كانت كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله المهمة امس في المجلس العاشورائي محور اهتمام الصحف اللبنانية، التي -الى جانب هذا الامر- ركزت على الانسحاب الاميركي من العراق وعلى الموضوع السور
بطبيعة الحال كانت كلمة الامين العام لحزب الله سماحة السيد حسن نصر الله المهمة امس في المجلس العاشورائي محور اهتمام الصحف اللبنانية، التي -الى جانب هذا الامر- ركزت على الانسحاب الاميركي من العراق وعلى الموضوع السوري.
السفير
صحيفة السفير ابرزت خطاب السيد نصر الله حول تمويل المحكمة الدولية وحول الحكومة وفتح ملف شهود الزور. كما ركزت على الانسحاب الاميركي من العراق وعلى وصول صواريخ روسية الى سورية.
نصر الله يضع ميقاتي والحكومة أمام امتحان «شهود الزور»
وقالت الصحيفة: اذا كان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد اشترى التمديد سياسياً لحكومته، لمدة ثلاثة أشهر، على الأقل، بأكثر من ثلاثين مليون دولار أميركي، فإن خطاب الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصرالله، ليل أمس، وضعه ومعه الحكومة وكل مكوناتها السياسية، أمام مواجهة ملف شهود الزور، على طاولة مجلس الوزراء مجدداً، وهو الاختبار الذي كان أحد أبرز عناصر تعطيل الحكومة السابقة برئاسة سعد الحريري قبل استقالتها، أو إقالتها، مطلع العام 2011.
ومن حيث لا يدري السيد نصرالله، فإن المحكمة الدولية، التي جدّد نعتها بأنها «أميركية وإسرائيلية»، أعطته رمية سياسية، بتنصلها مجدداً من ملف شهود الزور ورميها الكرة مجدداً في ملعب القضاء اللبناني، بإعلانها عبر موقع التواصل الاجتماعي («تويتر»)، «أن إفادات بعض الأشخاص للجنة التحقيق الدولية التي حصلت قبل وجود المحكمة ليست من اختصاصها»، مشيرة إلى «أن الإدلاء بإفادات مضللة للجنة يعتبر جريمة في القانون اللبناني لذا قد يكون من الممكن للقضاء اللبناني ملاحقة من قام بذلك».
ويعني هذا وذاك، أن الحكومة بأكثرية مكوناتها، قادرة على حسم إحالة ملف شهود الزور، الى الجهة القضائية المختصة، غير أن من شروط تحقيق ذلك، تعيين رئيس جديد لمجلس القضاء الأعلى، دونه حتى الآن، تذليل الخلاف القائم بين رئيس الجمهورية ميشال سليمان والعماد ميشال عون من جهة، وموافقة رئيس الحكومة سياسياً على السير بهذا الملف حتى يبلغ خواتيمه، ومهما كانت تداعياته، وهو المدرك قبل غيره، «الرؤوس» التي يمكن أن تتدحرج، على «مذبح» تزوير شهود الزور.
لم يكتف نصرالله بتبني هذا الملف، بل أضاف إليه، ملف مطالب العماد ميشال عون، قائلاً «إنه آن الأوان أن تكون الحكومة منتجة لا تقطّع الوقت بل تتحمّل مسؤوليتها»، مؤكداً «أن وزراء تكتل «التغيير والإصلاح»، الذين اعتكفوا، هم محقون في شروطهم ونؤيدها بالكامل ويجب العمل على تحقيقها».
وكان السيد نصرالله قد جدد، أمس القول إن المحكمة الدولية هي محكمة غير شرعية وغير دستورية وإنها محكمة أميركية وإسرائيلية وهدفها النيل من المقاومة، وقال في خطابه الذي ألقاه في المجلس العاشورائي المركزي في مجمع سيد الشهداء في الرويس «إننا لسنا موافقين على ما قام به رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لجهة تمويل المحكمة من «الهيئة العليا للإغاثة»، لكننا لن نقوم بمشكلة وسنغلب المصلحة الوطنية»، وأكد أن رئيس الحكومة «الذي تحدث عن العدالة وإحقاق الحق هو الآن أمام امتحان إنصاف الضباط الأربعة من خلال وضع ملف شهود الزور على جدول أعمال مجلس الوزراء لإنصاف هؤلاء الذين بينهم إثنان من الطائفة السنية».
