تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 09-03-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها كشف النقاب عن وجود "مافيات" تستبيح خدمات الانترنت، بشكل صارخ، عبر محطات إرسال ولواقط غير خاضعة لرقابة الدولة
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الأربعاء 09-03-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها كشف النقاب عن وجود "مافيات" تستبيح خدمات الانترنت، بشكل صارخ، عبر محطات إرسال ولواقط غير خاضعة لرقابة الدولة، بالإضافة الى جلسة حوار اليوم وملف النفايات المزمن..
السفير
لبنان أمام «اختبار عربي» جديد.. وواشنطن تنتقد إجراءات الرياض
«مافيا الإنترنت»: استباحة فضاء الدولة وأمن المواطنين
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "فيما يتخبط لبنان في أزماته المزمنة، من الرئاسة الشاغرة الى النفايات المتراكمة وما بينهما، أطلت أمس برأسها، من نافذة اجتماع لجنة الاعلام والاتصالات النيابية، فضيحة إضافية «ثلاثية الابعاد»، قانونية وامنية ومالية، ضحيتها خزينة الدولة وسلامة اللبنانيين.
فقد أفضت نقاشات اللجنة برئاسة النائب حسن فضل الله، وبحضور وزير الاتصالات بطرس حرب، الى كشف النقاب عن وجود «مافيات» تستبيح خدمات الانترنت، بشكل صارخ، عبر محطات إرسال ولواقط غير خاضعة لرقابة الدولة، يتولى أصحابها شراء سعات دولية بكلفة رمزية من خارج الشبكة اللبنانية (قبرص او تركيا)، ثم يبيعونها إلى المشتركين اللبنانيين بأسعار زهيدة، من دون تجاهل احتمال الدخول الاسرائيلي على الخط، من خلال تقديم عروض تجارية للمتورطين في هذه القرصنة، لاستمالتهم، وبالتالي اختراق شبكة الاتصالات بواسطتهم.
وعلم ان أعمدة شاهقة واجهزة تقنية غير شرعية زرعت خلسة في بعض الجرود اللبنانية، منها جرود تنورين والضنية، كما تردد وجود شبكة أخرى في صنين والزعرور.
وتُشرّع هذه المعطيات الباب امام مخاطر عدة، من ابرزها:
ـ احتمال حصول خرق امني مخابراتي لخدمات الانترنت غير الشرعية وغير المرخصة، باعتبارها تفتقر الى أدنى مقومات الحصانة ومعايير الرقابة، ما يؤدي الى انكشاف امن اللبنانيين وبياناتهم أمام جهات خارجية، قد تكون اسرائيل احداها.
ـ هدر الاموال على خزينة الدولة المثقوبة اصلا، وتشير التقديرات المتداولة في هذا السياق إلى أن تهريب خدمات الانترنت من خارج الاطر الشرعية والقانونية يكلف الخزينة ما يزيد عن مليوني دولار شهرياً.
ـ تضرر الشركات المرخصة لانعدام التكافؤ والتوازن في شروط المنافسة.
وتفرض هذه القضية المستجدة طرح التساؤلات الآتية:
ـ كيف زُرعت تجهيزات تقنية بحجم كبير وظاهر في المرتفعات اللبنانية من دون ان يتنبه لها أحد، خصوصا القوى الامنية؟
ـ كم مضى من الوقت على استخدام تلك الاعمدة والاجهزة، وهل يوجد مثيل لها في أماكن أخرى؟
ـ من يقف وراء عملية القرصنة هذه، وهل ثمة جهات تغطي او تحمي المرتكبين؟
ـ لماذا لم تبادر الاجهزة الامنية المختصة الى ازالة المخالفات فورا ووضع اليد عليها، بمجرد ان تم الكشف عنها، وقبل انتظار نتائج التحقيق القضائي، خصوصا ان الارتكابات موصوفة وثابتة، واي تأخير في ضبطها قد يسمح لاصحابها بطمس بعض المعطيات الحساسة؟
الوزير حرب اكد لـ «السفير» أن التحقيقات ستستمر حتى تبيان كل التفاصيل المتعلقة بالشركات المخالفة وأصحابها، موضحا أنه أبلغ الأجهزة الأمنية المعنية بالواقعة، كما قدم شكوى إلى النيابة العامة المالية والنيابة العامة الاستئنافية.
وابلغ النائب فضل الله «السفير» ان هذا الملف يولّد العديد من علامات الاستفهام والتعجب، مشيرا الى ان الملابسات المحيطة به تثير الريبة، ومنبها الى أن شبكات الانترنت غير الشرعية قد تكون قابلة للاختراق من قبل العدو الاسرائيلي، او حتى من قبل اي جهة تريد ان تتجسس على لبنان.
ولفت الانتباه الى انه لن يصدر أحكاما مسبقة في شأن الخلفيات الامنية المحتملة، في انتظار ظهور نتائج التحقيق، لكنه شدد على ان هناك تدابير حازمة يمكن اتخاذها على الفور من الجهات المختصة لتفكيك تلك الشبكات بعدما ضبطت بالجرم المشهود وهي تخالف القانون.
لبنان.. وامتحان عربي جديد
على صعيد آخر، وقبل ان يجف حبر قرار مجلس التعاون الخليجي ووزراء الداخلية العرب بتصنيف «حزب الله» منظمة ارهابية، سيجد لبنان نفسه غدا امام اختبار جديد، قد لا يخلو من الدقة، خلال اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب في القاهرة، والذي سيشارك فيه الوزير جبران باسيل.
وبرغم ان جدول الاعمال المعلن عادي ولا يتضمن بندا اشكاليا من حيث المبدأ، إلا ان ايا من الحاضرين يستطيع ان يطرح من خارج جدول الاعمال ما يرتئيه مناسبا، الامر الذي يعني ان الملف اللبناني، من زاوية السياسة الخارجية والموقف حيال «حزب الله»، قد يقتحم الاجتماع في أي وقت.
ووفق أجواء وزارة الخارجية، فان باسيل سيتوجه الى اجتماع مجلس الجامعة العربية متسلحا بثوابت لبنان وحكومته على قاعدة التنسيق مع رئيس الحكومة حول الموقف الرسمي الذي سيعلن في الجلسة، ومنطلقا من ضرورة انضباط الجميع تحت سقف هذه الثوابت، ومن ان وزارة الخارجية ليست مستقلة عن الحكومة، وإن كانت تسعى الى بناء سياسة خارجية مستقلة قدر الامكان عن التجاذبات العربية.
