مقدمة نشرة قناة المنار المسائية 8-3-2016
ضجيجُ السّعوديةِ جعجعة لا تُنتجُ أيَّ طحين. وصراخُها وإن ترددَ صداهُ في الزمانِ، الا أنه لا يوصلُ الى ايِّ مكان.. ليسَ ما نَسمعُه من تهديدٍ ووعيدٍ إلا صراخاً من ألم. السعوديةُ مألومةٌ ومكلومة... متألمةٌ لأنَّ كُلَّ المواقفِ التي رفعتها، والملياراتِ التي أنفقتها في مؤامراتٍ حاكتها تبخرت وذهبت سُدّى... تنظرُ الى حليفها الغربي فتراهُ قد حثَّ خُطاهُ نحوَ طهران، وهي التي عَقَدَت الآمالَ العريضةَ عليهِ ليدمرَ ايرانَ بحجةِ الملفِ النووي، لم تَعُدِ السعوديةُ الحليفَ ذا الجدوى غربياً، وهناكَ في مراكزِ القرارِ الأميركي الأوروبي ومراكزِ الأبحاثِ التابعةِ لها من بدَأَ الحديثَ عن شيخوخةِ المملكةِ وخريفِها السياسي، ويترسَّمُ تغيراتٍ كبرى لأسبابٍ عديدةٍ أهمُها وأقربُها الصراعُ المحتدمُ على السلطةِ بينَ "المحمدَين".
تنظرُ الرياضُ نحوَ حلفائها العرب، الذين أَغدقت عليهم المكرُماتِ والأُعطياتِ فلا ترى من هو مستعداً لمسايرتِها، سواءٌ أكانوا دولاً أو مكوناتٍ في دولٍ من قوىً وأحزابٍ وتابعين.
السعوديةُ تنوءُ تحتَ ركامِ الفشل، وتنقلُ حقيبةَ العجزِ من يدٍ الى أخرى، وتُلقي باللائمةِ على الجميعِ وتُسَفِّهُهُم، ولا سيما الضعفاءُ منهم، لا تَرفُقُ السعوديةُ اليومَ بأحدٍ حتى بأبناءِ الرفيقِ والصديق. فسِمةُ العشوائيةِ والارتجالِ والرغبةُ الجامحةُ بالانتقامِ وتحطيمِ كلِّ ما حولَها هي الغالبةُ هذه الأيام.
هناك من يرى أن ثمةَ حالةً مرضيةً مستعصيةً وصلت الى حدِّ الداءِ العضال ِ تضربُ أركانَ المملكة.. مشكلتُها بنيويةٌ وأزمتُها عميقةٌ وهيكلية، خاصةً معَ غيابِ الجيلِ الأولِ المؤسسِ ومجيءِ الجيلِ الثاني المُفلِس. السعوديةُ تعيشُ أسوأَ كوابيسِها ، تريدُ عدواً بأيِّ ثمنٍ لتُسجِّلَ أيَّ انجازٍ أو انتصار، لم تَستطع أن تحاربَ ايرانَ فغَرِقت في اليمن ..
عيبٌ أن يكونَ الأمرُ كذلك ، ومضحكٌ أن ينتقلَ الحكمُ من مالكٍ الى هالك .
في ظلِّ الفصامِ السياسي الحادِّ لا تُجدي الشفقةُ، ولكن قد ينفعُ الدعاء.. فهل من يرفعُ أكفَّ الضراعةِ .. حبذا لو ترحمُ السعوديةُ نفسَها قليلاً فتَستريحَ وتُريح.