فبعد دراسة أجريت على خمسين مشتركاً ذا مؤشرات كتلة جسم مختلفة، رجح الباحثون أنه بإمكان آلية الذاكرة أن تضطلع بدور في تسبيب البدانة وجميع السلوكات الغذائية المرتبطة بها.
ماذا لو كان الإكثار من تناول الطعام مرتبطاً بضعف الذاكرة؟. من يعاني البدانة قد يجد صعوبة في تذكر آخر ما تناوله من وجبات غذائية، مما يدفعهم إلى تعويض الفارق عبر تناول كميات كبيرة من الوجبات اللاحقة.
تمكن باحثون من جامعة كامبريدج من تحديد الرابط المعقد بين اضطراب الإدراك ومؤشر كتلة الجسم وتأثيرها الغذائي. فبعد دراسة أجريت على خمسين مشتركاً ذا مؤشرات كتلة جسم مختلفة، رجح الباحثون أنه بإمكان آلية الذاكرة أن تضطلع بدور في تسبيب البدانة وجميع السلوكات الغذائية المرتبطة بها.
الذاكرة الضعيفة إذاً تدفع بتناول المزيد من الأطعمة واكتساب الوزن والبدانة. خضع المشتركون لفحص الذاكرة، إذ كان عليهم أمام شاشة الكومبيوتر، تخبئة أغراض مختلفة في أوقات مختلفة وفي أماكن افتراضية مختلفة. ثم عليهم تذكر متى وأين خبأوا أغراضهم. فكانت نتائج الذين يعانون من البدانة أقلّ من الآخرين بنسبة 15%.
وأشار الباحثون إلى أنه بإمكان كتلة الجسم المرتفعة أن تقلل من الذاكرة العرضية دون الحاجة إلى تسبيب فقدان الذاكرة. وإذا كان لدى المشتركين صعوبة في تذكر وجبات طعامهم الأخيرة، قد يشعر من يعاني الوزن الزائد أنه أقلّ قدرة على تنظيم مسألة تناوله للطعام في الوجبات التالية، هذا بحسب النتائج التي نشرت في المجلة العلمية The Quarterly Journal of Experimental Psychology في 22 شباط الماضي.