وأكدت مصادر «الخارجية» ان الاستراتيجية التي يعتمدها باسيل تقوم على قاعدة «تمغيط» حبل الدبلوماسية اللبنانية ومرونتها حتى حدود المصلحة اللبنانية التي لا يمكن القبول بالمساومة عليها او المجازفة بها، مشيرة الى انها تشكل المعيار الوحيد الذي يبني على أساسه باسيل مواقفه وخياراته.
وشددت المصادر على ان «الخارجية» لا تريد للبنان ان يكون في حالة صراع مع الجامعة العربية، بل تتطلع الى ان يتكامل معها حيث يستطيع، وان ينأى بنفسه حيث يكون هناك تناقض.
وتبعا لأجواء «الخارجية» فان هناك اجماعا لبنانيا على رفض تصنيف «حزب الله» بانه ارهابي، وهذا أمر لا يحتمل الاجتهاد والنقاش، وبالتالي فان وزير الخارجية لا يمكن ان يوافق على اي طرح من هذا النوع في المحافل العربية والدولية، انسجاما مع سياسة الحكومة وتطبيقا لها.
واشنطن ممتعضة من الرياض
الى ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية عن أن واشنطن أعربت للرياض عن قلقها من وقف السعودية المساعدات للقوات المسلحة اللبنانية، معتبرة أن المساعدات الدولية للبنان أساسية في الحد من نفوذ «حزب الله».
وقال المتحدث باسم الوزارة جون كيربي، في مؤتمر صحافي في واشنطن: «لقد أعربنا للسلطات السعودية عن قلقنا من تقارير وقف المساعدات»، مضيفاً «لن أتحدث عن التفاصيل».
وتابع كيربي أن «مساعدة القوات الأمنية اللبنانية والمؤسسات الشرعية الأخرى أمر ضروري من أجل المساعدة في تقليص دور حزب الله وداعميه الأجانب». وشدد على أن المساعدة الأميركية للقوات الأمنية اللبنانية ستتواصل، موضحاً «لن نترك الساحة لحزب الله أو من يدعمه».
النهار
المطامر بند "توافقي" اليوم في الحوار
"ملف المساءلة" ألف صفحة و50 لجنة!
وتناولت النهار الشأن الداخلي وكتبت تقول "يعود ملف أزمة النفايات بنداً طارئاً الزامياً على جدول أعمال هيئة الحوار الوطني التي تعقد جلستها اليوم في عين التينة، وهو البند الذي صار مصير الحكومة وتفعيلها مرتبطاً به أكثر من باقي الأزمات الداخلية والخارجية التي تحكم قبضتها على البلاد. واذ تبلورت في الساعات الأخيرة ملامح المرونة والايجابيات المبدئية المتصلة بخطة المطامر، كما كانت أوردت "النهار" أمس، تبين ان خطوطاً مفتوحة بين السرايا الحكومية وعين التينة و"بيت الوسط" والفريق الوزاري للحزب التقدمي الاشتراكي بتكليف من رئيس الحزب النائب وليد جنبلاط الموجود في باريس حيث يلتقي بعد ظهر اليوم الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند، كان لها دور دافع وبارز في تذليل الكثير من العقبات أمام استكمال خطة توزيع المطامر، الأمر الذي يفترض عرض كل التفاصيل على المتحاورين اليوم والحصول مجدداً على قرار سياسي جماعي بتبني الخطة ما لم تطرأ مفاجآت سلبية في اللحظة الأخيرة.
وأبلغت مصادر وزارية "النهار" انه من المنتظر أن يحسم الحوار النيابي اليوم في عين التينة، والذي يضم الاطراف الاساسيين، بالوفاق السياسي موضوع مطامر النفايات. وتحدثت عن معلومات تشير الى توافق مبدئي على إستخدام مطامر برج حمود والكوستا برافا والناعمة على ان يتم التحضير لتوافق لنقل نفايات بيروت الى مكب سرار في عكار. وتوقعت أن يوقع إتفاق نهائي بعد إكتمال الاتصالات التي شارك فيها أمس النائب جنبلاط من باريس. كما ان الملف كان قيد المتابعة بين رئيس الوزراء تمام سلام والرئيس سعد الحريري.
وفي ضوء هذه المعطيات من المرجح ان يدعو الرئيس سلام بعد إجتماع الحوار في عين التينة الى إجتماع للجنة الوزارية المكلفة ملف النفايات لتحضير مشروع يطرح على مجلس الوزراء غدا إذا ما سارت الامور في الاتجاه الايجابي الذي يلوّح حالياً.
ولفتت المصادر الى مؤشر يوضح تغييراً في المعطيات هو دعوة الرئيس سلام اللجنة الوزارية المكلفة ملف اللاجئين السوريين الى الاجتماع مطلع الاسبوع المقبل. وقالت في معرض التندر انه "بعد الحوافز السخية إنفتحت الثغرة في خطة المطامر".
وفي المعلومات التي سبقت الحديث عن انفراج في الخطة ان الوزيرين وائل ابو فاعور وعلي حسن خليل قاما باتصالات مفتوحة على أكثر من خط وبمواكبة من الرئيسين سلام والحريري، الا ان عراقيل ظهرت في طريق الساعين الى حل المطامر، وخصوصاً ان محافظات الشمال والبقاع والجنوب توصلت الى مخارج للتخلص من النفايات ولو بالحد الأدنى المطلوب من طرق العلاج الصحية. وتبقى المعضلة في بيروت والضاحية الجنوبية وجبل لبنان. وكان المعنيون قد تلقوا من جديد اعتراض النائب طلال ارسلان على إقامة مطمر في محلة الكوستا برافا. وسمع منه أحد الوزراء كلاماً غاضباً. ويذكر ان مساحة الأرض المقترحة في هذا المطمر تعود ملكيتها الى الدولة وليس الى بلدية الشويفات وهي تستقبل طوال الأشهر الأخيرة كميات كبيرة من النفايات وتطمر بالرمال من دون توافر ابسط الشروط الصحية.
