تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الجمعة بشكل أساسي موضوع لقاء فيلتمان بالمسؤولين اللبنانيين وتفاعل موضوع زيادة الأجور .
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الجمعة بشكل أساسي موضوع لقاء فيلتمان بالمسؤولين اللبنانيين وتفاعل موضوع زيادة الأجور .
السفير :
صحيفة السفير عنونت"حزب الله النقابي يصوّب موقفه الحكومي: نرفض صيغة الأجور"و"فيلتمان لـ14 آذار: ليحكم الإسلاميون ... وليعد الحريري"
وكتبت تقول"لم تنجح العاصفة التي ضربت لبنان، أمس، في غسل آثار الأزمة الحكومية ـ العمالية المتفاقمة، وجاءت زيارة مساعد وزير الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان، لتزيد الطقس السياسي في لبنان سواداً، في ظل «النصائح» التي رماها في صولاته وجولاته في طول البلاد وعرضها، حتى كاد أن يحدّد للبعض موعد سقوط النظام السوري وكل المنظومة المتصلة به، وحبذا لو أن أهل السياسة في لبنان، في الأكثرية والأقلية وما بينهما، قرروا أن يتضامنوا مع رأس دولتهم، رئيس جمهوريتهم ميشال سليمان، الذي تصرف تصرفاً يليق بالمقام الذي يمثله أولاً وبتضحيات كل اللبنانيين ثانياً، برفضه استقبال فيلتمان، رداً على تصرف الأميركيين غير اللائق معه أثناء رحلته الأميركية الأخيرة".
في هذه الأثناء، بدا الاتحاد العمالي العام، نسخة منقحة عن مساومات وصفقات أهل السياسة، عندما وافق «سراً» على «صيغة الأجور» الجديدة، أمس الأول، بالتواطؤ مع أهل السلطة والهيئات الاقتصادية، طالباً ترك هامش له، بأن يعلن رفضه لها إعلامياً، فيما كان بعض أهل الحكومة ينقلبون، في اليوم التالي، على حبر تصويتهم، بإعلانهم رفضهم لقرارات مجلس الوزراء «المخيّبة للآمال والمجحفة بحق اللبنانيين»، وانضمامهم، وتحديداً «حزب الله»، الى الدعوة التي أطلقتها هيئة التنسيق النقابية والحزب الشيوعي و«التيار الوطني الحر» للإضراب والتظاهر يوم الخميس المقبل!
وفي هذا السياق، من المنتظر أن يشهد مجلس الوزراء اليوم، اختباراً جديداً للاشتباك المستمر بين رئيس «تكتل الإصلاح والتغيير» النائب ميشال عون وبين بعض مكونات الحكومة سواء من الحلفاء ام غير الحلفاء.
وتوّج الدبلوماسي الأميركي جيفري فيلتمان، زيارته لبيروت، أمس، باجتماع موسع عقده مع قيادات قوى الرابع عشر من آذار في بيت الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل، بحضور السفيرة الأميركية مورا كونيللي، «وتناول اللقاء الذي تخللته مأدبة عشاء، تبادل الآراء حول المستجدات الإقليمية والدولية»، حسب المكتب الإعلامي للحريري.
وأدرجت السفارة الأميركية زيارة فيلتمان تحت عنوان سياسي سوري، ومن هنا جاءت لقاءاته امس، مع كل من رئيس مجلس النواب نبيه بري، البطريرك الماروني بشارة الراعي، الكاردينال نصرالله صفير، النائب وليد جنبلاط، قائد الجيش العماد جان قهوجي، مدير عام قوى الأمن الداخلي اللواء اشرف ريفي، بعدما كان قد التقى، أمس الأول الرئيس نجيب ميقاتي والنائب السابق نسيب لحود وأحد مؤسسي لقاء قرنة شهوان ميشال الخوري.
واذا كان عنوان زيارة فيلتمان الى قهوجي على علاقة بالجيش والمساعدات التي تقدمها الادارة الاميركية لهذه المؤسسة، كما عنوان زيارته للواء ريفي بمسائل متصلة بالتجهيز والتدريب والمساعدات لقوى الامن الداخلي، فإنه طرح اسئلة حول الوضع الأمني، منطلقاً من الجنوب ومركزاً على منطقة الشمال وصولاً الى الحدود اللبنانية السورية والاجراءات المتخذة سواء من قبل الجيش ام قوى الامن الداخلي في تلك المنطقة.
واستوضح عدد من قياديي 14 آذار فيلتمان حقيقة ما يجري في سوريا، ومصير النظام السوري، بالإضافة الى الوضع في لبنان والموقف الاميركي من حكومة الرئيس نجيب ميقاتي والاولويات اللبنانية للادارة الاميركية في هذه المرحلة، بالاضافة الى مرحلة ما بعد الانسحاب الاميركي من العراق.
وقدم فيلتمان قراءة اميركية للوضع السوري، متحدثاً عن حتمية سقوط النظام السوري ورحيل الرئيس بشار الاسد، مكرراً كلام وزيرة الخارجية الأميركية حول صعوبة استصدار قرار دولي في مجلس الأمن حول المنطقة العازلة أو الممر الانساني الذي ينادي به الفرنسيون.
وبدا فيلتمان صريحاً سواء في الاجتماع بقيادات المعارضة، أم في اللقاء مع البطريرك الراعي، بقوله إن الادارة الاميركية لا تمانع في ان يتسلم الاسلاميون الحكم في سوريا أو غيرها من دول «الربيع العربي» اذا جاؤوا باعتماد الاسس الديموقراطية.
واما في الشأن الداخلي، فبدا واضحاً أن الادارة الأميركية أرادت أن تسجل للرئيس نجيب ميقاتي نقطة ايجابية في سجله، ربطاً بقراره تمويل المحكمة الدولية، ورفض فيلتمان إعطاء زيارته لميقاتي أكثر من حجمها وقال لقيادات 14 آذار إنه يحبذ أن يستعيد زعيم تيار المستقبل سعد الحريري حضوره في لبنان في أقرب فرصة ممكنة.
