لم تتأخر الرياض ومن خلفها الإمارات والبحرين والحبل على الجرار في الرد على بيان الحكومة اللبنانية الذي حاولت فيه تطييب خواطر الممكلة وكذلك حفلة الإنحناءات التي تمت في دارة الحريري
لم تتأخر الرياض ومن خلفها الإمارات والبحرين والحبل على الجرار في الرد على بيان الحكومة اللبنانية الذي حاولت فيه تطييب خواطر الممكلة وكذلك حفلة الإنحناءات التي تمت في دارة الحريري في وادي ابو جميل وسط بيروت. إذ قامت بخطوة تصعيدية عبرت عنها من خلال تحذيرها رعاياها من التوجه إلى لبنان والطلب من الموجودين المغادرة. وهكذا تكون المملكة تراجعت خطوة الى الوراء وتركت اتباعها مربكين اذ أن ما قام به القوم هو اقصى ما عندهم.
ثمة من يضع الخطوة التصعيدية السعودية في اطار تراجع نفوذ المملكة على الساحة اللبنانية بعد التخبط الذي يصيبها في الداخل والخارج، وان ذلك ياتي في اطار ردة فعل القابضين على الحكم في الرياض. لكن الامر قد يكون اكبر من ذلك بحسب المراقبين ، لا سيما وان التصعيد السعودي ضد لبنان يلاقي التصعيد الاسرائيلي في المكان ذاته.
في الشكل لا يمكن وضع تصعيد الرياض ومن وراءها الدول الخليجية الا في وجه فريقها الذي قام بعدة خطوات تجميلية لاسترضاء المملكة. لكنها لم ترضى مع الاشارة الى ان "الجرم" اللبناني تم تضخيمه عن سابق تصور وتصميم، فكيف يُفسر ذلك اذا؟ وهل ما حصل كان مدبرا في ليل ولغاية في نفس بنيامين واخوانه ، أم انه فقط يعبر عن التخبط والفشل في السياسة السعودية ؟
يرى مراقبون ان التصعيد السعودي ومن وراءه الخليجي اخذ منحا عدائيا اتجاه لبنان لا يؤخذ بين بلدين الا في حالة التوتر الشديد في العلاقات او في حالة التحضير لعمل عدواني اتجاه هذا البلد. وأن هذه الخطوات التصعيدية لها عدة اهداف خصوصا في هذا التوقيت بعد ان حقق محور المقاومة انجازات كبرى في الساحة السورية. ومن هذه الأهداف:
- تخلي السعودية عن سياسة تحييد لبنان وبالتالي اقحامه في الصراع القائم في المنطقة.
- رفع مستوى التوتر الطائفي في لبنان الى اقصى درجاته بعد ان اعادت اليه سعد الحريري للقيام بهذه المهمة.
-شد عصب حلفائها واعطائهم منصة للهجوم على المقاومة وحلفائها.
-خلق بيئة معبئة بالانقسام الطائفي والسياسي ومهيئة للانفجارعند اي شرارة وفي الظرف المناسب (سعوديا).
- تهيئة الارضية لضرب مقولة البيئة الحاضنة عند اي عدوان اسرائيلي على لبنان.
بالعودة الى خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله في ذكرى القادة الشهداء كانت الرسالة واضحة للجانب الاسرائيلي وكانت المعادلة الرادعة التالية : خزانات الامونيا في حيفا ستكون هدف المقاومة في اي عدوان اسرائيلي على لبنان.
كما أنه لا يمكن اغفال ما كشفته الصحف الاسرائيلية منذ أيام عن تنسيق المواقف بين العدو الاسرائيلي ودول ما يسمى "الاعتدال العربي" لجهة ما يجري في سوريا، فهل من ربط بين هذا التنسيق وبين التصعيد السعودي الخليجي ضد لبنان، إذ أن المقصود ليس بالطبع حلفاء المملكة من هذا التصعيد وانما من له دور كبير في محاربة المشروع الصهيوني-السعودي في المنطقة اي حزب الله.
وعليه يتساءل المراقبون هل انخرطت السعودية "علنا" بالمشروع الاسرائيلي بعد ان استهلكت خمس سنوات في الازمة في سوريا ولم تنجح في تحقيق اهدافها وهو القضاء على محور المقاومة عبر اسقاط النظام السوري، وعليه فهل تغامر الرياض ومن خلفها تل أبيب، لتغيير قواعد اللعبة التي باتت تشكل خطراً على مشروعهما في المنطقة.
وأخيراً وليس آخراً أين التضامن العربي؟