الى اين يتجه هذا التصعيد السعودي تجاه لبنان وما هو افقه ونتائجه وهل يمكن ان يحقق المرجو منه؟
استمرت الخطوات التصعيدية من السعودية ومعها بعض دول الخليج تجاه لبنان منذ اعلان وقف ما يسمى الهبة وما اثير حوله من تساؤلات حل خلفيات مريبة على صعيد التوتير والضغط السياسي وربما الامني. ولكن السؤال الى اين يتجه هذا التصعيد السعودي تجاه لبنان وما هو افقه ونتائجه وهل يمكن ان يحقق المرجو منه؟
يتناغم مع هذا التصعيد مواقف سياسية لبنانية تارة تحذر من تداعيات على لبنان او على اللبنانيين في الخليج وتارة تدعو الى الاعتذار من السعودية، وقد شهدنا حفلة "تضامن" مع السعودية في سفارتها في بيروت في هذا الاطار.
اللافت ان تتناغم هذه الضغوط مع الضغوط الاميركية السياسية والمالية على بيئة المقاومة ولكن لن يكون لهذا الامر جدوى عن جمهور وبيئة شريفة اعتادت مواجهة التحديات بكل صلابة وعدم التفريط بذرة كرامة.
بات اصحاب الحملة ينادون بشعار "العروبة" و"الاجماع العربي" وهو شعار لا احد يصدق ان من ينادي به اليوم كان يوما حريصا عليه لكن كان لا بد من شعارات "رنانة".
افق التصعيد
مدير مركز دال للإعلام الاستاذ فيصل عبد الساتر وفي حديث لموقع قناة المنار حول هذا التصعيد اشار في البداية الى ان "السعودية من خلال اعلانها المزعوم عن الهبة كانت تريد التمديد لميشال سليمان ولم تحقق هذه الامنية، وارادت السعودية عند اعلانها عن الهبة محاولة تغيير عقيدة الجيش اللبناني بحسب وجهة نظري، وما لم تحصل عليه السعودية من خلال هذا الموضوع تريد الان من خلال اعلان الغاء الهبة استغلاله لتعميق الانقسام واعادة اصطفاف داخلي على خلفية من يريد الدول العربية ومن يريد لبنان ان يكون محورا لايران كما يدّعون، هذا الفرز الجديد ربما يراد ان يساهم في شد العصب السعودي على المستوى الداخلي".
اضاف عبد الساتر "علينا ان نشير ان هذا الموضوع ربما يكون سيفا ذا حدين لان هذه الخطوات لو ترجمناها عمليا هي ضربات متتالية لسعد الحريري والمستقبل فعندما تقدِم على هذه الخطوات بعد عودته انما تشير ان عودته لم تعد تفيد ولم تعد السعودية هي من يحمي ظهر سعد الحريري، ربما يدرون وربما لا يدرون لكن النتيجة عمليا واحدة".
حول افق التصعيد يقول عبد الساتر "اعتقد انه سيتدحرج مثل كرة النار وسيثير الكثير من الغبار على الساحة اللبنانية وهم يريدون كما يزعمون اعتذارا معينا حتى يسجلوا سابقة ان دولة تعتذر على شيء لم تفعله، وكأن هذه الدولة اصبحت ملحقة بالمملكة السعودية بكل ما للكلمة من معنى، وهذا ما اعتقد انه لن يحصل بأي شكل من الاشكال".
لماذا التحذير من زيارة لبنان رغم انه لا يوجد احداث امنية؟
كان لافتا التحذير الخليجي من زيارة لبنان رغم انه لا يوجد احداث امنية.. هل هو نوع من الضغط ام هناك ما يحضر؟
يعتقد عبد الساتر ان "اتخاذ مثل هذه القرارات خطوات اعلانية اعلامية يراد منها اثارة الغبار السياسي ويراد منها الاستثمار على حساب المسالة الاخرى الأهم التي هي التهديد والابتزاز باللبنانيين الموجودين في الخليج ، لذلك فالسعودية تمارس هذا الضغط ومعها دول الخليج التي اصبحت امعة للسعودية، فاللعب في مكان اخر تماما اذ ليس الموضوع موضوع منع الرعايا الخليجيين بل قد يكون اكبر بكثير وهو الابتزاز باللبنانيين كما فعلت الامارات منذ فترة".. "لكن علينا ان نختار بين الكرامة والوطنية وان نكون اذلاء لهذه الدولة او تلك" يقول عبد الساتر.
ويشير الاستاذ فيصل هنا الى ان "الاعلان عن "المكرمة" جاء بعده بقليل تصنيف حزب الله من قبل السعودية كمنظمة ارهابية وتساوت في اتهامها وادراجها مع اميركا و"اسرائيل".. اذاً السعودية ليست بعيدة عن اسرائيل في اتخاذها مثل هذه الخطوات"..
سيصابون بخيبة
يخلص الاستاذ عبد الساتر الى ان التصعيد سيصاب بخيبة فيقول ان "من يظن ان الاقدام على هذه الخطوات سيؤثر على الرأي العام في بيئة المقاومة او على المستوى الوطني الشامل، سيصاب بخيبة امل مزدوجة، وسيزداد جمهور المقاومة لانه يحرص على الكرامة والعزة وسترى بيئة المقاومة في ذلك تحديا سافرا يراد منه جعل المقاومة ذليلة وهذا لن يحصل، وسنرى انه في اي احتفال ستكون الاصوات اكثر حماسة وتضامنا حتى لو كان هناك خيارات يقال انها صعبة، لكن في الامتحانات الصعبة تكتشف المعادن الثمينة".