وتوقفت مصادر متابعة عند اللقاء بين فيلتمان والبطريرك الراعي في بكركي، وأحاطته بتساؤلات خاصة أن الادارة الاميركية كانت قد تعاطت مع البطريرك الماروني بما لا يليق به خلال زيارته الأخيرة الى الولايات المتحدة، ورفضت تحديد أي اجتماع له مع أي مسؤول أميركي، وذلك على خلفية المواقف التي أدلى بها الراعي سواء حول سلاح «حزب الله»، ام تحذيره من الانعكاسات الخطيرة التي سيرخيها الحدث السوري على لبنان، وعلى الأقليات المسيحية في المشرق بشكل خاص.
من جهة ثانية، تفاعل قرار الحكومة بزيادة الاجور، بعد الرفض العمالي والنقابي له، حيث قررت هيئة التنسيق النقابية تنفيذ إضراب عام والتظاهر الخميس المقبل في الخامس عشر من الجاري، في جميع الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة وفي معاهد ومدارس التعليم المهني والتقني وفي الإدارات العامة. وكانت لافتة للانتباه مسارعة «حزب الله» الى تأييد الإضراب، عبر بيان صادر عن «التعبئة التربوية المركزية» في الحزب التي دعت الأساتذة والمعلّمين كافة إلى «المشاركة الفعّالة في هذه الخطوات». كما أصدرت وحدة النقابات والعمّال المركزية في «حزب الله» بياناً اعتبرت فيه أن قرار مجلس الوزراء «قرار مسيء ومجحف لا يعكس أية جديّة»، وأعلنت رفض الحزب للقرار وتضامنه مع المطالب العمّالية.
وفيما لم يخف أصحاب العمل سرورهم بقرار الزيادة، وصفته هيئة التنسيق النقابية بالهزيل والمذل. وقال رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن لـ«السفير» إن المجلس التنفيذي للاتحاد العمالي سينعقد اليوم، للدعوة الى التظاهر والاضراب ربما الاثنين او الثلاثاء، ولوضع آليات التحرك ومواعيده واشكاله!
اضاف: إن القرار الصادر عن الحكومة، جاء اكثر غبناً من القرار السابق، وسيعلن المجلس التنفيذي الموقف، خاصة أن هذا القرار ادخل العمال في مأزق اجتماعي اضافي، بعد الزيادات وفلتان الاسعار، ونحن سنتجه الى إعلان الموقف بالاضراب والتظاهر.
الى ذلك، اعرب وزير العمل شربل نحاس عن استيائه البالغ من قرار الحكومة، متمنياً لو ان وزراء حركة «امل» و«حزب الله» الذين صوتوا الى جانب قانون ميقاتي اتخذوا موقفاً مغايراً، خصوصاً أنهم أبدوا تأييدهم لمشروعه. وقال نحاس لـ«السفير»: عملياً انفرزت الاصوات، ونحن أصرينا على التصويت لكي تتوضح كل الصورة ولكي يتحمّل كل طرف مسؤولياته.
ورداً على سؤال قال نحاس: بعد صدور القرار صار الجميع، الناس والنقابات تحديداً أمام امتحان. يفترض أن ينجحوا فيه.
وحول إعداد مرسوم زيادة الأجور، قال: هناك آلية تعتمد في هذا الامر، وسأقوم بإعداد المرسوم عندما أتبلغ القرار، وحتى الآن لم أتبلغه، ولا أستطيع ان احدد متى سيتم ذلك وكيف، خاصة أن القرار الذي صدر عن مجلس الوزراء المتعلق بالأجور، هو قرار «مفركش» الى حد قد يستغرقون فترة طويلة ليعرفوا كيف يصوغونه.
وعن المشاركة في جلسة مجلس الوزراء المقررة في السرايا الحكومية اليوم، قال نحاس: لم نبت بهذا الأمر بعد، وكل شيء في حينه.
الأخبار :
صحيفة الأخبار عنونت "فيلتمان غير معجب بسلوك الحريري و14 آذار"
وكتبت تقول " استكمل جيفري يلتمان سلسلة لقاءاته في بيروت، أمس، بصمت، وأنهاها مساءً على مأدبة عشاء مع ممثلين عن قوى 14 آذار. لم يطرأ جديد على مواقف فيلتمان من حزب الله والملف السوري، إلا أن بعض من التقاهم نقلوا عنه إعجابه بالرئيس نجيب ميقاتي، وانتقاده للرئيس سعد الحريري وأداء فريق 14 آذار".
وأنهى نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان زيارته لبيروت، أمس، بحسب ما أفاد بيان صادر عن السفارة الأميركية في عوكر. أثار فيلتمان جلبة في بيروت على رغم أنه حافظ على صمته ولم يدل بأي موقف، فيما تعدّدت لقاءاته بين 8 و14 آذار، رسميين وغير رسميين. وفيما كان الموقف الأبرز للرئيس ميشال سليمان الذي غادر في زيارة رسمية إلى أرمينيا من دون أن يحدد موعداً للضيف الثقيل، احتجاجاً على سوء معاملة الإدارة الأميركية لسليمان في زيارته الأخيرة للولايات المتحدة، تركت لقاءات فيلتمان الكثير من الحيرة في أوساط المتابعين أمس، إذ إنّ الرئيس نبيه بري استقبله في عين التينة بعدما كان قد رفض لقاءه في زيارته السابقة بحجة وجود رئيس المجلس في المصيلح.
كذلك فإنّ البطريرك الماروني بشارة الراعي الذي أسيئت معاملته في واشنطن أيضاً، شرّع أبواب بكركي أمام فيلتمان والسفيرة مورا كونيللي.
