اعتبر السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة ان "لبنان دخل في أتون الأزمة الناتجة من تداعيات قرارات غير مسبوقة من عدد من الدول الخليجية، تحت عنوان خروج لبنان عن الإجماع العربي".
اعتبر السيد علي فضل الله في خطبة الجمعة ان "لبنان دخل في أتون الأزمة الناتجة من تداعيات قرارات غير مسبوقة من عدد من الدول الخليجية، تحت عنوان خروج لبنان عن الإجماع العربي، والتي أصبح من الواضح أنها ستترك أثرها في استقرار هذا البلد، وستساهم في مزيد من الانقسام الداخلي، حتى إنها باتت تهدد عناصر الأمان الموجودة فيه، والمتمثلة بالحوار الداخلي والحكومة".
واشار الى انه بات واضحا أن "الضغوط التي يتعرض لها لبنان من بعض الدول العربية، سببها السياسة الخارجية التي انتهجها مؤخرا، وبمعنى آخر، إن هذه الدول تريد له أن يتخذ مواقف أكثر وضوحا وانسجاما معها في مقاربتها للقضايا العربية، ما يحمل محاذير عديدة، أبرزها إدخال لبنان في إطار صراع المحاور الجاري في المنطقة، ولكن كما هو واضح لهذه الدول، فإن هذه المطالب غير واقعية أو غير ممكنة التحقق، لتنوع لبنان الطائفي والمذهبي والسياسي، الذي من الطبيعي أن يفرض تنوعا في خياراته السياسية أو في مقاربته لما يجري في العالم العربي أو العالم كله، وهذا ليس جديدا، بل إنه سيبقى ما دام لبنان محكوما بسياسة التوافق، وليس فيه غالب ومغلوب، وهذا هو سر أمانه وبقائه، ونحن لا نعتقد أن من يحرص على لبنان، يريد له أن يدخل في صراع داخلي، ولا سيما الذين صنعوا اتفاق الطائف فيه، وأوجدوا صيغته، وأخرجوه من الحرب الأهلية، فهؤلاء ينبغي أن يكونوا أكثر الناس معرفة بهذه الصيغة وحفظا لها".
ولفت السيد فضل الله الى إننا نريد من كل العرب أن "يحرصوا على هذه الصورة التي تميز بها لبنان، لكونه بلد التنوع وصلة الوصل بين الشرق والغرب، وإلا سيفقد أهميته ودوره وحضوره، وفي الوقت نفسه، نريد له أن يقيم أفضل العلاقات مع الدول العربية، وعندما نتطلع إلى انعكاس ما جرى على الداخل اللبناني، فإننا نثمن الجهد الذي بذلته القيادات اللبنانية، متمثلة بالحكومة، للخروج بصيغة توافقية داخلية أنقذت الحكومة من الانهيار، وأمنت نوعا من الاستقرار الداخلي، ولا سيما الجهد الذي بذله رئيس المجلس النيابي للابقاء على الحوار الداخلي بين حزب الله وتيار المستقبل، ولو بحده الأدنى، والذي نأمل أن يستمر في بذله في المراحل اللاحقة".
ودعا "الجميع إلى وعي خطورة المواقف والتصريحات والكتابات المتشنجة التي تصدر من هنا وهناك، تجاه هذا المذهب أو ذاك، أو هذا الفريق أو ذاك، والتي نخشى آثارها وتداعياتها، ولا سيما عندما تأخذ بعدا مذهبيا وطائفيا، فالمطلوب في هذه المرحلة، ورأفة بهذا البلد وإنسانه الذي يكفيه ما يعانيه من أزمات وشعور بالخوف على الصحة والمصير، التخفيف من أجواء التشنج والشحن الذي نشهده في الساحات وفي المنابر، وفي التصريحات والخطابات، ونقل هذه الخلافات إلى مواقعها الحقيقية، إلى الحكومة أو إلى جلسات الحوار ليتدارس الجميع الحلول التي تحمي لبنان من تداعيات ما يجري".
وتابع "اننا أحوج ما نكون في هذه المرحلة إلى من يبرد الساحة، لا من يسعرها وإلى من يطفئها لا يصب الزيت على نارها، فقد يتحمل اللبنانيون حصارا اقتصاديا وسياسيا، وقد تحملوه سابقا، لكن من الصعب أن يتحملوا فتنة داخلية لا تبقي ولا تذر".