تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الخميس بشكل أساسي إطلالة السيد نصر الله العلنية في ذكرى العاشر من محرم وموضوع تصويت مجلس الوزراء على صيغة تصحيح الأجور وزيارة فيلتمان للمنطقة ولبنان.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الخميس بشكل أساسي إطلالة السيد نصر الله العلنية في ذكرى العاشر من محرم وموضوع تصويت مجلس الوزراء اللبناني على صيغة تصحيح الأجور وزيارة فيلتمان للمنطقة ولبنان.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"ميقاتي حريص على علاقته بحزب الله ... ونصر الله يؤكّد أن سلاح المقاومة خارج الحوار"و"الترويكا تصادر عيدية الأجور ... وعون يؤجّل المواجهة"
وكتبت تقول"تجاوز مجلس الوزراء العائد الى الحياة ملف تصحيح الأجور بأقل الخسائر الممكنة، مستعينا بأبغض الحلال الدستوري، وهو التصويت، لحسم المبارزة بين «صيغة الترويكا» التي وضعها الرئيس نجيب ميقاتي بالتنسيق مع الرئيسين ميشال سليمان ونبيه بري، ومشروع الوزير شربل نحاس الذي يربط الأجور بسلة مشاريع اجتماعية، فيما كان مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان يجول على الرئيس نجيب ميقاتي وشخصيات في 14 آذار، في إطار استطلاع وضعية «الجبهة اللبنانية» في المعركة التي تخاض ضد سوريا ومدى جهوزيتها للتجاوب مع «الإحداثيات الاميركية»، وهو قال صراحة ان «على الأسد ومجموعته وقف القتل وأعرف ان القادة في لبنان ينظرون لما هو الافضل للبنان».
تصحيح الأجور
وإذا كان اقتراح رئيس الحكومة لتصحيح الأجور قد خرج فائزا بأكثرية أصوات الوزراء الحاضرين، ومن بينهم عضو تكتل «التغيير والاصلاح» وزير الصناعة فريج صابونيان، إلا ان النكسة التي اصابت «رزمة» نحاس لم تترك تداعيات فورية على الحكومة او على موقف تكتل «التغيير والاصلاح» الذي بدا ميالا الى «احتواء» النتيجة غير السارة، والتعامل معها على قاعدة احترام قواعد اللعبة الديموقراطية، من دون تحويل الأمر الى أزمة، مع الإشارة الى ان صبر العماد ميشال عون لن يكون طويلا هذه المرة، والارجح ان المهلة الجديدة التي أعطاها للحكومة استجابة لتمنيات حلفائه لن تكون مفتوحة، وهو ينتظر الوقت المناسب لاستخدام أوراق لم يلعبها بعد.
وأبلغت مصادر التكتل «السفير» ان طريقة مقاربة مجلس الوزراء لمشروع نحاس الذي لم يحظ بنقاش كاف لا تشجع على توقع إيجابيات في المرحلة المقبلة، وبالتالي فإن مشاركة التكتل في مجلس الوزراء ستتقرر في كل أسبوع على حدة، تبعا لمعطيات كل جلسة.
وكان مجلس الوزراء قد أقر في جلسته أمس رفع الحد الادنى للأجور إلى 600 الف ليرة لبنانية وإعطاء زيادة بنسبة 30% على الأجر بين 500 الف ومليون ليرة لبنانية على ان لا تقل هذه الزيادة عن 150 الف ليرة لبنانية ولا تزيد عن 200 الف ليرة لبنانية، و20% على الاجر الذي يفوق مليون ليرة لبنانية على ان لا تتعدى هذه الزيادة 275 الف ليرة لبنانية. وزيادة منح التعليم السنوية من مليون إلى مليون وخمسمئة الف ليرة لبنانية. كما وافق على برنامج دعم الشباب المقدم من وزير العمل وقرر تكليف لجنة الشأن الاجتماعي برئاسة رئيس مجلس الوزراء دراسة بقية المشاريع المقدمة من وزير العمل ورفع مقترحاتها خلال ثلاثة اشهر.
وفي التفاصيل، أقر مجلس الوزراء سريعا نحو خمسين بنداً، ثم قفز الى بند تصحيح الاجور وبدأ نقاش مشروع وزير العمل شربل نحاس المتضمن تصحيح الأجور مترابطا بستة مشاريع قوانين، فإذا بالرئيس ميقاتي يفاجئ نحاس بطرح مشروع بديل لتصحيح الأجور تحديدا، تم اقراره بأصوات أكثرية الوزراء، حيث صوت من اصل 23 وزيرا حضروا الجلسة 16 وزيرا لمصلحة مشروع ميقاتي، وكانت المفارقة ان بينهم عضو تكتل «التغيير والاصلاح» وزير الصناعة فريج صابونيان، بينما صوت لمصلحة مشروع الوزير شربل نحاس وزراء التكتل من دون وزير الدولة سليم كرم الذي تغيب، ووزير العدل شكيب قرطباوي الذي اضطر الى مغادرة الجلسة لاستقبال رئيس وزراء اوكرانيا، وتحفظ وزراء أمل وحزب الله والوزيرعلي قانصو على اهمال زيادة بدل النقل، وطالبوا برفعه الى عشرة آلاف ليرة يوميا بدل 8 آلاف، فرفض ميقاتي ذلك.
نحاس.. و«طبخة» ميقاتي
وقال الوزير شربل نحاس لـ«السفير» ان «الصيغة التي أقرها مجلس الوزراء ليست لصالح العمال لأنها تعطيهم أقل 30% من المشروع الذي تقدمت به، كما تشكل عبئا بزيادة 30 % اكبر على المؤسسات الاقتصادية».