ملف المساءلة
لكن الاقرار المرجّح لخطة المطامر لن يحجب مسار المساءلة والمحاسبة في أزمة النفايات وكارثتها، إذ سجل تطور بارز أمس تمثل في تسلم لجنة المال النيابية ملفاً ضخماً عن مجمل المراحل التي أدت الى انفجار هذه الازمة ستضعه اللجنة في تصرف النائب العام المالي. وكشف رئيس اللجنة النائب ابرهيم كنعان ان مجلس الانماء والاعمار قدم الى اللجنة نسخة عن كل العقود التي تفوق الألف صفحة وتتضمن الالتزامات والتعهدات والشروط منذ 1996 حتى اليوم. وتحدث عن تعاقب 50 الى 50 لجنة وزارية شكلت لمعالجة ملف النفايات وان أرقام الملف هي في حدود الملياري دولار، مشيراً الى ان عمليات تمديد العقد مع "سوكلين" صادرة بقرارات من مجلس الوزراء بعد تأليف اللجان الوزارية.
أما في التحركات المدنية، فتنظم "حملة بدنا نحاسب" و"حملة الشعب يريد اصلاح النظام" ومجموعات اخرى مسيرة مشاعل مساء اليوم من امام ثكنة الحلو الى دارة الرئيس سلام في المصيطبة.
قانون الانتخاب
وبالعودة الى جولة الحوار اليوم، علم ان رئيس مجلس النواب نبيه بري سيطرح في البداية السير بجدول الأعمال مركزاً على نقطتين: الاولى تفعيل عمل مجلس النواب مع اقتراب موعد فتح الدورة العادية للمجلس في الثلثاء الاول بعد منتصف آذار الجاري. والثانية البحث في قانون الانتخاب الجديد باعتبار ان اللجنة النيابية المكلفة درس القانون برئاسة النائب جورج عدوان ستسلم تقريرها النهائي الى بري الثلثاء المقبل وهي توصلت أمس الى مسودة سيعمد اعضاؤها الى مراجعة قياداتهم السياسية في شأنها قبل ان يقدم عدوان التقرير النهائي للجنة الى رئيس المجلس. وكانت اللجنة الـتأمت امس واستمعت الى تلاوة مسودة التقرير الذي أعدته والذي يتناول اعتماد القانون المختلط بين النسبي والأكثري.
الحريري و"المستقبل"
الى ذلك، وصف الرئيس الحريري أمس المرحلة التي يمر بها لبنان حالياً بأنها صعبة، وقال: "نحن نبذل جهوداً دؤوبة للمحافظة على الأمن والاستقرار وتجنيب البلد الانجرار إلى أي مشكلة أو فتنة، ومنع تمدد الحروب والحرائق التي تحدث حولنا في سوريا والعراق وغيرهما".
وشدد لدى لقائه مساء وفداً كبيراً من الهيئات الإدارية لأربعين جمعية بيروتية على أن "بيروت التي تحتضن الجميع خسرت رفيق الحريري، لكن قلبها واسع وهي تجسد العيش المشترك بكل معانيه وعاصمة الثقافة والعلم، وإن شاء الله نحافظ عليها ونعمل على حمايتها وتطويرها في مختلف المجالات".
وفي اطار المواقف من ازمة العلاقات اللبنانية – الخليجية حملت كتلة "المستقبل" بعنف على كلامَ الامين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله عن المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، واعتبرت انه "يعكس حالةً من التوتُّر والصَلَف يعيشُها حزبُ الله، حزبُ السلاح غير الشرعي، والمسؤولون فيه على رغم الادّعاء المتكرر لتحقيق الانتصار تلو الانتصار". وأضافت: "إنّ كتلةَ المستقبل ترى أنّ السيد نصر الله وحزب الله بشكل عام يستمر في الإضرار بلبنان واللبنانيين وضرب مصالحهم وتخريب حاضرهم ومستقبلهم، عبر إقْحامهم في صراعاتٍ مفتوحةٍ مع محيطهم العربي وعبر القيام بأعمال إرهابية وإجرامية بتحويل حزبه إلى ميليشيا غِبَّ الطلب وبندقيةٍ للإيجار تتنقَّلُ من مكان إلى آخر في خوض الحروب الأهلية انطلاقاً من سوريا مروراً بالعراق وصولاً إلى اليمن وغيرها في المنطقة العربية وخارجها".
المشنوق يلتقي عباس
على صعيد آخر، التقى وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس خلال زيارة خاطفة للاردن رئيس السلطة الفلسطينية محمود عباس في منزله بعمان، وتناول البحث مجمل التطورات ولا سيما منها أوضاع المخيمات الفلسطينية في لبنان.
وأكد الرئيس عباس للوزير المشنوق "الاستعداد لبذل كل الجهود الممكنة بهدف الحفاظ على استقرار المخيمات والحرص على أحسن العلاقات مع الحكومة اللبنانية". وعلمت "النهار" ان الوزير المشنوق والرئيس الفلسطيني تناولا بعمق وضع المخيمات الفلسطينية في لبنان، كما تطرق اللقاء الى الوضع العربي عشية انعقاد اجتماع الجامعة العربية في القاهرة.
الأخبار
من وراء شركات الانترنت المشبوهة؟
«أنتينات مجهولة» في جرود الضنية والبترون ومخاوف من اختراق أمني اسرائيلي
كما تناولت الأخبار الشأن المحلي وكتبت تقول "قام «مجهولون» بتركيب مجموعة من الهوائيات لاستقبال الانترنت من مصادر «مجهولة» في جرود الضنية وجرود البترون، وبيع الخدمة للمواطنين، خارج الإطار القانوني والرسمي لقطاع الاتصالات! ومع أن وزارة الاتصالات علمت بالأمر قبل 4 آذار، إلّا أن التحرّك الأمني والقضائي لم يبدأ سوى أمس!
لم يكن ينقص قطاع الاتصالات في لبنان إلّا أن تكشف «لجنة الإعلام والاتصالات» النيابية، أمس، عن وجود عدد من الشركات «المجهولة» التي تقدّم الانترنت للبنانيين بصورة غير شرعية وقانونية، من خارج إطار قطاع الاتصالات الرسمي، ومن مصادر مجهولة!
