تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 10-03-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الأجواء التي رافقت انعقاد جلسة الحوار ومخرجات الجلسة.
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس 10-03-2016 في بيروت مواضيع عدة كان أبرزها الأجواء التي رافقت انعقاد جلسة الحوار ومخرجات الجلسة.
السفير
بري يحبط كمين النصف زائداً واحداً: لن أخالف الدستور
الحوار: تفعيل المجلس يتعثّر.. فهل تتعطل الحكومة؟
وتحت هذا العنوان كتبت السفير تقول "إنجاز إضافي حققته طاولة الحوار، تمثل بترحيل موضوع النفايات عن الجلسة.
بسحر ساحر بدا موضوع النفايات وكأنه لم يكن، رغم أنه أسر الجلسات السابقة كلها وتحكّم بمجرياتها. أُخرج الموضوع من طاولة الحوار، وأعطيت الأولوية مجددا لجدول الاعمال الحواري.
ومع العودة الى جدول الاعمال، عاد المتحاورون الى المربع الرئاسي، مع إقرار واضح بالعجز عن بلوغ توافق، لا على هذا المرشح أو ذاك، ولا على انعقاد الجلسة ولا على النصاب.
أفصح الكلام المتبادل عن انقسام واضح بين القوى السياسية حول المرشحين المطروحين ميشال عون وسليمان فرنجية، وعدم قدرة على عقد جلسة لانتخاب أي منهما، من جهة أولى. كما أفصح، من جهة ثانية، عما يختلج في القلوب المليانة على جبهتين:
الأولى، بين «حزب الله» و «14 اذار»، وقد تجلى ذلك بالنكوزات المتبادلة التي اتهم بعضها «حزب الله « بتعطيل انتخابات الرئاسة، فجاء الرد عليها بأن من يعطلها هو الفريق نفسه الذي يعطل البلد منذ العام 2005 ويعطل وثيقة الوفاق الوطني ويصادر الصلاحيات.
والثانية، «النكوزات» بين «التيار الوطني الحر» و «تيار المردة»، والتي كادت تصل إلى حد ضرب العصي، حيث جاءت مداخلة النائب سليمان فرنجية لتطلق السهام المباشرة في اتجاه الرابية وتواجه الإصرار على مصادرة التمثيل وحصره بالزعيم البرتقالي، بالقول: «نحن ايضا لنا تمثيلنا، قبلكم، معكم وبعدكم.. وما حصل في التسعين سببه ما قام به حزبكم».
لكن أخطر ما أفصح عنه النقاش الرئاسي، هو محاولة بعض متحمسي «14 آذار» جرّ القوى السياسية الى كمين النصف زائدا واحدا، كنصاب انعقاد للجلسة وعقد جلسة رئاسية سريعة بثلاثة مرشحين. وسرعان ما علقت تلك المحاولة في فخ الرئيس نبيه بري الذي أحبطها بحزم: «نصاب الانعقاد ثلثان.. ولن يستطيع أحد أن يدفعني الى مخالفة الدستور».
أما في جدول الاعمال الحواري، فلم يعط النقاش الحواري أملا في العودة الى حياة مجلسية طبيعية، وعلق بند تفعيل المجلس النيابي في المزايدات. وقد رُحّل الامر الى الجلسة المقبلة.. ليتشاور كل طرف مع نفسه.
كانت لافتة للانتباه تلك الملاحظة الى ساقها الرئيس بري في ختام الجلسة حينما أكد للمتحاورين أن تفعيل المجلس ضرورة لا بد منها، خاصة أننا اقتربنا من بداية العقد العادي الأول للمجلس في 22 آذار الجاري. ذريعة عدم جواز انعقاد المجلس للتشريع في غياب رئيس الجمهورية ليست مقنعة لبري، فما يخشى منه في حال استمرار التعطيل المجلسي هو أن ما يسري على المجلس، قد يسري على الحكومة، وهنا يصبح البلد أمام فراغ رئاسي وتعطيل مجلسي.. وحكومي أيضا.. وعندها كيف سيتم الخروج من هذا المأزق؟
كانت الجلسة الحوارية قد انعقدت، ظهر امس، في عين التينة، واستهلها الرئيس نبيه بري بمداخلة قال فيها: اتفقنا في الجلسة السابقة على التقيّد بجدول الأعمال، المتضمن قانون الانتخابات وتفعيل المجلس النيابي. في الموضوع الاول وضعت اللجنة تقريرا يتضمن مواقف الفرقاء، ونحن نريد موقفا موحدا. أريد أن أؤجل هذا الأمر بانتظار التقرير، لكي تحددوا ماذا تريدون. أما حول تفعيل المجلس النيابي، وهو المؤسسة الأم، ولولا الجلسة الوحيدة التي عقدناها في 2015، لكان الوضع المالي في غير مكان. كان الأميركيون يعتبروننا نتساهل مع الإرهاب. أذكر أننا منذ 11 سنة نحن بلا موازنة ولو كانت الموازنة العامة موجودة لكان جزء كبير من مشكلاتنا غير موجود. في المجلس هناك مطبخ، ولكن ليس هناك وليمة، اللجان النيابية تعمل ولكن ليس هناك هيئة عامة، لذلك أؤكد أنه يجب أن يعود المجلس النيابي الى العمل بكل فاعلية.
ـ سامي الجميل: أريد أن أتحدث بموضوع جدول الجلسة، لم ننهِ موضوع الرئاسة. الحوارات السابقة كانت محددة بمواضيع وزمن. الآن نتحول الى مؤسسة دائمة نناقش النفايات والمجلس النيابي الذي نعتبره بغياب الرئيس لا يستطيع القيام بمهامه التشريعية. لقد كانت نيتنا أن نلتقي لتسهيل انتخاب رئيس، أما أن نجتمع كل ثلاثة أسابيع لمناقشة كل شيء فهذا غير مقبول.
هناك فريق مقرر أن يعطل الانتخابات، والى متى، لا ندري. نحن نأتي الى هنا والبلد أمامنا ينهار. أشعر بأن مشاركتي هنا غطاء للغلط.
ـ بري: مع موافقتي على ضرورة انتخاب رئيس، أما لجهة الامور الاخرى فأنا حريص مثلي مثلك. بالنسبة الى الحوار أنا دعوت وفق جدول اعمال: رئاسة، وتفعيل الحكومة والمجلس النيابي، قانون الانتخابات، اللامركزية الادارية، ودعم الجيش. ما لا يدرك كله لا يترك جُلُّه. هذه الهيئة ليست هيئة قرارات، هيئة توصيات وتوافق، هيئة جمع لا طرح، وأي فرد يعترض لا نأخذ قرارا.
