نجح حزب الله وحلفاؤه في رد كرة النار التي رمتها الرياض في وجهه مع إعلان وقف الهبة المزعومة واستطاع رد الصاع صاعين مفوتا الفرصة من جديد على تصعيد السعودية وحلفائها
نجح حزب الله وحلفاؤه في رد كرة النار التي رمتها الرياض في وجهه مع إعلان وقف الهبة المزعومة، واستطاع رد الصاع صاعين، مفوتا الفرصة من جديد على تصعيد السعودية وحلفائها والذي بدأ يلوح في الافق مع عودة سعد الحريري الى بيروت.
مجريات الجلسة المارتونية التي انعقدت بالامس في السراي لم تخرج باعتذار ولا بادانة كما كان يريد الفريق السعودي في الحكومة، انما بعناوين جرى التوافق عليها من جميع الاطراف.
فبعد البيان الذي خرج عن حكومة لبنان بموافقة ومباركة حلفاء السعودية وعلى رأسهم سعد الحريري والذي شدد على التضامن العربي في "القضايا المشتركة"، مع التشديد على عبارة القضايا المشتركة، كيف ستقابل الرياض هذا الموقف اللبناني الرسمي؟ وهل اذا ما رُفع السبب عادت اموال الهبة المزعومة الى مجاريها؟.
بالعودة الى مجريات "مهزلة" الهبة السعودية المزعومة فان ما تم نشره في الصحف اللبنانية منذ اشهر من ان الهبة اضحت في خبر كان وان القابضين على الحكم في المملكة نفضوا يدهم من التزام سلفهم الملك عبد الله بن عبد العزيز ومن ثم تصريح قائد الجيش اللبناني حول الهبة كل ذلك يؤكد موت الهبة منذ فترة طويلة وبتنا على مقربة من ذكرى دفنها السنوية.
فهل يحيي بيان الحكومة اللبنانية ما مات ودُفن؟
يجيب مطّلعون على هذا التساؤل بالقول ان السعودية لم تكن مضطرة لتظهر بمظهر الخاسر في لبنان لولا الواقع الذي وصلت اليه سياساتها وحلفاؤها في آن، اذ ان الواقع الحكومي وبلسان حلفائها لم يعد يمثل ضمانة للسياسة السعودية كما ان رهانها على "واجهات" قد سقط بفعل العوامل السياسية المحلية والاقليمية، فكان لا بد لها من الدخول مباشرة على الخط في الساحة اللبنانية ومن باب التهديد والوعيد بلقمة عيش اللبنانيين في دول الخليج من جهة، ومن جهة اخرى من باب وقف "المكرمات" التي لم تؤت اكلها حتى عند الذين اكلوا من اطرافها.
ويتابع المطلعون ان جوهر توقيت اعلان وقف الهبة ليس كما قيل سعوديا انما يعود الى عدة امور منها:
- الفشل السعودي في قلب الطاولة على حزب الله داخليا والرغبة في التصعيد مع عودة الحريري لشد عصب حلفائها.
- الموقف الاسرائيلي والذي عبرت عنه وسائل اعلام العدو بالفرح والسرور للاجراء السعودي.
- الضائقة المالية التي تعيشها الرياض وخلافات العائلة المالكة.
- موقف الجيش اللبناني الثابت على محاربة الارهاب ومواجهته وكذلك القوى الامنية الاخرى في ظل النجاحات التي تحققت في هذا الاطار.
- فشل المملكة السعودية في اطلاق سراح امير الكابتاغون الموقوف في لبنان بتهمة تهريب المخدرات.
كل هذه العوامل وغيرها تؤكد ان الهبة المزعومة ماتت وشبعت موتا وهي تحتاج الى معجزة لاحيائها وليس الى بيان من الحكومة اللبنانية.