وكشف رئيس اللجنة النائب حسن فضل الله، في مؤتمر صحافي عقده مع وزير الاتصالات بطرس حرب، بعد اجتماع اللجنة أمس، أن «هناك بعض الجهات والشركات عمدت إلى تركيب تجهيزات ضخمة في بعض الجرود ومرتفعات بعض المناطق اللبنانية، وتعمد هذه التجهيزات الى أخذ الانترنت من الخارج ومن ثم تزويد المواطنين باشتراكات غير شرعية وغير قانونية». وأضاف فضل الله أن «وزارة الاتصالات، كما تبلغنا من معالي الوزير حرب، عمدت إلى اتخاذ مجموعة من الاجراءات وزوّدت النيابة العامة التمييزية والنيابة العامة المالية والأجهزة الأمنية بملف كامل، وأيضاً سلمت الوزارة إلى لجنة الإعلام والاتصالات ملفاً كاملاً حول هذه الخروق في مجال الانترنت».
كلام فضل الله عكس النقاشات التي دارت خلال جلسة اللجنة، بعد أن عرض حرب تقريراً مفصّلاً عن عمل الوزارة خلال المرحلة الماضية، والتقدّم الذي حققته والعثرات التي تواجه قطاع الاتصالات. إلّا أن الحديث حول مسألة الشركات المجهولة وغير الشرعية أخذ حيّزاً مهماً من النقاش، خصوصاً أن وزارة الاتصالات كانت قد أخذت علماً قبل مدة بهذه المخالفات التي تحمل أخطاراً أمنية بالغة، إضافة إلى «لاشرعيتها» المالية، ولم تتحرّك الأجهزة الأمنية حتى اللحظة للتحقق من الأمر. وعلمت «الأخبار» أن شركات لا تزال غير معروفة قامت بتركيب هوائيات و«آنتينات» لالتقاط شبكة الانترنت من جهات مجهولة أيضاً، في جرود تنورين وجرود الضنية، وهذه الجهات تقوم بتزويد المشتركين بالانترنت من خارج قطاع الاتصالات الرسمي.
وكشف حرب خلال الجلسة عن هذه المعلومات، بعد تقرير عمل الوزارة، الذي تبيّن فيه أن أعداد الشركات التي تزوّد الانترنت بشكل قانوني (isp) ارتفع من 37 إلى 112، مع وجود أعداد غير معروفة من الشركات التي تزوّد المواطنين بالانترنت بصورة غير شرعية.
ووضع فضل الله المخالفات في إطارين: الأول أمني، و«جميعنا يذكر شبكة الباروك التي جرى وضع اليد عليها في الماضي، وتبين أن هناك شبكة تجسّس إسرائيلية كبيرة على لبنان من خلال ما عرف بشبكة الباروك، واليوم هناك شبكات مماثلة. لكن لن نستبق التحقيقات لكي نكشف عنها ولن نوجّه اتهامات الآن لأحد، لكن هناك مخاطر حقيقية، وقد تكون هذه الشبكات مخروقة من قبل العدو الاسرائيلي، أو حتى من قبل أي جهة تريد أن تتجسّس على لبنان». وفي الإطار الثاني، أشار رئيس اللجنة إلى أنه في المخالفات «هناك تهرّب كبير من دفع الرسوم والاموال العائدة للدولة اللبنانية، ونعرف أن قطاع الانترنت هو اليوم من القطاعات الانتاجية في لبنان».
بدوره، أشار حرب إلى أنه «بلغنا من معلومات ومن شكوى حول قيام أشخاص لا نعرفهم بعد بمّد شبكات وخدمات للإنترنت للخدمات الهاتفية واللاسلكية في لبنان بطرق غير شرعية»، وأنه قدم شكوى حول الأمر إلى النيابة العامة التمييزية وإلى النيابة العامة المالية فوراً و«طلبنا إجراء التحقيق اللازم في هذا الأمر... وسأبلغ أنا شخصياً الأجهزة الأمنية المختصة، قبل القضائية، لاتخاذ التدابير والحيطة، لئلا يستعمل هذا الأمر في أي طرق للاعتداء على لبنان، وأمن اللبنانيين أو الدخول في أسرار اللبنانيين».
كلام حرب عن إبلاغ الأجهزة الأمنية لا يعفي المسؤولين من مسؤولية تأخر التحرّك لوقف هذه الإنشاءات ووضع اليد عليها، قبل الشروع في المسار القضائي. ويمكن التساؤل هنا عن السبب في تأخر إجراءات الملاحقة حتى اجتماع اللجنة أمس، علماً بأن هذه الشركات غير شرعية وغير مرخصة ومصادر الانترنت فيها مجهولة المصدر، وقد بعثت وزارة الاتصالات رسائل إلى اللجنة بتاريخ 4 آذار الجاري، ولم يتم التحرّك حتى يوم أمس. وبمعزلٍ عن المخاطر الأمنية لتفلّت مصادر الانترنت في البلاد، وقد سبق أن عانى لبنان من الاختراقات الإسرائيلية، يمكن السؤال أيضاً عن كيفية قيام أشخاص أو جهات بتركيب معدات لاستقبال الانترنت من دون مراجعة الاجهزة المتخصة أو الحصول على التراخيص المطلوبة، في وقت لا توفّر فيه الجهات الرسمية ورشة بناء صغيرة من الملاحقة.
اللواء
الحوار 16: خطّة النفايات وتطويق الأزمة مع العرب
تأييد أميركي لاعتبار حزب الله «منظمة إرهابية» وقلق من وقف المساعدات للجيش.. وتصعيد عوني الإثنين
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "إذا صدقت النيّات، فإن طاولة الحوار «ستوقع» اليوم على اتفاق يفترض ان يكون أنجز بين المساء والصباح ليغدو على الطاولة من أجل إنهاء أشهر ثقيلة شغلت البلاد والعباد، وكادت تُهدّد الحكومة والمجتمع والتحالفات والروابط السياسية، تحت عنوان أزمة النفايات وأزمة المطامر وأزمة الترحيل والسمسرات والسرقات والاختلافات، وكل الموبقات التي كشف هذا الملف، بدءاً من الحراك المدني في الشارع في 17 تموز الماضي، إلى لحظة عقد الجلسة 16 لهيئة الحوار الوطني في عين التينة ظهر اليوم، حيث يغيب عن الجلسة النائبان وليد جنبلاط وميشال عون ووزير السياحة ميشال فرعون باعتباره الممثل الكاثوليكي في طاولة الحوار، الأوّل بسبب وجوده في باريس للقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند والثاني للاعتبارات نفسها التي أملت عليه غيابه عن الحوار في الجلسات السابقة.
