كان الطاغي في مؤتمر الخليج والعالم في الرياض الموضوع الامني والبرنامج النووي الايراني على اعتبار ان ايران هي التحدي الاكبر لدول الخليج كما ترى هذه الدول
توجهت بوصلة مؤتمر الخليج والعالم نحو ايران كما هي عادة معظم المؤتمرات الخليجية .. المؤتمر ليس هو الوحيد للدول الخليجية في الآونة الاخيرة، فمجموعة هذه الدول باتت تكثف من لقاءاتها البينية ومن محاولات لعب ادوار اقليمية كالمبادرة الخليجية على الصعيد اليمني او التدخل في البحرين او ضمن الجامعة العربية على الصعيد السوري ومعظمها ادوار تثير تساؤلات وانتقادات..
وفي ظل التغيرات العربية وتطورات الملفات الاقليمية تجتمع دول الخليج بين فترة واخرى في مؤتمرات تختلف في المسميات وتشترك في المضامين الحقيقية واهمها مواجهة "التحديات" الايرانية وموجة الحراك الشعبي العربي واثاره والحاجة إلى إصلاحات.
الطاغي في مؤتمر الخليج والعالم في الرياض كان الموضوع الامني والبرنامج النووي الايراني على اعتبار ان ايران هي التحدي الاكبر لدول الخليج كما ترى هذه الدول. ومن دلائل هذا الاعتبار في الاشهر القليلة الماضية التعاطي في الشأن البحريني والاتهامات الخليجية لايران في هذا الشأن، او الاتهامات السعودية لايران بشأن استهداف السفير السعودي في واشنطن، او التصاريح بشأن برنامج ايران النووي.. رغم ان مظاهر عديدة للتقارب بين ايراني وعدد من دول الخليج برزت في فترات متقطعة ماضية.
كان من بين المسؤولين والباحثين المشاركين رئيس الاستخبارات العامة في السعودية مقرن بن عبد العزيز الذي صوب على برنامج ايران النووي معتبرا ان هذا البرنامج لا يزال مستمرا وكذلك تدخلات طهران في دولِ الخليج ، مشيرا الى وجود مخاوف فعلية حيال ذلك. وأضاف "نأمل أن تكون هناك شفافية من جانب إيران لكي نطمئن مع العالم فالحوار والشفافية لا بد أن يكونا الطريق الأمثل . ومن المهم لنا في الخليج أن نشعر بالارتياح". وتابع خلال الرد على مداخلات بعد إلقاء كلمته "هناك مؤشرات إلى تجربة بالستية اليوم فلماذا الصواريخ البالستية وإلى أين ستصل"؟ واعتبر أن "روسيا يمكن أن تقنع إيران بأن تلتزم بالتطلعات الدولية .. والحل العسكري ليس جيداً".
وأكد خلال لقاء مع الصحافيين أن الأميركيين "أطلعونا كما اطلعوا الدول الصديقة على الأشياء التي ضبطت" في ما يخص باتهام إيران بالتخطيط لاغتيال سفير السعودية لدى واشنطن عادل الجبير . ونفى أن تكون هناك "فبركة إذ لا يمكن أن يخرج وزير العدل الأمريكي والأمن القومي على الملأ ليفبركا شيئاً إذا لم يكن هناك دليل" حسب تعبيره.
وسلط وزير الخارجية السعودي الضوء على مسألتين: الأولى أن تحسم الدول الكبرى موقفها من خطر السباق إلى التسلح النووي في الخليج وكذلك ضرورة أن تكف إيران عن التدخل في دول الجوار والاستقواء عليها كما قال. أما المسالة الثانية فهي إخفاق الولايات المتحدة في الإيفاء بتعهداتها لحل النزاع العربي الإسرائيلي الذي لا يزال مصدر توتر لدول المنطقة وشعوبها.
بدوره لم يستبعد الرئيس السابق للاستخبارات السعودية تركي الفيصل احتمال ان تسعى دول الخليج إلى امتلاك اسلحةٍ نووية لان العالم فشل في اقناع اسرائيل وايران بالتخلي عنها حسبما قال.
إلى ذلك قال الفيصل إنه "علينا الالتفات أيضًا إلى أوضاعنا الداخلية في دولنا، والتفكير في مستقبلها، وإجراء ما تتطلبه المرحلة من إصلاحات على كل الأصعدة لتحصين داخلنا"، مؤكدًا أنه "لن تكون هناك فاعلية خارجية من دون داخل فاعل".
من جهته، قال مسؤول الحوار المتوسطي في حلف شمال الأطلسي نيكولا دي سانتيس رداً على سؤال بعد مداخلته "أريد أن أوضح أن سوريا وإيران ليستا على جدول الأعمال، فالحلف ليس له دور هناك . يجب أن يكون هذا واضحاً فليبيا مختلفة تماماً عما يحدث في سوريا” . وأضاف أن "الأطلسي ليس شرطي العالم.. هناك 28 دولة (أعضاء).. يجب الحصول على إجماع لاتخاذ القرار".
كما قال رئيس مركز الخليج للأبحاث عبد العزيز بن صقر إن ابرز التحديات التي تواجهها دول الخليج هي "محاولات إيران المتكررة للتدخل في الشؤون الداخلية واللعب بورقة الطائفية المقيتة".
اختتمت مساء امس الثلاثاء أعمال هذا المؤتمر الذي نظمه لمدة يومين معهد الدراسات الدبلوماسية التابع لوزارة الخارجية بالتعاون مع مركز الخليج للأبحاث، بمشاركة مسؤولين ومعنيين بالشأن الخليجي من دول مجلس التعاون الخليجي ومن مختلف دول العالم ومسؤولين في المنظمات الاقليمية والدولية.
وقد ناقش موضوعات تتصل بمنطقة الخليج أبرزها دور دول مجلس التعاون الخليجي في المتغيرات الدولية والاقليمية، والتغيرات السياسية في المنطقة وانعكاساتها، والبيئة الأمنية الاقليمية للمنطقة. وتناول المؤتمر الآفاق المستقبلية للطاقة العالمية، وكيفية المحافظة على النمو الاقتصادي في ظل ظروف اقتصادية متقلبة، والتوقعات بشأن مستقبل المنطقة.