مصادر قريبة من عين التينة لفتت إلى أنّ بري لم يلتق موفدين أميركيين إلى لبنان منذ أشهر، احتجاجاً على رفض الخارجية الأميركية طلبه، عبر عوكر، تسليمه المحاضر الأصلية للاجتماعات المشتركة التي سرّبت عبر ويكيليكس، وقد ردّت الخارجية حينها بأنها لا تعلّق أهمية على هذه الوثائق «التي لا تستوجب الردّ». وقالت المصادر إن رئيس المجلس قرّر، إثر هذا الردّ، إعلان ما يشبه المقاطعة للموفدين الأميركيين. وكان هذا الأمر موضع نقاش بينه وبين كونيللي التي استقبلها أخيراً وطلبت منه تجاوز الأزمة.
وأوضحت المصادر أن الملف السوري احتل الحيّز الأكبر من النقاش في لقاء بري ــــ فيلتمان، وأن رئيس المجلس شدّد أمام ضيفه على أنه «لا شيء سيتغيّر في سوريا إلا عبر الحوار بين الحكومة والشعب»، وأنه «لن يكون للضغوط الخارجية أي تأثير على سوريا والنظام فيها». وأضافت أن بري قال لضيوفه: «في تاريخكم وحاضركم تتعاملون وفق معايير مزدوجة، وهو أمر ليس غريباً عليكم».
فيلتمان التقى أيضاً النائب وليد جنبلاط الذي «تلاعب» بالمواعيد لإطالة الوقت بهدف «مدّ الوليمة» في كليمنصو للضيف وفريقه. وأعلنت مفوضية الإعلام في الحزب التقدمي الاشتراكي أنّ جنبلاط أكد «أهمية الحوار الداخلي اللبناني كسبيل وحيد لمعالجة المسائل الخلافية والخروج من المأزق الراهن»، مشدداً على «ضرورة الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي بعيداً من التوتر والتشنج». وقد رفض جنبلاط إضافة أي جديد على ما ورد في بيان المفوّضية.
وكانت لفريق 14 آذار حصّة، كالعادة، من زيارة «العزيز جيف» الذي التقى في منزل الرئيس سعد الحريري في وادي أبو جميل، شخصيات غير حزبية من «ثورة الأرز»، في مقدمها الوزيران السابقان بطرس حرب ونائلة معوّض، والنائبان السابقان فارس سعيد وسمير فرنجية، إضافة إلى ميشال الخوري الذي سبق أن التقى المسؤول الأميركي ليل أول من أمس.
بعض من التقوا نائب مساعد وزيرة الخارجية الأميركية نقلوا عنه بعض الملاحظات والمواقف في مجالسه المختلفة، ومنها إظهاره بعض الإعجاب بأداء رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، مشدداً على ضرورة تعزيز العلاقة والتعاون معه. كذلك نقلوا عنه انتقاده لفريق 14 آذار وسلوك الرئيس سعد الحريري حيال عدد من القضايا، وردّد أكثر من مرة مجموعة من التساؤلات حيال هذا الأمر، أهمّها: «ما الذي يفعله هؤلاء؟ ولماذا يتصرفون هكذا بعشوائية؟»، معرباً عن اهتمامه بترتيب أمور 14 آذار. وهاجم فيلتمان النظام في سوريا مباشرة، إلا أنه قارب موضوع إسقاط النظام بكثير من الواقعية، إذ أشار إلى أنّ هذا الأمر لن يتمّ قريباً، مشدداً على أنّ هذا المشروع «يحتاج إلى وقت وجهود». وانتقد حالة الفوضى في صفوف المعارضة السورية، لافتاً إلى أن حكومته «لم تعترف بالمجلس الوطني، وإلى أن السفراء الأميركي والفرنسي والألماني عادوا إلى دمشق تحت ضغط المعارضة، وخصوصاً الخارجية، علماً بأن هناك معارضين في الداخل يريدون وجود السفراء».
من جهتها أصدرت السفارة الأميركية بياناً أشارت فيه إلى أن فيلتمان أنهى زيارته للبنان حيث اجتمع بكبار المسؤولين لمناقشة الوضع السياسي والأمني في لبنان، إضافة الى التطورات في سوريا وقضايا إقليمية أخرى.
الحكومة تتأرجح
على صعيد آخر، استمرّ أمس السجال الداخلي بين أفرقاء السلطة بشأن وضع الحكومة وآلية اتخاذ القرارات فيها، إلا أنّ الأهم ردّ الرئيس بري على موقف الوزير جبران باسيل من قضية الزهراني، إذ قال إن «البعض يلجأ إلى السياسة لكي يبرر التقصير، والتقصير الحاصل مردّه إلى أدوات الوزارة ومؤسسة الكهرباء، ولا تجوز المزايدة هنا وهناك». وفي حديث مع مجلة «الأفكار »، ينشر اليوم، أكد بري أنّ «المحكمة الدولية كان يفترض أن تأخذ مساراً دستورياً في لبنان، ولكن ذلك لم يحصل، وإلا لما كان أحد ضدها على الإطلاق»، مضيفاً أنها «لا تزال غير دستورية لأنه لم يوقّع عليها رئيس الجمهورية ولا مجلس النواب». وتابع مشيراً إلى أنّ أهم ما في التمويل أنه «لم يرض أحداً في الموالاة والمعارضة»، وموضحاً أن «ابتكار التمويل الذي قمت به، وهذه تهمة لا أنكرها، لا يغيّر من نظرتي إلى المحكمة أبداً» ، مشيراً إلى أن «المعارضة جنّ جنونها منه لأنها فوجئت بحصوله وهي لم تكن تريده، والغاية كانت بالنسبة إلى المعارضة في المقابل ألا يحصل التمويل كي يفرط العقد الحكومي، علماً بأن المحكمة ليست في حاجة إلى تمويل».
