15-03-2025 02:48 AM بتوقيت القدس المحتلة

قمة المناخ: العالم يفشل مجدداً في فرض اتفاقية ملزمة

قمة المناخ: العالم يفشل مجدداً في فرض اتفاقية ملزمة

أفضت المفاوضات الماراتونية حول المناخ في دوربان في جنوب أفريقيا الى خارطة طريق تمهد لاتفاقية بهذا الشأن


أفضت المفاوضات الماراتونية حول المناخ في دوربان في جنوب أفريقيا الى خارطة طريق تمهد لاتفاقية بهذا الشأن. وتنفس ممثلو حوالى 190 دولة شاركوا في هذا المؤتمر الصعداء بعدما تجنبوا كارثة في ختام أربعة عشر يوماً وليلتين كاملتين من التفاوض. إلا أن الإتحاد الأوروبي الذي ألقى بثقله للتوصل الى اتفاق ملزم قانوناً اكتفى، في ختام الاجتماع الذي طغت عليه أزمة اليورو، بنص يترك مسألة الطابع الملزم للميثاق المناخي المقبل معلقاً.
 

والاتفاق الذي سيسمح بتمديد العمل ببروتوكول كيوتو بعد العام 2012 وتجنب الفشل بعد سنتين على خيبة أمل كوبنهاغن، لا يترافق مع رفع في مستوى وعود الدول في خفض انبعاثاتها من الغازات المسببة لمفعول الدفيئة، بحيث أن الوعود الحالية غير كافية بتاتاً لاحتواء الإحترار المناخي تحت عتبة الدرجتين المئويتين. وأمام معارضة الهند الشديدة، وافق الأوروبيون في نهاية المطاف على صياغة تصف الإتفاق المقبل على أنه "بروتوكول أو وثيقة قانونية أخرى أو حلّ منسق يكون له مفعول قانوني". واعتبر الممثل الأميركي لشؤون المناخ تود شتيرن أن "الأمور انتهت بشكل جيد في نهاية المطاف، إنها المرة الأولى التي توافق فيها دول نامية على اتفاق قانوني" حول المناخ.
  

إلا أن القرارات التي اتخذت فجراً في هذه المدينة الواقعة على المحيط الهندي أقل بكثير مما تقتضيه الضرورات المناخية، بحسب المنظمة غير الحكومية اوكسفام التي وصفت ما تمّ التوصل إليه بأنه "اتفاق الحد الأدنى" الذي يجعل العالم "يتجه نصف نائم نحو ارتفاع في الحرارة مقداره أربع درجات". يذكر أن بروتوكول كيوتو الذي أبرم في كانون الأول/ديسمبر 1997 ودخل حيز التنفيذ في شباط/فبراير2005، يفرض على الدول الغنية باستثناء الولايات المتحدة التي لم توقع عليه، خفض انبعاثاتها من المواد المسؤولة عن ارتفاع حرارة الأرض وفي مقدمتها ثاني أكسيد الكربون. وشكّل تمديد هذا البروتوكول مطلباً كبيراً للدول الناشئة التي تذكر باستمرار أن بلدان الشمال الغنية تضطلع بمسؤولية "تاريخية" في تراكم مستويات ثاني أكسيد الكربون في الجو.
  

كما أقرّت في دوربان آلية عمل "الصندوق الأخضر" لتوفير مساعدة مالية للدول النامية على مواجهة التغير المناخي. إلا أن المسألة الرئيسية المتمثلة بتمويل هذا الصندوق بقيت حتى الآن من دون جواب كامل في حين أن الإلتزام المتخذ قبل سنتين في كوبناغن ينصّ على التوصل الى مئة مليار دولار سنوياً اعتباراً من العام 2020. وشدد الأمين العام للأمم المتحدة بان كي مون خلال الأسبوع الحالي في دوربان على أن العالم "دخل مرحلة غموض اقتصادي وحقبة من التقشف المالي، إلا أنني أشدد مجدداً على الأهمية الحيوية لإلتزام الدول النامية تعهداتها". وسيدخل مؤتمر دوربان الذي اختتم بتأخر 36 ساعة تاريخ المفاوضات المناخية المعتادة على التمديد أصلاً، مسجلاً رقماً قياسياً في هذا المجال. أما الموعد الكبير المقبل لقمة المناخ سيكون في قطر، أكبر دولة باعثة لثاني أكسيد الكربون للفرد في العالم.