ـ بطرس حرب: اذا سألت أي مواطن عن همومه يقول الزبالة وانهيار البلد. ما يقوله الشيخ سامي معه حق فيه. العقدة في الرئاسة لا تعفينا من البحث عن حلول.
موضوع النفايات لا يجوز ان يستمر، الدولة تنهار، أنا أخشى ان الحوار ماشي وان البلد ماشي ان يشكل غطاء لاستمرار التعطيل. لقد صرنا طبقة مكروهة في البلد. هناك تعطيل متعمد لانتخاب رئيس. هناك شخص لا بد من وصوله، وفي سبيل ذلك تتعطل الانتخابات. لو حصل هذا في السابق لما انتخب أي رئيس. أنا لا أستطيع أن أبقى شاهد زور.
ـ بري: ماذا تقترح؟
ـ حرب: ان ننزل بعد شهر الى مجلس النواب لانتخاب أي كان.
ـ بري: أعطني حلا ومخرجا. هل تشكل لجنة تجول خلال شهر على المعنيين؟
ـ الجميل لبري: أنت الوحيد القادر على عملها، اللجنة لن تنجح.
ـ حرب: نفوضك باسمنا ان تقوم بهذا الامر. واقتراحي هو التالي: اعتمد نصاب الثلثين بالاستناد الى الدستور. نحن أجرينا الدورة الاولى، أي ان الدورة الثانية تعتمد الاغلبية المطلقة. نعتمد هذه القاعدة على أساس القياس. إما أن نتفاهم خلال شهر وإما نلجأ الى هذا الحل.
ـ بري: نصاب الثلثين مطلوب في كل الدورات، فلا ينتظر أحد مني أن أخالف الدستور. نعم نصاب النجاح في الدورة الثانية الأغلبية لكن النصاب الدائم للجلسات الرئاسية هو الثلثان.
ـ حرب: أنا لست موافقا.
الجميل:.. وأنا ايضا.
ـ فؤاد السنيورة: أضم صوتي الى الشيخ بطرس والشيخ سامي. في الجلسة الاخيرة لانتخاب الرئيس حضر 72 نائبا. أنا من القائلين إن بإمكاننا أن نعقد جلسات للمجلس في ظل الشغور، لكن لا يصح ان يصبح هناك استمراء وان يسيّر البعض البلد على ساعته. هذا الموضوع يحتاج الى حسم، نريد ان نأخذ مهلة شهر، او 15 يوما، او غدا، لكن لا نستطيع ان نترك الامور غير محسومة. نحن نرى ماذا يدور من حولنا، البلد مكشوف.
ـ بري: كلنا يعرف القصة ويحوم حولها، رئيس المجلس يحدد جلسات، اذا حصل توافق، وأنا أقرّب الموعد. تحدثوا مباشرة، الموضوع بين مرشحين او ثلاثة. فليحصل توافق. أما رئيس المجلس فمثله مثلكم.
ـ السنيورة: إما نصاب الثلثين، وإلا فلنلجأ الى النصف زائدا واحدا.
ـ بري: هذا غير ممكن وغير دستوري.
ـ السنيورة: أنت وجدت فتوى لموضوع (ميشال) سليمان.
ـ بري: هذا الموضوع مختلف جدا، وقد لجأت فيه الى دستوريين.
ـ اسعد حردان: نحن في ازمة.. وما أسمعه هو إسقاط لمفهوم التوافق عن الرئاسة. طاولة الحوار ليست مكانا لتسجيل النقاط بل لايجاد الحلول.
ـ طلال ارسلان: اخطر ما أسمعه هو تغيير موضوع النصاب، وهذا ينسف اسس الدستور. هناك انقسام عمودي بالرؤية والاستراتيجية لم يسبق له مثيل في تاريخ لبنان. ومن نعم الله على البلد هو وجود نبيه بري في البلد، فعلى مدى 11 سنة كنت دائما «الطفاية».
السنيورة نقلا عن مكاري: اذا كنت هيك.. فلننتخبك رئيسا للجمهورية.
بري (ممازحا وقاطعا هذا الحديث): فشرت.. وليحذف كلامك من المحضر.
وهنا قال أحد المشاركين (السنيورة أو حرب) «من يعطل انتخابات الرئيس موجود على الطاولة»، فرد النائب محمد رعد قائلا: هناك فريق على هذه الطاولة معطل البلد منذ العام 2005، معطل انتخابات الرئيس، معطل وثيقة الوفاق الوطني، أخذ صلاحيات الرئيس وعطل المؤسسات.
ـ الجميل: المرشحان ينتميان الى فريق واحد، وارتضى فرقاء «14 آذار» ان يمشوا بأحد مرشحي «8 اذار»، فكيف يكون هناك انقسام عمودي وغياب للتوافق؟
حول الميثاقية الطائفية يجب ان يمثل الرئيس طائفته، يعني ان المرشحين تتوفر فيهما الميثاقية الطائفية لأنهما من القيادات في طائفتهما ولديهما دعم من كل الجهات. مشكلتنا هي حسابات سياسية ضيّقة عند طرف واحد. «برافو» السيد حسن نجح في دفع الطرف الآخر الى تبني حليفه، هل يجوز ان نوقف البلد لأن «حزب الله» محتار من يختار؟
ـ رعد (مقاطعا): خليك بالعموميات ولا تسمِ، لأنك «عم تغلّط».
وأكمل رعد: نحن نناقش تفعيل المجلس النيابي، ثم ذهبتم الى نقطة اخرى. ان تفعيل المجلس قد يفعِّل المعالجات. هل تريدون بوضوح تفعيل المجلس النيابي ام لا، حددوا هذا الموقف لكي نعرف من يعطل المجلس.
ـ حرب: لماذا علي أن أفعّل المجلس النيابي في الوقت الذي لا أبذل جهدا لانتخاب رئيس.. لا مش ماشي الحال، انا مع تفعيل المجلس ولكن في غياب الرئاسة لا.
ـ بري: لم تسمع كلمة مفيدة قالها الحاج محمد بأن النزول الى المجلس قد يساعد على حلحلة الامور العالقة.
ـ جبران باسيل: هناك من يسعى الى تبسيط المشكلة لأن هناك من يسعى الى تعطيل الميثاق منذ العام 2005، وهناك من يعطل الوصول الى قانون انتخابي عادل. الشرعية الشعبية في مكان والشرعية الدستورية في مكان آخر. لا تجوز المقارنة بين ما قبل 1990 وما بعدها. بعد التسعين يجب ان تتمثل الطوائف في مواقع التمثيل. أضاف: بعد شهرين هناك انتخابات بلدية فلنضع صندوقة اخرى ليس فيها كلفة اضافية لمعرفة ماذا يريد الناس، الفكرة الاساسية ان نرجع لارادة الناس بموضوع الرئاسة.
