تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان أبرزها الشأن الداخلي من جلسة الحكومة التي أقرت تخفيض سعر صحيفة المازوت والتظاهرة النقابية اليوم ولم تغب أحداث جلسة الاسئلة والاجوبة للحك
تناولت الصحف اللبنانية الصادرة صباح اليوم الخميس عدة مواضيع كان أبرزها الشأن الداخلي من جلسة الحكومة التي أقرت تخفيض سعر صحيفة المازوت والتظاهرة النقابية اليوم ولم تغب أحداث جلسة الاسئلة والاجوبة للحكومة في المجلس النيابي..
السفير
مجلس الوزراء: تخفيض سعر المازوت ... واعتراض على ضرائب الموازنة
التظاهرة النقابية اليوم: <شوربة> تجمع الأكثرية والمعارضة!
وتحت هذا العنوان كتبت صحيفة السفير تقول "واصل مجلس الوزراء عقد جلساته المكثفة، على إيقاع «التفاهم المرهف» الذي توصلت اليه أطراف أساسية في الأكثرية خلال الايام الماضية، ما انعكس تناغما بين وزراء تكتل «التغيير والاصلاح» وحلفائه، وخصوصا «حزب الله»، كما حصل في جلسة امس التي اتخذت قرارا بإلغاء الضريبة على القيمة المضافة عن مادة المازوت الأحمر بشكل دائم، فيما كان لافتا للانتباه قول رئيس الجمهورية ميشال سليمان أمام زواره أنه «لا يقبل باعتماد أساليب تتنافى مع نصوص الدستور، كالسلة في موضوع التعيينات الادارية، وطريقة الترويكا لاتخاذ القرار».
وإزاء تجاهل مجلس الوزراء في جلسته مطلب هيئة التنسيق النقابية بإعادة النظر في قرار تصحيح الأجور والذي ترافق مع توقف المفاوضات بين رئيس الحكومة وهيئة التنسيق، تنفذ اليوم المدارس الرسمية والخاصة (بما فيها «الكاثوليكية» و«المقاصد») ومعاهد التعليم المهني والتقني، والإدارات العامة، إضرابا عاما، وتنطلق عند الحادية عشرة قبل الظهر تظاهرة من ساحة بشارة الخوري في اتجاه السرايا الحكومية، احتجاجا على قرار مجلس الوزراء بـ«التصحيح المهين» للاجور، بدعوة من هيئة التنسيق وبدعم من أطراف سياسية عدة في الموالاة والمعارضة، علما ان المفارقة تتمثل في مشاركة قوى من الأكثرية في التظاهر ضد قرار حكومة تملك فيها التمثيل الأوسع!
ويبدو واضحا ان لكل من الجهات السياسية المشاركة في التظاهرة «أهدافه المضمرة» الى جانب الهدف المشترك والموضعي الذي جعلها تلتقي تحت يافطة تصحيح الأجور وتؤجل خلافاتها الأخرى الى حين انتهاء تحرك اليوم.
وفي حين يريد حزب الله ان يصحح خطأ التصويت في الحكومة لصالح مشروع الرئيس ميقاتي المتعلق بالأجور ويرغب في إعادة تمتين الثقة بينه وبين التيار الوطني الحر، يتطلع التيار الحر من جهته الى تأكيد صوابية طروحاته وقصور طرح رئيس الحكومة عن معالجة اصل المشكلة، فيما ستحاول قوى 14 آذار الاستفادة من فرصة التحرك النقابي لممارسة المزيد من الضغط على الرئيس نجيب ميقاتي واظهار الشارع ضد حكومته.