باسيل يسلّم رئيس الحكومة مطالب «التغيير» وأولها تعيين رئيس مجلس القضاء
وقد تزامن ذلك مع زيارة قام بها، أمس، وزير الطاقة جبران باسيل موفداً من العماد عون، الى السرايا الكبيرة، وسلم خلالها الرئيس ميقاتي مطالب «التكتل» رسمياً، وتتضمن الآتي: تفعيل العمل بقانون الكهرباء والتوقف عن وضع العراقيل في وجهه، إقرار الخطة المائية، إعداد الموازنة بحسب الأصول التي تم الاتفاق عليها في لجنة المال، إنجاز الحسابات المالية المتوقفة، حسم مسألة تصحيح الأجور ربطاً بمشروع التغطية الصحية الشاملة، تحضير قانون برنامج لدعم الجيش اللبناني، بالإضافة إلى إنجاز التعيينات الإدارية والقضائية المطلوبة وفي طليعتها رئاسة مجلس القضاء الأعلى.
وأبلغ باسيل ميقاتي أنه انطلاقاً من طريقة معالجة هذه الملفات، سيقرر التيار التعامل مع المرحلة المقبلة. وهو يصرّ على أن تمرير التمويل حفاظاً على الحكومة لا يعني أنه سيتراجع عن أي مطلب من مطالبه، مؤكداً أن كل الاحتمالات تبقى مطروحة، بما فيها الاستقالة.
وقال مصدر في «تكتل التغيير» لـ«السفير» إن وزراء التكتل سيشاركون في الجلسة المقبلة، وهم ينتظرون تحديد جدول الأعمال.
المحكمة الدولية: للقضاء اللبناني أن يلاحق شهود الزور
الى ذلك، أعلنت المحكمة على صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي «تويتر»، امس إن إفادات بعض الأشخاص للجنة التحقيق الدولية، التي حصلت قبل وجود المحكمة ليست من اختصاصها، لافتة الانتباه إلى «أن الإدلاء بإفادات مضللة للجنة يعتبر جريمة في القانون اللبناني لذا قد يكون من الممكن للقضاء اللبناني ملاحقة من قام بذلك». وتابعت: «إذا قام أشخاص بالإدلاء بشهادات مضللة أمام المحكمة يجوز اتهامهم بجرم تحقير المحكمة».
وشكرت المحكمة الخاصة بلبنان في بيان امس، «الحكومة اللبنانية لتسديدها مبلغ مساهمتها في تمويل المحكمة كاملاً للعام 2011 الذي تسلمناه، وبهذه المساهمة البالغة 32,184,635 دولارا أميركيا، أثبت ممثلو الشعب اللبناني التزامهم العمل في سبيل تحقيق سيادة القانون والاستقرار الطويل الأمد. وإننا نتطلع إلى المضي قدماً في التعاون مع لبنان في سعينا إلى إنجاز ولايتنا القضائية».
نهاية رمزية لتسع سنوات من الاحتلال
أسدل الأميركيون الستار أمس على تسع سنوات من الحرب على العراق.. أو هكذا رغبوا. تصريحات نائب الرئيس الأميركي جو بايدن خلال الاحتفال الرمزي إيذاناً بإنهاء الاحتلال والذي شهده قصر الفاو، وهو أحد قصور صدام، في قاعدة «فيكتوري» العسكرية حفلت بعبارات الشكر لما قدّمه الأميركيون من «تضحيات» وما تحقق من «نجاحات». ولكن الواقع العراقي يخالف رغبة أميركا بالتخلّص من «خزيها»، وما وصفه بايدن والمسؤولون العراقيون في الاحتفال بـ«نقطة الانطلاق نحو الأفق الرحب»، قد تصحّ تسميته بنقطة النهاية في الصفحة العراقية المروّعة، التي سطّرها الأميركيون بمئات آلاف القتلى والمعوّقين والأرامل وشتىّ صنوف الترويع والنهب، والتدمير الكامل لمختلف أوجه الدولة والثقافة والتاريخ.
وتحت عنوان «يوم الوفاء»، احتفل العراق رسمياً بالانسحاب الأميركي الكامل عن أراضيه، تحضيراً لخروج كامل القوات في نهاية العام الحالي، حيث لا يزال هناك 14 الف جندي، وفي وقت كان بايدن يعلن من قاعدة «فيكتوري» العسكرية في بغداد «يوم استعادة السيادة العراقية على كامل تراب الوطن»، كان العراق يسجّل يوماً دموياً آخر بسقوط 18 قتيلاً وأكثر من ثلاثين جريحاً في هجمات متفرقة.