من جهة أخرى، رأت كتلة المستقبل النيابية، بعد اجتماعها الأسبوعي أمس، أن خطوة تمويل المحكمة الدولية «جيدة وإيجابية وتأتي تلبية لمطالب فريق 14 آذار ورغبات الشعب اللبناني»، مشيرة إلى أنه «كان بالإمكان منذ البداية الإقدام على هذه الخطوة التي تمت بموافقة كل الأطراف المكونة للحكومة، وتوفير التشنج والتأزم اللذين عاشتهما البلاد نتيجة تعنّت بعض الأطراف ومكابرتهم». ورأت أن توفير التمويل «خطوة يجب أن تتبعها خطوات أخرى، وأبرزها تسليم المتهمين الأربعة، لا أن يتولى حزب أساسي مشارك في الحكومة الإعلان عن رفض التعاون والإعلان عن حماية المتهمين». وهاجمت الكتلة «الحالة الفضائحية والهزلية المتمادية التي تعيشها الحكومة من حيث التباعد والارتباك والمواجهة بين مكوناتها المختلفة»، معتبرة أنّ الحكومة الحالية «ائتلاف لعدة حكومات يسيّرها ويسيطر عليها حزب السلاح والمسلحين الذي ساهم عبر سياسته التسلطية والميليشيوية في تهشيم هيبة المؤسسات»، مستنكرة أداء الحكومة إزاء «فضيحة تعطيل إنتاج معمل الزهراني».
وعلّقت على الكلام الذي صدر أخيراً على لسان الأمين العام لحزب الله، السيد حسن نصر الله، بشأن زيادة التدريب العسكري والتسليح والاستعداد للقتال، معتبرة أن هذا الموقف «فاقم حالة الخوف والقلق لدى قطاعات واسعة من المواطنين، وهو استخفاف بالوقائع الموضوعية وبعقول الناس وبمستقبل البلاد ومصير الشعب».
النهار:
أما صحيفة النهار فعنونت"الأجور تبرز أزمة بين عون والحلف الخماسي"و"فيلتمان في بكركي والوسط: الارتدادات السورية"
لم تحجب الجولة الماراتونية التي قام بها مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى جيفري فيلتمان أمس، في اليوم الثاني الاخير من زيارته لبيروت، على عدد من الشخصيات الرسمية والدينية والسياسية والعسكرية، ملامح الازمة التي تصاعدت عقب صدور القرار الاخير لمجلس الوزراء في شان تصحيح الاجور.
ذلك ان هذه الازمة اتخذت وجها سياسيا جديا مع تصاعد الاحتقان بين الفريق الوزاري للعماد ميشال عون وسائر "حلفائه" و"خصومه" داخل الحكومة من جهة، ووجها نقابيا مع بروز احتمالات الانقسام بين الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية حيال وسائل الاعتراض على القرار كما صدر.
وبدت لدى أوساط وزارية "رهانات" على امكان احتواء المناخ السلبي أو حتى ما اعتبرته "الصدمة" لدى الفريق العوني نتيجة وقوف معظم أطراف الحكومة مع اقتراح رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي في شان الاجور على حساب مشروع وزير العمل شربل نحاس، من خلال سلسلة جلسات متعاقبة سيعقدها مجلس الوزراء ابتداء من اليوم، علها تفسح في اعادة العلاقة الطبيعية مع الفريق العوني. ومعلوم أن مجلس الوزراء سيباشر اليوم عقد جلسات تحت شعار "تفعيل العمل الحكومي"، وستعقد الجلسة الاولى بعد الظهر في السرايا لمتابعة اقرار بنود جدول الاعمال التي لم تناقش في جلسة الاربعاء. ثم تعقد جلسة ثانية بعد ظهر الاثنين في قصر بعبدا لمتابعة النقاش في مشروع قانون الانتخابات النيابية.
وتعقد الجلسة الثالثة بعد ظهر الثلثاء في السرايا ولم يوزع جدول أعمالها بعد. أما الجلسة الرابعة فستعقد في قصر بعبدا الاربعاء لمتابعة البحث في مشروع الموازنة. وثمة اجتماع أمني موسع سيعقد اليوم في السرايا برئاسة ميقاتي ويضم رؤساء الاجهزة الامنية للبحث في مختلف القضايا والاوضاع الامنية في البلاد.
غير ان الاشارات التي صدرت عن الفريق العوني أظهرت ان مفاعيل التصويت الذي جرى في الجلسة الاخيرة لمجلس الوزراء قد تركت ملامح أزمة متصاعدة بين هذا الفريق ومعظم أفرقاء الحكومة بما فيهم حليفه الاقرب "حزب الله". وذهبت محطة "أو تي في" الناطقة باسم "التيار الوطني الحر" امس الى التلميح للمرة الاولى الى قيام "ما يمكن ان يسمى الحلف الخماسي الذي ابصر النور بطريقة غير مباشرة وأطاح مطالب تكتل التغيير والاصلاح". وفي اشارة ضمنية الى "حزب الله" في سياق الحديث عن هذا الحلف، قالت المحطة ان "الحلف الخماسي ضم الحليف وحليف الحليف والثلاثي ميقاتي وسليمان وجنبلاط وجاء بعد كلام الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله عن ضرورة الاستجابة لمطالب التكتل"، متسائلة: "هل هكذا يستجاب النداء؟".
وبدا الوزير شربل نحاس على الموجة ذاتها حين وصف التصويت الذي حصل في مجلس الوزراء بأنه "كان سياسيا في الصميم"، وقال: "إما نحن في بلد ودولة وإما أننا نراهن على التغييرات الخارجية"، معتبرا ان "التصويت كان منحازا وراهن على الخارج وتصويت الحلفاء ضد مشروعنا مؤسف جدا ويستوجب اعادة النظر من جهتهم". وأعلن أنه "سيدخل في التمرين نفسه الذي قمنا به عندما صغنا القرار السابق وأرسلناه الى مجلس شورى الدولة"، لافتا بذلك الى ارسال القرار الحكومي الجديد الى مجلس الشورى ليبدي رأيه فيه.