والاتفاق بصورته التي حصلت عليها «اللواء» وكانت اشارت إليه أمس، هو على الشكل الآتي:
1- مطمر سرار في عكار، حيث كان للرئيس سعد الحريري الدور الأكبر في معالجة الاعتراضات البلدية والاختيارية والبيئية على استحداثه في المنطقة، وإدخال ما يلزم من مواصلات صحية وتجهيزات تساهم في إنجاح عملية التفكيك الحراري وانتاج الطاقة والاسمدة.
2- مطمر «الكوستا برافا» إذ تفيد المعلومات ان وزير المال علي حسن خليل بمساعدة من «حزب الله» تمكن من إقناع الأمير طلال أرسلان بوقف اعتراضه القوي على استخدام المطمر وتلبية بعض مطالبه سواء لجهة المدة أو العوادم والروادم التي يمكن ألا تؤثر لا على حركة الطيران ولا على التلويث البيئي بما في ذلك شاطئ خلدة.
3- مطمر برج حمود بعد الوقوف على مطالب حزب الطاشناق والفريق الأرمني، والأخذ باقتراحات النائب ميشال المرّ.
4- إعادة فتح مطمر الناعمة لمدة أسبوع فقط بمساعدة من النائب وليد جنبلاط، بعد ان اعترض على فتح أي مطمر في الإقليم بين برجا وبعاصير، وفي ضوء المواصفات التي اقترحها في تقريره وزير الزراعة اكرم شهيب قبل تنحيه عن ملف البيئة.
اما مسيحياً، فبالاضافة إلى مطمر برج حمود، فإن وزيري «التيار الوطني الحر» اعربا عن استعدادهما البحث في استحداث مطمر في كسروان أو المتن، الا ان لا رابط بين الاستحداث وإطلاق العمل في المطامر الأربعة المذكورة.
وعليه، أكّد مصدر وزاري موثوق به لـ«اللواء» ليل أمس، ان هيئة الحوار ستخرج باتفاق ينهي الازمة ما لم تبرز عقبات جديدة لم تكن بالحسبان.
وحسب صيغة التسوية، فإن مجرّد التفاهم على المطامر سيعود الرئيس تمام سلام عن قراره بتعليق جلسات مجلس الوزراء ويدعو المجلس إلى الانعقاد للتصديق على الخطة وإطلاق صفارة التنفيذ.
ومع طي صفحة تعليق الجلسات أو الاستقالة، تستأنف الحركة الحكومية، لا سيما بعد ان وجه الرئيس سلام الدعوة إلى اللجنة الوزارية بشأن النازحين للاجتماع الأسبوع المقبل.
وعشية الجلسة، أكّد وزير الدولة لشؤون التنمية الإدارية نبيل دو فريج، والذي كان زار الرئيس الحريري أمس انه لا يمكن إبقاء النفايات في الشوارع ريثما تنضج الحلول المثالية، كقيام المصانع أو إرسال البلديات مشاريعها، لا سيما وأن هناك ثلاثة آلاف طن من النفايات يومياً في الشارع. وكشف دو فريج لـ«اللواء» ان هم الرئيس سلام «أكل العنب لا قتل الناطور»، لكنه لن يبقى مكتوف اليدين والأزمة تتفاعل في الشارع، مشيراً إلى دور الرئيس الحريري في إزالة العقد من امام هذا الملف.
وإذا كان الوزير شهيب اعتصم بالصمت، مشيراً إلى انه مهتم فقط بشؤون وزارة الزراعة، فإن الوزير خليل استهل يومه بالتغريد عبر «تويتر» كاشفاً عن مسودة يجري وضع الرتوش عليها لمعالجة ملف النفايات، بالتزامن مع معلومات اشارت إلى ان الأمور ليست مغلقة تماماً، وأن ارتفاع وتيرة الاتصالات واللقاءات بين القوى السياسية دليل على الوصول إلى حل يرضي الجميع بمن فيهم الرئيس سلام، علماً ان مصادر اللجنة الوزارية المكلفة دراسة الملف أفادت بأن لا معلومات لديها تُشير إلى ان أزمة النفايات ذاهبة إلى الحل، رغم اقرارها بأن دور اللجنة في هذه المرحلة ليس دوراً اساسياً، خصوصاً في هذه المرحلة المفصلية.
خطة إنقاذية
على صعيد سياسي، أعربت مصادر وزارية واسعة الاطلاع عن اعتقادها بأن الرئيس نبيه برّي سيقترح على طاولة الحوار اليوم خطة سياسية إنقاذية تقضي بالآتي:
1- تثبيت الهدوء السياسي والابتعاد عن الحملات.
2- حماية الاستقرار الأمني والاقتصادي.
3- مواصلة الجهود لتطويق الأزمة بين المملكة العربية السعودية ولبنان، وتثبيت سياسة النأي بالنفس.
وفي هذا السياق، فإن الرئيس سلام مدعوماً من هيئة الحوار، سيستأنف اتصالاته مع الرياض لتطويق الأزمة على قاعدة الفصل بين القرارات الرسمية وبعض المواقف السياسية والحزبية، وإن كان أطرافها مشاركون في الحكومة، وفق توجه قوم على مرتكزين: إلتزام الإجماع العربي وصون الوحدة الوطنية اللبنانية.
الحريري
وقبيل الجلسة، جدد الرئيس الحريري أمام الهيئات الإدارية لـ40 جمعية بيروتية، الاستمرار في بذل الجهود لتجنيب لبنان الانجرار إلى أي مشكلة أو فتنة، ومنع وصول الحرائق المشتعلة في سوريا والعراق وغيرها إلى لبنان، مشدداً على أن بيروت التي تحتضن الجميع ستبقى عاصمة الثقافة والعلم. لكنه أشار إلى أننا «لسنا على استعداد للمساومة على مبادئنا وثوابتنا الوطنية»، مذكّراً بأنه طرح مبادرة انتخاب رئيس للجمهورية بهدف «إنهاء الفراغ» الذي وصفه بأنه «قاتل ومدمّر للدولة والوطن»، مؤكداً بأنه مع ثورة الشعب السوري وضد النظام، وضد تدخل إيران في لبنان أو في أي دولة عربية ونرفض «سرايا المقاومة» وممارساتها.
