض الذي تنظمه نقابة المصورين الصحافيين ومديرية الدراسات والمنشورات في وزارة الاعلام بعنوان "حياتنا أقوى من موتكم"، والذي يختصر مضمون ما يحويه هذا المعرض من صور تعبر عن حبنا للحياة ورفضنا لثقافة الموت .
من وحي ما نشاهده في هذا المعرض نتلمس طريقنا للأستمرار في مواجهة ما يعترض مسيرتنا من صعوبات تحول دون تحقيق السعادة التي نسعى إليها في وطن تحوط به الأزمات من كل حدب وصوب.
إن هذا المعرض يظهر المهنية العالية التي يتحلى بها مصورو الصحافة، إذ أن التصوير عموما فن قائم بذاته، وأن التصوير الصحفي خصوصا يرتقي أحيانا إلى أعلى مستويات هذا الفن؛ كما أنه يبين مدى جمال الطبيعة اللبنانية وسائر المشاهد التي تبرزها الصور المعروضة. وان في ذلك تكاملا في الأدوار بين عدسة المصور والمشهد الذي يلتقطه ليجعله عملا فنيا في متناول قراء الصحف والمجلات ومشاهدي المحطات التلفزيونية ورواد المواقع الالكترونية.
لا يسع الناظر إلى الصور المعروضة إلا أن يقف مدهوشا أمام إصرار هؤلاء المصورين، كل بأسلوبه المميز، على إظهار الجوانب التي تدعو إلى التفاؤل وحب الحياة والتصميم على مواجهة آلة الموت التي يرفعها اولئك الذين يستهويهم هدر دم من لا يجاريهم في ما هم مجبولون به من حقد وكراهية.
ولا شك في أن المصورين الصحافيين هم جنود مجهولون في مهنة المتاعب. فأسماء الكتاب تلمع في الصحف، وهم محل اهتمام، في حين لا نجد من يعترف بما يقوم به أولئك المصورون ليلتقطوا الصور المعبرة، التي تغني في كثير من الأحيان عن ألف كلمة. المصور "شاهد عيان" على الحدث، ولولا شهادته هذه، لما تمكن المشاهد من معرفة حقيقة ما جرى ولما تمكن الإعلامي من التعليق على الصورة واستنتاج الخلاصات السياسية التي تعبر عنها.
ولا نبالغ حين نقول كم تكون مكلفة تلك الصورة التي تنقل الينا الواقع بتجرد ومن دون تحريف أوتشويه، وكم يغامر المصورون الصحافيون في سبيل التقاط صور من أرض الأحداث والمعارك. وكم من شهداء سقطوا وهم يسعون وراء صورة تظهر ما تتركه همجية المعتدي من ويلات ومآس وما تخلفه من موت ودمار. فالشاهد يتحول أحيانا إلى شهيد، وبدمائه الزكية يرفع المهنة التي يمارسها إلى مستوى الرسالة. إن قافلة الشهداء من المصوريين الذين سقطوا على أرض الواجب طويلة، نذكر منهم الياس الجوهري وعبد الرزاق السيد وحبيب ضيا وعدنان كركي وخليل الدهيني وجورج سمرجيان وبهجت دكروب وأحمد حيدر أحمد وليال نجيب وعساف أبو رحال وعلي شعبان. لأرواح هؤلاء الشهداء ننحني، وبذكرهم نعبر عن وفائنا لهم وتقديرنا لتضحياتهم وتعلقنا بالحرية الإعلامية المرادفة لحق المواطن بالمعرفة. لقد أرشفوا بصورهم معاناة الناس، آمالهم وتعاستهم، وكشفوا غطرسة من اعتدى على الأبرياء، فواجهوا الموت بعدسات كاميراتهم ورحلوا، وبقيت لنا صورهم التي بها نتحدى الظلم والقهر والطغيان أينما وجد.
في الصور المعروضة أمامنا أطفال يشع في عيونهم حب الحياة وفوقهم في سماء لبنان طائرات اسرائيلية تزرع الرعب والموت والدمار. ففي عيون هؤلاء الاطفال إشراقة فجر جديد طالع من رحم المعاناة. وفي مواجهة رعد الطائرات، نرى تصميما على الحياة أقوى من الموت الذي يزرعه الطغاة والإرهابيون على حد سواء.
