الفريق أول عبد المنعم رياض أو «الجنرال الذهبي» المغبونة سيرته على امتداد العالم العربي، والمعروف في مسقط رأسه مصر، سيعاد سرد حياته وأهم مفاصل مسيرته العسكرية الحافلة ضمن خمسين دقيقة، على «المنار».
الفريق أول عبد المنعم رياض (1919-1969)، أو «الجنرال الذهبي» المغبونة سيرته على امتداد العالم العربي، والمعروف في مسقط رأسه مصر، سيعاد سرد حياته وأهم مفاصل مسيرته العسكرية الحافلة ضمن خمسين دقيقة، على «المنار».
زينب حاوي/ جريدة الأخبار
ضمن سلسلة «زمان ورجال» المخصصة للإضاءة على سير شخصيات قاومت من أجل رفع الظلم عن بلادها، سيعرض غداً فيلم «الجنرال الذهبي» (إعداد زينب سليم ـــ إخراج مقابلات رضا قشمر) من إنتاج «إبداع برودكشن»، تزامناً مع «يوم الشهيد» الذي خصص للجنرال المصري. شُغل الفيلم في إطار درامي، مازجاً بين سيرة الجنرال المصري، والحقبة التي عايشتها المحروسة في ذلك الوقت، من خلال مواد بصرية أرشيفية، ومقابلات مع ثماني شخصيات: ضابط العمليات في حرب أكتوبر عبد المنعم سعيد، الخبير الإستراتيجي اللواء إبراهيم شكيب، المقاتل في القوات العسكرية المصرية الرائد سمير نوح، الى جانب ابنة شقيقة رياض عزة الخولي، والمؤرخين عدلي صادق، وإبراهيم خليل إبراهيم، والكاتب فريد إبراهيم.
الفيلم الذي استغرق جهوداً بحثية امتدت على أشهر طويلة، وفق ما تروي لنا معدّته زينب سليم، يدخل بداية من بوابة «الفشل» الذي مني به وقتها الجيش المصري في عام 1967 أو ما تسمى «النكسة»، ليمثّل مقدمة للدخول في تاريخ مصر والأحداث المفصلية التي عايشتها، ويكشف جوانب أخرى من بسالة رياض، الذي استشهد على يد الصهاينة، في معارك سيناء في آذار (مارس) عام 1969.
وأبرز هذه الجوانب مشاركته في حرب فلسطين (1948)، و«العدوان الثلاثي» (1956). ولعلّ أبرز سمات سيرة رياض، أنه كان أحد الأعمدة العسكرية التي بنت ونظّمت الجيش المصري، وأعادت هيكلة القوات المسلحة، التي ما زالت على تنظيمها حتى اليوم.
مواد بصرية أرشيفية، ومقابلات مع ثماني شخصيات
كل هذه الخلطة ستوضع في إطار سردي، الى جانب المقابلات الميدانية مع شخصيات عايشت الجنرال الذهبي. وسيصار الى إعادة تمثيل حادثة استشهاده، ومفاصل أخرى تخصّ سرد العمليات العسكرية التي في معركة «رأس العش»، التي منعت فيها قوة من المشاة المصريين مجموعة من القوات الإسرائيلية من السيطرة على «بور فؤاد» المصرية الواقعة على قناة السويس.
وسيأتي ذلك مدعّماً بصور من الأرشيف، مع عرض حصري لأول مرة لبعض الصور الخاصة برياض من ضمنها بطاقته الجامعية. رياض كان دائم التفكير في المعركة المقبلة مع «إسرائيل» التي يجب أن ينتصر فيها العرب لا المصريون فقط، كما كان يردّد دائماً. النصر ــ برأيه ـــ تصنعه إستراتيجية عسكرية موّحدة، قوامها الدول العربية على رأسها الدول النفطية. وكان يصرّ دوماً على فكرة تدعيم الإقتصاد المحلي وتسليح الجيش. وسيضيء الفيلم الوثائقي على فترة ذهابه الى روسيا لطلب أنواع محدّدة من الأسلحة.
عبد المنعم رياض، صاحب مقولة «إذا حاربنا حرب القادة في المكاتب في القاهرة، فالهزيمة تصبح لنا محققة» استبسل في معركته الأخيرة، ونزل الى الميدان في وجه «اسرائيل»، فيما كان يملك خيار البقاء وراء مكتبه، لكنه آثر المواجهة. قد يحتاج هذا الرجل إلى الإضاءة من جديد على سيرته وشهادات من عاصروه، بغية تعريف الجيل الحالي من مصريين وعرب إلى هذه العلامة الفارقة في تاريخهم في وقت بلغت الصراعات الدموية العربية - العربية ذروتها وخرجت أصوات تعدّ «إسرائيل» صديقاً وحليفاً!
فيلم «الجنرال الذهبي» غداً الخميس 22:15 على «المنار»