تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوعي إستهداف قوات اليونيفيل في الجنوب بتفجير وكشف المقاومة لشبكة سي اي اي بالأماكن والأسماء.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم السبت بشكل أساسي موضوعي إستهداف قوات اليونيفيل في الجنوب بتفجير وكشف المقاومة لشبكة سي اي اي بالأماكن والأسماء.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"اعتداء يستهدف اليونيفيل جنوب الليطاني ... وفرنسا لن تنسحب"و"المقاومة تفضح شبكة سي آي إيه بالأسماء والأماكن"
وكتبت تقول"اهتز الأمن الوطني عموما والأمن الجنوبي خصوصا، أمس، مع الاعتداء الآثم الذي تعرضت له دورية فرنسية، تعمل ضمن قوات «اليونيفيل» في الجنوب اللبناني، وذلك في استهداف واضح للشاهد الدولي «التاريخي» ولو «الصامت» على الاعتداءات والانتهاكات والمجازر الإسرائيلية في الجنوب منذ العام 1978 حتى الآن، والتي لم تستثن جنود «القبعات الزرق» أنفسهم، ولا المدنيين اللبنانيين الذين حاولوا الاحتماء بهم كما حصل في العامين 1996 و2006، لكن نيران الحقد الإسرائيلية لم ترحمهم".
وقد أوقع الاعتداء خمسة جرحى «صحتهم جيدة وليسوا بخطر» على حد تعبير السفير الفرنسي في لبنان دوني بييتون، الذي شدد، كما وزير خارجيته، على أن فرنسا لن ترضخ للاعتداء وبالتالي ستواصل عملها ضمن «اليونيفيل» لحماية الأمن والاستقرار في الجنوب اللبناني.
ولقي الحادث موجة من ردود الفعل المستنكرة لبنانيا، وأبرزها من مجلس الوزراء الذي انعقد، أمس، في السرايا الكبيرة، برئاسة رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، الذي شدد على أن الاعتداء لن يؤثر على مشاركة فرنسا في «اليونيفيل». ولوحظ أن حادث «اليونيفيل» فرض نفسه على جدول أعمال الحكومة، وجعل المناقشات الحكومية هادئة، بحيث لم يتم التطرق إلى موضوع الأجور، على الرغم من تفاعله نقابيا، حيث قرر الاتحاد العمالي العام دعوة مجلسه التنفيذي الى الاجتماع الاثنين المقبل لتدارس توصية بالإضراب رفضا للزيادة التي قررتها الحكومة، فيما تواصل هيئة التنسيق النقابية الاستعدادات لتنفيذ الإضراب الخميس المقبل.
في هذه الأثناء، وغداة انتهاء زيارة مساعد وزيرة الخارجية الأميركية جيفري فيلتمان إلى بيروت، وعلى مسافة اقل من أسبوعين من إقرار الأميركيين ولو بصورة غير رسمية بالنكسة الاستخباراتية الكبيرة التي تعرضت لها وكالة الاستخبارات المركزية الأميركية (سي آي إيه) في بيروت، مع كشف المقاومة عددا من الجواسيس اللبنانيين المرتبطين بها في الشهور الماضية، بادرت المقاومة، ومن خلال قناة «المنار»، ليل أمس، إلى توجيه ضربة جديدة، للأميركيين تمثلت في بث تقارير تعرض تفصيليا هيكلية الـ«سي آي إيه» في لبنان، بالأسماء وتواريخ الميلاد والأسماء الحركية وآلية العمل وأهداف التجنيد.
وبدا أن «حزب الله» ومن خلال هذه الخطوة أراد إيصال رسالة للأميركيين وربما لسفارات دول أخرى، تمارس الدور نفسه، أي العمل بصفة مخبر عند الإسرائيليين، بأن عين المقاومة ساهرة على الأمن الوطني، و«أن من توصل الى هذه «الداتا» من المعلومات قادر على بث معلومات أخرى، قد تكون أخطر بكثير، في التوقيت الذي يختاره، من ضمن الحرب الخفية أو الباردة المفتوحة بين المقاومة والأجهزة الاستخباراتية التي تعمل عند الاسرائيليين».
وإذا كانت التقارير التي بثتها المقاومة عبر «المنار»، تندرج في خانة تهشيم صورة الاستخبارات المركزية الأميركية، فإن الأكيد أن السفارة الأميركية لم يغمض لها جفن، ليل أمس، وربما تبادر الى اعادة تقييم جديد لعمل الفريق الاستخباراتي فيها والذي يستخدم الصفة واللوحة الدبلوماسية للسفارة، واجهة لحركته، مثلما صار واجبا على بعض اللبنانيين الذين ربما لم يكن بعضهم يعرف طبيعة عمل هؤلاء الجواسيس أن يعيدوا النظر أيضا في تواصلهم مع السفارة الأميركية وحتى مع غيرها من السفارات، من دون إغفال واجبات
الدولة اللبنانية، وتحديدا وجوب استدعاء السفيرة الأميركية رسميا، وهو الأمر الذي شدد عليه عضو كتلة الوفاء للمقاومة النائب حسن فضل الله خلال حلقة برنامج «حديث الساعة» التي بثتها «المنار» ليل أمس.
وكشفت المقاومة عبر «المنار» تفصيليا النشاط الاستخباري لجهاز الـ«سي آي إيه» انطلاقا من محطة متمركزة بشكل دائم في احد المباني التابعة للسفارة في عوكر، والتي «تتولى ادارة وتشغيل شبكات واسعة من المخبرين المنتشرين على الاراضي اللبنانية في قطاعات سياسية واجتماعية وتربوية وصحية وأمنية وإعلامية وعسكرية عدة».