وقال بايدن، في الاحتفال الذي حضره رئيس الوزراء نوري المالكي والرئيس العراقي جلال طالباني والسفير الأميركي جيمس جيفري، «نجتمع هنا لنشكر القوات العراقية والأميركية، ونتشرف بالتضحيات التي قدّمتها وبالنجاح الذي حققته والالتزامات التي أبدتها»، وأضاف «بفضلكم وما قمتم به من عمل، نحن الآن قادرون على أن ننهي هذه الحرب».
صواريخ «ياخونـت» الروسـية في سـوريا
ردت سوريا، أمس، على العقوبات الأوروبية والتركية، بتعليق انضمامها إلى الاتحاد من اجل المتوسط الذي أنشئ بمبادرة من فرنسا، وتعليق العمل باتفاقية التجارة الحرة مع تركيا، وتحذيرها أنقرة من «انها تدرس اتخاذ إجراءات أخرى». وفي خطوة تأتي في توقيت لافت، اعلنت موسكو انها سلمت سوريا منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تتضمن صواريخ «ياخونت» المضادة للسفن، بعد انتقادها اقتراب السفن الأميركية من السواحل السورية مشددة على أن هذه الإجراءات تعقد عملية إيجاد حل للازمة.
ويأتي ذلك بعد ساعات من فرض أوروبا وواشنطن عقوبات جديدة على سوريا، التي اعتبرت مفوضة الأمم المتحدة لحقوق الإنسان نافي بيلاي أنها «دخلت في حرب أهلية»، قبل أن تعود وتصحح أنها على «شفير الحرب الأهلية». ومن المقرر أن يبحث أعضاء اللجنة الوزارية العربية الخاصة بسوريا في الدوحة غدا التوصيات التي قدمتها لجنة الفتها الجامعة بوضع 17 شخصية سورية على قائمة حظر السفر وتجميد الأرصدة. وأوصت اللجنة بوقف الرحلات الجوية من وإلى سوريا بدءا من منتصف كانون الأول.
وقال نائب الرئيس الأميركي جو بايدن، في مقابلة مع «رويترز» في اربيل قبيل انتقاله الى تركيا، ان خطر امتداد عدم الاستقرار في سوريا عبر الحدود ليس سببا لبقاء الأسد في السلطة. وأضاف «من الواضح لنا أن الأسد هو المشكلة في سوريا، وأنه ليس من غير المشروع أن يتساءل أي من جيران سوريا ماذا بعد، لكن الشيء الأول والأهم هو أن يرحل».
وردت دمشق على العقوبات الغربية الجديدة عبر تعليق انضمامها إلى الاتحاد من اجل المتوسط الذي أنشئ في تموز العام 2008 بمبادرة من فرنسا. وقال متحدث باسم وزارة الخارجية السورية، في بيان، ان «الاتحاد الأوروبي قام باتخاذ سلسلة إجراءات من العقوبات السياسية والاقتصادية غير المبررة والتي تستهدف معيشة الشعب السوري، وتشكل انتهاكا صارخا للسيادة الوطنية وتدخلا سافرا في الشؤون الداخلية السورية، الأمر الذي يتناقض مع روح الاتفاقيات الموقعة بين الجانب السوري والجانب الأوروبي، وبما يسيء بشكل كبير لروح الشراكة التي أرست دعائمها عملية برشلونة والاتحاد من أجل المتوسط».
وأضاف «في ظل تزايد الحملة السياسية والإعلامية غير المبررة ضد سوريا في المحافل الدولية والأوروبية بشكل لا يستند إلى أي مقاربة موضوعية، وقيام الأوروبيين بالتحريض عوضا عن الإسهام في إيجاد مخرج للأزمة الراهنة في سوريا، قررت حكومة الجمهورية العربية السورية تعليق عضويتها في الاتحاد من أجل المتوسط إلى حين قيام الاتحاد الأوروبي بالتراجع عن الإجراءات التي فرضها على سوريا، وقد تم إبلاغ ممثلي الرئاسة المشتركة المصرية والفرنسية للاتحاد من أجل المتوسط بهذا القرار».
