وكانت السينما مزدهرة ذات يوم في غزَّة. ففي خمسينيّات القرن الماضي عندما تولّت مصر إدارة القطاع، كان السكّان يرتادون دور السينما لمشاهدة الأفلام العربية والغربية والآسيوية. لكن النيران أضرمت في هذه الدور في العام 1987.
استمتع أهالي قطاع غزَّة بأوّل أمسية في دارٍ للعرض السينمائي، منذ أن قادت التوتّرات السياسيّة إلى حرق دور العرض قبل 20 عاماً.ودارت آلات العرض في دار سينما جديدة اقتصرت عروضها، حتى الآن، على أفلام تتمحور حول نضال الشعب الفلسطيني.
واتخذ نحو 150 شخصاً مقاعدهم أمام شاشة العرض في قاعة جمعيّة الصليب الأحمر لمشاهدة فيلم «معطف كبير الحجم» للمخرج الفلسطيني المقيم في الأردن نورس أبو صالح (2013)، يتناول حياة الفلسطينيين في الفترة ما بين العامين 1987 و2011.
وكانت السينما مزدهرة ذات يوم في غزَّة. ففي خمسينيّات القرن الماضي عندما تولّت مصر إدارة القطاع، كان السكّان يرتادون دور السينما لمشاهدة الأفلام العربية والغربية والآسيوية. لكن النيران أضرمت في هذه الدور في العام 1987 عندما اندلعت الانتفاضة الفلسطينية الأولى، ليُعاد إصلاحها لاحقاً وتحرق من جديد أثناء اقتتال داخلي في العام 1996.
وما زالت ملصقات إعلانات أفلام باهتة يرجع تاريخها إلى 20 عاماً، معلّقة على الجدران المتفحّمة. ولكن الصورة اختلفت تماماً أثناء العرض يوم الخميس الماضي، في قاعة جمعية الصليب الأحمر. ووصلت العائلات في نزهة ليلية، وعندما انطفأت الأنوار، استخدم بعض الحضور كاميرات هواتفهم المحمولة لتصوير أفلام خاصة عن الحدث.
وقال باسل عطوان، وهو مخرج مسرحي من غزة كان قد شاهد أفلاماً في دور السينما القديمة القطاع، إنَّ «حرمان الناس في غزة من دور السينما والمسارح هو انتقاص من إنسانيتهم».
وأثناء عرض يوم الخميس، قال الجمهور إنّهم راضون عن الأفلام التي تتحدّث عن النضال الفلسطيني، لكنّهم يريدون مشاهدة الأفلام المصرية والغربية.