ويحدد التقرير هيكلية تلك المحطة بدءًا برئيسها ضابط الاستخبارات دانيال باتريك ماكفيلي، Daniel Patrick Mcfeely مواليد 29/6/1966، الذي حل محل الرئيس السابق للمحطة «لويس كاهي» (Louis Kahi)، والذي ترك عمله في بداية العام 2009.
وبحسب التقرير، فإن ماكفيلي ينتحل صفة دبلوماسية في السفارة الاميركية ويعمل معه فريق يتولى ادارة العمل الاستخباري في لبنان يصل عدد أعضائه الى حوالى عشرة ضباط، مكلفين ادارة ومتابعة الشبكات الامنية التابعة للاستخبارات الاميركية في لبنان، ويخدمون بشكل ثابت في محطة بيروت لمدة ثلاث سنوات، وجميعهم يعملون بصفة دبلوماسيين في السفارة الاميركية، كما ان هناك ضباط مخابرات آخرين غير متفرغين في المحطة، يحضرون الى لبنان لفترات قصيرة (عدة اسابيع او عدة اشهر)، وغالبا ما يكون هؤلاء مكلفين بمهام محددة وبعد إنجازها يغادرون.
وسمى التقرير مجموعة من الضباط العاملين، وهم روسيندو سيدانو (Rosendo Cedano)، تشاك ليزنبي (Chuck Lisenbee)، سارة غيتر (Sarah Getter)، كما اشار الى أن ضباط الاستخبارات يستخدمون أسماء وهمية يقدمون أنفسهم بها، ومن هؤلاء: الضابط «نيك» (Nick)، الضابط «جيم» (Jim)، الضابط يوسف، الضابطة «ليزا» (Lisa) ـ الضابط «جون» (John).
وكشفت معلومات المقاومة برنامج إدارة العملاء ومن ضمنه أماكن عقد اللقاءات بين الضباط والعملاء في أماكن عامة مثل «ستارباكس»، «ماكدونالدز»، «بيتزا هات»، فضلا عن بعض اللقاءات التي تعقد داخل سيارة الضابط وهي تحمل لوحة سيارة دبلوماسية تابعة للسفارة الأميركية ويتم التجول بها في الشوارع الى حين الانتهاء من اللقاء.
ويلفت التقرير الانتباه الى ان محطة الاستخبارات الاميركية في لبنان تنفذ عمليات تجنيد تطال مختلف شرائح المجتمع اللبناني، ويسلط التقرير الضوء على بنك اهداف الـ«سي آي إيه» في لبنان، ولا سيما الاستطلاع والاستخبار عن كل ما يتعلق بأفراد «حزب الله» والمقاومة من العناصر والمسؤولين، أرقام هواتفهم، وعناوين أماكن سكنهم، عناوين المدارس التي يتعلم فيها أولادهم، مشاكلهم المالية، أسماء مسؤولي «حزب الله» في القرى، والأسلحة التي بحوزتهم، مخازن الصواريخ، البنى اللوجستية للمقاومة والكوادر المعروفين بأنهم مطاردون من قبل العدو الإسرائيلي بهدف اغتيالهم.
ويشير التقرير الى أنه خلال حرب تموز 2006، حركت المخابرات الأميركية مخبريها لمتابعة ورصد كل ما يتعلق بنشاط المقاومة، حيث كان يتم تزويد الإسرائيليين من قبل المخابرات الأميركية بكل المعلومات الميدانية التي يحصلون عليها، والتي أدى بعضها إلى استهداف العديد من المباني والأهداف المدنية من قبل الطائرات الحربية الإسرائيلية. كما طلب الأميركيون في محطة عوكر، من مخبريهم وجواسيسهم معلومات عن المؤسسات الصحية والاجتماعية والمالية التابعة لـ«حزب الله» المنتشرة في المناطق اللبنانية، «وفي بعض الحالات تعمد الاستخبارات الأميركية إلى ربط بعض المصادر التي كانت تديرها بضباط إسرائيليين تولوا لاحقاً استلام إدارة ومتابعة هذه المصادر، بما يخدم تنفيذ برنامج أمني خاص بالعدو الإسرائيلي بشكل كامل» كما فضح التقرير الفساد المالي داخل الـوكالة، كاشفا ان النظام المالي للـ«سي آي إيه» المعتمد مع العملاء لا يخلو من الفساد لجهة استيلاء ضابط الاستخبارات على جزء من الأموال المخصصة لجواسيسهم.
الأخبار :
صحيفة الأخبار عنونت "اليونيفيل في مرمى الإستهداف مجددا"
وكتبت تقول"للمرة الثانية في غضون شهر، توجّهت الأنظار مجدّداً الى صور، التي خرق سلمها وأمنها انفجار استهدف قوات اليونيفيل، وفيما كان البعض لا يزال يبحث عن ارتباط التفجيرين اللذين ضربا مطعماً ومحلاً لبيع المشروبات الروحية في المدينة، واستهدافهما القوات الدولية قبل أسابيع، جاء انفجار يوم أمس جواباً واضحاً على الأمر، إذ إنه وفقاً لبيان الجيش اللبناني، تعرّضت عند الـ 7:30 من صباح أمس آلية عسكرية تابعة لقوات اليونيفيل، على الطريق العام للبرج الشمالي، لانفجار عبوة ناسفة موضوعة داخل حاوية نفايات، ما أدى الى جرح خمسة عناصر كانوا يستقلون الآلية، إلى جانب مواطنَين لبنانيَّين صودف مرورهما في مكان الحادث". وبحسب البيان، فإن"عدداً من الخبراء العسكريين حضروا للكشف على المكان، وتولت الشرطة العسكرية بالتنسيق مع شرطة القوات الدولية التحقيق في الحادث بإشراف القضاء المختص".