ويكون كلامي، في هذه المناسبة، ناقصا اذا لم اذكر في خاتمته أن أخلاقيات مهنة المصورين الصحافيين مشابهة لأخلاقيات سائر المهن الإعلامية، وانها تفرض عليهم الإحجام عن التقاط الصور المؤذية، كصور الضحايا والجرحى، وتلزمهم، كذلك، بالامتناع عن كشف خفايا الحياة الخاصة للأشخاص، احتراما لحقوق الإنسان. لذلك لا يسعني الا ان ادعو المصورين الصحفيين، الى التقيد تلقائيا بأخلاقيات مهنتهم ومناقبيتها لكي يرتقوا بها الى مستوى الرسالة.
فتحت شعار إرادة الحياة افتتح هذا المعرض، مهنئا منظميه والعارضين على هذا الإنجاز ومتمنيا لنقابة المصورين الصحفيين ومديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية في وزارة الاعلام المزيد من العطاء، لنثبت جميعا أن ارادة الحياة هذه أقوى من موتهم".
فلحة
ثم ألقى الدكتور فلحة الكلمة الاتية: "نحن ثقافة الحياة التي ترتسم بريشة ألق الالم، وتقيم احلامنا على مرمى المسافة بين السمع والبصر، نكورها صورا زاهية في مطارح النسيان، وعلى مقاس طلاتنا، والآتي من الايام.
للوطن الذي يحسده قوس قزح على تعدد ألوانه وتنوع طيفه، للبلد الذي نحرسه في عدسة عيوننا، للزمان والمكان اللذين جمعهما اطار الوطن وخلف حدوده وأن الصورة والحرف والرسم، تتفيأ في ظل الحرية الوارفة منذ أن ترافق القلم، وقبله الريشة مع الورق.
كنا نخرج من حروبهم أحياء ومن دمارهم اكثر صلابة وعنفوانا وتصميما لأن حياتنا أقوى من موتهم، نحن البلد الاول الذي هزم اسرائيل وما زال بتآزر أبنائه، وما شريك النصر الا صورة فريدة حية التقطها وطنيون مقاومون عظماء كانوا روادا وما زالوا على رغم بساطتهم وتواضعهم.
هذه الصور التي أرخت للحياة والنبض والسلام، كما للموت والرقود والحرب. ارتأينا بوزارة الاعلام ومن خلال مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية وبمناسبة يوم الشهيد المصور ان يكون هذا المعرض بطاقات فرح، وتفردا في العطاء في زمن الظلمة، والسواد الداكن الذي يلقي بضلاله على ظلال الحق.
ونشكر نقابة المصورين الصحافيين التي جمعت هذا الارث الابداعي المميز وتجمعه، وهذا التراث الغني، وتؤرخ هذه الذاكرة لحياة أقوى من الموت.
ولا عجب ان الالم عندنا نحيله فرحا وحبورا وسعادة وسرورا. والمعاناة، نحياها في ذاكرة النسيان دون ندم.
اردنا هذا المعرض ان يكون اضواء ساطعة، مشعة رغم ما نعانيه، وما عانيناه بأن ثقافتنا قائمة على نبض الوجود والاستمرار والتقدم، ولا يستطيع احد أنى كان هذا الاحد ان يمن علينا أو يقيدنا بأطر الاحباط واليأس، هو الامل يجترح في هذه الصور، من الالم، والوجع الذي كان مخاضا لوجودنا وبقائنا.
واننا نأمل في هذه المناسبة ان يأخذ الزملاء المصورون حقوقهم كاملة، كما نسعى ان يكون العاملون كل العاملين في المجال الاعلامي المتنوع والمتعدد يتمتعون بالشروط المهنية والاجتماعية والمادية اللائقة التي تصون كرامتهم وترد لهم بعضا من جميل عطائهم، وكل ذلك صونا للوطن ولأبنائه، وهذا جهد مشترك نتكاتف فيه معا بالتعاون مع الجميع من اجل صون الحرية والكرامة والحفاظ على الوطن، وما النصر الا له".
