ربما فاجأ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله متابعيه الخصوم منهم والحلفاء بصراحته ومقاربته الصادقة للمشكلة القائمة بين لبنان والسعودية
ربما فاجأ الامين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله متابعيه الخصوم منهم والحلفاء بصراحته ومقاربته الصادقة للمشكلة القائمة بين لبنان والسعودية والتي وصلت في اطلالته الاخيرة امس الثلاثاء الى حد قول الامور على حقيقتها بالكامل ، في موقف مستمد من موقف جده الامام الحسين عليه السلام اذ وقف في كربلاء مخاطبا القوم : "إن لم يكن لكم دين، وكنتم لا تخافون يوم المعاد، فكونوا أحراراً في دنياكم، وارجعوا إلى أحسابكم إن كنتم عرباً كما تزعمون"...
الموقف التاريخي والنادر لشخصية سياسية اذ تقف امام الملأ لتقول كلمتها وتمضي ... وايُّ كلمة "مشكلتكم معي ومع حزب الله فلا دخل للبنان واللبنانيين والجيش بها" ... "تعالوا الينا فالمشكل معنا واتركوا اللبنانيين ولبنان ان كنتم عربا او مسلمين كما تدعون" .
كان يمكن للسيد ومن خلفه حزب الله الاختباء وراء اللبنانيين وترك الامور على عواهنها اذ ان السعودية قامت بمعاقبة كل لبنان حكومة وجيش وشعب الا ان السيد نصر الله رفض ذلك وقال الحق ولو كان مكلفا. وهذا ليس جديدا على المقاومة التي قدمت الغالي والنفيس من اجل لبنان، مع العلم ان الاجراءات السعودية الثأرية تجاه لبنان اضرت بحلفائها اولا.
هذا الموقف السياسي الذي حمى البلد وابناء البلد في الداخل والخارج والجيش والحكومة يجب ان يُسجل للسيد نصر الله إذ انه من النادر ان يأتي سياسي ويتحمل مسؤولية فعل او امر هو اقل من ذلك بكثير، فكيف بازمة كبيرة بهذا الحجم وما صاحبها من التهويل والتضخيم حتى خُيل لكثيرين ان البلد سيُهد فوق رؤوسهم.
هنا الشجاعة والصدق والثقة والامانة لها عنوان، فلم تأخذه العنتريات من هنا وهناك سواء ممن اراد قلب الطاولة او خلافه انما اخذته المصلحة الوطنية التي رآها في خطر حقيقي ، فكان التنبيه والتحذير والطلب والنهي عن استخدام الشارع من انصاره قبل الخصوم ومن اطلاق الشعارات الرعناء والفتنوية وطلب من الجميع الهدوء وعدم الانجرار الى رد فعل اتجاه المقبل من الايام يحقق هدف العدو وهو الفتنة السنية الشيعية.
وانطلاقا مما جاء في كلام السيد نصر الله يمكن ايجاز بعض النقاط التي تضمنها الخطاب:
- الحرص على الامن والاستقرار الداخلي وعدم استخدام الشارع مطلقا بل اكثر من ذلك اذ طلب من مسؤولي حزب الله المساهمة الفعالة في النهي ومنع استخدام الشارع من قبل المناصرين.
-وضع المشكلة مع السعودية في نصابها الحقيقي ، بمعنى ان التهويل الذي مارسته المملكة واتباعها في لبنان هي ممارسة رخيصة للضغط على موقف حزب الله
-الشجاعة التي تحلى بها السيد دائما اذ طلب من السعودية مواجهته هو وحزب الله الند للند وعدم الاعتداء على لبنان واللبنانيين بذرائع واهية
- تأكيد الموقف المبدئي من العدوان على اليمن وهو موقف ذات ابعاد انسانية ودينية واخلاقية ووطنية وقومية
-كشف بعض من تاريخ المملكة الدموي بالاعتداء على شعوب وحكومات المنطقة ومنها السيارات المفخخة في لبنان.
انطلاقا مما تقدم بات واضحا ان السعودية العاجزة عن المواجهة المباشرة مع حزب الله لجأت الى الفتن ودس الدسائس والمؤامرات والضغوط في ظنها انها ستنجح في تحقيق اهدافها الا ان الموقف الفصل للامين العام مرة اخرى يحرم ال سعود من لذة احلام اليقظة ، ويعيد المملكة المتهالكة الى الواقع الذي لا مفر منه "لقد خسرتم في اليمن وستخسرون في سوريا وفي كل المنطقة" ، فكفى تهديدا ووعيدا.