أما الجرحى الفرنسيون، فقد عولج ثلاثة منهم في مكان الحادث مباشرة، فيما نقل اثنان آخران الى مستشفى حمود في صيدا لمتابعة علاجهما، وقد خرج أحدهما مساءً، وبقي الآخر، وهو برتبة نقيب، يعالج من إصاباته التي وُصفت بـ«الدقيقة».
وأشار مصدر أمني إلى أنه جرى تفجير العبوة لاسلكياً، لافتاً إلى أنه «من الواضح أن المنفذين أجروا مسحاً دقيقاً للمنطقة، ورصدوها جيداً، الأمر الذي مكّنهم من تحديد زمن سلوك آليات اليونيفيل على الطريق التي تعدّ فرعية، لا رئيسية». فالمنطقة التي تعرف بالنباعة أو الساقية وتقع عقارياً ضمن بلدة البرج الشمالي هي زراعية مليئة بالخيم والحقول وبساتين الحمضيات. وفي وسط تلك الأراضي، يمتد الطريق ليصل خراج البرج بمنطقة الحوش المحاذية لمدينة صور. وعليه، فإنها غير معروفة كثيراً إلا من قبل أبناء المنطقة الذين يفضل كثيرون من أبناء بلدات قضاء صور سلوكها للانتقال من بلدة الى أخرى تفادياً للمرور على الطريق الرئيسية المزدحمة. وفي الفترة الأخيرة، اعتادت بعض دوريات اليونيفيل والموظفون الدوليون سلوك هذه الطريق تفادياً أيضاً للزحمة. ولفت المصدر، بحسب أحد شهود العيان، إلى أنّ قافلة عسكرية إيطالية مرّت في مكان الحادث قبيل وقت قصير من تفجير العبوة.
وأشار نائب الناطق الإعلامي باسم قيادة اليونيفيل الى أن «فرق التحقيق التابعة لليونيفيل تعمل على نحو وثيق مع الجيش من أجل تحديد ملابسات وظروف الوقائع المحيطة بها». من جهته، سرعان ما تراجع الجنرال ألبرتو أسارتا عن أمر تشديد الإجراءات الأمنية وضبط تحركات الدوريات والموظفين. وعمّم على جميع الوحدات العاملة ضمن قواته استئناف نشاطها الروتيني في مناطق عملها، وقام مساء بزيارة الجريحين الفرنسيين في صيدا، علماً بأن العناصر الذين استهدفوا ينتمون الى قوة الاحتياط التابعة للقائد العام لقوات اليونيفيل، بحيث تبقى دائماً في تصرفه. تلك القوة هي نفسها التي استهدفت قبل أربعة أشهر في منطقة سينيق عند مدخل صيدا الجنوبي.
ودان الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون بشدة استهداف الكتيبة الفرنسية، مؤكداً أن السلطات اللبنانية واليونيفيل تتعاونان على نحو وثيق في التحقيقات الجارية للتحقق من الوقائع، ومتوقعاً أن «يتم الكشف عن مرتكبي الجريمة وتقديمهم للعدالة» من دون أن يخفي قلقه على سلامه جميع موظفي الأمم المتحدة في لبنان.
إلا أن الحادث لناحية موقعه الجغرافي تحديداً، استوقف بعض المصادر الأمنية المعنية. إذ إنها المرة الأولى التي يقترب فيها الاستهداف من البلدات التي تعدّ الحاضن لوحدات اليونيفيل. فقد وقعت الحوادث الأخرى، باستثناء تفجيري الخيام والقاسمية، خارج منطقة جنوبي الليطاني، ما يعني أن «التهديد بات أخطر وأقرب، ومن الضروري التيقظ لاحتمال تسلل الجماعات التي تتوعد قوات اليونيفيل، من أن تكون قد أصبحت متمركزة في المنطقة». وفي هذا الإطار، عبّر مصدر عسكري عن تفاؤله هذه المرة «بسرعة الكشف عن الجهات التي تقف وراء التفجير»، علماً بأن أياً من الحوادث الستة المماثلة لم تتوصل فيها التحقيقات الى كشف الفاعلين، باستثناء العبوة التي فجرت في القاسمية عند مدخل جنوبي الليطاني بآلية تابعة للوحدة التنزانية. وتبيّن أنهم عناصر ينتمون الى جماعات سلفية مرتبطة بتنظيم القاعدة تتخذ من مخيمي الرشيدية وعين الحلوة مركزاً لها.
وفي باريس، قال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إن بلاده لم تربط بعد بين الانفجار الذي استهدف الجنود الفرنسيين والدور الذي تقوم به فرنسا في ما يتعلق بالأحداث الجارية في سوريا، لافتاً الى أن «ما نتمناه هو أن يُفتح الآن تحقيق جدي يكشف ملابسات ما جرى». وتابع إنّ ثمة «إمكانية أن يطرأ تعديل على وضع الوحدة الفرنسية، وعندما نحصل على النتائج والتوصيات للمراجعة الاستراتيجية للقوات الدولية، في مطلع العام المقبل، سنستخلص منها النتائج الضرورية حول القوة الفرنسية ونطاقها وتنظيمها ودورها ضمن القوة الدولية».