وفي سياق متصل، أخذت كتلة المستقبل على الأمين العام لحزب الله السيّد حسن نصر الله تماديه في التهجم والإفتراء على المملكة العربية السعودية ودول مجلس التعاون الخليجي، وباقي الدول العربية. وأشارت الكتلة إلى أن السيّد نصر الله و«حزب الله» يستمران بالإضرار بلبنان واللبنانيين وضرب مصالحهم، داعية إياه إلى مراجعة جدّية وعميقة لانحرافه عن مواجهة العدو الإسرائيلي والعودة إلى كنف الوطن.
وتأتي هذه التأكيدات، سواء من الرئيس الحريري أو كتلة «المستقبل» بالتزامن مع قرار إضافي صدر عن وزراء الإعلام في مجلس التعاون الخليجي، في سياق الإجراءات العربية، بعد تصنيف حزب الله وقياداته منظمة إرهابية، حيث اتفق الوزراء على «اتخاذ كافة الإجراءات القانونية لمنع التعامل مع أي قنوات محسوبة على ميليشيا «حزب الله»، على أن تسري الإجراءات القانونية على كافة شركات الإنتاج والمنتجين وقطاع المحتوى الإعلامي وكل ما يندرج تحت مظلة الإعلام» (الخبر في مكان آخر).
وهذا القرار سبقه أمر بعثت به الخطوط الجوية السعودية إلى مكاتبها في الكويت لإيقاف حجز تذاكر السفر على متن طائراتها إلى لبنان حتى إشعار آخر، وفقاً لما ذكرته صحيفة «القبس» الكويتية.
وهذان التطوران سيستأثران بالإهتمام اللبناني بالنظر لانعكاساتهما على الاتصالات بين لبنان ودول الخليج أو مع المؤسسات الإعلامية اللبنانية، بما فيها المؤسسات الرسمية، في حين استبعدت مصادر ديبلوماسية عربية في القاهرة أن يدرج موضوع «حزب الله» كمنظمة إرهابية على اجتماع وزراء الخارجية العرب اليوم وغداً في القاهرة، نظراً لاعتراض كل من الجزائر وتونس، ثم لبنان عليه.
في هذا الوقت، وفيما واصلت محطة «المنار» حملتها على السعودية، ضمن محطات المواقف المعروفة، سواء في ما خصّ اليمن، أو الخلافات مع إيران أو غير ذلك، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية ان الولايات المتحدة أبلغت حليفتها السعودية «قلقها» حيال قرار المملكة الرجوع عن تقديم مساعدة عسكرية للبنان كانت عبارة عن برنامج تجهيز دفاعي بقيمة ثلاثة مليارات دولار يشمل اسلحة فرنسية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية جون كيربي خلال مؤتمر صحافي ان واشنطن اعربت للرياض عن «قلقها حيال قطع المساعدة العسكرية» السعودية عن لبنان، من دون مزيد من التفاصيل عن فحوى «المحادثة الدبلوماسية». واشار كيربي الى ان «دعم القوات المسلحة اللبنانية امر مهم لايجاد توازن مع حزب الله ورعاته في الخارج» في اشارة الى ايران. وشدد المتحدث الاميركي على ان «القوات المسلحة اللبنانية تستحق من الاسرة الدولية الاستمرار في دعمها».
عون
وقبل أيام قليلة، أطلقت الماكينة الإعلامية، بما في ذلك نواب تكتل «الاصلاح والتغيير» نفير الإعلان عن مواقف غير مسبوقة للنائب عون لمناسبة 14 آذار، قال عنها الوزير السابق سليم جريصاتي الذي تلا مقررات التكتل بعد اجتماعه أمس بأنها «ستحدد مساراً للتعاطي مع الوضع الراهن واستحقاقاتنا الوطنية، بما في ذلك وضع شبكات أمان ميثاقية بامتياز».
واقترح البيان، مع إصراره على إجراء الانتخابات البلدية في موعدها، مثلما أعلن وزير الداخلية والبلديات نهاد المشنوق أمس بأن إجراء هذه الانتخابات قرار وليس اتجاهاً، بإجراء إنتخابات نيابية موازية كما في فرعية جزّين، والمقصود بهذا الاقتراح وضع صندوق اقتراع إضافي رابع في الأقلام ذاتها.
ودعا سلام والحكومة إلى تحمّل المسؤوليات كاملة في إيجاد حل ناجع ونهائي وشفاف لملف النفايات، مشدداً على أن المسؤولية تقضي برفع التحدي، وليس بسياسة النعامة أو الاعتكاف أو نفض الأيدي، أي الإستقالة.
البناء
روسيا وإيران تتبادلان الأدوار في فتح الأبواب الخلفية للسعودية وتركيا
صفقة وفد الرياض مع «جبهة النصرة» تتسبّب بتعقيد حضوره إلى جنيف
فضيحة الاتصالات المقرصنة تشغل اللبنانيين... في زمن تراكم النفايات
صحيفة البناء كتبت تقول "تحت سقف تفاهم يضمّ موسكو وطهران وواشنطن يجري ترتيب مخارج النجاة لكلّ من أنقرة والرياض، بعدما صار ثابتاً أن لا فرص لتحقيق ما يريدانه من الحرب السورية، وما تعهّداه لواشنطن التي انتهت عندها المهل الإضافية وتموضعت تحت سقف مشترك مع موسكو وطهران لاستيلاد نظام إقليمي جديد يكون لسورية ورئيسها دور محوري فيه، وتكون طهران قوته البارزة، لكنه يحفظ لكلّ من الحليفين التركي والسعودي شراكة نسبية تنسجم مع موازين القوى التي تمخّضت عنها نتائج الحرب السورية.