وأشار الى ان الاقتراح الذي طرحه ميقاتي وفاز بالتصويت كان مفاجئا، وهو طُبخ خارج الأطر الطبيعية والقانونية، لافتا الانتباه الى ان وزراء تكتل التغيير والاصلاح هم الذين طلبوا بإلحاح التصويت على المشروع المقدم من قبله (نحاس)، وذلك حتى تتكشف المواقف الفعلية ويتحمل كل طرف مسؤولياته، وهذا ما حصل.
وردا على سؤال حول قراءته لموقف حزب الله، اكتفى بالإجابة: إسألوهم..
فنيش: هذا موقفنا
من ناحيته، قال الوزير محمد فنيش لـ«السفير» انه ليس صحيحا ان وزيري حزب الله صوتا ضد مشروع الوزير شربل نحاس لأن هذا المشروع لم يُطرح اصلا على التصويت، بل جرى التصويت على الصيغة التي عرضها الرئيس ميقاتي، ونحن قلنا اننا لسنا ضدها، لافتا الانتباه الى ان طرح نحاس لا ينحصر في تصحيح الأجور بل يشمل بشكل اساسي عددا من المشاريع الاجتماعية التي تمت مقاربتها بطريقة جيدة، ولكنها تحتاج الى
مزيد من البحث، خصوصا أن إقرارها يتطلب تعديل بعض القوانين القائمة. ولفت الانتباه الى ان البند المتعلق بتصحيح الاجور في مشروع نحاس يرفضه اصلا العمال وأصحاب العمل.
باسيل: فشل إضافي للحكومة
وأبلغ وزير الطاقة جبران باسيل «السفير» ان ما حصل أمس على طاولة مجلس الوزراء يشكل فشلا إضافيا لهذه الحكومة التي ما زالت تفضل الترقيع على الحلول الجذرية. وأضاف: لقد قدم تكتل التغيير والاصلاح من خلال مشروع الوزير نحاس سلة متكاملة تربط الأجور بضمان التغطية الصحية الشاملة وتأمين فرص عمل، ولكن الرئيس ميقاتي أخرج فجأة من كمه أرنبا، لتضيع فرصة جديدة كانت متاحة لإنجاز تصحيح اقتصادي- اجتماعي- صحي لا تصحيح الأجور فقط. وتابع: هذه نقطة سوداء جديدة تضاف الى سجل الحكومة، ومع ذلك فإننا سنعطيها مهلة من أجل تفعيل إنتاجيتها وتصويب مسارها، علما ان الطريقة التي تصرفت بها أمس لا تدل على إيجابية.
اعتراض نقابي
وترك قرار مجلس الوزراء موجة من الاستياء الشديد لدى هيئة التنسيق النقابية التي قالت أوساطها لـ« السفير» ان ما حصل ليس رفع أجور بل هو رفع لمنسوب المواجهة مع القطاعات الانتاجية والتربوية. وأعلنت الهيئة خلال اجتماع طارئ عن رفضها التام للزيادة المقرة، موضحة انها ستعاود الاجتماع عند الرابعة بعد ظهر اليوم في مقر رابطة التعليم الثانوي لاتخاذ الموقف المناسب.
وعلمت «السفير» ان الهيئة تتجه نحو إعلان الإضراب الاحتجاجي، على ان تنظم تظاهرة مركزية عند الحادية عشرة قبل ظهر الثلاثاء المقبل، من بشارة الخوري الى السرايا الحكومية.
ميقاتي
الى ذلك، قال الرئيس نجيب ميقاتي لـ«السفير» انه ليس خائفا على الحكومة، متمنيا ان تبدأ بالانتاجية، وأوضح انه قرر ووزير المال ان يقترحا عدم ادراج ضرائب جديدة في الموازنة لانه في هذا الظرف لا نريد اي ضرائب.
وسأل: هل يقف الاصلاح فقط عند رئيس تكتل الاصلاح والتغيير النائب ميشال عون، وإذا كان يريد مترا في الاصلاح فأنا أريد كيلومتراً، ولكن الامر لا يحصل دفعة واحدة. وأضاف: قبل كل شيء تعالوا لنتعاون ونحاول ان نجترح حلولا لأزمة الادارة ولكيفية مكافحة الفساد الذي ينخرها، وسد كل المزاريب فيها. فالاصلاح يبدأ من هنا وليس من اي مكان آخر، وأنا لا اعمل تحت الضغط، ولا استجيب لاي محاولات ضغط.
وأكد ان رئيس الجمهورية ميشال سليمان، هو شريكه الدستوري، «ولا اريد ان اتركه، خصوصا أن ما يجمعنا علاقة مثالية، انا حريص عليها ولا اريد ان أخربها».
نصر الله
على صعيد آخر، شكل ظهور الأمين العام لـ«حزب الله» السيد حسن نصر الله بين الجماهير في ذكرى العاشر من محرم في ملعب الراية، أول أمس، مفاجأة حملت العديد من الرسائل الموجهة الى الداخل والخارج، فيما كانت الطائرات الاسرائيلية تحلق في سماء الضاحية الجنوبية. وذهب نصر الله في تحديه للمخاطر الى حد اعتلاء المنبر في الهواء الطلق، وسط دهشة المواطنين المحتشدين، حيث ألقى كلمة مقتضبة لدقائق عدة كانت كافية لإيصال الرسائل الى حيث يجب ان تصل، قبل ان يعود ويطل عبر شاشة عملاقة في خطاب تناول التطورات المحلية والإقليمية.
