بعد 6 أشهر وتحديدا في ربيع 2012 نجح التطبيق في الوصول إلى 100 ألف مستخدم، فاعتبره الشاب حينها رقما ممتازا، غير أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، إذ ظهرت تحديات جديدة تمثلت في ارتفاع تكلفة الخوادم الشهرية
آخر ما كان يتوقعه مخترع «سناب شات» إيفان شبيغل المولود في لوس أنجليس 1990، أن تقوده مزحة صديقه «ريجي براون» إلى عالم المليارديرات، ليصبح بعدها أصغر مليادرير في العالم قبل بلوغه الـ25 من عمره، بثروة تقدر بـ2.1 مليار دولار.
انطلاق «سناب شات» جاء إثر جملة قالها «ريجي» أحد مؤسسي التطبيق: «تمنيت أن تختفي الصور المضحكة التي أرسلها لأصدقائي بعد فترة، حتى لا تصبح مصدر استهزاء مني». ولم تمر هذه الكلمات مرور الكرام، إذ تخلى شبيغل عن مقعده في جامعة ستانفورد الأمريكية، وتفرغ تماما لترجمة هذه الفكرة على أرض الواقع.
بعد 6 أشهر وتحديدا في ربيع 2012 نجح التطبيق في الوصول إلى 100 ألف مستخدم، فاعتبره الشاب حينها رقما ممتازا، غير أن الرياح تأتي بما لا تشتهي السفن، إذ ظهرت تحديات جديدة تمثلت في ارتفاع تكلفة الخوادم الشهرية إلى حد يفوق ميزانية فريق العمل. شبيغل الرئيس التنفيذي الحالي للشركة التي تقدر قيمتها بما يزيد على 19 مليار دولار، يصف «سناب شات» بأنه تطبيق يتم من خلاله تبادل الصور والفيديو، إضافة إلى الرسائل النصية والرسومات التي تحذف آليا بعد 10 ثوان على الأكثر.
واعتبر شبيغل 2013 عام السعد، إذ بلغ عدد المشاركات اليومية أكثر من 60 مليون مشاركة، وبالتالي ارتفعت قيمة التطبيق إلى 13 مليون دولار، إلا أنه لم يكتف بذلك، وتابع مسيرة النجاح، ليصل إلى 150 مليون مشاركة يوميا في صيف العام نفسه.
ولم يكن العام 2014 كسابقه، إذ عانى التطبيق من مشاكل تتعلق بالخصوصية والأمان، فضلا عن دعاوى قضائية اتهمته بانتهاك اتفاقية الاستخدام، غير أن فريق التطوير تابع مهامه بجدية. وبنهاية العام نجح في الحصول على تمويل جديد، رفع من قيمة التطبيق إلى 19 مليار دولار، وهو نفس الرقم الذي دفعه «فيس بوك» للاستحواذ على تطبيق «واتس أب».
أثار «سناب شات» حفيظة مؤسس «فيس بوك» مارك زوكربيرغ، فقدم عرضا للاستحواذ على التطبيق بقيمة 3 مليارات دولار، فيما عرض محرك البحث «غوغل» 4 مليارات لشراء التطبيق، إلا أن شبيغل رفض كلا العرضين بشكل قاطع، إيمانا منه بأن قيمة التطبيق سترتفع في المستقبل القريب. وقد صدقت تنبؤاته، فالتطبيق يملك حاليا أكثر من 100 مليون مستخدم.
حصل شبيغل على دروس في التصميم في كلية أوتيس للفن والتصميم قبل دخوله الجامعة. ما عده إضافة أكاديمية لإبداعاته وخبراته الخاصة، كما عمل دون أجر في مبيعات «ريد بول» حينما كان طالبا، وكمتدرب لشركة طبية حيوية، ويهوى شبيغل السفر والسياحة للتعرف على الثقافات المختلفة حول العالم.