تفتح موسكو قنواتها على حكام المملكة السعودية وتحافظ على لغة مرنة وإيجابية وترسل إشارات الدعوة للتنسيق والتشاور، وتترك لحكام الرياض خوض اختباراتهم، لكنها وهي تتصدّى لمناوراتهم تفتح لهم كلّ مرة الباب الخلفي للانضمام إلى موائد التسويات، في المقابل تفعل إيران الشيء نفسه مع تركيا التي حلمت ذات يوم بإمبراطورية عثمانية تنتقم من صعود إيران وتهمّشها، لكنها تكتشف اليوم حجم الخيبة التي يُصاب بها مشروعها والمخاطر التي يرتبها إمعانها في الغياب عن مشهد التسويات، فتضع أوراقها في طهران لمقايضة مقعد هجرته بوهم الانتصار بضمان عدم حدوث تحوّل جيوسياسي في وضع الأكراد يمنح حزب العمال الكردستاني على حدودها مع سورية قاعدة انطلاق، مثلما تسعى السعودية للحصول على بوليصة تأمين لزعامتها الخليجية بنصر حاسم لا تزال تحلم بتحقيقه في اليمن لتتمكّن من الدخول على خطوط التسويات الأخرى.
مصدر دبلوماسي متابع يقول إنّ القطار قد انطلق ولن ينتظر أحداً، ويكشف عن روزنامة نهائية للقاءات جنيف الخاصة بسورية، تتضمّن تشكيل حكومة وحدة وطنية في ظلّ رئاسة الرئيس السوري والتمهيد لانتخابات بعد حسم الحرب على الإرهاب، هي التي تترجم معنى أنّ مصير الرئاسة السورية يقرّره السوريون.
يقول المصدر إنّ جماعة الرياض قلقون من مسار جنيف لأنهم بسبب ضعفهم العسكري اضطروا إلى قبول صفقة مع «جبهة النصرة»، تتضمّن قيام «النصرة» بقبول تقديم مواقع انتشارها من قبل جماعة الرياض كمواقع تابعة عسكرياً لتشكيلات القوى المشاركة في جنيف والملتزمة بمسار الهدنة، فتكسب «النصرة» قدراً من التهدئة العسكرية، لكن مقابل أن تتعهّد جماعة الرياض بجعل سقف التفاوض تشكيل هيئة حكم انتقالي وتلتزم الانسحاب من التفاوض بخلاف ذلك، وإلا أقدمت «جبهة النصرة» على تصفية المواقع المحدودة الموجودة في مناطق سيطرتها والتابعة لتشكيلات جماعة الرياض.
في جنيف سيبدأ اليوم وصول الوفود والمحادثات ستنطلق الإثنين المقبل، ويصعب التنبّؤ وفقاً للمصدر نفسه بكيفية تصرف جماعة الرياض المرتبكة بين معرفتها بالميدان وما سيحدث مع «النصرة» إذا ارتضت مسار جنيف ومعرفتها في المقابل بالنتائج إذا انسحبت وأكمل المسار بدونها.
في لبنان غطت فضيحة الاتصالات المقرصنة على فضائح النفايات المتراكمة، لتضيف نفايات الاتصالات ملفاً جديداً مفتوحاً على مخاطر التنصّت والعبث بالداتا لحساب شركات أجنبية خارج نطاق المفهوم السيادي للدولة، عدا عن تبديد المال العام وحرمان الخزينة من مداخيل سيزداد الخرق المالي والأمني فيها كلما تكرّست بالتغاضي، خصوصاً إذا تبيّن أنها تحظى بحماية سياسية ودخلت في شبكات المحاصصة كما دخلت قبلها النفايات ولم تخرج بعد.
الحوار على صفيح النفايات
تُعقد اليوم جلسة جديدة للحوار الوطني على صفيح النفايات وعلى ضوء القرارات الخليجية بتصنيف حزب الله على لائحة الإرهاب، بغياب رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون ورئيس اللقاء الديمقراطي النائب وليد جنبلاط الذي غادر إلى باريس. ورجّحت مصادر على صلة بالحوار لـ«البناء» أن لا يتم الالتزام بجدول الأعمال، وأن لا أجندة حقيقية لجلسة اليوم في ضوء ملف النفايات المتفجّر، لا سيما أن رئيس الحكومة تمام سلام ربط مصير الحكومة بحلّ هذا الملف خوفاً من أن يتحوّل صاعق تفجير لها. ولفتت المصادر إلى «أن مصير هذا الحوار بات مرتبطاً بمصير مجلس الوزراء وكلاهما مرتبط بالحوار الثنائي بين حزب الله وتيار المستقبل».
بري: زيارتي السعودية تنتظر..
ونقل زوار رئيس المجلس النيابي نبيه بري عنه قوله لـ«البناء» أن «لا معطيات في القريب العاجل في موضوع رئاسة الجمهورية، ولفت إلى أنه يتابع جهوده على إنجاح خيار الوزير سليمان فرنجية الذي يُعتبر الخيار القائم حالياً وأنه في حال عدم إنجاح خيار فرنجية سيبدأ التفكير حينها برئيس من خارج الأقطاب، ويكون أقرب إلى الوسطية ومقبول من جميع الأطراف، لأنه يستشعر خطر استمرار الفراغ الرئاسي ويفضل انتخاب رئيس وإنهاء الأزمة أكثر من بقاء الفراغ».
وأشار بري إلى «أنه لا يزال على موقفه بأن إنجاز الاستحقاق الرئاسي أقرب من أي وقت مضى وأنه يعوّل بذلك على التقارب الإيراني – السعودي لا سيما أن شيئاً ما يحصل في هذا السياق خارج الإعلام في الدوائر المغلقة وعبر وسطاء سيؤثر على الملف اللبناني بشكلٍ سريع الذي هو أكثر الملفات تعقيداً ونضوجاً». وفي سياق آخر، شدّد بري على «أن ما تقوم به السعودية خطأ وهي لا تستطيع الاستمرار في السياسة ذاتها إلى وقت طويل، كما أنه ليس واردة عنده زيارة السعودية في الوقت الراهن إلا في ظل مناخ تفاهم بين طهران والرياض وهو يلمس مؤشرات على هذا التقارب ويرى أن الأمور ليست مغلقة».
وأبدى بري أمام زواره مخاوفه من أي «عمل يقوم به تنظيم داعش وأخواته من عمليات تفجير أو اغتيالات تخرق الاستقرار الأمني السائد في ظل العمل الدؤوب لبعض الجهات في الداخل والخارج على إيقاع الفتنة بين اللبنانيين إلا أن بري مطمئن إلى أن الأمن مضبوط بيد الأجهزة الأمنية التي رفعت من درجة التنسيق بينها».