وقد عقدت المكاتب التربوية للأحزاب والقوى السياسية اجتماعاً في مقر «الحزب التقدمي الاشتراكي»، وتم الاتفاق على تأييد الإضراب اليوم، والمشاركة الكثيفة في التظاهرة. وحضر الاجتماع كل من «حزب الله»، و«حركة أمل»، و«الحزب التقدمي الاشتراكي»، و«تيار المستقبل»، و«الحزب الشيوعي اللبناني»، و«الحزب السوري القومي الاجتماعي»، و«الحزب الديموقراطي»، و«القوات اللبنانية»، و«حزب الكتائب»، و«التيار الوطني الحر»، و«تيار المردة»، و«حركة اليسار الديموقراطي».
وعلى المستوى النقابي، وجه رئيس رابطة اساتذة التعليم الثانوي الرسمي حنا غريب نداء إلى «كل صاحب قضية للمشاركة في الإضراب والتظاهر ليس فقط من أجل تصحيح الأجور، بل لإيجاد فرص عمل لأولادنا في بلدهم». ودعا نقيب المعلمين في المدارس الخاصة نعمة محفوض الى «المشاركة بشكل سلمي من دون أعلام وشعارات حزبية، والاكتفاء بالشعارات المتعلقة بتصحيح الأجور».
مجلس الوزراء: مازوت وموازنة
الى ذلك، أقر مجلس الوزراء أمس آلية عملية لإلغاء الضريبة على القيمة المضافة المتعلقة بالمازوت بشكل فوري، الى حين صدور قانون بهذا الشأن عن مجلس النواب لاحقا. وعلم ان الآلية التطبيقية تقضي بدفع سلفة خزينة لمنشآت النفط التي تستورد المازوت الاحمر تعادل قيمة الضريبة الملغاة والبالغة قرابة 22 مليار ليرة لبنانية شهريا، فيما لفت مصدر وزاري الانتباه الى ان أصحاب المولدات الكهربائية أصبحوا ملزمين بتخفيض قيمة الاشتراك الذي يتقاضونه من المواطنين بما يوازي نسبة التخفيض في سعر المازوت.
ولم يحل الهدوء الذي ساد الجلسة دون ظهور تباينات بعدها حول «أبوة» القرار المتخذ، فقال الوزير جبران باسيل «ان ما حصل اليوم هو انجاز بعد معركة خضناها منذ العام 2008، فيما رد الوزير نقولا نحاس على كلام باسيل بالقول «ما حصل اليوم على صعيد الغاء الـTVA، هو استجابة لأحد مطالب الاتحاد العمالي العام التي طرحها خلال لقائه مع رئيس الحكومة ووعد بتلبيتها، فكان هذا القرار.
وبعد حسم موضوع تخفيض سعر المازوت، باشر مجلس الوزراء في مناقشة مشروع قانون الموازنة العامة للعام 2012، حيث قالت مصادر وزارية لـ«السفير» ان النقاش تركز على بعض الضرائب المقترحة في مشروع الموازنة، مشيرة الى ان عددا كبيرا من الوزراء رفضوا الاقتراحات التي قدمها وزير المال محمد الصفدي في مشروعه، معارضين بشدة زيادة 2% على ضريبة القيمة المضافة البالغة نسبتها حاليا 10%، كما اعترضوا على رفع سعر صفيحة البنزين بمعدل دولار أميركي واحد، معتبرين ان المواطنين الذين يكتوون بنار الوضع الاقتصادي والاجتماعي الصعب لا يستطيعون تحمل المزيد من الأعباء المعيشية.
النهار
المعارضة: استقواء <حزب الله> الملف الأولوية
إضراب شامل للمعلّمين وتظاهرة إلى السرايا
وتناولت صحيفة النهار الشأن الداخلي اللبناني وكتبت تقول "لم تقف مضاعفات الهجوم الكلامي الحاد الذي شنه عضو "كتلة الوفاء للمقاومة" النائب نواف الموسوي أمس في جلسة الأسئلة النيابية للحكومة على النائب في كتلة حزب الكتائب سامي الجميل عند حدود الاستهجان لتجاوز الأصول بأدنى معاييرها، بل تجاوزت ذلك الى ابراز مناخ سياسي شديد الاحتقان على خلفية ملفات أمنية قديمة – جديدة من شأنها أن تزيد التعقيدات والتوترات التي ترخي بانعكاساتها على مجمل المشهد الداخلي.