حول جدول الاعمال والحوار، جيد اننا اذا تمكنا من التوافق على شيء نعكسه في الخارج. امر آخر غدا هناك استحقاق خارجي اضافي (اجتماع مجلس وزراء الخارجية العرب) اريد ان استشير برأيكم.
ـ بري: هذا الموضوع عند رئيس الحكومة. اذا موافق.. «اوكي».
ـ باسيل: هناك بند دائم اسمه دعم لبنان، وبند مؤجل حول انتخابات امين عام جامعة الدول العربية، المهم الا تحصل اية مفاجآت مثل موضوع تصنيف «حزب الله» وموضوع النأي بالنفس. يهمني ان يكون هناك توافق.
ـ تمام سلام: لا أرى ان هذه الطاولة هي المكان لمتابعة هذا الموضوع مع حرصي على وحدة البلد.
ـ فريد مكاري: لم أفهم الميثاقية عند جبران، وكأن مرشحهم اكثر ميثاقية من الآخرين.
ـ رعد: «ما حدا حكي هيك».
ـ باسيل: انا لم اقل ذلك .
ـ مكاري: الاستطلاعات التي نشرت، تعكس غير ما تقولون، وما نسمعه غير مقنع. هل انتم قابلون بالقانون الانتخابي الحالي وعلى استعداد لإجراء الانتخابات النيابية على مراحل كما الانتخابات البلدية؟
ـ سليمان فرنجية (موجها كلامه الى باسيل): ما اوصلنا الى التسعين هو ما قام به حزبك السياسي وقتها. من التسعين الى 2005، هل لم نكن نمثّل؟ نحن الآن على طاولة الحوار، نحن كنا نمثّل قبلك ومعك وبعدك. أتمنى ان تفهم هذا الامر. لا يصح القول ان كل المسيحيين الموجودين من الطائف الى 2005 لا يمثلون، لقد «عملتم» اتفاقا مع «القوات اللبنانية»، الله يهنيكم فيه.. لكن هذا لا يعني ان الآخرين لا يمثلون. اتمنى ان تجري الانتخابات البلدية لكي تروا ان كل الناس ليسوا معكم. ثم ان الشركة الاحصائية التي تستندون اليها هي ذاتها التي اجرت احصاء سابقا لها واظهرت ان اميل لحود يمثل اكثر من خمسين في المئة من اللبنانيين.
ـ باسيل: لماذا لا يطرح موضوع اللامركزية الادارية؟
ـ بري: لأن هناك جدول اعمال بالتالي، لم نصل الى هذا الموضوع. أنهينا تفعيل الحكومة والجنسية لكن موضوع تفعيل المجلس لا يزال عالقا، ولا يجوز ان يبقى عالقا.
ـ باسيل: أصر على طرح اللامركزية.
ـ السنيورة: الاولوية لانتخاب رئيس، وهذا يحلحل.
ـ بري: أنا أريد ان أتمسك بأن يعمل المجلس في كل الحالات.
ـ السنيورة: رغم ان ذلك غير دستوري، لكن نريد ان نجد طريقة للحل.
ـ بري: بل هو دستوري والا فإن ما ينطبق على المجلس النيابي، ينطبق على الحكومة. واذا لم يطرح هذا الموضوع فلترفع الجلسة لكي يراجع كل واحد نفسه.. على ان تعقد الجلسة المقبلة يوم الاربعاء في الثلاثين من الشهر الجاري. والموضوع المطروح هو تفعيل مجلس النواب."
النهار
لبنان في مواجهة "المفترق" الخليجي - العربي اشتعلت في الحوار... وإنجاز تشكيلات المخابرات
وركزت النهار على الشأن الداخلي وكتبت تقول "اذا كانت الحكومة كما معظم اللبنانيين تعلقت أمس بحبال الانفراج الموعود لأزمة النفايات الذي لاح ليلا مع اجتماع اللجنة الوزارية المكلفة هذا الملف برئاسة رئيس الوزراء تمام سلام كمؤشر عملي لتذليل أكثر العقبات التي حاصرت اعتماد خيار المطامر، فان ذلك لم يحجب الضغط التصاعدي لأزمة العلاقات اللبنانية – الخليجية التي تبدو أمام مفترق اضافي اليوم.اذ ان السباق اللبناني مع الاجراءات والقيود الخليجية والعربية ضد "حزب الله " والتي يطاول جزء منها لبنان الرسمي، اتخذ مرة أخرى طابعاً مريراً وصعباً عشية بدء اجتماعات مجلس وزراء الخارجية العرب في دورته العادية اليوم في القاهرة حيث لا يستبعد ان يحشر لبنان مجدداً في خانة قرارات عربية تتبنى الكثير من الاتجاهات الخليجية وتعرضه لتجرع الاحراج والحصار الديبلوماسي. وملامح هذا الاستحقاق الاضافي برزت من خلال اتجاهين: أولاً القرارات التي اتخذها امس وزراء الدول الاعضاء في مجلس التعاون الخليجي والاردن والمغرب في الرياض حيث جرى التشديد على التصنيف "الارهابي" لـ"حزب الله" ومن ثم اعتماد وزراء الاعلام العرب اجراءات تقييد للاعلام الموالي أو التابع للحزب في هذه الدول. وثانيا اجتماع رئيس الوزراء تمام سلام مع سفراء دول مجلس التعاون الخليجي في لبنان وابلاغهم رسالة الى دولهم تتمثل بالحرص على "ازالة أي لبس أو شوائب قد تعيق تقدم العلاقات بين لبنان ودول الخليج".
الحوار الساخن
ولكن في انتظار ما سيحمله الاختبار الجديد للبنان في القاهرة على صعيد علاقاته المهتزة بخطورة بالغة مع الدول الخليجية، بدا لافتاً ان تحمل الجولة الاخيرة للحوار التي انعقدت أمس في عين التينة مفاجأة لم تكن في حسبان الكثيرين من اركان الحوار والتي تمثلت في مبارزة حادة ذات دلالات بين رئيس تيار "المردة" النائب سليمان فرنجية ووزير الخارجية جبران باسيل ممثل العماد ميشال عون في الحوار. فاذا كانت سمة الجولة الحوارية الاخيرة انها عادت الى بنود جدول الاعمال "السياسي" الصرف ونأت بنفسها عن ازمة النفايات تاركة للرئيس سلام معالجتها بالتنسيق مع الرئيس سعد الحريري، فان ذلك شكل حافزا جديدا لاعادة "تشغيل" محركات الحوار حول الازمة الرئاسية.