وفي كلمته المتلفزة، أكد نصر الله ان من يريد أن ينزع الصواريخ أو راجمات الصواريخ أو إمكانيات الدفاع البحري أو إمكانيات الدفاع الجوي فهو يريد أن يقدم خدمة جليلة لإسرائيل، وهذا يعني ان ما عجزت إسرائيل عن النيل منه يريد بعض هؤلاء أن يحققوه من خلال الحوار أو من خلال حديث سياسي أو من خلال الإعلام وهذا الأمر لن يتحقق ولن يحصل.
وتابع: اننا نزداد عدداً ونتحسن ويصبح تدريبنا أفضل وأحسن ونزداد ثقة بالمستقبل ونزداد تسليحاً وإذا كان أحد يراهن على أن سلاحنا يصدأ فالسلاح الذي يصدأ نأتي بجديد غيره وكل شيء نجدده». ودعا لمعالجة الخلل الحكومي وتفعيل العمل الحكومي، مشددا على أهمية وصوابية وأحقية مطالب تكتل «الإصلاح والتغيير»، ومكررا دعوته لتحقيق العدالة في ملف شهود الزور.
الأخبار :
صحيفة الأخبار عنونت " فيلتمان: الإخوان سيحترمون كامب ديفيد"
وكتبت تقول"وجّه مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى، جيفري فيلتمان، رسالة طمأنة إلى إسرائيل عبر كشفه عن تفاهمات توصل إليها مع القوى السياسية المصرية، ومن بينها حركة الإخوان المسلمين، تقضي باحترام اتفاق السلام بين القاهرة وتل أبيب". وكشف فيلتمان، في تصريحات خاصة أدلى بها إلى صحيفة «يديعوت أحرونوت»، أن الإدارة الأميركية تجري حواراً مع «قادة حركة الإخوان المسلمين»، معتبراً أن «هذا جزء من البزنس السياسي الخاص بنا مع القاهرة». وأضاف موضحاً «نحن نعمل إزاء كل الجهات السياسية التي لا تؤيد العنف في مصر، ومن خلال الحوار توصلنا معهم إلى تفاهم على أن يحترموا اتفاقية السلام مع إسرائيل. ولقد تولّد لدينا الانطباع بأنهم يدركون أهميتها، ونحن نوضح لهم الفائدة الكامنة في الاستقرار الذي تمنحه الاتفاقية لبلادهم».
ورداً على سؤال بشأن النتائج التي حققتها التيارات السلفية في مصر، والتي فازت بنحو 20 في المئة من الأصوات في الجولة الأولى من الانتخابات، أقرّ فيلتمان بمفاجأة واشنطن من هذه النتائج، مشيراً إلى أن «هذا أحد المواضيع التي سوف أبحثها مع المسؤولين الإسرائيليين. يوجد بيننا وبينهم تنسيق وشراكة استراتيجية ممتازة، وفي ضوء التغييرات التي تشهدها المنطقة يجب أن نتبادل المعلومات والتقديرات وأن نفكر كيف نتحرك إلى الأمام. يحظر علينا أن نتمسك بالحنين إلى الماضي».
ولدى تطرقه إلى حزب الله، فإن فليتمان ـــ بحسب يديعوت ـــ «بدا مختلفاً كلياً، وعلى نقيض المقاربة الدبلوماسية التي يظهرها حيال الإخوان المسلمين في مصر». وشرح السفير الأميركي السابق في بيروت موقف إدارته من الحزب قائلاً «إن حزب الله هو منظمة لا نتعامل معها. إنه منظمة إرهابية شاركت في الانتخابات، وعندما لا يعجبهم الواقع، فإنهم يفرضون رغباتهم بالقوة والعنف».
وكان فيلتمان قد قام خلال الأيام الأخيرة بجولة إقليمية شملت كلاً من الأردن ورام الله والقدس المحتلة، حيث التقى بالملك عبد الله والرئيس محمود عباس ومسؤولين إسرائيليين، من ضمنهم المدير العام لوزارة الخارجية رافي باراك وقيادة مجلس الأمن القومي الإسرائيلي. ولأسباب غير واضحة لم يلتق فيلتمان برئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتيناهو، إلا أنه قال لـ«يديعوت» إنه أصلاً لم يطلب لقاءً كهذا.
ووصفت الصحيفة فيلتمان بأنه مطّلع جداً على النزاع الإسرائيلي الفلسطيني، مشيرة إلى أنه عمل في الماضي في السفارة الأميركية في تل أبيب وشغل بعد ذلك منصب القنصل العام الأميركي في القدس الشرقية. وعن الجزء المتعلق بهذا النزاع من زيارته، أوضح فيلتمان أنه أتى إلى القدس ورام الله «لكي نفحص كيفية إطلاق المفاوضات المباشرة بين إسرائيل والفلسطينيين، لأن ذلك هو الطريق الوحيد للوصول إلى حل الدولتين»، مكرراً الموقف الأميركي بالقول «نحن نوضح للفلسطينيين أنه لا يوجد طرق مختصرة غير المفاوضات المباشرة، وأن توجههم إلى الأمم المتحدة لن يجعلهم يحصلون على دولة».
وبحسب رأي فيلتمان، فإن الرئيس باراك أوباما شخّص أن الموضوع الأهم بالنسبة إلى الإسرائيليين هو الأمن، فيما النقطة المهمة لدى الجانب الفلسطينيي هي المسألة الجغرافية، وقال في هذا السياق «ينبغي تفعيل الوساطة والتغلب على أزمة الثقة في الجانبين والقيام بعمل جدّي. الإدارة الأميركية لديها أيضاً إحباطات في هذا الموضوع. أنا أسمع شكاواكم من أن الفلسطينيين لا يعالجون الموضوع الأمني بجدية، وفي الجانب الثاني أسمع الفلسطينيين يشتكون من أنكم غير جديين في أفعالكم وتصريحاتكم في المسألة الجغرافية، ولذلك تحدث الرئيس أوباما عن الحدود التي يجب أن تستجيب لحاجات الفلسطينيين إلى الدولة، إلا أنهم يرون كيف أن الأرض تتقلص بسبب المستوطنات والبؤر الاستيطانية».
