مقدمة نشرة قناة المنار المسائية 7-3-2016
ليست المجازرُ أمراً طارئاً أو استثنائياً في حساباتِ المملكةِ السعودية، بل تكادُ تكونُ استراتيجيةً معتمَدةً في سياساتِها، لإخضاعِ الأعداءِ والخصوم، وكذلكَ في تطبيقِ مَنطقِ المكرُماتِ والعقوباتِ أو المَنْحِ والمَنْع..
لهذا الكلامِ ما يُثبتُهُ حينَ نستقريءَ وقائعَ التاريخِ قديماً وحديثا، إذ لا تعودُ هناكَ غرابةٌ في ما ترتكبهُ الرياضُ من مجازرَ وحِصارٍ وتجويعٍ في اليمن، وكذا الحالُ في المجازرِ المنظمة والتدميرِ الممنهجِ لسوريا والعراق، فضلاً عن احتلالِها للبحرين. فتاريخُ تأسيسِ المملكة يَقطُرُ دماً بعشراتِ آلافِ الضحايا الذين سقطوا مظلومينَ على طريقِ بناءِ سلطةِ آلِ سعود.
أما في حساباتِ التآمرِ على المقاومةِ العربية، فللسعوديةِ سجلٌ حافلٌ بالمآثرِ أيضا، منذُ ستينياتِ القرنِ الماضي، حين كانَ المدُّ العروبيُ الناصريُ يكتسحُ الشارعَ العربي، ناصبَتِ السعوديةُ الزعيمَ جمال عبد الناصر العِداءَ وحاربتهُ في اليمن، وسعت جاهدةً الى إجهاضِ كلِّ مسعىً حقيقيٍ لتحريرِ فِلَسطين، وحتى تأسيسُ مُنظمةِ التحريرِ الفِلَسطينية كانَ محلَ اعتراضٍ من الرياضِ التي بذلَت جهوداً لإجهاضِ مشروعِ المقاومةِ الوليدة.
وللبنانَ نصيبٌ مستمرٌّ من غضبِ الرياض، يُفَسِّرُ بعضَ ما يجري الآنَ أيضا. فقبلَ واحدٍ وثلاثينَ عاماً، وبعدَ الانطلاقةِ المباركةِ للمقاومة في لبنان، ارتكبتِ السعوديةُ في الثامنِ من آذار عامَ 85 مجزرةً مروعةً في بيروت، وتحديداً في مِنطقةِ بئرِ العبد، ذهبَ ضحيتَها المئاتُ من الشهداءِ والجرحى، فضلاً عن الدمارِ الهائلِ في المِنطَقَة، وكانَ الهدفُ اغتيالَ سماحةِ العلامة الراحل السيد محمد حسين فضلَ الله .
وكذلك استخدمت السعوديةُ سلاحَ المالِ لمعاقبةِ لبنانَ على مواقفهِ الداعمة للمدِ الناصري في ستينياتِ القرنِ الماضي ولابتزازِ مواقفَ مؤيدةٍ لسياساتِها..
مواقفَ طالما افرحتِ العدوَ الصِهيوني، واذا كانَ العدوُ قد اعتمدَ الصمتَ علامةَ الرضى فيما مضى، فانهُ باتَ يُشيدُ اليومَ جَهارا بهذهِ المواقف.
وآخِرُ الاشاداتِ سُجِلَت اليومَ لرئيسِ وزراءِ العدو بنيامين نتنياهو الذي وصفَ وضعَ دولِ الخليجِ لحزبِ اللِه على لائحةِ الارهاب بالامرِ الرائع، واَنَ هذا القرارَ يُشكلُ تقارباً جديداً بينَ "اسرائيلَ" وتلكَ الدولِ ..