وفي سياق مواز، قال متحدث باسم وزارة الخارجية، في بيان، «ردا على الإجراءات التي أعلنها وزير الخارجية التركي (احمد داود اوغلو) في مؤتمره الصحافي أمس (الأول) تجاه سوريا، قررت الحكومة السورية تعليق العمل باتفاقية التجارة الحرة بين البلدين. وتدرس الحكومة السورية اتخاذ إجراءات أخرى تتناسب مع ما أعلنه الوزير التركي».
الأخبار
صحيفة الاخبار ابرزت زيارة بايدن الى العراق ومضامين الزيارة وكذلك خطاب الامين العام لحزب الله .
بايدن يريد سماء العراق: طالب بـ1800 مدرّب مع حصانة و3 آلاف جندي
زيارة النقاط الـ9 قد تكون التسمية الأفضل لتوصيف جدول أعمال جوزف بايدن في العراق الذي غادره بانتظار جواب نوري المالكي عليها في واشنطن في 12 من الشهر الجاري. نقطتان فقط حسمتا في بغداد: لا تغيير في الموقف العراقي من النظام السوري، ولا بديل من تسليم اللبناني موسى دقدوق إلى السلطات في العراق. أما البقية فيرجّح أن تكون أضغاث أحلام للعم سام الذي يبحث عن ماء وجه يغسل به خروجه من بلاد الرافدين يجرّ خلفه أذيال الخيبة.
غادر نائب الرئيس الأميركي جوزف بايدن العراق أمس، مخلّفاً مجموعة طلبات أبلغته السلطات العراقية أنها ستدرسها في خلال الأيام المقبلة. تريد واشنطن اتفاقاً مع بغداد يقدم لها الأجواء العراقية مكافأة لها على تدمير بلاد الرافدين، دولة وشعباً، خلال السنوات التسع الماضية، وزيادة عدد المدربين الأميركيين في العراق من 800 متفق عليهم إلى 1800 مع حصانة قانونية لهم، إضافة إلى ثلاثة آلاف جندي لحماية البعثات الأميركية، مع التغيير في التموضع الإقليمي لعاصمة الرشيد، وإذن بإخراج اللبناني موسى دقدوق من معتقله الحالي في مبنى السفارة الأميركية في بغداد إلى معتقل آخر على الأراضي الأميركية.
«المحكمة إسرائيليّة، ورئيس الحكومة قرر تمويلها من أموال هبات وتبرعات من دون موافقتنا، لكننا رغم ذلك سنحافظ على الحكومة التي عليها بتّ ملف شهود الزور وتنفيذ مطالب التيار الوطني الحر». هذه خلاصة مواقف حزب الله من تمويل المحكمة، على لسان أمينه العام
نصر الله: شهود الزور ومطالب عون الآن
لم يدم صمت حزب الله طويلاً تجاه قضية تمويل المحكمة الدولية. الأمين العام للحزب، السيد حسن نصر الله، قاطع فترة الصوم عن الكلام السياسي خلال الليالي الأولى من عاشوراء ليعلن موقف حزبه من قرار رئيس الحكومة نجيب ميقاتي تحويل حصة لبنان من نفقات المحكمة. عبّر نصر الله عن عتبه على الرئيس نجيب ميقاتي الذي قطع التزامات علنية، من دون العودة إلى شركائه في مؤسسة مجلس الوزراء الدستورية. وقال صراحة إن حزبه غير راضٍ عن قرار ميقاتي، مشدداً على ضرورة تسديد تمويل المحكمة من هبات وتبرعات، واعداً بالتصويت ضدها إذا عُرض تأمين التمويل للهيئة العليا للإغاثة على مجلس الوزراء. وفيما شدد على عدم وجود مقايضة سمحت بتمرير بند التمويل، طالب نصر الله ميقاتي بإحالة ملف شهود الزور على المجلس العدلي، وبتلبية مطالب تكتل التغيير والإصلاح «الواقعية والمهمة».