وفي الموضوع الفلسطيني الداخلي، أعرب فيلتمان عن اعتقاده بأن المصالحة بين فتح وحماس لن تتحقق. وقال «على مدى أعوام سمعنا تصريحات وشاهدنا لقاءات، إلا أن الفجوات العميقة بقيت على حالها، وهي تمثّل عقبة أمام المصالحة الحقيقية». وأضاف «لقد أوضحت أمس لأبو مازن موقفنا في هذا الخصوص: نحن نتفهّم تطلّعكم إلى الوحدة، إلا أنكم لن تحصلوا على دولة إذا تشاركتم مع منظمة إرهابية. وفي نظرنا، حماس هي منظمة إرهابية».
ووفقاً ليديعوت، فإن فيلتمان فضّل تسمية «الربيع العربي» بـ«التغييرات في العالم العربي»، مركّزاً حديثه في هذا الخصوص على ما يحصل في سوريا. وفي هذا الإطار، رأى أن الرئيس السوري بشار الأسد «أداة إرهابية للإرهاب الإيراني، وعليه أن يتنحّى فوراً».
النهار:
أما صحيفة النهار فعنونت" زيادة الأجور تنقلب على "التكتل" والحكومة و"بعبدا تمتنع عن تحديد موعد لفيلتمان"
وكتبت تقول"تقدم ملف تصحيح الأجور، مرة أخرى، أولويات المشهد السياسي الذي تميز في اليومين الأخيرين بظهور نادر للأمين العام لـ”حزب الله” السيد حسن نصر الله مخترقا الحشود في يوم عاشوراء على ملعب الراية في الضاحية الجنوبية، وتلاه امس وصول مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان الى بيروت".
ومع تدافع التطورات السياسية والاجتماعية، بدت مسألة الاجور ليل أمس كأنها عادت الى دوامة لم تواجهها حكومة من قبل، من دون اغفال خلفية سياسية ارتسمت معالمها مع ملابسات عودة وزراء “تكتل التغيير والاصلاح” عن مقاطعة جلسة مجلس الوزراء. لكن المفارقة اللافتة برزت في سقوط مشروع وزير العمل شربل نحاس الخاص بزيادة الاجور لمصلحة اقتراح طرحه رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وحظي بغالبية اصوات الوزراء بمن فيهم وزراء “حزب الله” و”أمل” أنفسهم.
واكتسبت وقائع جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في قصر بعبدا بعدا غريبا. ذلك أن الاركان الاساسيين في “تكتل التغيير والاصلاح” قرروا في اجتماع عقدوه ظهرا في الرابية برئاسة النائب العماد ميشال عون حضور الجلسة على أساس طرح مشروع زيادة الاجور الذي قدمه عضو “التكتل” الوزير شربل نحاس “على أن تبقى الحلول مفتوحة على كل الاحتمالات ضمن مهلة محددة”، كما أوضح عون.
وعلمت “النهار” أنه لدى طرح بند الاجور على النقاش في مجلس الوزراء، تولى نحاس شرح مشروعه على شاشة كبيرة ثم شرع الوزراء في مناقشته. ورأى فيه بعضهم كلفة كبيرة على الدولة وخصوصا من حيث اشتراكات الضمان، فيما اعتبر البعض الآخر أنها معقدة وتحتاج الى تعديلات لقوانين. وتدخل رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي فأخرج من جيبه خطة مكتوبة تتضمن اقتراحا بديلا لتصحيح الاجور، الامر الذي شكل مفاجأة مزدوجة اذ بدت الخطة معدة سلفا في ضوء مفاوضات غير معلنة تولاها رئيس الحكومة مع الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام. ثم كان الجانب الآخر من المفاجأة بطرح اقتراح ميقاتي على التصويت فنال أصوات 16 وزيرا من أصل 23 كانوا حاضرين وعارضه سبعة وزراء هم وزراء “التيار الوطني الحر” ووزير الدفاع فايز غصن ممثلا “المردة” والوزير بانوس منجيان ممثلا الطاشناق، فيما صوت وزير الصناعة فريج صابونجيان مع الاقتراح.
وقضى القرار الحكومي برفع الحد الادنى للأجور الى 600 الف ليرة واعطاء زيادة بنسبة 30 في المئة على الأجر بين 500 الف ومليون ليرة على ألا تقل عن 150 الف ليرة ولا تزيد عن 200 الف ليرة، واعطاء 20 في المئة على الاجر الذي يفوق مليون ليرة ولا تتعدى الزيادة 275 الف ليرة، وزيادة منح التعليم السنوية من مليون ليرة الى مليون و500 الف ليرة.
واذا كانت الحكومة أحبطت وزراء “التكتل” بعدم الاخذ بمشروع وزيره، سارع الاتحاد العمالي العام وكذلك الهيئات النقابية بدورها الى اعلان رفضها القرار الحكومي الجديد.