وذهبت أوساط بارزة في المعارضة الى القول لـ"النهار" مساء أمس إن هجوم الموسوي الذي لم يتورع عن استعمال عبارات مقذعة ونابية وشتائم خارجة عن كل المقبول، لم يكن تصرفاً فردياً ولا رداً انفعالياً ما دامت كتلته تبنت هذا الهجوم وأيدته وأكدته، مما يعني، في رأي المعارضة، ان ما جرى في الجلسة شكل محاولة ترهيب موصوفة فشلت أمام رد الجميل ونواب المعارضة الآخرين وأفهم عبره "حزب الله" أن محاولات الاستقواء هذه لن تنجح إلا بزيادة التوترات في البلاد.
وأوضحت أن لجوء الموسوي الى أسلوب التحقير الكلامي باستعمال نعوت من مثل "صباطي محترم اكثر منك"، متوجهاً الى نائب وتحت قبة البرلمان، شكل صفعة موجعة للمؤسسة ورئاستها ولمجمل المؤسسات الرسمية. واذا كان رئيس المجلس نبيه بري شطب كلام الموسوي من المحضر، فإن ما لم يشطب بعد هذه الواقعة هو تقاسم المسؤوليات الذي تتحمله رئاسة المجلس والحكومة، الأولى في تأخير برمجة الأسئلة النيابية وأسلوبها الانتقائي في ادراجها على جدول الأعمال، والثانية في تهربها من الاجابة الواضحة عنها، الأمر الذي ترجم في تحويل ستة أسئلة نيابية دفعة واحدة أمس ستة استجوابات، مع ما يعنيه ذلك من قصور الحكومة، إن لم يكن عجزها المطلق، عن الاجابة عن أسئلة تتناول مسؤوليات وزرائها مباشرة في ملفات بالغة الحساسية.
وكشفت الأوساط المعارضة ان ما أثاره الجميل إن لجهة الامدادات التي يقوم بها "حزب الله" في شأن شبكة اتصالاته، أم لجهة "الرصد الأمني" الذي يتولاه لمناطق في كسروان وجبيل والجبل عموماً في شأن "ملف الجواسيس"، أعادا الى الواجهة الأزمة الأساسية التي تشكل محور عمل المعارضة وتركيزها وهو تجاوز الدولة والاستقواء عليها وأخذ صلاحياتها. وتبعاً لما جرى في جلسة البارحة، تعتزم المعارضة تصعيد حملتها في هذا الملف الذي تدرجه في مرتبة الأولويات وتعتبر أن الحكومة أضحت أكثر من شاهد زور حياله، وسيجري التعامل معها في ظل هذا الاقتناع، خصوصاً أن التعديات على الأملاك العامة لم تجد لديها أي تفسير واضح، فضلاً عن ان مسألة الحريات السياسية قد تصير مهددة في ضوء نغمة التخوين التي يرفعها "حزب الله" استنسابياً في وجه كل من يعارضه، والتي لم يعد يجد حرجاً في تعميمها في قلب المؤسسات الدستورية، مستقوياً ايضاً على رئاساتها ورموزها.
وتزامنت حماوة المواجهة النيابية والسياسية الداخلية مع تطور أمني جديد متصل بانعكاسات الازمة السورية على لبنان وواقع بعض المناطق الحدودية في الشمال والبقاع في ظل هذه الازمة. وقد أصيب أمس عشرة أشخاص، ثمانية سوريين ولبنانيان، بينهم ولد في التاسعة، برصاص الجيش السوري في حادثين حدوديين منفصلين ونقلوا الى مستشفيات في البقاع وعكار. وأفادت المعلومات المتوافرة في هذا الصدد أن دورية سورية أطلقت النار داخل الاراضي اللبنانية في محيط منطقة خربة داود في خراج بلدة عرسال وأصابت الشابين خالد الفليطي ومحمد الفيلطي اللذين نقلا الى مستشفى في شتورة. كما نقل ثمانية سوريين من بلدة القصير الحدودية اصيبوا برصاص الجيش السوري الى مستشفيات في عكار.