النهار:
أما صحيفة النهار فعنونت"باريس تردّ التحدي: التزاماتنا مستمرة"و"بيان لمجلس الأمن يندّد بالهجوم الإرهابي"
وكتبت تقول"لم تكن التحذيرات عن اعتداءات جديدة على القوة الموقتة للأمم المتحدة في لبنان اليونيفيل عموما، والجنود الفرنسيين العاملين فيها خصوصا، بعد الاعتداء الذي استهدفهم في 26 تموز الماضي بعيدة من الواقع. فجاء اعتداء أمس والذي أوقع خمسة جرحى في صفوف دورية فرنسية قرب صور، إثباتا لهذه التحذيرات التي تشير، بحسب معلومات ديبلوماسية، الى ان ثمة أفقا مشحونا بالمحطات التي سيمر بها القطار اللبناني في الاسابيع المقبلة. ومن هذه المحطات ذات الطابع الدولي قرب وصول فريق المحكمة الخاصة بلبنان الى بيروت، ثم صدور قرارات ظنية جديدة عنها، وزيارة الامين العام للأمم المتحدة بان كي – مون للبنان في 11 و12 من الشهر المقبل".
طابع مخابراتي
غير أن الاعتداء على الجنود الفرنسيين أمس، استأثر باهتمام واسع داخليا ودوليا، في ضوء تحذير سابق لباريس من ان استمرار مساهمتها في "اليونيفيل" هو على محك أي تطور أمني يحصل بعد اعتداء تموز الماضي. وفيما تركزت الابحاث على اعتداء صور في الاجتماع الامني الموسع في السرايا نهارا وفي جلسة مجلس الوزراء مساء، تبين من التقديرات الاولية ان طابع الاعتداء الجديد مخابراتي على غرار ما شهده الجنوب في حادث اطلاق الصواريخ في نهاية الشهر الماضي، وقبل ذلك في حادث خطف الأستونيين في البقاع قبل أشهر. وقد أعادت مصادر مواكبة لتطورات الجنوب الى الاذهان نفي "كتائب عبدالله عزام" مسؤوليتها عن عملية اطلاق الصواريخ من الجنوب والتي نسبت الى المنظمة. وفي بيان النفي تذكير بـ"عملية اختطاف الاستونيين السبعة" وأن "الرجل الذي أدار العملية عميل للمخابرات السورية (...) وليس للجماعات الاسلامية أي صلة بها، بل هي من تخطيط المخابرات السورية وأرادت الباسها لباس الحركات الاسلامية".
مجلس الوزراء
وقد اطلع مجلس الوزراء، الذي انعقد في جلسة عادية في السرايا، على المعطيات الخاصة بالاعتداء على "اليونيفيل" من الرئيس نجيب ميقاتي. كما تطرق البحث الى الاجراءات التي تقرر اتخاذها لضبط الحدود بين لبنان وسوريا ومراقبتها بواسطة الجيش، فأكد المجلس دعمه لها. وقلل وزراء أهمية المواقف التي صدرت بعد جلسة الاجور، فيما وصف موقف "حزب الله" المؤيد لاقتراح ميقاتي وللتحرك النقابي في آن واحد بأنه ارضاء للنائب ميشال عون. ووصفت الجلسة بأنها كانت منتجة وغابت عنها أية أجواء حادة.
الانفجار والردود
وكان الاعتداء أمس حصل قرابة التاسعة والنصف صباحا عندما انفجرت عبوة ناسفة قدرت بنحو 10 كيلوغرامات من مادة "تي ان تي" زرعت على طريق ترابية بين بلدة برج الشمالي ومحلة الحوش قرب صور، وذلك لدى مرور دورية فرنسية، مما أدى الى تحطم سيارة جيب عسكرية واصابة العسكريين الخمسة الذين كانوا فيها بجروح. كما أصيب ثلاثة مواطنين بجروح صودف وجودهم في المكان لحظة الانفجار.
وربطت ردود الفعل الصادرة عن الرؤساء ميشال سليمان ونبيه بري ونجيب ميقاتي وفؤاد السنيورة، الاعتداء بمحاولة "استهداف القرار 1701 وكشف لبنان امام الارهاب الاسرائيلي ودفع فرنسا الى انهاء مساهمتها في اليونيفيل". فيما وصف "حزب الله" الاعتداء بأنه "استهداف مشبوه". وأعلن وزير الصحة علي حسن خليل عن معالجة المصابين على نفقة الوزارة.
وفي المقابل، رأى النائب مروان حماده ان الاعتداء على الكتيبة الفرنسية هو "رسالة واضحة من السوريين، وساعي البريد هو حزب الله". وقال لـ"وكالة الصحافة الفرنسية": "لا شيء يحدث في تلك المنطقة من دون موافقة حزب الله". مذكرا بأن المسؤولين السوريين "يتهمون فرنسا بأنها رأس حربة في ما يجري في سوريا عبر حديثهم عن مؤامرة خارجية، بالاضافة الى ان "حزب الله" متوتر ايضا نتيجة التصعيد الحاصل في سوريا". مع اشارته في ضوء ذلك الى وجود "إحساس بأن شيئا ما سيحدث" في ظل التطورات الراهنة.
باريس
وفي باريس (سمير تويني)، ندد وزير الخارجية الفرنسية ألان جوبيه "بشدة" بالانفجار، وقال: "ان فرنسا مصممة على مواصلة التزاماتها في اليونيفيل ولن ترهبها أعمال مثل التفجير" الذي استهدف الدورية الفرنسية.
ويشكل كلام جوبيه رداً على الرسالة التي وجهها واضعو المتفجرة الى باريس، ويختلف عن كلام الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي بعد الاعتداء الذي تعرضت له الكتيبة الفرنسية في 26 تموز الماضي اذ هدد في حينه بسحب هذه الكتيبة إذا تعرضت مجدداً لأي اعتداء.