وصرح رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن لـ”النهار” بأن الاتحاد “يرفض هذه الزيادة المهينة لأنها لا تحقق آمال العمال ومطالبهم”. وقال: “اننا نصر على الزيادة وفق الشطور على أن تكون 60 في المئة للشطر الاول و40 في المئة للشطر الثاني و20 في المئة للشطر الثالث”. وأفاد انه سيدعو المجلس التنفيذي للاتحاد الى الانعقاد واتخاذ الاجراءات المناسبة، ملوحاً “بالتوجه للعودة الى الاضراب”.
وأكد نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض لـ”النهار” باسم هيئة التنسيق النقابية “الذهاب الى الاضراب والتظاهر الثلثاء المقبل”، مشيراً الى انه جرى استيضاح الوزراء موضوع التشطير في الزيادات “فتبين لنا ان لا تشطير وهذا القرار نرفضه ويتناقض مع قرار مجلس شورى الدولة في شأن القرار الحكومي الأول الذي اتخذ حول الأجور”.
وإذ أعلنت جمعية التجار في بيروت بدورها معارضتها للقرار الحكومي الجديد، رحب رئيس اتحاد غرف التجارة والصناعة محمد شقير باسم الهيئات الاقتصادية بالصيغة الجديدة لزيادة الأجور ووصفها بأنها “ممتازة وسنسير بها على رغم الظروف انطلاقاً من تحسسنا لأوضاع العمال”. وعلم ان اجتماعاً سيعقد اليوم بين الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام في محاولة لاقناع الاتحاد بالموافقة على القرار الحكومي.
فيلتمان
في غضون ذلك، بدأ مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأدنى جيفري فيلتمان زيارته أمس لبيروت فاجتمع أولاً برئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وسلمه رسالة من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون رحبت فيها بخطوة تمويل المحكمة الخاصة بلبنان، ثم زار رئيس حركة التجدد الديموقراطي النائب السابق نسيب لحود. وعلمت “النهار” أن فيلتمان تناول مساء العشاء الى مائدة الوزير السابق الشيخ ميشال الخوري بمشاركة عدد من المفكرين والمثقفين، على ان يلتقي اليوم رئيس مجلس النواب نبيه بري، ثم يتناول العشاء مع مجموعة من أركان قوى 14 آذار، وستستمر زيارته الى غد.
ومع ان فيلتمان أعلن عقب زيارته السرايا انه طلب موعداً مع رئيس الجمهورية ميشال سليمان، علمت “النهار” ان دوائر بعبدا لم تحدد موعداً للمسؤول الأميركية وعزي ذلك الى الالتباس الذي رافق زيارة الرئيس سليمان لنيويورك في أيلول الماضي حيث لم يحصل أي اجتماع بينه وبين اي مسؤول أميركي على هامش مشاركته في أعمال الدورة العادية للجمعية العمومية للأمم المتحدة.
وإذ أبرز فيلتمان أهمية قرار تمويل المحكمة الدولية وعدّه “إشارة ايجابية للمجتمع الدولي” نبه الى “حجم الاجماع الدولي والعربي الحاصل” حول العقوبات المفروضة على سوريا ووصف هذا الاجماع بأنه “محاولة للتوصل الى وسائل سلمية لاقصاء المجموعة المحيطة بـ(الرئيس السوري) بشار الأسد الذي عليه وعلى نظامه تغيير التكتيك المعتمد والسماح بالتظاهر السلمي ووضع حد للعنف”. ولفت الى “ان في لبنان تقليداً بالعمل بالاجماع العربي والدولي ولا أحد فيه يريد ان يعطي انطباعاً انه يؤيد العنف في سوريا”.
وعلمت “النهار” أن كلينتون أعربت في رسالتها الى ميقاتي عن “سعادتها” بقراره تمويل المحكمة “بما يفي بالتزام لبنان حيال المحكمة لسنة 2011”. وأضافت: “اني أقدر الخطوات التي اتخذتموها كرئيس للوزراء للتأكيد ان لبنان يلتزم التعهدات الدولية”. واعتبرت ان “التنفيذ النشيط لقرارات مجلس الأمن بما في ذلك القراران 1559 و1701 والتعاون التام مع المحكمة الخاصة بلبنان هما في مصلحة لبنان ويساهمان في الاستقرار الاقليمي”. وجددت التزام بلادها “استقلال لبنان وسيادته حراً من النفوذ المتطرف”.
المستقبل :
من جهتها عنونت صحيفة المستقبل" فيلتمان يُشيد بالتمويل .. والمطارنة الموارنة مع حق الشعوب في تقرير مصيرها"و"حزب الله ينقلب على مطالب عون المحقّة"
وكتبت تقول"هبت رياح جلسة مجلس الوزراء أمس بعكس ما اشتهت سفن النائب ميشال عون، ما تُرجم نكسة سياسية مزدوجة وكبيرة منيَّ بها، إذ بعد إقناعه بإنهاء مقاطعة جلسات مجلس الوزراء سقط إقتراح وزيره للعمل شربل نحاس الخاص بتصحيح الأجور بعد تصويت معظم الوزراء، بمن فيهم وزراء من تكتله ضده إضافة إلى وزيري حليفه الأبرز حزب الله".
وبدا بنتيجة التصويت الذي طلبه الوزير جبران باسيل "كي نعرف من هو مع اقتراحنا ومن هو ضده، لأن نتائج ذلك ستكون أبعد من هنا"، أن "الوعد" الذي أطلقه الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصر الله قبل 24 ساعة بدعم "مطالب عون المحقة" تبدد بقدرة قادر.