في ظل هذه الاجواء لم يكن إجتماع طاولة الحوار النيابي امس، كما علمت "النهار" كالاجتماعات السابقة. فقد شهد سجالا هو الاول من نوعه بين النائب فرنجية والوزير باسيل من خلال السياق الاتي:
إقترح وزير الاتصالات بطرس حرب في مداخلة له "إعطاء مهلة شهر للتوافق في شأن إنتخاب رئيس جديد للجمهورية على أن ننزل بعدها كلنا الى مجلس النواب للإنتخاب ونهنئ من يفوز". ثم تحدث رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل فقال: "يتكلمون عن التوافقية وأن هناك إنقساما خطيراً في البلد فيما لا يوجد في الواقع إنقسام طالما أن 14 آذار رشّحت إثنين من 8 آذار.ويتكلمون عن الميثاقية، فأين الميثاقية الطائفية طالما أن المرشحيّن مؤيدان من بيئتهما المسيحية؟ وأين الميثاقية المذهبية طالما أن كل المذاهب تؤيدهما؟"
فرد الوزير باسيل على النائب الجميل: "منذ عام 1990 وأنتم لا تراعون الميثاقية. إنكم تهمّشونا منذ ذلك الحين.لنعد الى الناس لنر أين الاكثرية الشعبية".
عندئذ تحدث النائب فرنجية ووجّه كلامه الى الوزير باسيل: "إن أخطاء عمّك تسببت بالطائف وما أدى اليه في شأن صلاحيات رئيس الجمهورية، لو حصلت تسوية يومها لما كان أصاب المسيحيين اجحاف في حقوقهم". وأضاف: "في التمثيل الشعبي نحن موجودون قبلك ومعك وبعدك. لستم الوحيدين الذين تمثلون المسيحيين ولا قدرة لكم على الغاء الآخرين".
وأبلغ مشاركون في الاجتماع "النهار" أنه بعد هذا السجال ساد صمت إستمر نصف دقيقة وعلا وجوه عدد من المعنيين الوجوم. بعد ذلك تجدّد الحوار وخلاله سأل الوزير باسيل عما يجب عمله في إجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة، فكان جواب الرئيس سلام: "ليس هنا المكان المناسب فلنترك الامر للحكومة".
اختراق!
اما في ما يتعلق بأزمة النفايات، فبرزت عبر الاجتماع الذي عقدته اللجنة الوزارية ملامح تقدم عكست في خلفياتها السياسية دعماً قوياً من الرئيس الحريري و"حزب الله" لحل المطامر بغية تجنب بلوغ الرئيس سلام حدود الخيار السلبي الذي يطيح الحكومة. وأكد الحريري الذي زار السرايا قبيل اجتماع اللجنة انه يعمل على هذا الموضوع مع الافرقاء السياسيين مبديا تفاؤلاً بالتوصل الى حل في بضعة أيام. وعلم ان اللجنة طلبت خلال اجتماعها حضور الوزير السابق مروان خير الدين ممثلاً النائب طلال ارسلان وعرضت عليه ثلاثة اقتراحات وافق على واحد منها بديلاً من مطمر الكوستابرافا، والاقتراح يتناول قطعة أرض في الشويفات تملكها بلدية بيروت ومساحتها 50 الف متر مربع صالحة لاقامة مطمر صحي. كما تقدم البحث في موضوع برج حمود. وستعاود اللجنة اجتماعها في الخامسة والنصف بعد عصر اليوم.
تشكيلات المخابرات
وبعيداً من الاجواء السياسية انجزت أمس التشكيلات في مديرية المخابرات بعد تعيين المدير الجديد للمخابرات العميد كميل ضاهر ووقعها قائد الجيش العماد جان قهوجي. وعلمت "النهار" ان هذه التشكيلات روعي فيها عامل التراتبية في تعيين رؤساء الفروع وهي تكاد تكون أضيق التشكيلات، اذ جاءت محدودة وليست بالاتساع الذي درجت عليه سابقاً. ويبدو واضحا ان عامل الارتباط القوي بين العماد قهوجي والمدير الجديد دوراً في المسار الجديد باعتبار ان العميد ضاهر خدم طويلاً مع العماد قهوجي في عدد من القطع العسكرية والاولوية وكان مكلفا مدة طويلة الملفات الامنية الاكثر حساسية. وفي المعلومات ان أبرز التشكيلات جاءت بالعميد مالك شمص نائباً أول لمدير المخابرات والعميد سعدالله حمد نائبا ثانيا (وهو ابن منطقة وادي خالد) وعين العميد جورج يوسف رئيساً لفرع مخابرات جبل لبنان والعميد جورج طعوم (من عكار ايضاً) رئيسا لفرع مخابرات بيروت والعميد علي عواركي رئيسا لفرع مخابرات البقاع، كما عين العميد جورج خميس قائداً لمنطقة جبل لبنان والعميد خالد طربين قائدا لمنطقة البقاع."
الأخبار
كيري يرسم خطاً أحمر لدول الخليج: ردّ فعلكم مبالغ فيه
وكتبت الأخبار: "فيما رسم وزير الخارجية الأميركي جون كيري خطاً أحمر لإجراءات حكام دول الخليج تجاه لبنان، محذّراً من زعزعة اقتصاده، لا تزال السلطة مشغولة بأزمة النفايات، في ظل الحديث عن جلسة حاسمة للجنة الوزارية اليوم
هل يلتزم النظام السعودي السقف الذي رسمته واشنطن للهجوم الذي تشنه الرياض على لبنان؟ ليل أول من أمس، أعلنت وزارة الخارجية الأميركية على لسان المتحدث باسمها جون كيربي، أن بلاده عبّرت للرياض عن «قلقها حيال قطع المساعدة العسكرية» السعودية عن لبنان. وقال كيربي إن دعم الجيش اللبناني يعزز التوازن في مواجهة حزب الله وداعميه.
ولم يكشف كيربي عن فحوى اتصالات قال إن بلاده أجرتها بالنظام السعودي، للتعبير عن هذا القلق. لكن صحيفة «وول ستريت جورنال» كشفت أمس أن وزير الخارجية الأميركي جون كيري، حذّر الرياض ودولاً خليجية أخرى من الإفراط في ردّ الفعل تجاه لبنان وزعزعة اقتصاده. يقرأ سياسي لبناني قريب من السعودية هذه المعلومات بأنها تشير إلى أن واشنطن رسمت خطاً أحمر لن تتجاوزه أنظمة الخليج. وبرأيه، إن هذا الموقف الأميركي هو المهم، أما باقي المواقف فتفاصيل. وكشفت الصحيفة الأميركية أيضاً أن الحكومة الفرنسية عبّرت للسعوديين عن قلقها على الأوضاع في لبنان، في اجتماعات أخيرة عُقِدت بين الطرفين، في إشارة إلى لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند بولي العهد السعودي محمد بن نايف الأسبوع الماضي.
