الشهيد حسين حمود، هذا الشاب العشريني لطالما عشق صوتها وهي تنعي شهداء المقاومة الإسلامية وترافق المجاهدين في دروبهم، يحذو حذوه كل المجاهدين، فكان أن فاجئ الحاج "رضا" من الإعلام الحربي للمقاومة الحضور بصعوده المنبر ..!
قال لها : أمي أكتبي لي مرثية شهادتي.."
استغربت طلبه وانفطر قلبها :" ولدي ماذا تقول..؟!! فديتك يا عمري".
قال لها موضحا:" أريد أن أسمع كلماتك الأدبية بصوت رباب الحسن.. أريدها هي أن تنعاني ..".
الكاتبة والأدبية ولاء حمود تخبرنا هذه القصة يوم أمس خلال الحفل في الذكرى السنوية الأولى للزميلة الراحلة "أيقونة الصوت المقاوم" زينب عواض المشهورة باسم "رباب الحسن".
الشهيد حسين حمود، هذا الشاب العشريني لطالما عشق صوتها وهي تنعي شهداء المقاومة الإسلامية وترافق المجاهدين في دروبهم، يحذو حذوه كل المجاهدين، فكان أن فاجأ الحاج "رضا" من الإعلام الحربي للمقاومة الحضور بصعوده المنبر والقائه كلمة مؤثرة جدا خاطب بها الراحلة، والتي وصفها بوردة المقاومة وعطرها الفواح .. "أيها الصوت الناطق بانتصاراتها، يا بلسما يعانق البطولة والشهادة، صار صوتك حكاية للمقاومة وصدى للانتصارات منذ الطلقة الأولى للمقاومة .. لك في قلب كل مجاهد هالة قدسية، فانت زيّنت الجهاد شرفا وعزما يا توائم الجهاد والمقاومة.. يا أروع أنشودة تعزفها الحرية والمقاومة..وستبقين أنشودة المقاومة وصوت انتصارااتها أيتها الطاهرة..".
"في حضرة القداسة" وقف الفنان والإعلامي عبد الحليم حمود رئيس جمعية حواس، التي رعت هذا الحفل، ليستلهم من صوت "الرباب" معاني الإخلاص والفناء في حب العطاء، فنحن لا نقدس الشخص المعطاء والمضحي إلا بعد وفاته..عندها يصبح قديسا بالنسبة إلينا.. "فأين نحن منك يا رباب وأنت التي رسمت دربك بروح الصوت والكلمة..".
الحاجة خديجة سلوم، ممثلة الهيئات النسائية في حزب الله، خاطبت الراحلة "كأنك لم ترحلي، وأنّى لك أن تفعلي وانت في القلوب تسكنين يا رباب .. لن تتناثر ذكراك، في ذكراك الأولى لك كل الرحمة والمغفرة، ولنا العزاء أنك هناك في جنان الخلد مع كل الشهداء..".
زميلها ورفيق دربها الطويل في العمل الإذاعي الحاج علي شقير (أبو حسين) أعادنا بالذاكرة إلى رباب الحسن التي بالكاد كانت تبلغ العشرين ربيعا عندما قدمت إلى الإذاعة لتقدم تجربة صوت، وكان هو من اجرى لها هذه التجربة ووقع اختياره عليها دون تردد. يحكي "أبو حسين" عن عشقها لمهنتها لأنها كانت تقرّبها من المجاهدين وعن هاجسها الدائم باتقان العمل وزهدها بعالم الشهرة والأضواء عندما انتقلت إلى المنار، وأنها كانت تطفي على أخوانها وأخواتها في العمل روح البهجة وطرفتها التي كانت دائما حاضرة..". وأنهى كلمته :"رحمك الله أيتها العزيزة ستبقين نبراسا لكل إعلامي شريف.. أجزم أنني باستحضارك هنا أنا الذي أكرم".
وكانت كلمة سريعة للدكتور هاشم نور الدين الذي أكد أنها من الشخصيات العصيّة على النيسان.
الزميلتان "ندى بنجك" و"سلوى صعب"، وهما صديقتان مقربتان من الراحلة ألقيتا كلمات مؤثرة في ذكرى رحيل صديقتهما المشتركة. "بنجك"، والتي أعدت عن الراحلة أكثر م شريط وثائقي تمّ عرضها في مناسبات مختلفة، قالت مخاطبة صديقتها رباب :" قالت دروب المقاومة :أنت صديقتي قالت حكايات الشهداء، : أنت صديقتي قال ضريحك: أنت صديقتي، قالت الصداقة مهلا" ما هذا الشغف بين ندى ورباب الحسن..!؟.. لكل فصل أصل إن الحكاية ليست أنسا" بفنجان قهوة ولا يوميات في مؤسسة إن الحكاية بحجم ضوء يسكنك لكن ليس بإمكانك أن تحيط به أو تقبض عليه.."
وتخلل الحفل، الذي قدّمته الإعلامية عفاف علوية، ثلاثة أفلام وثائقية تعرّضت لحياة الراحلة المهنية والإعلامية ومشوارها الطويل مع المجاهدين(وهو من إعداد الزميلة ندى بنجك)، وكانت شهادات لبعض اهالي الشهداء الذين يفتقدون لصوتها الرخيم والحنون، ولبعض المجاهدين الذين عبّروا عن تعلقهم الشديد بادائها الرفيع..ودورها الكبير في استنهاض الهمم والعزائم..
"أيتها الرباب تعزفين مجدداً على أورواق الرحيل..
ولكنك انت النغم الباقي في حناجرنا جميعا لن يغيب طعمه أبدا ..
ففي ذكراك ايتها الطاهرة .. لك الرحمة والمغفرة..