وفي الاليزية يحضر الملف الرئاسي الذي يشغل الفرنسيين في لقاء رئيس اللقاء الديمقراطي والرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند. ووفق معلومات الحزب التقدمي الاشتراكي لـ«البناء» فإن النائب جنبلاط يهدف من زيارته الفرنسية السعي لدى الفرنسيين الطلب من السعودية تهدئة الوضع مع حزب الله، مشيرة إلى تخوّفه من أن يكون شهر آذار شهر الانفجار الأمني والانهيار السياسي». ولفتت المعلومات إلى «أن جنبلاط سيطلب من الفرنسيين تأمين مظلة دولية ضاغطة لإتمام الاستحقاق الرئاسي بانتخاب الوزير سليمان فرنجية أو الوزير السابق جان عبيد».
عون و14 آذار
ودعا عضو تكتل التغيير والإصلاح الوزير السابق سليم جريصاتي في بيان تلاه بعد اجتماع التكتل امس، إلى انتظار كلمة رئيس تكتل التغيير والإصلاح العماد ميشال عون المرتقبة في 14 آذار الحالي لأنها توصف وتحدد مساراً للتعاطي مع الوضع الراهن والاستحقاقات، مطالباً بوقف مصادرة الرأي العام اللبناني عبر الذهاب إلى انتخابات نيابية والبلدية في آن معاً. وأكد أن مَن يقاتل داعش يقاتل عدو لبنان والعرب، معتبراً أن مقاومة الإرهاب التكفيري و «إسرائيل» يجب أن تكون محلّ إجماع كلّ اللبنانيين.
على خط آخر رحّبت وزارة الخارجية الأميركية بالقرار الذي اتخذته دول مجلس التعاون الخليجي أخيرًا بإعلان حزب الله تنظيمًا إرهابيًا. وقال نائب المتحدث باسم الخارجية الأميركية مارك تونر إن «الولايات المتحدة ستواصل مشاوراتها مع دول مجلس التعاون الخليجي حول إمكان فرض عقوبات وأي إجراءات أخرى لمواجهة أنشطة حزب الله الإرهابية في المنطقة».. وأوضح أن بلاده فرضت عقوبات خلال هذا العام على ثلاثة أفراد وشركتين لهم علاقات بجماعة حزب الله، ودعا المسؤول الأميركي «الدول كافة إلى إعلان حزب الله تنظيمًا إرهابيًا»، زاعماً إلى أن الحزب لا يزال يلعب دورًا في إثارة زعزعة الاستقرار في المنطقة وممارسة أنشطة إرهابية.
واستبعد مصدر دبلوماسي سابق لـ»البناء أن تقدم الولايات المتحدة مشروع قرار في مجلس الأمن الدولي أو في الجمعية العامة للأمم المتحدة لتصنيف حزب الله منظمة إرهابية، وأكد أن «الفيتو الروسي سيكون حاضراً في أي قرار من هذا القبيل، وبالتالي الولايات المتحدة لن تقدم قراراً كهذا إذا كانت تعلم مسبقاً بأن روسيا ستستخدم الفيتو إلا إذا كان هدفها ودول الخليج حشر روسيا، لكن هذا ليس وارداً في الوقت الحاضر لا سيما بعد التفاهم الأميركي – الروسي على مكافحة الإرهاب في سورية وقرار وقف إطلاق النار الأخير». وأوضح المصدر أن «هناك مشكلة في الأمم المتحدة في تحديد الإرهاب، حتى قرار مجلس الأمن الأخير في ما خصّ الإرهاب لم يحدّد ماذا يعني الإرهاب، بل يحدّد كيف سيتم التعامل معه بينما تحديد معناه متروك للدول الكبرى».
شبكات مخروقة
إلى ذلك برزت أمس، فضيحة الانترنت غير الشرعي في ضوء الشكاوى التي وصلت إلى وزارة الاتصالات عن شركات عمدت إلى تركيب تجهيزات ضخمة في بعض الجرود لأخذ الإنترنت من الخارج، ومن ثم تزويد المواطنين باشتراكات غير شرعية، وأكد النائب حسن فضل الله بعد اجتماع لجنة الإعلام والاتصالات، أن «للأمر بعداً أمنياً ومخاطر حقيقية إذ يمكن أن تكون هذه الشبكات مخروقة من قبل العدو الإسرائيلي».
ورجحت مصادر عسكرية لـ»البناء» أن يكون منشأ هذه الشبكات الخارجية هي قبرص، حيث تؤمن اتصالات بمحطات داخل الأراضي اللبنانية بواسطة ما يُسمّى شبكة «الماكروايف» ومن هذه المحطات يتم توزيع خطوط للمواطنين اللبنانيين، وبالتالي يصبح كل مشترك في هذه الشبكة معرّضاً للتنصت على كافة وسائل الاتصالات التي يستخدمها، سواء كانت من خدمات الشبكة العنكبوتية الإنترنت أو من خلال المكالمات العادية، وبالتالي وسائل الاتصال وهذه معرّضة للمراقبة من خارج لبنان، خصوصاً من قبرص التي هي على اتصال مباشر بإسرائيل».
ودعا الخبير في حقل الاتصالات المدنية والعسكرية محمد عطوي لـ»البناء» إلى عدم الاستخفاف بهذه المعلومات الأمنية والاقتصادية والاجتماعية والشخصية التي تستفيد منها «إسرائيل» بالاتفاق مع قبرص»، وأشار العميد عطوي إلى أن ذلك أيضاً يرتّب خطراً أمنياً وخسارة مالية كبيرة لوزارة الاتصالات المسؤولة الأولى عن هذا الموضوع، وبالتالي عليها التنسيق مع القوى الأمنية ومديرية الاستخبارات في الجيش والاستقصاء والأمن العام للكشف عن جميع المحطات اللاشرعية في داخل الأراضي اللبنانية والطلب من المواطنين تقديم بعض المعلومات لكشف أماكن تواجدها وهي تركب عادة في أعالي الأبنية وتكون موجهة باتجاه قبرص».
ولفت عطوي إلى «احتمال أن يكون جبل الباروك أحد أماكن تواجد هذه المحطات غير الشرعية خارج الأراضي اللبنانية، لا سيما وأن «إسرائيل» قد نشرت منذ سنوات صحوناً لاقطة في مرتفعاته على الخط الفاصل بين لبنان وفلسطين من الناقورة إلى مزارع شبعا لمراقبة الاتصالات الهاتفية الخلوية في لبنان».