الايرانيون يرفضون مبدأ المساومة بين ملفهم النووي والملفات الاقليمية بدءا من المحكمة الدولية الى العراق وفلسطين لان رؤيتهم هي ان ملفهم النووي هو خارج نطاق المساومة انطلاقا من حقهم بامتلاك الطاقة الن
بعدما انتهت المفاوضات بين ايران والدول الست الكبرى بشأن البرنامج النووي الايراني في اسطنبول الاسبوع الفائت من دون التوصل الى اتفاق، أصرت إيران على المضي قدما في برنامج تخصيب اليورانيوم، مع تأكيدها على عدم وضع شروط مسبقة للمحادثات مع الدول الكبرى. واعتبرت الممثلة العليا للسياسة الخارجية فى الاتحاد كاثرين آشتون ان الطرفين لم يتفقا على عقد لقاء جديد، بيد انها اضافت "اننا أبلغنا مقترحاتنا للسيد سعيد جليلي وأبلغناه أن تلك المقترحات لا تزال سارية، وأن أبوابنا مفتوحة وهواتفنا أيضا مفتوحة لتلقي أي اتصال منكم في أي وقت". واعتبرت آشتون أن الطرف الايراني لم يكن جاهزا لعقد لقاء مفيد ومثمر، وظل غير متعاون ومتمسك بمواقفه، الامر الذي عطل تحقيق اي تقدم".وطرح المفاوضون الدوليون صيغة معدلة لخطة تبادل الوقود النووي تقوم ايران عبرها بتسليم كمية محددة من اليورانيوم منخفض التخصيب لديها مقابل تسلمها وقودا نوويا للمفاعل نووي لاغراض البحث. وفي واشنطن قال المتحدث باسم الخارجية الامريكية بي جي كراولي "نريد اطلاق عملية جدية وملموسة تتطرق الى عمق المشاكل التي يطرحها البرنامج النووي الايراني". الخبير والمحلل السياسي اللبناني الدكتور حبيب فياض اعتبر في حديث الى موقع قناة المنار "ان مفاوضات اسطنبول كشفت أن الجانبين الامريكي والغربي قد استنفذا كل الاوراق التي كانت بحوزتهما من اجل الضغط على الجمهورية الاسلامية الايرانية للتراجع عن ملفها النووي، في المقابل مازال لدى طهران الكثير من الاوراق التي تستطيع ان تلعبها ". وأشار الدكتور فياض الى" انه من الواضح ان الايرانيين رفضوا مبدأ المساومة بين ملفهم النووي والملفات الاقليمية بدءا من المحكمة الدولية الى العراق وفلسطين لان رؤيتهم هي ان ملفهم النووي هو خارج نطاق المساومة انطلاقا من حقهم بامتلاك الطاقة النووية" . واضاف:"إن المعادلة التي حكمت مباحثات اسطنبول هي ان طهران تريد ان تنتزع اعترافا دولياً بحقها في تخصيب اليورانيوم مقابل تطمينات تقدمها للمجتمع الدولي، وفي المقلب الاخر ان الجانب الغربي يريد منها التخلي عن حقها في تخصيب اليورانيوم مقابل مغريات من قبل الدول الغربية على سبيل المثال اعطاء ايران مفاعلات نووية تعمل بالماء الخفيف وهي بطبيعة حال صناعة غربية لا ايرانية "، مشيرا الى ان الايرانيين يعتبرون قدرتهم على انتاج الطاقة النووية جزءاً من سيادتهم وابداعاتهم . واعتبر فياض ان الإيرانييين حققوا العديد من المكاسب في هذه المفاوضات، بخلاف مباحثات جنيف. "ومن هذه المكاسب :أنهم عرفوا كيف يشركون الاتراك في هذه المفاوضات...أما بالنسبة إلى الموقفين الروسي والصيني، فهما باتا اليوم اكثر مرونة مما كانا عليه في المرحلة في الماضية حسب ما تبين في هذه المباحثات. أما إيران، فقد استطاعت ان تحرج الامريكيين عندما رفضت مقابلة وفدهم برعاية اشتون". ولفت فياض الى"ان الكلام الروسي الذي ينادي برفع العقوبات هو مؤشر ايجابي لان الموقف الإيراني لم يتغير منذ البداية حتى اليوم اي انه سجّل تراجعاً روسياً دون ان يكون هناك اي تنازل ايراني.كما ان الايرانيين احرجوا مجوعة الدول الست والدول الغربية عندما وجهوا سؤالاً مباشراً بأنه هل يحق لإسرائيل إمتلاك سلاح نووي ومن اعطاها الحق بذلك؟ من دون اي يسمعوا اي جواب، وكذلك فعلوا عندما طلبوا تفسيرا وموقفا واضحا عن الاغتيالات التي قام بها جهاز الموساد الاسرائيلي، وطبعا لم يكن هناك اي اجابة". واضاف فياض ان الموساد يعمل بهذه الطريقة بسبب الغطاء السياسي الذي وفره له المجتمع الدولي من خلال التعاطي مع النشاط النووي الايراني على اساس انه غير شرعي.
30-11-2024 04:42 AM بتوقيت القدس المحتلة