وتزامن ذلك مع حركة اتصالات واجتماعات جرت على خط الهيئات الاقتصادية والاتحاد العمالي العام لحمل الاتحاد على قبول القرار الحكومي الجديد. وأفادت المعلومات المتوافرة لدى "النهار" ان هذه الحركة أفضت الى توافق مبدئي على طرح اضافات تتمثل في سلة مطالب اجتماعية وتقديمات أبرزها دعم المازوت والبنزين ومعالجة بعض الخلل في القرار. وستتواصل هذه الحركة مع رئيس الحكومة سعيا الى حمل الاتحاد على صرف النظر عن الاضراب وقبول القرار.
أما هيئة التنسيق النقابية فمضت في رفضها القرار ودعت الى الاضراب والتظاهر الخميس المقبل.
جولة فيلتمان
أما على الصعيد السياسي فقد أنهى مساعد وزيرة الخارجية الاميركية لشؤون الشرق الادنى زيارته لبيروت ليل امس على ان يغادرها اليوم، وحفل يومه الثاني بمجموعة لقاءات شملت رئيس مجلس النواب نبيه بري والبطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي والبطريرك مار نصرالله بطرس صفير ورئيس الحزب التقدمي الاشتراكي النائب وليد جنبلاط والوزير السابق الياس المر وقائد الجيش العماد جان قهوجي والمدير العام لقوى الامن الداخلي اللواء أشرف ريفي. وختم جولته بلقاء طويل ليلا مع عدد من قادة قوى 14 آذار في بيت الوسط استمر زهاء ثلاث ساعات وتخلله عشاء. واكتفت مصادر المجتمعين بالقول لـ"النهار" ان الحديث تناول الوضع الإقليمي بكل ارتداداته على لبنان وجرى خلاله تبادل الآراء في التطورات الاقليمية والداخلية.
وأبلغت اوساط قريبة من رئيس مجلس النواب "النهار" ان ملف الاحداث في سوريا طغى على لقائه فيلتمان اذ أبدى كلاهما وجهة نظره في التطورات الجارية في سوريا. وكرر بري موقفه المعهود، قائلا إن الحوار بين السلطة وأفرقاء المعارضة هو خشبة الخلاص في سوريا لكنه حمل الولايات المتحدة "ومواقفها وتدخلاتها" مسؤولية إخفاق مبادرة الجامعة العربية، داعيا الادارة الاميركية الى "التدقيق جيدا في الارض السورية". وأكدت الاوساط ان خلاصة اللقاء أبرزت اختلافا واضحا وعميقا بين بري وفيلتمان في النظرة الى سوريا.
في المقابل، اكتسبت زيارة فيلتمان لبكركي بعدا مميزا إذ أوضح بيان للسفارة الاميركية ان المسؤول الاميركي ناقش مع البطريرك الراعي "دعم الولايات المتحدة لمبدأ أن حقوق الانسان العالمية في جميع المجتمعات ومن جميع الاديان يجب ان تكون محمية من حكوماتها"، وأن فيلتمان "حث البطريرك على دعم الجهود الدولية والاقليمية لوضع حد لوحشية النظام السوري ضد الشعب السوري، وجدد تأكيد وجهة نظر الولايات المتحدة الراسخة بأن الرئيس السوري بشار الاسد قد فقد شرعيته للقيادة وأن أفضل وسيلة لوضع حد للوحشية هو تنحيه عن الحكم".
المستقبل :
من جهتها عنونت صحيفة المستقبل"إضراب وتظاهر للقطاع التعليمي الخميس المقبل.. والاتحاد العمالي على الطريق"
وكتبت تقول "لم تنتهِ مفاعيل جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي شهدت ولأوّل مرّة تصحيح الأجور من خارج المشروع الذي وضعه وزير العمل شربل نحاس، لا في الشأن السياسي ولا في الشأن المطلبي. بل ان الذي حصل دفع بالتأزيم إلى ذروته سواء على صعيد العلاقات بين تكتل النائب ميشال عون وحلفائه، أو على صعيد حركة الإضرابات التي تقرّر استئنافها في القطاع التعليمي".
وفي حين أنهى مساعد وزيرة الخارجية الأميركية لشؤون الشرق الأوسط جيفري فيلتمان لقاءاته في بيروت بتأكيد التزام بلاده دعم لبنان السيد والمستقل والمستقر وأهمية استمرار تعاونه مع المحكمة، توقفت "كتلة المستقبل" النيابية أمام المواقف الأخيرة التي أطلقها الأمين العام لـ"حزب الله" السيد حسن نصرالله ووجدت في إعلانه الاستعداد لتنظيم السلاح الفردي والخفيف والتمسّك بالسلاح الثقيل "استخفافاً بالوقائع الموضوعية وبعقول الناس ومستقبل البلاد ومصير الشعب اللبناني الذي يأمل ويتوق إلى أن تبسط الدولة بسلاحها الشرعي ومؤسساتها الرسمية سيطرتها وسيادتها على كامل أرجاء الوطن".
وأكدت الكتلة "ان لا شرعية لأي سلاح على الأراضي اللبنانية إلا لسلاح المؤسسات الأمنية والعسكرية الرسمية اللبنانية".
مشيرة من جهة ثانية إلى ان خطوة دفع حصة لبنان من تمويل المحكمة "يجب أن تتبعها خطوات أخرى أبرزها تسليم المتهمين الأربعة" في جريمة اغتيال الرئيس الشهيد رفيق الحريري ورفاقه.