وطالب جوبيه "بإيضاح ملابسات هذا الانفجار تماماً" ودعا السلطات اللبنانية الى "بذل كل الجهود من اجل محاكمة المسؤولين عنه".
واوضح ان باريس "لن تتسامح مع الذين يهددون امن العسكريين المنتشرين في اطار عملية حفظ السلام والتي تشارك فيها بموجب القرارين 1701 و1937 الصادرين عن مجلس الامن بناء على طلب الحكومة اللبنانية". واضاف: "لا بد من ضمان امن القوات التابعة لليونيفيل وحرية حركتها وبذل كل الجهود من اجل تفادي مثل هذه الاعتداءات". وذكر "ان القوات الدولية تقدم مساهمة اساسية من اجل اقرار السلام والامن في لبنان في محيط اقليمي غير مستقر".
واعرب عن شكره لرسائل التضامن التي عبر عنها اللبنانيون وخصوصاً رئيسا الجمهورية والوزراء، مشيراً الى ان الرئيس ميقاتي الذي "عزز اجهزة الامن اللبنانية قد وعد باتخاذ اجراءات فورية".
وصرح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "بأن باريس لا تملك حتى الآن معطيات عن وجود رابط بين الانفجار الذي استهدف جنودها والدور الفاعل الذي تضطلع به فرنسا في الملف السوري والاحداث الجارية في سوريا".
وقال: "ليست لدينا عناصر تتيح لنا توجيه الاتهام الى هذا الطرف او ذاك". اما في شأن اي تعديل في وضع الوحدة الفرنسية في "اليونيفيل"، فقال انه "عندما نحصل على النتائج والتوصيات لمراجعة استراتيجية اليونيفيل والتي تدور في الامم المتحدة والمتوقعة مطلع السنة المقبلة، سنستخلص منها النتائج الضرورية حول دور القوات الفرنسية ونطاق عملها وتنظيمها ضمن القوات الدولية، اي طريقة العمل بشكل افضل مع الجيش اللبناني لتعزيز امن اليوينفيل داخل منطقة عملياتها وخارجها". وشدد على ما اعلنه جوبيه من ان باريس مصممة على "مواصلة التزاماتها وانها لن تسحب العناصر الفرنسية التابعة لليونيفيل".
وتتخوف باريس من تمدد الازمة السورية، او كما قال السفير الفرنسي دوني بييتون من "انعكاساتها السلبية" على الوضع الداخلي اللبناني بما في ذلك سلامة قوات اليونيفيل المنتشرة في الجنوب وامنها. وباريس في هذا السياق لا ترغب في ان تعود اليها قيادة القوة الدولية بعد اسبانيا وتفضل البقاء في الصف الخلفي في الوقت الحاضر في انتظار جلاء المحادثات التي تدور في نيويورك لمراجعة استراتيجية القوة الدولية وقواعد الاشتباك. وسيكون موضوع امن اليونيفيل وسلامتها من أهم الملفات التي ستطرح خلال زيارة الرئيس ميقاتي لفرنسا في النصف الثاني من الشهر المقبل.
الأمم المتحدة
وفي نيويورك (علي بردى)، أبدى الامين العام للامم المتحدة بان كي – مون امس "قلقه البالغ" من الهجوم الذي تعرضت له "اليونيفيل" قرب مدينة صور، داعياً الى "كشف المتورطين وجلبهم الى العدالة بسرعة".
وقال الناطق باسم الامم المتحدة مارتن نيسيركي في بيان ان الامين العام "يندد بشدة" بالتفجير الذي استهدف آلية لـ"اليونيفيل" قرب صور. واضاف ان "اليونيفيل والسلطات اللبنانية تتعاون عن كثب في التحقيق الجاري، الذي يهدف الى التثبّت من الحقائق"، متوقعاً ان "يعرف المتورطون ويجلبوا الى العدالة بسرعة". واكد ان "هذا الهجوم على اليونيفيل، وهو الثالث منذ ايار 2011، مقلق جداً"، مشدداً على ان "امن العاملين للامم المتحدة في لبنان وسلامتهم ذو اهمية قصوى".
مجلس الامن
ولاحقاً اصدر مجلس الامن بياناً صحافياً جاء فيه ان اعضاء المجلس "ينددون بأقوى العبارات بالهجوم الارهابي على قافلة للقوة الموقتة للامم المتحدة في لبنان، اليونيفيل، قرب صور، في 9 كانون الاول، مما ادى الى جرح خمسة من حفظة السلام التابعين للامم المتحدة من الكتيبة الفرنسية ومدنيين اثنين". واضاف انهم "يعبرون عن تعاطفهم مع الجرحى وذويهم". وقد اخذوا علماً بـ"التزام لبنان البدء بتحقيق لجلب المتورطين في الهجوم الى العدالة وحماية تحركات اليونيفيل"، ودعوا الى "تعزيز التعاون بين القوات المسلحة اللبنانية واليونيفيل والى انهاء سريع لهذا التحقيق". ونددوا كذلك بـ"كل محاولات تهديد الامن والاستقرار في لبنان"، مؤكدين "تصميمهم على ضمان ألا تمنع اعمال ترهيب كهذه اليونيفيل من تنفيذ مهمتها وفقاً لقرار مجلس الامن الرقم 1701". كذلك دعوا كل الاطراف الى "الامتثال بدقة لواجبهم احترام سلامة اليونيفيل والعاملين الآخرين في الامم المتحدة" والى "ضمان الاحترام التام لحرية تحرك اليونيفيل، طبقاً لمهمتها وقواعد الاشتباك" الخاصة بها. وختموا انهم "يؤكدون دعمهم الكامل لليونيفيل ويعبرون عن تقديرهم القوي للدول الاعضاء المساهمة بالقوات".
