يكن قسم عظيم من الذين دعوا الإمام الحسين (ع) المعتقدين بالتشيع لكن أجاب الإمام الحسين (ع) دعوة جميعهم كانوا شيعة أم غيرشيعة لأنه كان ينظر إلى المصير
لم يكن قسم عظيم من الذين دعوا الإمام الحسين (ع) المعتقدين بالتشيع لكن أجاب الإمام الحسين (ع) دعوة جميعهم كانوا شيعة أم غيرشيعة لأنه كان ينظر إلى المصير الواحد للأمة الإسلامية. وقال مدير مركز البحوث للمجمع العالمي لتقريب المذاهب الإسلامية في ايران في حوار خاص مع وكالة الأنباء القرآنية العالمية (ايكنا): إن الثورة الحسينية تعتبر ذخيرة كبرى لا للشيعة فحسب بل للعالم الإسلامي ولاتكون مجرد ثورة إسلامية بل هي ثورة انسانية ونسبة دركنا وعلمنا لثورة الإمام الحسين(ع) قليلة بكثير مما أثمرت هذه الثورة.
ما يساعد على الفهم الأكثر لرسالة هذه الثورة لدى الشيعة والعالم الإسلامي والبشرية جميعاً لايقتصر على هذه الثورة بل يتمثل في نوع التعامل معها والنظرة إليها وتوفير مجال أكثر للتعرف الأكثر عليها وفتح الأبواب الإجتماعية أمامها.
وأشار إلى أننا كممثلي هذه الثورة في العصر الحالي يجب أن لانقيّد هذه الثورة في مشاعر خاصة فحسب قائلاً: إن حصرنا هذه الثورة في إطار محافل خاصة وتقوية مشاعر خاصة – إلا أنها أمر لازم في محلها- فمن الطبيعي أن يؤدي عملنا هذا إلى نقل بعض أبعاد ثورة الإمام الحسين(ع) بين الشعوب خاصة الشيعة وإلى تلبية أقسام من حاجاتهم وعدم ظهور قضايا الثورة الكامنة بين الأبعاد والمجالات الإجتماعية. وأضاف: فيجب أن نعتمد على شيئين: الأول أن نحصل على درك صحيح للثورة ثم نعرّف الناس عليها والثاني أن نتعامل معه تعاملاً جيداً وهذا التعامل له بعدان: البعد الأول هو التعامل مع الثورة نفسها وكيفية تقديمها في المجالس والتأكيد علي أهم أبعادها.
وقال ان التعامل الثاني مع الثورة يتمثل في كيفية إنعكاس وترسيخ الأبعاد الكامنة لثورة الإمام الحسين (ع) في تصرفات الشيعة مؤكداً: إن علاقة المسلمين وغير المسلمين تتزايد اليوم في العالم وقد رفعت إمكانية الحوار والنقل السريع للرسالات بشكل ملحوظ. كما أن مجال الدراسات الأكاديمية والتحاليل الواسعة حول الإسلام والتشيع متوفّر جداً فالتطرق إلى الأبعاد الإنسانية لثورة الإمام الحسين (ع) يعتبر أمراً هاماً. لكنني أريد أن أتطرق هنا إلى الأبعاد الإسلامية للثورة ولا أبعادها الإنسانية وفوق الإسلامية والأبعاد المتعلقة بالتشيع.
واعتبر قائلاً: أريد التطرق إلى ثورة الإمام الحسين (ع) وتقريب المذاهب؛ هل لهذه الثورة رسالات اسلامية أو لا؟ لهذه الثورة عناصر عديدة وواسعة يمكن أن نسمّيها بالأبعاد الإسلامية وفوق المذهبية.
وأوضح قائلاً: ثار الإمام الحسين (ع) بغية الحصول على نتائج؛ كان الإمام (ع) يهدف إلى اصلاح وضع الأمة كما قال نفسه بأنه قد جاء لإحياء سنة جده وإصلاح أمة جده. كان هذا الباعث موجوداً لدى الإمام (ع) حيث قد صرّح به في ثورته ولا مجال لرفضه.
واعتبر الإجابة إلى دعوة الداعيين إحدى عناصر وبواعث الثورة الحسينية قائلاً: قد كانت الإجابة إلى دعوة الداعيين إحدى عناصر وبواعث حركة الإمام (ع) حيث قد صرّح بها عدة مرات. يذكر أن هذه الدعوة من الإمام (ع) لم تتم من قبل الشيعة فحسب بل دعاه جمع غفير من الشيعة وغير الشيعة لكن يمكن القول ان غير الشيعة كانوا بوصفهم شيعة سياسية للإمام الحسين (ع).