"شاهد زور"
إلى ذلك، أوضح وزير العمل في حديث إذاعي ان هناك فرقاً جوهرياً واسعاً بين مشروع تصحيح الأجور الذي تقدم به والمشروع الذي أُقر في مجلس الوزراء، وهناك استخفاف بمصالح الناس (...) هناك عادات مترسّخة في إدارة البلد منذ 25 سنة وتكتل التغيير والاصلاح لم يكن جزءاً منها ولن يكون شاهد زور في الحكومة".
وكلام نحاس جاء ليؤكد ما ترجّحه أوساط مطلعة من ازدياد التأزم في العلاقات بين النائب عون وحلفائه وخصوصاً الرئيس نجيب ميقاتي وبرّي فضلاً عن الخلافات المعروفة بينه ورئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان والنائب جنبلاط.
إلاّ أنّ تلك الأوساط استبعدت إقدام عون على أي خطوة كبيرة على صعيد مشاركته في الحكومة، وقالت "ان ذلك ليس في متناول يده، فهو لا يستطيع الاستقالة وإسقاط الحكومة".
إضراب..
أما على الصعيد المطلبي فقد شكّل قرار الحكومة تصحيح الاجور مادة خلافية بين فريقي الإنتاج، ففيما رحّبت الهيئات الاقتصادية على لسان رئيس "اتحاد غرف التجارة والصناعة والزراعة" في لبنان محمد شقير بالقرار على اعتبار انه "أفضل الممكن في ظل الظروف الصعبة التي تحيط بالبلاد واستجابة للأوضاع الاجتماعية"، اعتبر رئيس الاتحاد العمالي العام غسان غصن ان "القرار شكل ممارسة قمعية وفوقية للحكومة تجاه قضايا اساسية للناس". كما أعلنت هيئة التنسيق النقابية رفضها للقرار، ولوّح الاتحاد والهيئة بالتصعيد وإعلان الاضراب والتظاهر لإجبار الحكومة على التراجع وتعديل قرارها.
وكان اللافت اللقاء الذي جمع شقير وغصن في مقر الاتحاد العمالي العام، وقال شقير لـ"المستقبل" ان الهدف من الاجتماع "هو إعطاء مساحة أكبر للتشاور في ما بيننا حول القضايا الاجتماعية"، مشيراً إلى أنه "لأول مرة يتم الاتفاق بين أصحاب العمل والعمال على وضع خطة اجتماعية مشتركة، لرفعها إلى الحكومة".
وأكد ان الأوضاع الصعبة التي تمر فيها البلاد "تلقي على الهيئات والاتحاد العمالي مسؤولية الحفاظ على الاستقرار الاجتماعي والمستقبل الاقتصادي للبنان، وكذلك الحفاظ على مستقبل العامل واستمرارية صاحب العمل في آن".
من جهته، أشار غصن إلى أنه تم دعوة هيئة مكتب الاتحاد العمالي للاجتماع اليوم، لاتخاذ توصيات بشأن الأجور، وكذلك لدعوة المجلس التنفيذي للاتحاد للاجتماع من أجل اتخاذ القرار المناسب في هذا الاطار.
واشار غصن إلى أن الاجتماع مع شقير جاء لمعالجة تداعيات القرار، الذي يجب أن يراعي موضوع تأمين العدالة الاجتماعية من خلال أجور وتقديمات اجتماعية عادلة. وأكد ان الاتحاد العمالي "ذاهب باتجاه اعلان الاضراب العام والتظاهر في حال بقيت الحكومة على موقفها".
بدورها، قررت هيئة التنسيق النقابية بعد اجتماعها في مقر "رابطة أساتذة التعليم الثانوي الرسمي" تنفيذ الاضراب العام والتظاهر يوم الخميس المقبل في جميع المدارس الرسمية والخاصة وفي معاهد ومدارس التعليم المهني والتقني رفضاً لقرار مجلس الوزراء "الذي ضرب حقوق العمال والأساتذة والمعلمين والموظفين وسائر ذوي الدخل المحدود".
فيلتمان
وفي اليوم الثاني والأخير من زيارته لبيروت، التقى فيلتمان رئيس المجلس النيابي نبيه برّي ورئيس "جبهة النضال الوطني" النائب وليد جنبلاط، وقائد الجيش العماد جان قهوجي والبطريرك الماروني بشارة الراعي والكاردينال نصرالله بطرس صفير ووزير الدفاع السابق الياس المر والمدير العام لقوى الأمن الداخلي اللواء أشرف ريفي في حضور رئيس شعبة المعلومات العقيد وسام الحسن، إضافة الى شخصيات من قوى الرابع عشر من آذار.
وأفاد بيان أصدرته السفارة الأميركية في بيروت أن فيلتمان جدّد خلال لقاءاته التزام بلاده "لبنان مستقر وسيد ومستقل ودعم تعزيز مؤسساته بما فيها الجيش، مدركاً أهميته في القيام بمهامه كقوة لبنان الشرعية الدفاعية الوحيدة القادرة على تأمين الحدود والدفاع عن السيادة والاستقلال".
كما أشار الى "أهمية تعاون لبنان المستمر مع المحكمة ودوام الوفاء بالتزاماته الدولية".
وعن لقائه البطريرك الماروني، أفاد بيان السفارة أن فيلتمان "حضّ الراعي على دعم الجهود الدولية والاقليمية لوضع حد لوحشية النظام السوري ضد الشعب السوري (...)، وان أفضل وسيلة لذلك هي تنحّي الرئيس بشار الأسد عن الحكم.