موسكو
ووصف السفير الروسي في لبنان الكسندر زاسبيكين، في مقابلة خاصة عبر "تلفزيون القوات اللبنانية" على الانترنت، عمليات استهداف "اليونيفيل" بأنها "ارهابية وخطيرة جداً". لكنه قال إنه ليست لدى موسكو "معلومات اكيدة عن الجهة المنظمة او المنفّذة".
المستقبل :
من جهتها عنونت صحيفة المستقبل"تكتل عون في صدد مراجعة كل علاقاته بالحكومة ومكوناتها"و"باريس لن ترضخ للإرهاب.. ومستمرة في اليونيفيل"
وكتبت تقول"استؤنف العبث بالأمن الاستراتيجي الوطني انطلاقاً من الساحة الجنوبية، حيث استهدفت مرة أخرى، قوات اليونيفيل والوحدة الفرنسية فيها تحديداً، الأمر الذي طرح تساؤلات كبيرة وخطيرة ترافقت مع موجة استنكار عارمة، ومع تأكيد باريس بأن مثل هذه العمليات الحقيرة لن ترهبها، على ما جاء في تصريح لوزير الخارجية الفرنسية آلان جوبيه".
الاستهداف الجديد الذي تم من خلال تفجير عبوة ناسفة عن بُعد بدورية فرنسية لدى مرورها على طريق "الساقية" في خراج بلدة البرج الشمالي في منطقة صور، أدى الى إصابة خمسة جنود بجروح أحدهم إصابته متوسطة الخطورة، إضافة الى مواطنين لبنانيين كانا يمران في المنطقة لحظة الانفجار.
ولم يتأخر الرد الفرنسي على الرسالة حيث أكد وزير الخارجية جوبيه أنه يدين "بأشد العبارات التفجير الجبان"، مطالباً "بإلقاء الضوء كاملاً على جميع ملابسته وبضرورة بذل السلطات كل ما في وسعها من أجل جلب المعتدين الى العدالة" مؤكداً "أننا لن نتسامح في موضوع أمن العناصر المنتشرة في الجنوب اللبناني" ومذكراً بأن أمن هؤلاء "يجب أن يكون مضموناً".
وشدد الوزير الفرنسي على أن بلاده "مصممة على مواصلة التزامها تجاه اليونيفيل ولن ترهبها مثل هذه العمليات الحقيرة".
إلا أن موضوع الاستمرار في "اليونيفيل" لم يكن بذلك الوضوح في تصريح الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو حيث أشار الى "إمكانية أن يطرأ تعديل على وضع الوحدة الفرنسية(...) عندما نحصل على النتائج والتوصيات للمراجعة الاستراتيجية لليونيفيل المتوقعة في مطلع العام المقبل سنستخلص منها النتائج الضرورية حول القوة الفرنسية ونطاقها وتنظيمها ودورها ضمن القوة الدولية". وأشار فاليرو الى أنه "ليس لدينا حتى الآن عناصر تتيح توجيه الاتهام الى هذا الطرف أو ذاك" وأكد أن بلاده "لم تربط بعد" بين الانفجار وبين الدور الذي تقوم به فرنسا في ما يتعلق بالحوادث الجارية في سوريا".
ويُشار الى أن انفجار الأمس هو الثاني ضد الوحدة الفرنسية، بعد ذلك الذي وقع عند جسر سينيق في السادس والعشرين من شهر تموز الماضي والذي تردد بعده أن باريس أبلغت الجهات اللبنانية المعنية بأن تكرار الاعتداء على قواتها سيدفعها الى الانسحاب من "اليونيفيل".
وهاجس الانسحاب ذاك، كان موضع إشارة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان في تصريح له من أرمينيا حيث شدد على "أن العمل الإرهابي إنما يهدف الى الضغط على الوحدة الفرنسية للانسحاب وإفساح المجال أمام عودة النشاطات الإرهابية"، معتبراً "أن فرنسا لن ترضخ لمثل هذه الضغوط وهي التي بذلت التضحيات من أجل السلام في لبنان والعالم".
وكان لافتاً في سياق ردود الفعل المستنكرة للاعتداء أن "حزب الله" اعتبره في بيان له "استهدافاً لأمن لبنان واستقرار جنوبه على وجه التحديد" وأهاب بالأجهزة الأمنية "العمل بكل جهد لوضع حد لهذه الاعتداءات". لكن في موازاة ذلك، أفادت مصادر مطلعة أن مواطنين في بلدة راميا الحدودية تعرضوا لعناصر دورية تابعة للكتيبة الايطالية في "اليونيفيل" وأقدموا على انتزاع كاميرتي تصوير منهم، لكن الجيش اللبناني تدخل على الفور وعمل على "حل الإشكال" وإعادة الكاميرتين الى أصحابهما".
رسالة من الأسد
وفي حين دعا رئيس الحكومة نجيب ميقاتي في مستهل جلسة مجلس الوزراء الى "عدم استباق التحقيق وإلقاء التهم جزافاً، أبلغ النائب السابق محمد عبدالحميد بيضون "المستقبل" أن مسؤولاً أمنياً كبيراً نقل عن لسان الرئيس السوري بشار الأسد الى الفرنسيين "رسالة تفيد بأنه إذا اتخذت فرنسا أي موقف ضد النظام السوري فإنه سيرد على ذلك عبر استهداف قوات اليونيفيل في جنوب لبنان، وهذا ما حصل ويحصل بالفعل. وكلام رجال النظام السوري في لبنان بات تفصيلاً أمام هذه الموقف السوري المعلن".
