قبل أكثر من عقدين ونصف، كانت العاصمة السورية محطةً له، قصدها في رحلته، حيث وجد ضالته هناك واحتمى في عرينها، مارس العمل النضالي، ثم تابع رحلته بعدها إلى العديد من العواصم والبلدان.
خليل موسى – دمشق .
قبل أكثر من عقدين ونصف، كانت العاصمة السورية محطةً له، قصدها في رحلته، حيث وجد ضالته هناك واحتمى في عرينها، مارس العمل النضالي، ثم تابع رحلته بعدها إلى العديد من العواصم والبلدان، احتفظ في جعبته بالتضحية من أجل فلسطين، لكن دمشق اليوم تحتضن بيت عزاء للمناضل وهي حزينة على فراق الابن البار لقضيته؛ الشهيد عمر النايف.
من هو الشهيد عمر النايف؟؟
عمر النايف زايد، قضى حياته بين النضال والأسر، ثم محرراً، لينتهي بعدها مطاف ربع قرن من المطاردة باستشهاده.
ولد في مدينة جنين عام 1963 ، اعتقلته السلطات الصهيونية عام 1986، انتسب في سن مبكرة للنضال ضمن صفوف الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين، وعقب تنفيذه عملية بطولية في البلدة القديمة بمدينة القدس، صدر بحقه حكم بالسجن المؤبد.
بعد 4 سنوات من اعتقاله خاض اضراباً عن الطعام، تم نقله لمشفى في بيت لحم، هناك كتب بيده تاريخ تحريره 21/5/1990 هرب من المستشفى، تمكن من الاختفاء حتى خرج من الوطن، عاش متنقلاً في عدد من الدول العربية حتى عام 1994 ، استقر به المطاف في بلغاريا حتى استشهاده.
عائلته تضم ثلاثة أبناء، ويحمل أفراد عائلته الجنسية البلغارية باستثنائه ، ومؤخراً ومنذ نحو الشهرين وبعد قرار السلطات البلغارية تسليمه للكيان الصهيوني، لجأ إلى السفارة الفلسطينية في صوفيا كي لا تتمكن السلطات البلغارية من اعتقاله.. يوم الجمعة 26 شباط ،2016 تم اغتياله داخل السفارة الفلسطينية في بلغاربا وسط ظروف غامضة حتى اللحظة.
موقف الجبهة الشعبية..
من المؤكد أن اغتيال النايف بهذه الطريقة، لن يمر مثل نسمة باردة؛ ينتهي بعدها النقاش في بطولاته، فشخصية النايف كما يشهد كبار القياديين الفلسطينيين، واحدة من أهم الشخصيات التي أثرت في المناضلين، حيث تعلم منه كثيرون معاني النضال وكيف يكون حتى في أكثر الظروف صعوبة.
وخلال بيت عزاء أقامته الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في مقرها الرئيسي بدمشق، وحضره حشد فلسطيني كبير، أجرى موقع المنار لقاءً خاصاً مع نائب الامين العام أبو أحمد فؤاد، ليكون امتدادا للموقف الغاضب الذي أطلقه الأمين العام أحمد سعدات من زنزانته لدى سجون الاحتلال.
بداية كلام أبو أحمد فؤاد، توجيه الاتهام المباشر للكيان الصهيوني، مؤكدا انه السبب والفاعل الرئيسي، خاصة بعد طلبه من السلطات البلغارية تسليمه، وهنا نوه إلى أن لجوء الشهيد إلى السفارة، بسبب حصانتها الذي هو عُرْفٌ في كل العالم، فمن المفروض حمايته، بتوفير ظروف أمنية سواء داخل السفارة أو خارج بلغاريا كلها، وهنا كان يمكن تفادي اغتياليه، كما يؤكد أبو أحمد.
واعتبر نائب الأمين العام هذا الاعتداء ليس فقط على رفيقه عمر، إنما أيضا على الشعب الفلسطيني كله، وسفارة السلطة الفلسطينية وأيضا على منظمة التحرير الفلسطينية.
النايف خلال سبعين يوماً من تواجده داخل السفارة، وصله العديد من التهديدات له وللسفارة، ما توجب اتخاذ الإجراءات الأمنية التي ذكرها محدثنا، معتبرا أنه خسارة كبيرة وسابقة خطيرة في حين كان يجب ان تكون السفارة مظلة تحميه مهما كلف الثمن.