فقد أقر مجلس الوزراء مشروعاً غير الذي كان قدمه الوزير نحاس، رغم "محاولة وزراء عون تأجيل البحث بالموضوع"، فكان أن خرجوا ممتعضين من الجلسة على وقع وصف نحاس لمشروع القرار الذي تم إقراره بـ"الهجين". ويقضي قرار مجلس الوزراء بزيادة على الحد الأدنى للأجور ليصل إلى 600 ألف ليرة واعطاء زيادة على الأجور بنسبة 30% على الأجر بين 500 الف ليرة ومليون ليرة على ان لا تقل عن 150 الفاً ولا تزيد عن 200 الف ليرة لبنانية، و20 % فوق المليون على أن لا تزيد عن 275 ألف ليرة.
ولا شك أن تداعيات ما حصل في جلسة مجلس الوزراء ستتوالى تباعاً، سيما وأن السجال بين السراي والرابية استمر بالتصاعد قبل الجلسة، فميقاتي قال عبر موقع "تويتر" إن "الإصلاح الفعلي يأتي عبر الأفعال وليس الأقوال والشعارات"، غامزاً من قناة عون بالقول: "ليس كل من يبشر بالإصلاح هو بالضرورة إصلاحي"، لكن عون سرعان ما رد على ميقاتي قائلاً :""لا احد يستطيع أن يعيّرنا بالحكومة، وليخبرنا ميقاتي عن المشروع الاصلاحي الذي تقدم به لنرَ ان كنا سنؤيده ام لا، وليزل المخالفات الظاهرة والباطنة (..)".
فيلتمان
وبعيداً عن "الخلاف الحكومي"، اتجهت الأنظار إلى لقاءات مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان في بيروت، و التي شملت ميقاتي، رئيس حركة "التجدد الديموقراطي" الوزير الاسبق نسيب لحود، رئيس مجلس النواب نبيه بري، وعدداً من قيادات 14 آذار.
وكان فيلتمان سلم ميقاتي رسالة من وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون لم يفصح عن مضمونها إلا انه أعرب عن الارتياح الاميركي لتمويل المحكمة الخاصة بلبنان. واعتبرها "اشارة ايجابية للمجتمع الدولي لالتزام لبنان بالقرارات الدولية"، مجدداً تأكيد دعم بلاده لـ"سيادة واستقلال لبنان".
وأفادت مصادر ديبلوماسية غربية "المستقبل" أن "هدف زيارة فيلتمان إلى بيروت هو استمرار الدعم للبنان ومؤسساته والتنبه إلى ضرورة الإبتعاد عن تأثيرات الوضع السوري لا سيما في موضوعي المصارف والحدود، في موازاة تأكيد أهمية إلتزام لبنان بالقرارات الدولية، لا سيما حيال ما يتعلق بالمحكمة الدولية الخاصة بلبنان والقرار 1701، كما طلب فيلتمان من ميقاتي دعم المحكمة حتى نهاية المطاف".
المحكمة
وبرز أمس موقف لرئيس قلم المحكمة الدولية هرمان فون هايبل اعلن فيه "ان لبنان يجب ان يواصل بحثه عن المتهمين الاربعة"، مؤكداً "ان لا ملف لشهود الزور بالنسبة الى المحكمة باعتبار ان هؤلاء لم يدلوا بشهاداتهم داخل قاعاتها".
نصر الله .. و14 آذار
ولم يمرّ خطاب نصر الله في ذكرى العاشر من محرم مرور الكرام على جبهة المعارضة، فاعتبر النائب أحمد فتفت أنه "نسف للحوار"، في حين رأى النائب أمين وهبي أنه " فاقد للمصداقية". أما النائب إيلي ماروني فأشار إلى أن "نصر الله يقضي على الدولة عبر إباحته السلاح بإيدي اللبنانيين"، معتبراً أنه بدا "متشنجاً في خطابه أكثر بكثير من خطاباته السابقة".
وفي سياق غير بعيد، رأت الأمانة العامة لقوى "14 آذار" بـ"مصادرة "حزب الله" و"حركة أمل" معمل الزهراني لإنتاج الطاقة الكهربائية والقرصنة التي أدت الى وقفه عن العمل مما ألحق باللبنانيين أفدح الأضرار، تصرفات ميليشيوية"، مشيرةً إلى "أن هذا وجه من أوجه ضرب الدولة اللبنانية، وتوسيع وضع اليد على المؤسسات الشرعية والتحكم بقراراتها، وإقامة المزيد من المحميات والمربعات الاقتصادية والخدماتية والحيوية الخارجة عن سلطة الدولة اللبنانية في موازاة المربعات الجغرافية والأمنية التي يسيطر عليها "حزب الله".
وتساءلت: "هل إن اللبنانيين سيجدون أنفسهم قريباً أمام شبكة كهرباء خاصة بـ"حزب الله" مماثلة لشبكة الإتصالات الخاصة بالحزب؟"، مشيراً إلى أن "إتهام وزير الطاقة جبران باسيل قوى الأمر الواقع الميليشيوية وإدانتها بفضيحة معمل الزهراني لا يعفي الوزير من مسؤولياته السياسية في اتخاذ التدابير الصارمة لمعاقبة المعتدين وحماية المؤسسات التابعة لوزارته أو الخاضعة لوصايتها".
المطارنة
في المواقف البارزة، رحب المطارنة الموارنة بعد اجتماعهم الدوري في بكركي باجتياز أزمة تمويل المحكمة الدولية الذي "أبعد شبح أزمة مع المجتمع الدولي ونزع فتيل تهديد الاستقرار", داعين الحكومة إلى "تحمّل مسؤولياتها ومعالجة القضايا الملحة ولاسيما التعيينات". وأبدوا قلقهم إزاء ما يحدث على الصعيد الأمني من إطلاق صواريخ وجرائم وحوادث تثير القلق", مشددين على "ان سيادة الدولة لا تقبل التجزئة أو المساومة".