وفي المقدمة التي سبقت إعلانه موقف حزبه من قرار التمويل، كشف نصر الله جزءاً من المداولات التي جرت خلال المبادرة القطرية التركية في آخر أيام حكومة الرئيس سعد الحريري، والورقة التي يؤكد نصر الله أن الحريري وافق على مضمونها الرامي إلى إلغاء كل ارتباط للبنان بالمحكمة الدولية، مقابل استمرار الحريري في الحكم وحماية فريقه السياسي والإعلامي والأمني والقضائي. وقال نصر الله إن وزيري خارجية قطر وتركيا زاراه في ذلك الحين وعرضا عليه الورقة التي أعدت في منزل الحريري، التي وافق عليها الأخير، وتضمنت التزام الحريري بالآتي: وقف تمويل المحكمة، وسحب القضاة اللبنانيين منها وإلغاء البروتوكول في أول جلسة لمجلس الوزراء. وبحسب نصر الله، فإن الاتفاق كان من شقين: أحدهما معلن، والآخر سري، يوقّع عليهما الرؤساء الثلاثة، على أن يتبع ذلك مؤتمر في العاصمة الفرنسية باريس يرأسه الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي، ويحضره وزراء خارجية تركيا وسوريا وقطر وممثل عن الملك السعودي ووزيرة خارجية الولايات المتحدة الأميركية، لمباركة الاتفاق اللبناني. وقال نصر الله إن وزيري خارجية تركيا وقطر ذكرا له أموراً إضافية سيقدمها الحريري لتمرير الاتفاقية. وأكد أنه أبلغ الوزيرين بأنه يريد مشاورة قيادة الحزب وحلفاءه، فطلبا منه رأيه، فأبلغهما أنه لا يوافق على التسوية، لأن أداء سعد الحريري في الحكومة لا يشجع على إبقائه في الحكم، وخاصة لناحية عدم متابعته لشؤون مجلس الوزراء. وضرب نصر الله للوزيرين مثلاً تصرف الحريري خلال مواجهة العديسة بين الجيش اللبناني وجيش الاحتلال الإسرائيلي، عندما كان رئيس الحكومة خارج لبنان ولم يقطع إجازته للعودة إلى البلاد التي كانت على شفير حرب.
النهار
من جهتها ركزت صحيفة النهار على الموضوع السوري اولاً ثم على خطاب الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله.
الأمم المتحدة ترى سوريا على حافة حرب أهلية.. موسكو: سلّمنا دمشق منظومة دفاع عن السواحل
وقالت "النهار" : زادت واشنطن والاتحاد الاوروبي وجامعة الدول العربية عقوباتها على سوريا في محاولة لثنيها عن المضي في القمع الدامي لحركة الاحتجاج المطالبة باسقاط الرئيس بشار الاسد، فيما ردت دمشق بتعليق اتفاق التجارة الحرة مع تركيا وبتعليق عضويتها في "الاتحاد من اجل المتوسط" الذي تأسس عام 2008 بمبادرة فرنسية. واعلنت المفوضة السامية للأمم المتحدة لحقوق الانسان نافي بيلاي ان عدد قتلى الاحتجاجات المستمرة منذ ثمانية اشهر بلغ اربعة آلاف وان البلاد على شفا حرب اهلية. أما موسكو فرأت في ارسال حاملة طائرات اميركية لاجراء مناورات قبالة السواحل السورية، خطوة من شأنها عرقلة التوصل الى حل سياسي للازمة، واعلنت انها سلمت سوريا منظومة متحركة للدفاع عن السواحل تشمل صواريخ عابرة مضادة للسفن في اطار عقد وقع عام 2007.
وعشية جلسة طارئة لمجلس الامم المتحدة لحقوق الانسان في جنيف، صرحت بيلاي في مؤتمر صحافي: "نقدر الرقم (لعدد القتلى في سوريا) عند 4000... لكن المعلومات الموثوق بها التي تأتينا تشير في الحقيقة إلى أن الرقم أعلى من ذلك بكثير". وأضافت: "قلت في آب أمام مجلس الأمن إنه عندما يزيد عدد المنشقين الذين يهددون بحمل السلاح ستكون هناك حرب أهلية. هذا ما أصف به الوضع في الوقت الحاضر".
وقالت بيلاي التي ستلقي كلمة في جلسة مجلس حقوق الانسان التي تستمر يوما واحداً في جنيف: "أعتزم ابداء تأييدي لما توصلت إليه لجنة التحقيق في ما يتعلق بالأدلة التي تشير إلى ارتكاب جرائم ضد الانسانية". وذكرت أنها دعت مجلس الامن في آب إلى إحالة سوريا على مدعي المحكمة الجنائية الدولية بسبب جرائم مزعومة ضد الانسانية. ورأت "استناداً الى مراقبتنا الخاصة للموقف أن ثمة حاجة إلى ملاحقة الجناة على أعلى المستويات بسبب جرائم ضد الانسانية".