"لن يمر"..
غير أن التطور الميداني الجنوبي الخطير، لم يمنع استمرار تكتل النائب ميشال عون في "الإضاءة والقراءة" في جلسة مجلس الوزراء الأخيرة التي شهدت إسقاط مشروع زيادة الأجور الذي قدمه الوزير شربل نحاس واستبداله بمشروع آخر.. وفي ذلك قال أحد نواب التكتل آلان عون "إن ما حصل كان عبرة فتحت الباب لمراجعة الوضع داخل الحكومة والعلاقة مع مكوناتها(...) لن يمر الأمر مرور الكرام" معلناً أن التكتل "دخل دخولاً جدياً في إعادة مراجعة كل علاقاته". وقال "أتوقع في مرحلة أولى مراجعة التيار الوطني الحر لوضعه داخل الحكومة وإعادة تقويم كل الوضع والعلاقات والأولويات والإمكانات(...) ليست المرة الأولى والمسألة لا تقتصر على موضوع الأجور بل هناك تراكمات .
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت"ميقاتي يحضّر لزيارة موسكو ... وجلسة باهتة لمجلس الوزراء شابها توتر عوني"و"التجاذب الإقليمي - الدولي ينفجر جنوباً: 5 جرحى من الوحدة الفرنسية"
وكتبت تقول دق الحدث الاقليمي على الطاولة الرسمية اللبنانية، وكاد الانفجار الذي استهدف جنوداً فرنسيين ضمن قوات العاملة في جنوب لبنان، ان يستأثر على ما عداه، فأجمعت المواقف قبل مجلس الوزراء وبعده، على ادانة الذي وصفه الرئيس ميشال سليمان من ارمينيا بأنه ، وادرجه الرئيس نبيه بري في اطار ، واعلن الرئيس نجيب ميقاتي .
وبقدر ما وقع الحادث على رؤوس اللبنانيين كالصاعقة، نظراً لارتباطه على صعيدي التوقيت والسياسة، بتطور الاحداث في المنطقة، وبروز الدور الفرنسي على نحو نافر فيها، كانت الخارجية الفرنسية تعلن ان الرسالة النارية تستهدف دور الوحدة الفرنسية فيوهي لن تنسحب بل ستواصل دورها ولن ترهبها اعمال التفجير، كما صرح وزير الخارجية آلان جوبيه.
وهذا الحادث هو الثاني من نوعه، في غضون خمسة اشهر والذي يستهدف فيه جنود فرنسيون، اذ اصيب في 26 تموز الماضي قرب صيدا 6 جنود فرنسيين بجروح في انفجار استهدف كتيبة كانت في طريقها الى الجنوب.
وقال مصدر امني لبناني ان التحقيقات انطلقت بقوة لكشف الخلية او الخلايا التي تعمل في المنطقة، ضمن خطة مبرمجة لاستهدافوالتشويش على القرار 1701 الذي وسع مهامها وحجمها بعد عدوان 2006.
واشار المصدر الى ان خطورة الحادث تكمن في انه الاول من نوعه ضمن منطقة عمليات، وأعد التخطيط له بعناية عبر تفجير لاسلكي بسيارة جيب اعتادت المرور في المنطقة.
ولكتم المصدر عن هوية الاطراف المحتمل ان تكون متورطة في الانفجار الذي وقع صباح امس على طريق عند مثلث يؤدي الى بلدات برج الشمالي وحوش بسمة ومدينة صور، محدثاً حفرة بعمق متر وعرض مترين ونصف المتر.
وكان المتحدث باسماندريا تينينتي كشف ان اطباء شرعيين وفريقاً من اليونيفل يعملون بالتنسيق مع الجيش اللبناني لتحديد ظروف الانفجار الذي استهدف الجنود الفرنسيين العاملين ضمن كتيبة تقدر حالياً بـ1300 عنصر.
ويأتي الانفجار ليجعل من المخاوف الدبلوماسية والامنية عن تداعيات محتملة للاضطرابات القائمة في غير بلد من المنطقة، موضع الاختبار الجدي.
السفير الفرنسي في بيروت دوني بيتون رفض اتهام أية جهة بالقيام بالتفجير قبل صدور نتيجة التحقيق، مذكراً بأنها ليست المرّة الأولى التي تتعرض فيها الوحدة الفرنسية للاعتداء. وأن ما حصل لن يؤثر على مهام الكتيبة الفرنسية، على الرغم من أن القوات الدولية تعتزم القيام بمراجعة استراتيجية لمهمة حفظ السلام مع الدول المعنية.
وهذا الموقف يفسح في المجال للاعتقاد بأن احتمال عزوف فرنسا عن ترؤس القوات الدولية مع مطلع العام المقبل واردة، وإن كانت مسألة الانسحاب من اليونيفل غير واردة، حسب السفير بييتون.
وأعلنت مصادر أمنية أن زنة العبوة الناسفة التي استخدمت في الانفجار هي 3 كيلوغرامات من مادة تي.أن.تي شديد الانفجار، وفجرت عن بعد لاسلكياً، فيما كشف بيان لقيادة الجيش اللبناني ان العبوة وضعت داخل حاوية نفايات، ما أدى إلى جرح 5 عناصر من الجنود الفرنسيين داخل الآلية العسكرية، أحدهم اصابته دقيقة، ومواطنين اثنين صودف مرورهما في المنطقة.