واعتبر المطارنة الموارنة "ان مناصرة قضايا العرب لا تتم بنقل التوتر والانقسام إلى الداخل اللبناني" , مشيرين إلى انهم "ينظرون باهتمام للتغيرات في المنطقة ويتوجسون من الوضع الأمني في سوريا ويخشون الجنوح فيها إلى مزيد من العنف"، مؤيدين "حق الشعوب في تقرير مصيرها وإختيار شكل الحكم الذي يناسبها
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت" تصحيح الأجور: ميقاتي يكسب الجولة وصدمة عونية ونقابية"و"نحاس يحمل على رئيس الحكومة .. وغصن يلوّح بالإضراب وتحرك لهيئة التنسيق النقابية"
الاهم من قرار تصحيح الاجور الذي رفع الحد الادنى مائة الف ليرة فقط، فأصبح بدل 500 الف ليرة 600 الفاً، هو ان الحكومة الميقاتية كما يقال، واستطاع الرئيس نجيب ميقاتي ان يكسب جولة الاجور، بعدما كسب جولة تمويل المحكمة ، لكن الثابت في نظر مصادر وزارية قريبة من المفاوضات التي أتت بوزراء تكتل الى جلسة مجلس الوزراء التي انعقدت في قصر بعبدا بعد ظهر امس، ان الجلسة التي حدد رئيس الحكومة موعدها غداً الجمعة في السراي الحكومي برئاسته، ستكون محطة اختبار عما اذا كانت الحكومة قد نجت من أم ان امراً ما يخبأ تحت الطاولة، لان الوزير العوني جبران باسيل، اعتبر ان الموقف يتقرر وفقاً كل جلسة بجلستها>.
واذا كان قرار تصحيح الاجور اعاد جمع وزير العمل شربل نحاس الذي ابدى امتعاضه في تصريحاته التي تلت الجلسة، مع الاتحاد العمالي العام الذي دعي مجلسه التنفيذي لاجتماع اليوم، لاتخاذ موقف رجح رئيسه غسان غصن ان يكون الدعوة الى الاضراب مجدداً، في ظل استبعاد مصادر قيادية في نقابات منضوية تحت قيادة الاتحاد المجازفة بموقف يعيد التوتر الى الشارع، نظراً الى ان المرسوم الذي اقره مجلس الوزراء، والذي شكل تراجعاً عن سقف المرسوم السابق الذي حدد الحد الادنى بـ700 الف وابطله مجلس شورى الدولة، مع الاخذ بعين الاعتبار قضية الزيادة على الشطور، لا يمكن ان يتعرض للطعن مجدداً، والحكومة ليست في وارد اعادة النظر مرة ثالثة به في ضوء تراجع الاستثمارات ونمو الدخل الوطني والنصائح التي تلقاها مسؤولون كبار، لا سيما من صندوق النقد الدولي والبنك الدولي، بأن لبنان ليس بإمكانه زيادة المديونية او تعريض المؤسسات لاعباء اضافية في ظل انكماش اقتصادي مترتب في احد جوانبه عن الازمات التي فجرتها الاحداث في المنطقة ولا سيما التطورات السورية.
ولم يعرف حجم ردود الفعل السياسية مسبقاً، بانتظار ما سيحصل من مشاورات، بعدما كان كل من الرئيسين ميشال سليمان وميقاتي قدميول الوزراء العونيين عبر ارسال اشارات بأن قضية التعيينات يجب ان توضع على طاولة مجلس الوزراء بدءاً من رئيس مجلس القضاء الاعلى، حيث اعتبر الرئيس سليمان ان تعيينه لا يحتاج الى آلية بل الى تفاهم على شخصية الرئيس ومواصفاته، والامر نفسه اكد عليه الرئيس ميقاتي الذي حدد المواضيع التي تتطلب متابعة سريعة، وهي الموازنة والتعيينات وقانون الانتخاب، اضافة الى الخطط الانمائية في الكهرباء والماء والاتصالات، داعياً الوزراء الى التعاطي مع مؤسسة مجلس الوزراء من الموقع الدستوري الذي لها، والى ارسال المشاريع والمواضيع والاقتراحات وفقاً للآلية المعتمدة والاصول الدستورية، لافتاً الى انه يتريث في بعض الحالات عن ادراج المواضيع على جدول الأعمال، في حال تبين أن هذه الأمور قد تحدث انقساماً ضمن مجلس الوزراء، من أجل تأمين شبه توافق عليها.
وشدّد الرئيس ميقاتي على أن مجلس الوزراء هو المكان الصالح لمناقشة كل المواضيع المطروحة، كونه السلطة الاجرائية في البلاد، ومن غير المنطقي أن تعطل جلساته لأي سبب كان، طالما انه في النهاية لا بدّ من العودة إلى هذه الطاولة، طالباً من رئيس الجمهورية دعوة هيئة الحوار الوطني إلى الانعقاد في أقرب وقت ممكن، ومن دون جدول اعمال وشروط مسبقة، وان يتحمل شخصياً أي مدعو يتخلف عن الحضور.
إسقاط مشروع نحاس وكان مجلس الوزراء اسقط مشروع الوزير نحاس لتصحيح الأجور، بالتصويت، واقر اقتراحاً تقدّم به الرئيس ميقاتي، بعدما ترك النقاش يأخذ مداه حول ما عرضه نحاس على شاشة كبيرة، ضمنه خطة مكتوبة، هي حصيلة مفاوضات أجراها مع أرباب العمل وممثلي العمال.