ماجد
اما مدير الدراسات والمنشورات اللبنانية خضر ماجد فقال: "تأتي المناسبات وتمر، كما تأتي الاحداث الكبير والصغيرة في حياتنا حلوها ومرها، وتكاد تنسى لولا الجندي الذي يوثق التاريخ، فيبقى الحدث حيا على مر الزمن والاجيال، انه الجندي الشجاع الذي يخوض المعارك حاملا آلة التصوير بيد وحياته باليد الاخرى، مجسدا لوحة الحياة والتحدي في وجه آلة الموت، ينقل البسمة وحب الحياة في نفس صورة الموت والدمار والحزن باعثا الامل ليؤكد ان رسالته حفظ الانسان والبيئة والوطن. انهم العين الساهرة لان ارادتهم هي صنع المستحيل".
أضاف: "تحية لكل مصور يناضل في مهنة المصاعب، تحية الى كل مصور شهيد في يوم ذكراه. في يوم الوفاء لمن قدموا حياتهم من أجل نقل الحقيقة فكان منهم الشهداء والجرحى في كل الظروف، وكانوا ابطالا مقاومين في وجه الارهاب الاسرائيلي والارهاب التكفيري على حد سواء".
وتابع: "بهذه المناسبة نؤكد في مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية وبرعاية معالي الوزير رمزي جريج وبدعم من المدير العام حسان فلحة الذي واكب معرضنا هذا وجميع انجازاتنا بكل تفاصيلها وبمؤازرة جميع الزملاء في الوزارة من رؤساء وحدات وموظفين، نؤكد على الاستمرار بما اعلناه في مؤتمرنا الاخير حول الاعلام الجديد، اننا سننسج شراكة حقيقية مع جميع النقابات والمؤسسات العامة والخاصة وجميع وسائل الاعلام لصناعة اعلام مثمر وحر ومنتج، فتأتي شراكتنا هذه مع نقابة المصورين الصحفيين في معرضنا هذا وما سبقه وما سيليه ضمن سلسلة نشاطات اخرى مع النقابات والمؤسسات الاخرى على مساحة الوطن لتأكيد ارادة الحياة لدى جميع اللبنانيين".
وقال: "بهذه المناسبة نؤكد في مديرية الدراسات والمنشورات اللبنانية وبرعاية معالي الوزير رمزي جريج وبدعم من المدير العام حسان فلحة الذي واكب معرضنا هذا وجميع انجازاتنا بكل تفاصيلها وبمؤازرة جميع الزملاء في الوزارة من رؤساء وحدات وموظفين، نؤكد على الاستمرار بما اعلناه في مؤتمرنا الاخير حول الاعلام الجديد، اننا سننسج شراكة حقيقية مع جميع النقابات والمؤسسات العامة والخاصة وجميع وسائل الاعلام لصناعة اعلام مثمر وحر ومنتج، فتأتي شراكتنا هذه مع نقابة المصورين الصحفيين في معرضنا هذا وما سبقه وما سيليه ضمن سلسلة نشاطات اخرى مع النقابات والمؤسسات الاخرى على مساحة الوطن لتأكيد ارادة الحياة لدى جميع اللبنانيين".
أضاف: "في هذه المناسبة الكريمة، نؤكد على الدور المهني والوطني للمصور الصحفي ونقابته، لذلك لا بد من دعم حقوقهم المهنية والاجتماعية ضمن اتحاد عام للاعلاميين في لبنان".
وختم: "شكرا لكل مصور ساهم بصورة او واكب اعمال هذا المعرض لنسلك معا درب النجاحات والانجازات. شكرا معالي وزير الاعلام لرعايتكم، شكرا سعادة مدير عام الاعلام لمؤازرتكم، شكرا سعادة مدير عام السياحة السيدة ندى السردوك لاستضافتكم لنا، شكرا لنقابة المصورين الصحفيين ولنقيبها الزميل عزيز طاهر، شكرا للزملاء في وزارة الاعلام ووزارة السياحة والى نشاط قريب، يبعث بالامل والرجاء بقيامة هذا الوطن، عشتم وعاش لبنان".
