من جديد، يضرب فيصل القاسم، مسهلاً عملية إعلامية دعائية خليجية أساساً جهدت طيلة السنوات الخوالي الى محو ذاكرة شعبية وثقافية بأكملها بنيت بدماء الشهداء لتحرّر الأرض..
«صحيفة الاخبار التابعة لحزب الله تقول إنّ أميركا حذرت لبنان من أنّ اسرائيل قد توجه ضربة للحزب. من ستؤيد اذا وقعت الحرب؟».
عنوان إستطلاع على تويتر، أتحفنا به أمس فيصل القاسم، يظهر بشكل جلّي ما وصلت إليه مخيلة الإعلامي السوري، من بث لخطاب وصل الى حدّ مسح «إسرائيل» من الذاكرة العربية والعالمية بوصفها كياناً محتلاً، وعدوانياً دمرّ الحجر والبشر، وتحويلها إلى فصيل حزبي أو منظمة محلية توضع في الكفة نفسها مع من قاومها ودحرها من أرضه «حزب الله».
هذه السموم التي تبث على وسائل التواصل الإجتماعي ليست غريبة على القاسم، الذي أضحى بوقاً ينشر الضغائن وينفخ تحريضاً طائفياً ومذهبياً وعرقياً. وها هو اليوم يتفوق على نفسه، في الإنحياز الى الصهاينة بعدما كان هذا الأمر يحصل وراء الأبواب المغلقة. باتت المجاهرة اليوم بمناصرة العدّو الصهيوني غير مخجلة، لا بل مطلوبة مقابل تشويه صورة المقاومة والعمل على إسقاط كل إنجازاتها.
سؤال القاسم الذي يتابعه أكثر من ثلاث ملايين على حسابه الخاص على تويتر، تفاعل معه نحو 15 الفاً، فيما أتت الإجابات راجحة لـ «إسرائيل»، في مشهدية تعيدنا الى ما يتلوه في نهاية برنامجه «الإتجاه المعاكس» على «الجزيرة» القطرية، إذ تصبح كل نتائج الأسئلة الإستفتائية راجحة الى كفة ما يعمل على تمريره سياسياً في هذا البرنامج.
من جديد، يضرب فيصل القاسم، مسهلاً عملية إعلامية دعائية خليجية أساساً جهدت طيلة السنوات الخوالي الى محو ذاكرة شعبية وثقافية بأكملها بنيت بدماء الشهداء لتحرّر الأرض، وتدحر ــ لأول مرة ــ العدو الصهيوني من أرض محتلة، وتشوه صورة المقاومة مقابل تقديم أوراق إعتماد عند الصهيوني وأزلامه الذين ليسوا ببعيدين عن جوقة القاسم المطبّل لـ «الخراب» في سوريا وغيرها.