رسالة حمراء من الجبهة الشعبية إلى العدو الصهيوني والمتواطئين..
طالما أن المسؤول الثاني في الجبهة، أكمل ما بدأه أمينها العام من دعوة للرد، واكد على دور الجناح العسكري في كتائب الشهيد ابو علي مصطفى، وهذا الدور مشهود له منذ اغتيال المجرم الصهيوني رحبعام زئيفي، كردٍّ على اغتيال الشهيد أبو علي مصطفى عام 2001، فالبطاقات الحمراء على ما يبدو قد أشهرت، لكن بانتظار الإعلان عن أصحابها عند التنفيذ.
أتى توضيح أبو أحمد فؤاد على قدرة الرد، فربَط الرد هنا بمشروع أكبر من عملية واحدة، بالرد على جرائم الاحتلال كلها، ليس فقط رفيقه، حيث دعا إلى تفعيل وتطوير وتأجيج الانتفاضة في كل الاراضي الفلسطينية المحتلة، والعمل بأساليب عنيفة تلقن العدو درسا، لتضعه عند حده، بالتالي يتوقف عن قتل الشباب والفتيات الفلسطينيين بدم بارد.
بالإضافة لذلك سيكون لدى الجبهة الشعبية بحث داخل أطر منظمة التحرير الفلسطينية، تضع كل الامور في نصبها الصحيح، وهنا يأتي ترتيب المحاسبة لكل من قصر ومن أخطأ ومن تواطئ.
كما دعا مجدداً عبر موقع المنار، لوقف التنسيق الأمني بين السلطة الفلسطينية، وأجهزة الاحتلال الصهيوني.
الأسرى على قائمة الجبهة الشعبية ليس كلاماً عابراً...
بمناسبة او بدون مناسبة، لا تترك الشعبية حدثا جديداً للتكلم بشأن الأسرى، أو العمل من أجلهم، وفي لقاء موقع المنار مع أبو أحمد فؤاد، جاء على التضييق الذي يتم على الأسرى الفلسطينيين في السجون الصهيونية.
انطلقنا من السؤال عن الأمين العام للجبهة، خاصة بعد إطلاقه شعاراً، سبق أن أنهى مثيلٌ له حياةَ مجرم من ذوي الحصانة لدى الكيان الغاصب، "رأس عمر النايف بثلاثة رؤوس، وهذا لكم أيها الرفاق"، هذا كلام أحمد سعدات من سجنه.
هنا أكد أبو احمد على أن العدو لا ينتظر فرصة لكي يضيق على سعدات، كما أي أسير فلسطيني، بالرغم من الحالة الصحية التي تستدعي مراعاتها بشكل أو بآخر، هذا في حال غض النظر عن كونه أمين عام لحزب له جناح سياسي، فهو سياسي وديبلوماسي، وتمت المطالبة به في كثر من المناسبات وصفقات المبادلة، لكن الكيان الصهيوني رفض في كل مرة، ويستمر بالتضييق عليه.
وفي ختام حديثه، وضع نائب الامين العام، أمكانية تحرير سعدات من الأسر، بعمل عسكري إن لم ينجح بعملية تبادل، وهذه العملية برأيه هي مهمة كل الفصائل لتحرير أي قائد او أسير فلسطيني.
إلى هذا كله ومن قرأ التاريخ الأحمر للنضال الفلسطيني وخصص وقتاً في اطلاعه على إنجازات الجبهة الشعبية النضالية، سوف يعلم ان الرد آت لا محالة، وهذه المرة يبقى الباب مفتوحاً للاحتمالات، فبالإضافة لتطوير انتفاضة القدس التي انتشرت في كل فلسطين، يلوّح تاريخٌ رسمه شهداء الجبهة الشعبية، شكّل فيما بعد شعارا للنضال، وهو "وراء العدو في كل مكان"، ما يمكن خلاله الأخذ بعين الاعتبار الطريقة التي اغتيل بها كادر مهم من الجبهة، لفتح باب الرد في مكان جديد خارج حدود فلسطين المحتلة.