إشارة إلى أن هذا الحادث هو السادس الذي تتعرض إليه القوات الدولية العاملة في الجنوب منذ تسلم مهامها في لبنان بعد حرب تموز في العام 2006، اثنان في العام 2007 وقع الأوّل في مرجعيون استهدف القوات الاسبانية في سهل الخيام، حيث قتل فيه آنذاك ستة من عناصرها، والثاني على جسر القاسمية أدى الى سقوط ثلاثة جرحى، ثم توالت الحوادث في العامين 2008 و2009 في مدينة صيدا في الرميلة تحديداً وجسر الأوّلي.
على أن اللافت في الاعتداء، الذي يفترض انه رسالة متعددة الأهداف والاتجاهات، جاء بعد عشرة أيام من اطلاق الصواريخ على الأراضي المحتلة بقصد استدراج إسرائيل للرد، وبالتالي نسف القرار 1701، كما انه يأتي بعد أيام قليلة من الدعوة الفرنسية التي وجهت إلى رئيس الحكومة نجيب ميقاتي لزيارتها مطلع العام المقبل، وبالتالي فان استهداف السياسة الفرنسية، أو الدور الفرنسي في المنطقة، ليس بعيداً عن أن يكون أحد اهداف العملية.
وسارع مجلس الوزراء الذي انعقد مساء أمس في السراي الحكومي إلى إدانة الاعتداء، والذي وصفه الرئيس ميقاتي الذي ترأس الجلسة في الجنوب، ولا سيما الكتيبة الفرنسية، وعلى التزام سائر الدول المشاركة في تطبيق القرار 1701، وأن فرنسا لن ترضخ لمثل هذه الضغوط وهي التي بذلت التضحيات من أجل السلام في لبنان والعالم.
ولفت الرئيس ميقاتي، إلى الاجتماع الأمني الذي عقده صباحاً في السراي، مشيراً إلى أن البحث فيه تركز على موضوع الحدود، على اعتبار أن منع التسلل والتهريب، على أنواعه ولا سيما منه تهريب السلاح والدخول غير الشرعي هو من مسؤولية الدولة اللبنانية عبر أجهزتها، كاشفاً عن اتجاه لوضع خطة عملية متكاملة ومنسقة تؤدي إلى ضبط الحدود منعاً لأي استغلال أو استثمار لبعض الأحداث التي حصلت مؤخراً.
ولاحظت مصادر وزارية أن الجلسة التي وصفها وزير الإعلام وليد الداعوق بأنها كانت من أهدأ الجلسات، لم تتطرق إلى ردود الفعل على قرار تصحيح الأجور الذي اتخذته الحكومة قبل ثلاثة أيام، إلا أن وزراء تكتلبدا عليهم التوتر، وقال وزير الطاقة جبران باسيل إن المشاريع اللاحقة تتوقف على ما سيؤول إليه مصير مرسوم الأجور، رغم أن الجلسة أقرت أمس ملء ملاك قسم الشرطة السياحية وتزويده بالعتاد، وملء المراكز الشاغرة في ملاك وزارة السياحة وكذلك في وزارة الصحة، وهو كان مطلباً مزمناً لوزراء عون، علماً أن وزير الدولة علي قانصو قال قبل الجلسة إن بند الأجور تخطيناه وانتهينا منه، وقال وزير الأشغال غازي العريضي الذي عاود منذ الجلسة السابقة حضوره الجلسات ان ما قررته الحكومة على صعيد الاجور، هو افضل ما يمكن التوصل اليه.
واستبعدت مصادر وزارية ان تعود الحكومة عن قرارها، أو ان تعيد النظر في مرسوم تصحيح الاجور، لاعتبارات تتصل اساسا بهيبتها، حتى ولو تعرض المرسوم للطعن من قبل مجلس شورى الدولة، علما ان مصادر قيادية في حزب الله ابلغت محطة O.T.V ان تصويت وزراء الحزب ضد مشروع وزير العمل شربل نحاس كان نتيجة، مرجحة امكانية الرجوع عن الخطأ باعتباره فضيلة.
ولاحظت مصادر قريبة من الحزب انه يحرص في الآونة الاخيرة على عدم انزلاق الساحة اللبنانية إلى اشتباك ذي طابع طائفي او مذهبي، انطلاقا من خطاب أمينه العام السيد حسن نصر الله في عاشوراء، والذي اكد عليه مجددا رئيس المجلس التنفيذي في الحزب السيد هاشم صفي الدين في اليوم الثالث عشر لعاشوراء والذي احياه الحزب في احتفال حاشد امس في النبطية.
وقالت انه إلى جانب الحرص على تجنب الفتنة السنّيّة الشيعية، فإن الحزب يعمل ايضا على خطين آخرين، اولهما: السعي ما امكن لعدم انهيار الحكومة في توقيت غير مناسب، وذلك من خلال التفاهم مع حليفه النائب ميشال عون، والتنسيق معه في المطالب والمشاريع التي يطرحها.
اما الثاني، فهو استعادة الحركة الشعبية في الشارع، من خلال انضمامه إلى التحركات المطلبية، من منطق ان للحزب حرية نقابية تستطيع ان تتحرك للتضامن مع المطالب الشعبية، على غرار ما يحصل مع تظاهرة واضراب هيئة التنسيق النقابية يوم الخميس المقبل، أي يمكن ان يحصل ايضا حيال القرارات التي سيتخذها الاتحاد العمالي العام يوم الاثنين المقبل بخصوص الاجور، من دون ان يؤثر ذلك على التضامن الوزاري داخل الحكومة.