أعلن الجيش الجزائري عن رفع حالة التأهب الأمني على الحدود ودعا إلى "مزيد من اليقظة" في مواجهة ما سماها بـ"الاضطرابات غير المسبوقة" التي تشهدها المنطقة، سيما في ليبيا وتونس المجاورتين.
أعلن الجيش الجزائري عن رفع حالة التأهب الأمني على الحدود ودعا إلى "مزيد من اليقظة" في مواجهة ما سماها بـ"الاضطرابات غير المسبوقة" التي تشهدها المنطقة، سيما في ليبيا وتونس المجاورتين.
وأعلن الفريق أحمد قايد صالح نائب رئيس أركان الجيش الجزائري ونائب وزير الدفاع رفع حالة التأهب الأمني في إطار الاجراءات الاحترازية تحسبا لأية تطورات محتملة في المنطقة، سيما بعد الأحداث التي شهدتها مدينة بن قردان التونسية من هجمات مسلحة تبناها تنظيم "داعش"، الذي بسط سيطرته على عدد من المناطق في ليبيا، إضافة إلى المخاوف من تهريب الأسلحة.
وجاء إعلان الجيش نائب وزير الدفاع مشفوعا بزيارة إلى جنوب شرق الجزائر بالقرب من الحدود مع ليبيا، للوقوف على مدى جهوزية عناصر الجيش الجزائري للتصدي للمسلحين.
ووفقا لما نقلته وكالة الأنباء الجزائرية الرسمية، قال صالح إن "ما تعيشه منطقتنا في الوقت الراهن من اضطرابات أمنية غير مسبوقة ينذر بالتأكيد بعواقب وخيمة وتأثيرات غير محمودة على أمن واستقرار بلدان المنطقة"، وأضاف أن "هذا يملي علينا في الجيش الوطني الشعبي التحلي بمزيد من الحرص واليقظة حتى تبقى الجزائر عصية على أعدائها ومحمية ومصانة من كل مكروه".
وتفيد تقارير صحفية بأن الجزائر زادت تواجدها العسكري على الحدود، بنشر المزيد من القوات العسكرية واستخدام طائرات استطلاع من دون طيار، تحسبا لاحتمال تسلل مجموعات مسلحة إلى أراضيها، بسبب انعدام الأمن على الحدود الشرقية والجنوبية الشرقية، وفق تقارير إعلامية محلية.
ويستغل تنظيم داعش الفوضى في ليبيا لتوسيع نفوذه، فيما شهدت تونس في العام 2015 ثلاثة اعتداءات، تبناها هذا التنظيم، إضافة إلى هجمات غير مسبوقة، وقعت في 7 مارس/آذار الجاري، في مدينة بنقردان المجاورة للحدود الليبية.
تصفية أمير داعش واسترجاع سلاح رشاش
إلى ذلك، تمكنت قوات الجيش الأحد من تصفية "أمير داعش"، ببلدية قوراية بولاية تيبازة شمال الجزائر، حسبما أفادت وزارة الدفاع الجزائرية.
وقالت وزارة الدفاع، في بيان إن القوات الجزائرية تمكنت من القضاء على الإرهابي الخطير (ب. مولود)، ببلدية قوراية وتم استرجاع مسدس رشاش وكمية من الذخيرة.
وجاء في البيان أنه "في إطار مكافحة الإرهاب وإثر استغلال للمعلومات، قضت مفرزة مشتركة، يوم 13 مارس/آذار، الساعة الثامنة مساء، على الإرهابي الخطير ب. مولود قرب بلدية قوارية بولاية تيبازة"، مضيفة أنه تم مصادرة بندقية رشاشة من نوع كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة ومنظار ميدان وقنبلة يدوية وهواتف نقالة.
وأفادت الوكالة الجزائرية الرسمية أن القوات الأمنية قامت بتدمير مخابئ للمسلحين في منطقة تيزي وزو تحتوي على أجهزة اتصال لاسلكية ومنظار ميدان وحزام ناسف ولغم تقليدي ومواد متفجرة وكمية من الذخيرة وأشياء مختلفة.
وأشارت الدفاع الجزائرية إلى اعتقال 8 أشخاص، في كل من تمنراست وبرج باجي مختار وعين قزام، ومصادرة جهاز كشف عن المعادن وثلاث مولدات كهربائية وثلاث مطارق ضغط ومواد متفجرة وخمس عربات رباعية الدفع وأكثر من 1.5 طن من المواد الغذائية، إضافة إلى 1380 لترا من الوقود.
في غضون ذلك، تمكنت القوات الجزائرية من إيقاف إرهابيين اثنين في عمليتين منفصلتين.
وجاء في بيان لوزارة الدفاع الجزائرية، الأحد 13 مارس/آذار، أن العملية الأولى تمت بولاية تيزي وزو، حيث تم اعتقال إرهابي خطير يدعى "ض. أحمد"، ومصادرة بندقية كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة ونظارتي ميدان(02) وحزام ناسف.
وأوضح البيان أن العنصر الموقوف كان التحق بالجماعات الإرهابية في العام 2002، مضيفة أنه ينتمي إلى المجموعة المسلحة التي كان يرأسها الإرهابي "ع. قوري"، أمير داعش في الجزائر، الذي تمت تصفيته بمدينة يسر، في 22 ديسمبر/كانون الأول 2014.
كما تم توقيف مسلح آخر مطلوب يدعى، عين أمناس، على الحدود الليبية وبحوزته بندقية كلاشنيكوف وكمية من الذخيرة ونظارة ميدان.
وجدير بالذكر أن القوات الجزائرية أعلنت الأحد 13 مارس/آذار، مقتل 3 مسلحين واسترجاع 6 منظومات صواريخ ستينغر في عملية جنوب شرق البلاد.
الجزائر تدعو إلى تنسيق الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب
من جهته، دعا وزير الشؤون المغاربية والاتحاد الإفريقي وجامعة الدول العربية، عبد القادر مساهل، السبت 12 مارس/آذار، إلى تنسيق الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب ضمن استراتيجية الأمم المتحدة حول الأهداف المشتركة.
وأكد عبد القادر مساهل، في كلمة خلال أعمال الدورة 145 لمجلس الجامعة العربية على المستوى الوزاري، على أهمية تنسيق الجهود الدولية لمحاربة الإرهاب ضمن استراتيجية الأمم المتحدة حول أهداف مشتركة ومتقاسمة.
وشدد المسؤول الجزائري على أهمية التزام الجميع، من حكومات وأحزاب، بعدم التدخل في الشؤون الداخلية للدول طبقا لميثاق الأمم المتحدة وميثاق الجامعة العربية.
وفي السياق، كان وزير الداخلية الجزائري، نور الدين بدوي، أكد الأسبوع الماضي وجود تنسيق أمني مستمر بين الجزائر وتونس في مجال مكافحة الإرهاب، منوها بدور المؤسسات الأمنية التونسية في التصدي للاعتداء الذي استهدف مدينة بنقردان، جنوب تونس.