نصرالله بعد التمويل: شرطان لميقاتي
مع ان خلاصة موقفه التي قرنت الحرص على بقاء الحكومة برفض شرعية المحكمة الخاصة بلبنان لم تكن مفاجئة للمراقبين والاوساط السياسية، فتح الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله مساء امس صفحة شائكة اضافية في مسار التعقيدات الحكومية المواكبة لخطوة رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي بتمويل المحكمة.
وأبرزت مجموعة المواقف التي عبر عنها السيد نصرالله في كلمة سياسية ألقاها ضمن ليالي عاشوراء عبر شاشة في مجمع سيد الشهداء بالضاحية الجنوبية ان طي صفحة التمويل مع قرار ميقاتي لم يطو صفحة الثمن الذي سيترتب على رئيس مجلس الوزراء ان يدفعه داخل الحكومة في المقلب الآخر من هذا المأزق، خصوصاً ان السيد نصرالله لم يخف في كلمته نبرة تجاوزت "العتب" على ميقاتي لتبلغ حد طرح "مطالب" عدت بمثابة شروط واضحة في مقابل تسليمه ببقاء الحكومة.
وتميزت كلمته بشقين اساسيين، الاول هجوم حاد على "تيار المستقبل" وزعيمه الرئيس سعد الحريري، والثاني موقفه من موضوع تمويل المحكمة. واتهم "تيار المستقبل" باتباع "سياسة التحريض الطائفي والمذهبي واستغلال حوادث وتوجيه اتهامات لا اساس لها من الصحة لاحداث فتن مذهبية في مناطق معينة". وحذّر من "اي افكار جنونية" داعياً الى "التعقّل لان طابخ السمّ آكله". ثم عاد الى الوساطة السورية – السعودية ومن بعدها الوساطة القطرية – التركية عارضاً "ورقة" قال انها تضمنت موافقة الرئيس الحريري على "اعادة النظر في المحكمة الدولية وسحب القضاة ووقف التمويل ووقف التعامل مع المحكمة اي الغاء البروتوكول في مقابل اعادة تسمية الحريري رئيساً للحكومة وحماية فريقه السياسي والامني والمالي والقضائي"، مضيفاً انه لم يوافق على هذا الحل.
اللواء
نصر الله يربط نزاعاً مع ميقاتي: الأزمة لم تنتَهِ بعد!.. إرتياح إقتصادي ومالي لتجاوز قطوع التمويل.. والحسابات السورية قيد المراقبة
من جهتها كتبت صحيفة اللواء : فتحت المواقف الجديدة - القديمة، للامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، والتي ساقها مساء امس في ما يشبه دفاعاً ونصف هجوم، وغلفها بسرد تطورات الساعات الاخيرة للوساطة العربية - الدولية والتي انتهت باسقاط حكومة الرئيس سعد الحريري، وجمعت بين البراغماتية والذرائعية، مشمولة بالتفاتة شكر للحلفاء الذين دعموا موقف الحزب في وجه المحكمة الدولية التي عاد السيد نصر الله وكرر المنطلقات الرافضة ولائحة المآخذ منها، في ما يشبه ربط نزاع مشدد مع تيار المستقبل وقوى 14 آذار، البلاد والوضع الحكومي نفسه امام حفلة مقبلة من شد الحبال وعض الاصابع، في ظل حكومة رفع تمويل المحكمة من منسوب الحذر منها، من قبل الاطراف المشاركة فيها، ومع دخول لبنان ساعة الحسم في ما يتعلق بالتزام العقوبات العربية التي تدخل غداً حيِّز التنفيذ ضد سوريا، والموقف الذي استبقته المصارف اللبنانية بتشديد الرقابة على الحسابات العائدة لسوريين، حيث تقدر المصادر المصرفية مجموع المبالغ التي دخلت لبنان منذ بدء الانتفاضة الشعبية في سوريا بـ34.1 مليار دولار بينها 8.1 مليار دولار في شهر نيسان فقط، مع قناعة مالية دولية، ان هذا المال معظمه سوري.