طاهر
وألقى نقيب المصورين طاهر كلمة قال فيها: "22 شباط هو اليوم الذي اخترناه لتكريم شهدائنا ولكي يكون يوما للمصور الصحافي، فقد قدمت نقابتنا الشهداء اثناء الحرب وخلال العدوان الإسرائيلي على وطننا، وشهداؤنا بعدما جهدوا للبحث عن صورة دفعوا حياتهم ثمنا لها، بعدما وثقوا بصورهم بشاعة الحرب ومخاطر العودة اليها. شهداؤنا في قلوبهم ان صورة في صحيفة أو على شاشة التلفزيون قد تكون الأخيرة، استمروا بواجبهم المهني ولم يخافوا".
أضاف: "بعملنا وتفانينا الكبيرين صنعنا الذاكرة الحقيقية، وسجلنا للمستقبل دقائق اللحظة وتفاصيلها، وبدمعة حارة في هذا اليوم نتذكر شهداءنا: الياس الجوهري، عبد الرزاق السيد، حبيب ضيا، عدنان كركي، خليل الدهيني، جورج سمرجيان، بهجت دكروب، احمد حيدر احمد، ليال نجيب، عساف ابو رحال، علي شعبان وكل شهداء الإعلام".
وتابع: "معكم نرفع الصوت عاليا ونطالب بكشف مصير زميلنا المصور المخطوف سمير كساب وندعو خاطفيه لإطلاق سراحه فورا ليعود لأهله وزملائه، ونناشد كل الهيئات الدولية والإعلامية بتبني قضيته والعمل على تحريره. اليوم نتذكرهم جميعا وهم لم يغيبوا يوما عنا، أردنا هذا العام أن نوجه رسالة من خلال معرضنا لنعلن رفضنا للارهاب الصهيوني وكل أنواع الإرهاب ضد وطننا ودعمنا للوحدة الوطنية وتقديرا لشعبنا الذي يرفض الدمار والقتل واصراره الدائم على الحياة والبناء، لذلك تم اختيار عنوان لمعرضنا "حياتنا أقوى من موتكم". ومن خلال صورنا التي ستشاهدونها في هذا المعرض سترون وطننا كما نحب أن يكون، إنه ليس بمعرض فني، إنه رسالة وطنية لوطن نرى فيه علمنا اللبناني فقط، نرى فيه جيشنا قويا وقادرا وكلنا ندعمه ونقف خلفه، إنه وطننا الذي نتمنى أن نتمسك فيه بوحدتنا الوطنية مهما كان الخلاف بيننا وليبقى الحوار طريقنا في التخاطب والتفاهم".
وأكد ان "المصور الصحافي هوالضمير الذي يسجل مختلف الأحداث، وفي كثير من الأحيان نبقى المجهولين، لذلك أنشئت نقابة المصورين من أجل أن تمثل المصور اللبناني، وتدافع عنه وعن حقوقه، وأبوابها مفتوحة لكل الزملاء، مهنتنا هي مهنة الشجعان والحركة السريعة، فنحن أعين الناس حيثما كنا، مطالبنا بسيطة كما أحلامنا أن نعيش بكرامة وأن يعم السلام وطننا. وأختم بتمني أن يصبح وطننا موحدا كما صورناه في معرضنا".
وختم: "شكرا معالي الوزير لرعايتكم معرضنا ولكل الدعم الذي تقدموه لنا. شكرا سعادة المدير العام على اختياركم عنوان المعرض وعلى كل التعاون بيننا، شكرا لمعالي وزير السياحة النائب ميشال فرعون ولمدير عام وزارة السياحة السيدة ندى السردوك على استقبالنا في هذه القاعة، شكرا لكم جميعا وكل الشكر للزملاء والزميلات الذين شاركوا في هذا المعرض بالتعاون مع مديرية الدراسات والمنشورات، وألف تحية لأرواح الشهداء، عشتم وعاش لبنان".
بعد ذلك، تم قص شريط الافتتاح، ثم جال الجميع في أرجاء المعرض.
وفي الختام كان حفل كوكتيل للمناسبة.