ردّ الفعل السعودي لم يظهر بعد. فالإعلان عن محاصرة خليجية لحزب الله إعلامياً يبقى أمراً غير ذي قيمة بالنسبة إلى استقرار لبنان. ورغم عدم إمكان التعويل على ما يعلنه وزير الخارجية السعودي عادل الجبير، فإن موقفه أمس حمل شيئاً من التراجع عن اللهجة «الحربية» تجاه لبنان. فهو من جهة حصر هدف الإجراءات الخليجية بـ»العمل على منع حزب الله من الاستفادة من دول مجلس التعاون بأي مجال»، رابطاً هذه الإجراءات بـ»تصنيف أشخاص وشركات لعدم التعامل معهم ولعدم قدومهم إلى دول مجلس التعاون الخليجي». ومن جهة أخرى، فإنه قرن هذا الهدف بـ»المطالبة بوحدة لبنان»، معبّراً عن انزعاجه من «أن ميليشيا مصنفة إرهابية تسيطر على قرار» لبنان. وحتى ليل أمس، لم يتّضح للقوى السياسية المحلية ما إذا كان كلام الجبير يعبّر فعلاً عن التزام بالقرار الأميركي، أو أنه تمهيد لإجراءت جديدة تطاول المؤسسات اللبنانية، تحت عنوان محاصرة حزب الله. وهل «المطالبة بوحدة لبنان» مجرد كلام إنشائي، أم أنها تعبّر عن انصياع للقرار الأميركي بالحفاظ على استقرار لبنان.
وكان رئيس الحكومة تمام سلام، قد استقبل سفراء الدول الخليجية، وحمّلهم رسالة إلى حكام بلادهم.
جلسة حاسمة لأزمة النفايات؟
على صعيد آخر، من المنتظر أن تعقد لجنة متابعة أزمة النفايات اجتماعاً حاسماً لها اليوم، بمتابعة البحث عن حل للأزمة التي باتت تهدّد أرواح جزء كبير من اللبنانين، وخاصة في جبل لبنان. وعُلِم أن جلسة أمس شهدت «خروقات» وصفتها مصادر اللجنة بالإيجابية، وفق الآتي:
ــ الاتفاق على إعادة فتح مطمر الناعمة لاستيعاب النفايات الموجودة في الشارع وأماكن التخزين المؤقتة.
ــ الاتفاق على إرسال كمية من النفايات من مدينة بيروت إلى معمل صيدا، بالقدر الذي يستوعبه هذا المعمل الذي يجري تشغيله حالياً بأقل من طاقته الاستيعابية. وقالت مصادر اللجنة، رداً على سؤال: «لا يوجد مبرر للاعتراض على نقل جزء من نفايات بيروت إلى معمل صيدا، ما دام هذا المعمل موجوداً ويجري تشغيله. كذلك إن نقل نفايات إضافية إليه سيزيد من مدخوله».
ــ جرى الاتفاق مبدئياً على إقامة معمل في برج حمود، من ضمن خطة للتخلص من جبل النفايات غير المعالجة الموجود عند شاطئ المدينة، وإقامة منطقة ردميات تستوعب طمر النفايات بعد معالجتها. ومن المنتظر أن يشهد اجتماع اليوم عرضاً يُقدَّم لممثلي حزب الطاشناق، يتضمن تفاصيل المعمل الذي سيُقام وما ستحصل عليه المدينة نتيجة ذلك.
ــ بالنسبة إلى فكرة إقامة مطمر في منطقة «كوستابرفا» في الشويفات، قالت المصادر إن النائب طلال أرسلان لم يعد معترضاً على المبدأ، ولكنه يبحث في «الإخراج». وأشارت إلى أنه اقترح مواقع غير الكوستابرافا لإقامة مطمر فيها، من دون أن يُتَّفَق عليها.
ولفتت مصادر اللجنة إلى أن الفكرة التي يجري درسها هي إقامة مساحتين لتجميع النفايات بصورة مؤقتة في برج حمود ومنطقة كوستابرافا، إلى حين تجهيز معملين للفرز والمعالجة.
سجال فرنجية ـ باسيل
من جهة أخرى، عُقِدت أمس جلسة للحوار الوطني في عين التينة، كانت مناسبة ليكرر ممثلو القوى السياسية مواقفهم المعروفة. لكن اللافت هو السجال الذي دار بين الوزير جبران باسيل والنائب سليمان فرنجية. فبعدما قال باسيل إنه «عندما تتوافر الميثاقية ويحترم التمثيل المسيحي، ننزل إلى مجلس النواب لانتخاب الرئيس»، وإن الرأي العام المسيحي غيّب من 1990 إلى 2005، تدخّل فرنجية قائلاً: «أنتم تتصرفون كما لو أنكم لا تزالون في المعارضة، علماً بأنكم في السلطة من عدّة أعوام. أفهم أن هناك خللاً في الطائف، لكنّ هذا أتى كردّ فعل على تصرفات العماد عون قبل الطائف، لذلك عمدوا إلى سحب بعض صلاحيات رئيس الجمهورية». وتابع: «أنتم تتكلمون وتتصرفون كما لو أنه لا دخل لكم، علماً بأن جزءاً من المشاكل التي نحن فيها الآن، هي بسبب تيارك (لباسيل)». وأضاف فرنجية: «أنتم تتكلمون عن المسيحيين، كما لو أنكم تختصرون المسيحيين. صحيح أنه بين 1990 و2005 كان المسيحيون غائبين، وصحيح أنه كان هناك دور في السلطة لمسيحيين لا تمثيل لهم وهم ليسوا موجودين الآن، ولكن نحن لنا تمثيل، وكنا قبلكم، وموجودون معكم، وسوف نكون بعدكم». وتابع معلّقاً على التحالف القواتي العوني بالقول: «أنتم تعتبرون أنكم إذا تفاهمتم مع جعجع تختصرون المسيحيين، وهذا خطأ، وإذا كنا نرحّب بأي تقارب بين الناس والقوى السياسية، فهذا لا يعني أن المتقاربين يختصرون الجميع»، وكرّر قوله: «نحن كنّا قبلكم، ومعكم الآن، وباقون بعدكم».
وكان باسيل قد ذكر مسألة الإحصاءات واستطلاعات الرأي العام، التي تبيّن أن الجنرال عون ينال أكثرية ساحقة عند المسيحيين."