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت" تطمينات أميركية للراعي والأسد يؤكد لوفد إرسلاني قدرة بلاده على تجاوز الأزمة"و"فيلتمان يحشد لدعم لبناني لإسقاط النظام السوري"
وكتبت تقول"في لحظة قلق تمتد من الحدود التركية - السورية، التي شهدت امس، توتراً خطيراً، الى تفاقم المواقف في سوريا، مع بوادر اعلان العصيان المدني في اكثر من محافظة، الى التوتر النفسي الذي أعقب مهرجان الضاحية الجنوبية، اقدمت الحكومة على تصحيح وضيع للاجور اثار اعتراضاً عمالياً ونقابياً يستعد للخروج الى الشارع، وارسلت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون مساعدها لشؤون الشرق الادنى وشمال افريقيا جيفري فيلتمان الى لبنان لاستطلاع عمليات <عض الاصابع> الجارية على الساحة اللبنانية، سواء داخل الائتلاف الحكومي، او بين قوى 8 آذار و14 آذار، لا سيما حزب الله و<تيار المستقبل> وسط تزايد الريبة بين الطرفين، والاشارات الدولية المتزايدة على لسان وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف، او وزير الخارجية البريطاني وليم هيغ بشأن مناخ ينذر بفتن اهلية تمتد من سوريا الى لبنان".
واذا كانت السفارة الاميركية اكتفت بما خص لبنان الرسمي بتجديد التزام فيلتمان <بلبنان مستقر وسيد ومستقل> و<دعم الجيش اللبناني كقوة شرعية دفاعية قادرة على تأمين الحدود>، في تعبير ملتبس يعني على الارجح في نظر دبلوماسي لبناني، الحدود اللبنانية - السورية، فضلاً عن التنويه <بدوام التزام لبنان بالقرارات الدولية، لا سيما 1559 و1701>، وأهمية <استمرار التعاون مع المحكمة الدولية الخاصة بلبنان>، فإنها (اي السفارة) توقفت عند اللقاء الذي جمع فيلتمان مع البطريرك الماروني بشارة الراعي، وهو الاول من نوعه لمسؤول اميركي مع رأس الكنيسة المارونية، بعد التصريحات المثيرة التي ادلى الراعي من باريس في الصيف الماضي، حيث طلب اليه <دعم الجهود الدولية لوضع حد لوحشية النظام السوري> حسب تعبير السفارة الاميركية.
وحسب معلومات <اللواء> فإن شخصية حزبية مسيحية تولت ترتيب اللقاء بين الراعي وفيلتمان، وهي شاركت في بعض لقاءاته مع قيادات لبنانية اخرى.
وفي معلومات <اللواء> أيضاً أن فيلتمان طلب من القيادات اللبنانية التي التقاها تأييد الخطوات الجارية للاطاحة بالنظام في سوريا، واعتبار أن هذا التأييد يصب في استقرار لبنان.
ومع أن الدبلوماسي الأميركي استمع إلى وجهات نظر كل من الرئيس نبيه برّي والنائب وليد جنبلاط بشكل مركز، الا انه أبلغ كل من التقاه أن قرار بلاده يتلخص بنقطة واحدة وهي أن على الرئيس بشار الأسد أن يتنحى، لانه فقد مصداقيته ولا يمكن التعايش مع نظام لا يحترم الحقوق البديهية للانسان.
وأنهى فيلتمان جولة لقاءاته أمس التي شملت إلى هذه الشخصيات الثلاث والوزير السابق الياس المر، بلقاء عقده في <بيت الوسط> مع عدد من قيادات قوى 14 آذار، ظل بعيداً عن الاعلام، وتخلله مأدبة عشاء في حضور السفيرة الأميركية مورا كونيللي.
واكتفى البيان الذي صدر عن اللقاء بأنه جرى تبادل الآراء حول المستجدات الإقليمية والدولية، من دون أي إشارة إلى الوضع اللبناني، ولا إلى الشخصيات التي التقاها الدبلوماسي الأميركي مع أن بعض المعلومات توقعت ان يكون من بينها كل من الرئيس امين الجميل والرئيس فؤاد السنيورة ورئيس الهيئة التنفيذية في حزب <القوات اللبنانية> سمير جعجع، ومنسق الأمانة العامة لقوى 14 اذار الدكتور فارس سعيد الذي أبلغ <اللواء> بأن اللقاء كان <ممتازاً>.
وفي السياق ذاته، أوضحت أوساط رئيس المجلس النيابي أن الجزء الأكبر من حديث السفير فيلتمان مع الرئيس برّي تركز على الوضع في سوريا، فيما أدلى رئيس المجلس بدلوه مما يجري، وكانت وجهات النظر متباعدة بينهما حول هذه المسألة.
اما أوساط النائب جنبلاط فقد اشارت إلى أن الدبلوماسي الأميركي جاء لاستطلاع الأوضاع في لبنان، وانه أراد الاستماع إلى وجهات نظر الأطراف اللبنانية حول الأوضاع الداخلية والوضع في المنطقة وسوريا، وتداعياته على لبنان، مبدياً وجهة نظر الإدارة الأميركية حيال ما يجري في المنطقة، ابتداء من إيران والانسحاب الأميركي من العراق، إلى سوريا، لكنه، بحسب هذه الأوساط لم يقل شيئاً غير معروف عن موقف الإدارة الاميركية، الا انه شجع جنبلاط على دعوته لأهمية الحوار الداخلي اللبناني كسبيل وحيد لمعالجة المسائل الخلافية والخروج من المأزق الراهن، والذي شدّد أيضاً على <ضرورة الحفاظ على الاستقرار والسلم الأهلي بعيداً عن التوتر والتشنج>.
في المقابل، كان لافتاً للانتباه استقبال الرئيس الأسد وفداً من رجال الدين من طائفة الموحدين الدروز في لبنان، برئاسة النائب طلال أرسلان الذي كانت له كلمة في اللقاء، وكذلك للشيخ نصرالدين الغريب اللذين اعلنا وقوفهما إلى جانب سوريا، قيادة وشعباً، لتجاوز ما يحاك ضدها من مؤامرة تهدف إلى تفتت سوريا والمنطقة.