لكن الاهم في المواقف السياسية التي صدرت عن السيد نصر الله كجزء من حزمة مواقف ستبلغ ذروتها يوم الثلاثاء المقبل، هو تجدد السجال حول النقاط الخلافية، لا سيما وان مهرجان طرابلس بدا انه ازعج حزب الله، حيث اتهم تيار “المستقبل” وحلفاءه باستخدام لغة التحريض الطائفي والمذهبي، داعياً للاقلاع عنه لانه سيؤدي الى الفتنة، وذهب ابعد من ذلك حين قال: “اذا كان احد يخطط للدخول في معركة معنا، من خلال المراهنة على التطورات الاقليمية، فهم واهمون ويستطيعون ان يعرفوا من الآن نتيجة المعركة”
المستقبل
صحيفة المستقبل واصلت الهجوم على حزب الله واعتبرت ان الأبرز تمثّل في خروج الأمين العام لحزب الله على اللبنانيين ليلاً ليقدم مطالعة تتضمن العودة الى قراءة خاصة به لتفاصيل وحيثيات تسوية الـ"س.س".
أبرزَ ورقة لا تحمل توقيع أحد وتمسّك بحكومة تمويل "المحكمة الإسرائيلية".. نصرالله يتّهم "المستقبل" وميقاتي بالمذهبية
بقيت خطوة تمويل مساهمة لبنان الى المحكمة الدولية في صدارة المشهد السياسي والإعلامي، ومحل متابعة ورصد وردود فعل محلية وخارجية، فيما لفت أن مكوّنات شركاء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي واصلوا حملتهم معتبرين ما أقدم عليه "غير قانوني".
غير أن الأبرز تمثّل في خروج الأمين العام لـ"حزب الله" حسن نصرالله على اللبنانيين ليلاً ليقدم مطالعة تتضمن العودة الى قراءة خاصة به لتفاصيل وحيثيات تسوية الـ"س.س الموؤودة"، وليضع بعد ذلك ما يشبه الأوامر التي على رئيس الحكومة تنفيذها والتقيّد بها، بعد أن اتّهمه واتّهم "تيار المستقبل" بالمذهبية في ضوء تمسّكهما بمحكمة قرّر هو أنها أميركية إسرائيلية.
نصرالله الذي ظهر بالغ التوتّر، أعاد إعلان موقفه الرافض لأي تعاون مع المحكمة أو أي اعتراف بها. وبعد أن أفصح أنه رفض "المقايضة" سابقاً ويرفضها راهناً، طالب رئيس الحكومة "الذي قال إن وطنيّته وسنّيته لا تسمح له إلا بتمويل المحكمة، (...) بإنصاف مظلومين هم الضباط الأربعة وبوضع ملف الشهود الزور في جدول أعمال مجلس الوزراء وإصدار قرار بتحويله على المجلس العدلي(...) كما آن الأوان لأن تكون الحكومة منتجة وفاعلة حيث أن جميع مطالب تكتل التغيير والاصلاح واقعية ونؤيدها".
نصرالله الذي أقرّ بأنه "غير مبسوط" بقرار تمويل المحكمة، اتهم "تيار المستقبل" ورئيسه بالمذهبية وقال "قاموا بافتعال جوّ طائفي ومذهبي وهم أوصلوا الأمر الى هذا الجو، وأخالف ميقاتي في هذا الموضوع بالنسبة الى الجو السنّي، انه إذا لم يموّل المحكمة فهو خائن للسنّة. ونحن أثبتنا أنها محكمة أميركية إسرائيلية وتريد أن تعمل حرباً أهلية في لبنان لكن الجو الذي خلقوه انه إذا لم تموّل نكون ضد السنّة". وتابع "إذا أراد أحد، أو يخطّط أحد للدخول في معركة معنا فيستطيع أن يعرف من الآن ما هي نتيجتها (...) وأنا أقول لهم طابخ السمّ آكله".
وفي سياق روايته الخاصة للمفاوضات التي حصلت مع وزيري الخارجية القطري والتركي الشيخ حمد بن جاسم وأحمد داود أوغلو مطلع العام الجاري عرض نصرالله ورقة قال انها كتبت بعد اتفاق مع الرئيس سعد الحريري و كان يُفترض أن تُوقّع لكنه (أي نصرالله) رفضها لأنه "مؤتمن على مصلحة البلد" (...) علماً أن تلك الورقة لا تحمل توقيع أحد عليها.