اللواء
النفايات وقفت على عتبة طاولة الحوار وقانون الإنتخاب وتفعيل المجلس مكانك راوح
فرنجية يردّ على استفزاز باسيل حول الميثاقية والتمثيل: تيّارك ألحق الإجحاف بالمسيحيين
بدورها تناولت اللواء الشأن الداخلي وكتبت تقول "جاءت نتائج الجولة السادسة عشر من الحوار في عين التينة مخيّبة للآمال، فلا هي استطاعت إحداث ولو خرق بسيط في جدار الأزمات المدرجة على جدول أعمالها إن على مستوى الانتخابات الرئاسية أو قانون الانتخاب أو تفعيل عمل مجلسي النواب والوزراء، ولا هي توصّلت إلى صيغة حلّ تُنهي أزمة النفايات حيث أن المناخات السياسية التي سبقت انطلاق هذه الجولة أطاحت بكل ما قيل عنه بالنسبة لتوصّل المشاورات إلى حلّ لهذه الأزمة كان من المتوقّع أن يظهر على طاولة الحوار، وهو ما كرّس في الأذهان بأن هناك قطبة مخفية ما تقف سدّاً منيعاً أمام طيّ هذا الملف، لا بل أكثر من ذلك تسعى إلى إيقاع البلد بمزيد من الإرباكات، سيّما وأن الرئيس تمام سلام كان قد ربط مصير حكومته بوضع حدّ لأزمة النفايات وهو ما سيُدخل الساحة الداخلية بمزيد من التعقيدات والعبثية السياسية ما لم تنجح المساعي في غضون أيام قليلة من إحتواء هذه الأزمة وإيجاد المخرج الملائم لحلّها.
خلال الليل الذي سبق انعقاد طاولة الحوار كان هناك تأكيد من أكثر من معني بأن ملف النفايات سيكون في صدارة المناقشات، وأن هناك مخارج كثيرة ستُطرح، وأن الحلّ شبه ناجز، غير أن هذه المناخات سرعان ما تبدّدت مع ساعات الصباح، وهو ما حمل الرئيس نبيه برّي إلى التأكيد بأن البحث سيتناول موضوعين إثنين: قانون الإنتخاب وتفعيل العمل التشريعي مع اقتراب العقد العادي للمجلس في الثلاثاء الذي سيلي الخامس عشر من آذار أي في الثاني والعشرين من الشهر الحالي.
وفي قانون الانتخاب قال إن اللجنة النيابية عجزت عن تحقيق أي إنجاز والمسودة التي قدمتها لا تبشّر بالخير واللجان النيابية المشتركة تعمل بجدّية غير أن غياب المجلس يجعلها لا تُنتج.
وهنا طالب رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميّل بأن يكون الاستحقاق الرئاسي أولوية، موضحاً أن طاولة الحوار لها هدف ولا يجوز أن تتحوّل إلى مؤسسة بديلة، مؤكداً أننا نعيش منذ سنتين بلا دولة ولا رئيس.
الرئيس برّي ردّ بالقول: انا موافق على اعتبار موضوع الرئاسة بنداً أوّل، وهناك جدول أعمال يتضمن مواضيع متعددة، موضحاً بأن طاولة الحوار لا تتخذ قرارات وبالتالي لا يمكن لها ان تكون بديلة عن المؤسسات.
الوزير حرب ألقى مداخلة اعتبر فيها ان ما تتداوله على هذه الطاولة يسمح لنا بمقاربة مشاكل البلد، وإذا قمنا بإحصاء مع اللبنانيين لرأينا انهم يؤيدون حل مشكلتين: رئاسة الجمهورية والنفايات، معتبراً ان هناك وزراء يفتحون على حسابهم وهذا يدعونا إلى العودة إلى الدولة.
ورأى حرب ان الجدول الزمني لطاولة الحوار لم يحترم خصوصاً وأن البند المتعلق بالرئاسة لم يتم التوافق عليه بعد. وتقدم باقتراح لإنجاز الاستحقاق الرئاسي يقضي بإعطاء مهلة شهر لتوافق الأفرقاء وبعدها ينزل الجميع إلى مجلس النواب وننتخب الرئيس ونهنئ من يفوز، وفي حال بقي الفريق المعطل على موقفه نلجأ إلى نصاب الأكثرية المطلقة التي ينص عليها الدستور في الدورة الثانية، معتبراً ان السكوت على التعطيل هو مشاركة في تدمير ما تُبقى من دولة.
ورد الرئيس برّي رافضاً ذلك متمسكاً بنصاب الثلثين في مطلق الأحوال.
وسأل الجميل ما دام التوافق السياسي والميثاقية الطائفية والميثاقية المذهبية متوافرة في المرشحين، فلماذا لا يتم انتخاب الرئيس ونخلص؟ وقال: يبدو ان القضية ليست مشكلة توافق أو انقسام عامودي، المشكلة هي مشكلة حسابات سياسية لدى طرف واحد.
وسأل: هل يجوز ان يتوقف البلد لأن حزب الله غير قادر على اختيار أحد حلفائه؟ كما سأل لماذا لا يُصار إلى انتخاب رئيس وتأمين النصاب داخل الجلسة كون هناك مرشحين أساسيين لهذه الانتخابات.
ورد النائب محمّد رعد على النائب الجميل، قائلاً اسمح لنا.. ويبدو ان الكتل النيابية الأخرى لا تستطيع حتى الآن فهم حقيقة لماذا يقاطع حزب الله الجلسات.
فرد الجميل: لنا الحق في ان نقول ما نريد ما دام في إطار اللياقة، علينا ان نتوجه إلى انتخاب رئيس.
النائب أسعد حردان: جميعنا معنيون بالبحث عن حل لأننا ما لم نجد هذا الحل سيؤدي ذلك إلى تعريض لبنان للانهيار، متسائلاً لماذا لا يُصار إلى تقديم تنازلات ما دمنا نعرف ان لا حلول من دون تقديم تنازلات.
وتحدث وزير الخارجية جبران باسيل الذي حل محل النائب ميشال عون، فرأى ان تصغير مشكلة الرئاسة هي هروب من مشكلة نعاني منها منذ 25 سنة، وعندما انتخبنا رئيساً في العام 2008 لم تحل هذه المشكلة، فالاكثرية الشعبية غير ممثلة بسبب قانون الانتخاب، والحل اليوم هو في استطلاع رأي النّاس لا النواب، مقترحاً وضع صندوقة اقتراع لرئيس الجمهورية إلى جانب الصندوقة التي ستخصص للانتخابات البلدية، وقال: عندما تتوافر الميثاقية ويحترم التمثيل المسيحي ننزل إلى مجلس النواب وننتخب الرئيس.
وسأل باسيل رئيس الحكومة عن الموقف الذي يجب ان يتخذ من اجتماع وزراء الخارجية العرب في القاهرة غداً (اليوم) كي لا يحصل ما حصل في اجتماعي القاهرة وجدة. فأجابه الرئيس سلام: هذا الموضوع يبحث معه وفي مجلس الوزراء ومكانه ليس هنا.
