قبيل كل انتخابات في الجمهورية الاسلامية الايرانية، سواء رئاسية او برلمانية وغيرها، تعلو اصوات حملات التضليل المعادية لايران للايحاء بتناقضات في الداخل الايراني شعبيا وسياسيا.
احمد شعيتو
كما كل مرة، سيناريو متكرر، اضاليل حول ايران يكسرها الشعب، الوعي الشعبي وكذلك السياسي، ولا يتعلم مطلقها الدرس. فقبيل كل انتخابات ايرانية، سواء رئاسية او برلمانية وغيرها، تعلو اصوات حملات التضليل المعادية لايران للايحاء بتناقضات او ضعف في الوحدة الايرانية وقوة الشعب.
هذا ما يحصل في هذه الايام على مسافة ايام من الانتخابات البرلمانية الايرانية وانتخابات مجلس خبراء القيادة حيث انطلقت الحملات والاكاذيب في وسائل الاعلام والمواقع الالكترونية وهي هذه المرة مدفوعة بالمزيد من الحنق من انجازات ايران الكبرى الاخيرة.
لا شك بوجود وجهات نظر متعددة ازاء بعض الامور ولكن ليس هناك خلاف داخلي على القضايا الاستراتيجية والمبادئ المشتركة التي اعلت شان ايران منذ الثورة الاسلامية، وهذا اثبتته المسارات الايرانية ، هذا التعدد هو حميد وصحي ومعبر عن مناخ الحريات ولكن تضخيم الصورة يدل على النوايا الخبيثة من ضمن الحرب المتعددة الاوجه لمحاولة اضعاف ايران، وقد حذر الامام الخامنئي من ذلك عندما قال ان من الاعيب العدو التي تتكرر في الانتخابات افتعال قطبين كاذبين على غرار برلمان "حكومي" وآخر "غير حكومي".
لكن اصحاب هذه الحملة يغفلون عن انهم يناقضون انفسهم: فتارة يقولون ان هناك سطوة الرأي الواحد وقمع حريات في ايران وتارة يقولون بوجود منافسة قوية واراء مختلفة فكيف تكون حرية ابداء وجهات النظر في ظل غياب حريات؟ عليهم الاجابة عن ذلك.
اصحاب هذه الحملة يغفلون ايضا ان ايران بقيت ثابتة وصامدة لعقود من الضغط والحظر والتهديدات ولم يتعلموا من دروس الماضي رغم ان دولة كبرى مثل اميركا رضخت لفكرة ان ايران لن تتراجع وارغمت على التفاوض معها.
اصحاب هذه الحملة يغفلون ان ايران -التي دأبت على اجراء انتخابات حرة نزيهة- اثبتت انها بلد ديمقراطية وحريات وتنوع ضمن اطار التمسك بمبادئ الثورة الاسلامية لأنهم يعرفون ان الثورة حققت لهم العزة والتقدم، كما انهم ضمن اطار الانسجام مع توجيهات القائد، وكل ذلك رغم كل الايحاءات المضللة.
ولمن يسأل عن اثبات ذلك نُحيله الى العديد من الوقائع التي نجح الشعب الايراني فيها في التاكيد على رفض محاولات الايقاع به منها احداث 2009 او في مناخات التفاوض النووي التي احرزت ايران بوحدتها خلف المفاوضين وخلف القائد انجازا باهرا وتاريخيا بدأت معالم اثاره في نقل ايران الى مرحلة جديدة من التطور والاقتدار الاضافي على كافة الصعد.
من يشنون الحملات على ايران او يحاولون اثارة نعرات عند كل استحقاق انتخابي ايراني يثيرون السخرية عندما نرى ان مصدر هذه الحملات سياسون واعلام ينتمي الى دول لم تمر مساراتها السياسية والشعبية على اي نوع من الانتخابات او الخيارات الشعبية الحرة بل تسيطر عليها سطوة "العائلات المالكة" والمال والنفوذ الاعلامي مما ينتج عنه ابراز وتظهير لرأي واحد.
الشعب الايراني وكما في كل استحقاق ومنه الاستحقاق الانتخابي القادم يوم الجمعة الذي دعي فيه الى التصويت على انتخابات مجلس الشورى الاسلامي ومجلس خبراء القيادة سيثبت كما اثبت كل مرة بمشاركته الفعالة والواسعة بنسب مشاركة لافتة وبمهرجان شعبي يجدد العهد مع ثورته الاسلامية التي فجرها الامام الخميني ورسمتها تضحيات الشعب، انه حريص على تظهير خياره الحر والوقوف بوجه اعداء الامة الايرانية والاسلامية وقضايا العرب والمسلمين المحقة، ولا شك ان مواضيع عدة ابرزها انجاز رفع الحظر والاتفاق النووي ستكون مؤثرة في اجواء الانتخابات.
اليوم تحدث الامام علي الخامنئي عن معاني المشاركة الفعالة في الانتخابات فقال ان الشعب الايراني يواجه العدو بمشاركته في الانتخابات ويستعرض قدراته. وتابع قائلا: على البرلمان ان يولي اهتماما بالعزة والاستقلال وان يقف بوجه أطماع القوى التي تم قطع ايديها عن ايران، واضاف ان الشعب الإيراني يريد برلمانا يمتلك القدرة على تشخيص علاج معاناة المواطنين، ولا ينخدع بألاعيب العدو ويلزم الحكومة بالاقتصاد الداخلي.
اما الرئيس الشيخ حسن روحاني ففي ذات السياق شدد على عظمة الشعب ووعيه لا سيما في مناخات الانتخابات وقال ان هذا الشعب واع وعظيم ، يجب على البعض عدم التحدث مع هذا الشعب بحيث يسيء الى فهمه وادراكه وعظمته.