وعندما اعترض عليها وزير العمل طالباً طرح خطته على التصويت، طرحت خطة رئيس الحكومة فأيدها ستة عشر وزيراً من أصل 23 كانوا حاضرين، والمفارقة ان الصوت المرجح لخطة ميقاتي جاء من وزير الصناعة فريج صابونجيان وبعد مغادرة وزير العدل شكيب قرطباوي، وفي غياب وزيرسليم كرم، فلم يبقَ إلى جانب نحاس سوى 7 وزراء هم إليه جبران باسيل، غابي ليون، نقولا صحناوي، فايز غصن، فادي عبود، فيما البعض احتسب قرطباوي بعد مغادرته والبعض الاخر قال انهم كانوا سبعة مع وزير الطاشناق الثاني بانوس مانجيان.
وبررت مصادر وزارية الوقوف إلى جانب خطة رئيس الحكومة، بأن خطة نحاس بدت معقدة وغير ممكنة التطبيق، ولم يتم استيعابها بشكل سلس، كما انها تحتاج إلى نقاش طويل، وإلى جلسات عدّة، ولذلك ارتؤي بت الموضوع بتسوية وضعها رئيس الحكومة بعد مفاوضات مع أرباب العمل، وممثلي الاجراء.
وقالت مصادر وزارية أخرى أن خطة نحاس تكبّد الدولة تكاليف إضافية غير قادرة على تحمل اعبائها، ولكنها جديرة بالنقاش في نقاط مهمة واردة فيها، وسوف تتابع في وقت لاحق.
وكانت لرئيس الجمهورية مداخلة حدّد موقفه فيها من التعيينات، داعياً إلى اعتماد الآلية، ومؤكداً أن المعيار هو الكفاءة وليس المحاصصة.
وذكّر بآلية إرسال المواضيع وطرحها وفق الأصول الدستورية، داعياً إلى التضامن الوزاري كوسيلة للانتاجية، وتأكيداً على تفعيل العمل الحكومي تمت الدعوة إلى أربع جلسات متتالية بدءاً من عصر غد الجمعة في السراي، والاثنين في بعبدا، والثلاثاء في السراي والاربعاء في بعبدا.
أما الوزير نحاس فقد أوضح في اتصال أجرته معهليلاً أن جميع الوزراء صوتوا إلى جانب اقتراح الرئيس ميقاتي حول تصحيح الأجور باستثناء وزراء تكتل التغيير والاصلاح الذي صوّت من بينهم الوزير صابونجيان إلى جانب مقترح الرئيس ميقاتي، موضحاً أن ما تم إقراره قد قطع 30 بالمئة من الزيادة التي كانت مقترحة للعمال.
وقال:، مشيراً إلى أنه فوجئ باقتراح الرئيس ميقاتي الذي يتفاوض خارج الأطر القانونية، وأنه طلب طرح المشروع على التصويت حتى يتحمّل كل وزير مسؤوليته.
وعلم أن مجلس الوزراء قد أقر بنود جدول أعماله، وألّف لجنة وزارية للشؤون البيئية وأخرى برئاسة الرئيس ميقاتي للشأن الاجتماعي، والموافقة على برنامج دعم الشباب المقدم من وزير العمل.
تكتل عون ووصفت المصادر الوزارية الجلسة بأنها كانت هادئة بالرغم من كل ما رافق إقرار زيادة الأجور من تباينات.
علماً أن وزراء التكتل وصلوا بُعيد الثالثة، وعقدوا على الفور اجتماعاً تشاورياً، قبل الجلسة، في إحدى غرف المديرية العامة لرئاسة الجمهورية، لتنسيق المواقف، بعدما كان النائب ميشال عون ترأس ظهراً اجتماعاً لأعضاء التكتل، في حضور رئيس تيارالنائب سليمان فرنجية، ورئيس الحزب الديمقراطي اللبناني الأمير طلال أرسلان وأمين عام حزب الطاشناق هوفيك مختاريان، تقرر فيه المشاركة في جلسة مجلس الوزراء للدفاع عن مشروع نحاس لتصحيح الأجور.
ولفت عون إلى أن اجتماعاً موسعاً سيعقد لاحقاً للقوى التي تمثل الأكثرية الحالية، يفترض أن يقرر الخطوة النهائية بما يتعلق بالحكومة، معلناً إبقاء الأبواب مفتوحة على كل الحلول.
و لم يُعرف الموقف الذي سيتخذه عون من إسقاط مشروع نحاس في مجلس الوزراء بأصوات حلفائه فيو، علماً أن وزير العمل ألمح لـإلىسيكون له ابتداء من اليوم، وكذلك رئيس الاتحاد العمالي العام الذي وصف مقررات مجلس الوزراء بأنها، فيما أعلنت هيئة التنسيق النقابية، بعد اجتماع استثنائي لها، رفضها القاطع> لهذه الزيادة الهزيلة المذلة، ملمحة إلى خطوات تصعيدية، وفق ما جاء في مقررات الجمعيات العمومية التي عقدت في المحافظات كافة بما فيها الاضراب والتظاهر.
واعلنت الهيئة انها ستعقد اجتماعاً استثنائياً عند الساعة الرابعة من بعد ظهر اليوم الخميس في مقر رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي وذلك للاعلان عن موعد الاضراب والتظاهر، مؤكدة التمسك بتصحيح الاجور وفق الآلية التي رفعتها هيئة التنسيق الى وزير العمل ومجلس الوزراء والقاضية بتصحيح الاجور على اساس 60% و40% و20% اضافة الى التعويض العائلي وبدل النقل ونسبة الدرجة، وخفض نسب ضريبة الدخل.