ورد النائب فرنجية متوجهاً إلى باسيل بالقول: إن شركة الاحصاء التي تحدثت عنها هي نفسها التي أجرت الاحصاء أثناء التمديد لولاية ثانية لرئيس الجمهورية السابق اميل لحود.
اضاف: لا تنغشوا في هذه الأرقام ونحنا ما رح ننغش فيها، مشدداً على ان كل التيارات لها تمثيلها ولا أحد يلغي الآخر.
اضاف: ان تيارك هو الذي اوصلنا إلى ما نحن عليه من اجحاف بالتمثيل المسيحي، وقال: صحيح كان هناك مسيحيون بالسلطة لا دور لهم ووجودهم شكلي، الا انه كان هناك مسيحيون فاعلون وأنا منهم. كنت قبلكم وكنت معكم وسأكون فيما بعد. وأنا ارحب بالاتفاق «القواتي والوطني الحر»، لكن تحالفكم سوياً لا يعني انكم تشكلون كل المسيحيين، لكم وجودكم ولنا وجودنا ولا قدرة لأحد على إلغاء الآخر.
وبعد ان لمس الرئيس برّي ارتفاعاً في منسوب حدة الكلام والنقاش تدخل أكثر من مرّة لضبط إيقاع الجلسة لكنه عاد ورفعها إلى الثلاثين من الشهر الحالي.
وقائع الجلسة «16»
ترأس رئيس مجلس النواب نبيه بري أمس، جلسة الحوار الوطني السادسة عشرة، وحضر معه معاونه السياسي وزير المال علي حسن خليل.
وبعد إتفاق الجلسة السابقة، على حصر النقاش في جدول الأعمال وإلتزام الرئيس بري بذلك، تركز البحث على «أهمية تفعيل عمل المؤسسات الرسمية ولا سيما مجلسي النواب والوزراء وقانون الانتخاب الذي أرجىء البحث فيه الى حين رفع اللجنة النيابية المعنية تقريرها الى رئيس المجلس (والتي من المتوقع ان تقدم تقريرها الذي يحمل إيجابية وحيدة – قانون مختلط - الى رئيس المجلس الأسبوع المقبل، على ان يتم عرضه على هيئة الحوار)». وتناول النقاش ايضا الاستحقاق الرئاسي.
وتم التطرق الى ملف النفايات في الإطار العام، فشدد بري على «اعتبار هذه القضية وطنية»، داعيا الى «الاسراع في معالجة هذا الملف». وتقرر عقد الجلسة المقبلة ظهر الاربعاء في 30 الحالي.
الا أن جلسة الأمس، حملت توصيفات من المتحاورين أنفسهم، «الأبشع» و«الأسوأ» و«الأكثر تشنجاً» و«عديمة الجدوى»، بعد أن شهدت أكثر من سجال على أكثر من ملف: أولوية الرئاسة وتشريع الضرورة والنصاب الدستوري للإنتخاب وللدورات اللاحقة، ما أعاد النقاش الى المربع الأول عند بدء جلسات الحوار.
وكان وصل الى عين التينة في المبنى المخصص لإجتماعات الهيئة، على التوالي الى الرئيس بري: الرئيس نجيب ميقاتي ومعه النائب أحمد كرامي، رئيس تيار «المرده» النائب سليمان فرنجيه ومعه الوزير السابق يوسف سعادة، رئيس مجلس الوزراء تمام سلام ومعه وزير الشؤون الاجتماعية رشيد درباس، رئيس «كتلة المستقبل» فؤاد السنيورة ومعه النائب عاطف مجدلاني، رئيس كتلة «الوفاء للمقاومة» النائب محمد رعد ومعه النائب علي فياض، رئيس الحزب السوري القومي الاجتماعي النائب أسعد حردان ومعه الوزير السابق علي قانصو، رئيس حزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان ومعه وزير الطاقة والمياه ارتيور نظريان، رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان ومعه الصحافي حسن حماده، النائب ميشال المر، نائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري ومعه النائب روبير فاضل، وزير الاتصالات بطرس حرب ومعه النائب السابق جواد بولس، رئيس حزب الكتائب النائب سامي الجميل ومعه النائب ايلي ماروني.
وسجل للمرة الثالثة غياب رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط (الموجود في فرنسا)، وقد مثله النائب غازي العريضي. وغاب ايضا رئيس تكتل «التغيير والاصلاح» النائب العماد ميشال عون وقد مثله رئيس «التيار الوطني الحر» وزير الخارجية والمغتربين جبران باسيل وحضر معه النائب حكمت ديب، في حين سجل للمرة الاولى غياب وزير السياحة ميشال فرعون ومثله مستشاره الياس ابو حلق.
المر: جلسة مهمة
وبعد ساعتين من الأخذ والرد، إنتهت الجلسة، وكان أول الخارجين النائب ميشال المر الذي وصف الجلسة بـ«المهمة»، موضحا أنه «جرى التوافق على كل المواضيع التي طرحت».
وردا على سؤال قال: «موضوع النفايات لم يبحث سوى بشكل عرضي، ولم يكن بندا رئيسا، وسيعالج في مجلس الوزراء خلال اليومين المقبلين. ان هذا الملف هو من اختصاص السلطة التنفيذية وليس من اختصاص هيئة الحوار الوطني».
وعن تفعيل عملي المجلس والحكومة، قال: «تم التأكيد على هذا الموضوع وعلى تفعيل عمل الحكومة وكذلك عمل المجلس النيابي».
حرب: إنهيار وعجز
بدوره، قال الوزير حرب: «الجلسة بدأت بطرح الامور بشكل ملح أكثر، خصوصا ان البلد بدأ بالانهيار والحكومة تعجز عن حل مشاكله، الناس والنظام والمؤسسات بدأت بالتساقط، والسؤال هل نحن هنا لكي نعطي مهلة زمنية أكثر كي ينهار البلد؟ لقد طرح هذا الهاجس على اساس انه لم يعد باستطاعتنا الاستمرار بحوار لا نتيجة منه ولا هدف».
وعن بقاء الحكومة، قال: «هذا الموضوع خارج اطار البحث على طاولة الحوار».
أضاف ردا على سؤال: «الرئيس بري هو من قال ان هناك جدولا محددا لعمل هذه الطاولة وانه يحترم هذا الجدول، علما ان هذا الامر لا يمنع من طرح القضايا الملحة ومنها موضوع رئاسة الجمهورية، إذ لا يمكن تجاهل تعطيل هذا الموقع في ظل تزايد مشاكل الحياة ولا سيما موضوع النفايات، ايضا لا يمكن لنا ان نتجاهل هذه المشاكل».
سئل: هل تطرقتم الى ملف النفايات؟
أجاب: «لماما تطرقنا الى هذا الموضوع، ونأمل من اللجنة المكلفة به والتي تعمل بجدية، ان تصل بسرعة الى حل لهذه المعضلة والا هناك مشكلة ستواجهنا وقد تهدد وجود الحكومة واستمرارها».