وبحسب وكالة الأنباء السورية (سانا) فان الأسد اعرب عن تقديره الكبير لأعضاء الوفد لموقفهم الوطني المنطلق من الحرص على علاقات الأخوة والتعاون بين سوريا ولبنان، معتبراً بأن <سوريا قوية بشعبها وبدعم ومحبة الشعوب الشقيقة والصديقة>، مؤكداً أنها <قادرة على تجاوز ما تمر به، وأنها لن تتخلى عن مواقفها ومبادئها وسيادتها مهما كانت الضغوطات>.
الوضع الحكومي وسط هذه التطورات، أكدت مصادر حكومية أن جلسة الحكومة المقررة اليوم ما زالت قائمة، وأن جدول أعمالها هو البحث في ما تبقى من بنود الجلسة الماضية، أمس الأول، والتي أقرت فيها صيغة جديدة لتصحيح الأجور، خلافاً لاقتراحات وزير العمل شربل نحاس، رفضها الاتحاد العمالي العام وهيئة التنسيق النقابية التي أعلنت الاضراب والتظاهر يوم الخميس المقبل، ولم تعارضها الهيئات الاقتصادية، فيما كان لافتاً للانتباه، إعلان التعبئة التربوية المركزية في <حزب الله> تأييدها للقرار الصادر عن هيئة التنسيق النقابية بالاضراب والتظاهر والاعتصام، وذلك <تأكيداً على أهمية النهوض بالتربية والتعليم، وتأييداً لمطالب المعلمين والعمال المحقة، ودعماً للتحرك القائم لتحقيقها والرافض لطريقة معالجة مجلس الوزراء لمسألة الأجور والأزمة المعيشية>، بحسب تعبير بيان الحزب.
وفي هذا السياق، عزا وزير بارز في الفريق الشيعي، تصويت وزراء <أمل> و<حزب الله> الى جانب اقتراح الرئيس نجيب ميقاتي، ومخالفة اقتراح حليفهما الوزير نحاس، سببه أن رئيس الحكومة أبلغ الوزراء أن الصيغة هي حصيلة مفاوضات أجراها مع الاتحاد العمالي العام والهيئات الاقتصادية، لكن تبيّن في ما بعد أن هذا الكلام لم يكن دقيقاً، بدليل معارضة الاتحاد العمالي للمشروع، <لكننا نحن كوزراء لا يجوز لنا إلا أن نصدّق ما يقوله رئيس مجلس الوزراء>.
وأوضح الوزير، الذي رفض الكشف عن اسمه، ان ما حصل في مجلس الوزراء امس الاول، ليس اسقاطاً لمشروع نحاس، بل تأجيل البحث به وتحويله إلى لجنة وزارية لمتابعة كونه مشروعاً اصلاحيا مترابطا مع مجموعة اجراءات غير تصحيح الاجور، وتتطلب المزيد من الوقت لمناقشتها.
وفهم ان هذا الكلام جاء بمثابة ترضية لتكتل التغيير والاصلاح الذي اعلن النائب آلان عون لـ <اللواء> ان الوقت لم يحن بعد لاتخاذ قرار باسقاط الحكومة او الاستقالة منها، فيما اكد نحاس من جهته ان التكتل لن يكون شاهد زور، الا ان الوزير الشيعي البارز اضاف على هذه الترضية، موقفاً تضمن تبنياً لمطلب النائب ميشال عون بتعيين القاضي طنوس مشلب رئيسا لمجلس القضاء الاعلى، اذ اكد ان هذا التعيين لا يرتبط بآلية التعيينات التي تنص على تسمية ثلاثة مرشحين، لان التعيين في القضاء يشبه التعيين في السلك الخارجي، مؤكداً موافقة الفريق الشيعي على الاقتراح المقدم من التيار الوطني الحر،مشددا على ان الاولوية للحكومة يجب ألا تكون بعدم تأجيل الملفات.
غير ان مصدراً حكومياً، نفى ان تكون اية تعيينات مطروحة اليوم في مجلس الوزراء، مشيرا الى ان الجلسة التي ستعقد الاثنين في بعبدا مخصصة لمعاودة البحث في قانون الانتخاب، فيما جلسة الثلاثاء في السراي الحكومي لم يوزع جدول اعمالها بعد، وقد يكون فيها التعيينات، اما جلسة الاربعاء في بعبدا فستكون للموازنة.
ولفت المصدر إلى ان تصحيح الاجور سيبدأ من تاريخ صدور المرسوم ومن دون مفعول رجعي، مشيراً إلى ان جو الوزيرين شكيب قرطباوي وجبران باسيل اللذين حضرا إلى جانب الرئيس ميقاتي في المحادثات التي أجراها أمس مع رئيس وزراء أوكرانيا، كانت مرضية، ولم يظهرا استياء لما جرى في جلسة الأجور أمس الأول.
تجدر الإشارة، إلى انه بالرغم من اعتراض الاتحاد العمالي العام على الزيادة، فإن الهيئات الاقتصادية تمكنت من اقناعه بالتروي في رفضه القرار وتلويحه بالعودة إلى الشارع، مقابل وضع يدها في يده في سبيل اقتراح خطة لسياسة اجتماعية شاملة خلال الأسابيع الثلاثة المقبلة.
وكشف رئيس اتحاد الغرف اللبنانية محمد شقير لـ<اللـــواء> انه حمل الاتحاد العمالي رسالة باسم الهيئات الاقتصادية مفادها ان قرار الزيادة جاء على أساس <لا غالب ولا مغلوب>، مؤكداًَ موافقة الهيئات عليه بالرغم من خطورته على القطاعات الاقتصادية في الموقف الراهن، على أمل أن يكون العام المقبل 2012 أكثر ازدهاراً ونشاطاً من العام الحالي.