وقال ردا على سؤال: «موضوع النفايات هو من مسؤولية الحكومة، وطاولة الحوار ليست هي من يحل مكان المؤسسات».
وعن تفعيل عمل مجلس النواب، قال: «إذا كان تفعيل عمل مجلس النواب في الاطار التشريعي يؤدي الى تأخير ملف الرئاسة وانتخاب الرئيس فنحن ضد هذا التفعيل، نحن مع تفعيل عمل المجلس شرط ألا يستعمل هذا التفعيل في استمرار ضرب الموضوع الرئاسي».
وحول حصول مشادة كلامية بين النائب سليمان فرنجية والوزير جبران باسيل على خلفية النصاب والميثاق؟أجاب: «الله هو المدبر، طبعا نحن هنا لكي نتحاور ونتفاهم».
فياض: نصاب الثلثين
أما فياض فقال: «بحثت طاولة الحوار الوطني نقطتين بشكل مطول: أولا في ما يتعلق بموضوع الرئاسة وشغور الموقع، وقد كان دولة الرئيس نبيه بري حاسما في التأكيد على انه لن يكون في انتخاب الرئيس تجاوز للدستور الذي ينص على ضرورة توفر نصاب الثلثين لانعقاد الجلسة في مطلق الاحوال، لذلك أي دعوات لتجاوز هذا الامر ليس لها محل دستوري، وبالتالي هناك تمسك بهذا النصاب الدستوري لانعقاد الجلسة، وثانيا في ما يتعلق بتفعيل عمل المجلس النيابي لانه على جدول اعمال هيئة الحوار الوطني، أنجزنا البند الذي يتصل بتفعيل العمل الحكومي وبقي تفعيل عمل المجلس النيابي، لقد استغرق هذا الموضوع نقاشا واسعا ولم نصل فيه الى نتيجة، لنكن واضحين في ما يتعلق بهذا البند، المجلس النيابي يفترض ان يعود الى العمل التشريعي في اطار الهيئة العليا للمجلس، وهذا الامر اساسي ومن شأنه لو حصل ان يترك تأثيرات ايجابية على مجمل الاداء المؤسساتي في البلد. لذلك هذا البند لا يزال عالقا ونحن متمسكون بضرورة فتح ابواب المجلس النيابي كهيئة عامة، وسيتابع كبند اساسي في اول الجلسة المقبلة لطاولة الحوار التي ستنعقد في 30/3/2016».
أضاف: «أما في ما يتعلق بقانون الانتخابات الجديد فطاولة الحوار الوطني تنتظر التقرير النهائي الذي سترفعه لجنة التواصل النيابية التي كلفت اعداد صيغة توافقية لهذا القانون، وستختصر في تقريرها النهائي مجمل المواقف التي أبديت في هذا الموضوع، وايضا أرجىء هذا البند الى الجلسة المقبلة».
باسيل: حق التعطيل
من جهته، قال الوزير باسيل ردا على سؤال: «تعطيل النصاب لانتخاب رئيس الجمهورية هو حق دستوري لان هناك تعطيلا للميثاق».
أضاف: «لماذا الهروب من الناس ويفترض ان نستمع الى آرائهم؟ من يريد الاهتمام بقضايا الناس فلينتقل الى ملاقاتنا».
درباس: العقبات
أما درباس فاكتفى بالقول: «هيئة الحوار الوطني ركزت في اجتماعها على ملف وحيد هو ملف انتخابات رئاسة الجمهورية والعقبات التي تحول دون انتخاب الرئيس».
واعتبر ان «كل المرشحين لهذا الموقع هم ميثاقيون».
بقرادونيان: الأسوأ
ووصف بقردونيان الجلسة بأنها «أسوأ الجلسات»، وقال: «لقد تطرق الاجتماع الى ملف رئاسة الجمهورية وما يحكى عن تعطيل النصاب».
ارسلان: 3 بدائل
بدوره، قال ارسلان ردا على سؤال: «أولا موضوع النفايات، والحمد لله، لم نتطرق اليه على طاولة الحوار، لا من قريب ولا من بعيد، فهو من مهام الحكومة، انما أبلغنا الرئيس تمام سلام والحكومة رفضنا المطلق لموضوع الكوستا برافا لاعتبارات عدة منها البيئية والصحية والحياتية الى ما هنالك. وهذا قرار لابناء الشويفات والمنطقة المحيطة بالكوستا برافا».
أضاف: «طرحنا ثلاثة بدائل تدرسها اللجنة الوزارية المختصة، سنترك هذه البدائل الان وعند إقرارها نتحدث عنها».
سئل: مكب الكوستا برافا ترمى فيه النفايات بشكل عشوائي، ألا يفترض إقامة مطمر صحي يكون أفضل من الفوضى؟ أجاب: «أبدا هذا غير صحيح، ولا ترمى أي نفايات على البحر إطلاقا».
وحول أن الاعتماد الاساسي في خطة معالجة ملف النفايات هو على الكوستا برافا، فهل ستؤمن الحكومة البديل ؟، أجاب: «قدمنا للحكومة ثلاثة بدائل في ما خص المنطقة، وبالتحديد للضاحية الجنوبية والشويفات والمحيط، وفي ضوء البدائل الثلاثة التي ستدرسها اللجنة الوزارية سنرى ماذا يحصل».
وردا على سؤال قال: «البحث انحصر في هيئة الحوار الوطني بجدول الاعمال».
ما قبل الجلسة: نفايات
وقبيل الجلسة، سئل رئيس الحكومة تمام سلام لدى دخوله «هل ستتطرقون الى ملف النفايات»، فأجاب الوزير رشيد درباس الذي كان يرافقه «كلا».
وقال الامين العام لحزب الطاشناق النائب هاغوب بقرادونيان حول القبول بمطمر في برج حمود: لم يعرض علينا شيء وعندما تعرض علينا خطة نوافق او لا نوافق …نتكلم بعد العرض ولا يفسرن أحد الابتسامة باننا وافقنا.وعن الموافقة على الكوستابرافا، قال رئيس الحزب الديموقراطي اللبناني النائب طلال ارسلان: “فليخيطوا بغير هالمسلة».
البناء
روسيا وإيران تتبادلان الأدوار في فتح الأبواب الخلفية للسعودية وتركيا
صفقة وفد الرياض مع «جبهة النصرة» تتسبّب بتعقيد حضوره إلى جنيف
فضيحة الاتصالات المقرصنة تشغل اللبنانيين... في زمن تراكم النفايات
صحيفة البناء كتبت تقول "تحت سقف تفاهم يضمّ موسكو وطهران وواشن».