الاضراب
وسط هذه الاجواء يعود الملف المطلبي والاجتماعي الى الواجهة مع الاضراب العام الذي ينفذه المعلمون في المدارس والثانويات الرسمية والخاصة والمدارس المهنية اليوم رفضا لقرار زيادة الاجور الذي أصدرته الحكومة أخيرا ومطالبة بتصحيحه. وتنظم هيئة التنسيق النقابية تظاهرة تنطلق في الحادية عشرة قبل الظهر من تقاطع السوديكو الى السرايا الحكومية، علما ان الاتحاد العمالي العام، الذي لا يشارك في هذا التحرك، أعلن من جهته انه سينفذ اضرابا واعتصامات في 27 من الجاري للغاية عينها.
المازوت والموازنة
وعلى رغم تجاهله موضوع الاضراب في الجلسة الثالثة التي عقدها هذا الاسبوع مساء أمس في قصر بعبدا، أقر مجلس الوزراء الغاء الضريبة على القيمة المضافة على مادة المازوت الاحمر، بما يعادل ثلاثة آلاف ليرة على الصفيحة الواحدة، على أن يعمل بهذا القرار ابتداء من 19 الجاري.
وتسابقت قوى حكومية على "أبوة" هذا القرار، فقال وزير الطاقة والمياه جبران باسيل إن "تكتل التغيير والاصلاح" هو صاحب هذا الانجاز الذي سيوفر على المواطنين مبالغ كبيرة في اشتراكات المولدات الكهربائية أو في الانتاج وسواه.
غير ان مصادر وزارية أخرى قالت ان هذا الامر طرحه قبل اسبوعين في مجلس الوزراء رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي ووزير الصحة علي حسن خليل باعتباره مطلبا للاتحاد العمالي العام، وأعاد تأكيده ميقاتي في جلسة مجلس الوزراء أمس، فأقر.
وقد خصصت الجلسة أمس اصلا لمناقشة مشروع الموازنة في ضوء تعديلات أعدها وزير المال محمد الصفدي وخصوصا على بند الانفاق والزيادة المتوقعة للأجور في القطاع العام والتي قدرتها مصادر وزارية بألف مليار ليرة. وفهم ان ثمة اقتراحا لزيادة الضريبة على القيمة المضافة نقطتين بحيث تصير 12 في المئة بدل 10 في المئة. واستمع المجلس الى ملاحظات الوزراء عن موازنات وزاراتهم، فيما تقدم "تكتل التغيير والاصلاح" بورقة خطية من نحو 15 صفحة ضمنها اقتراحاته لمعالجة السياسة المالية والضريبية. وعلم أن مجلس الوزراء سيعقد جلستين الاسبوع المقبل تخصص احداهما لاستكمال مناقشة الموازنة.
الأخبار
تظاهرة اليوم ضد القرار المهين
كما تناولت صحيفة الأخبار الشان المطلبي في لبنان وكتبت حول تظاهرة اليوم تقول "تنفّذ هيئة تنسيق الأساتذة والمعلمين إضراباً وتظاهرة تنطلق عند الـ11 قبل ظهر اليوم من ساحة بشارة الخوري باتجاه السرايا الحكومية. هدف التحرّك إعادة النظر بقرار تصحيح الأجور في إطار اقتصادي أكثر شمولية. التحرك يؤتي ثماره مبكراً مع بدء التحضيرات، فأعلنت التعبئة التربوية لـ«حزب الله» مشاركتها، فيما بدا أصحاب العمل مربَكين وعلّقوا التفاوض مع الاتحاد العمالي.
«التصحيح» هو عنوان المعركة التي تقودها هيئة التنسيق النقابية بوجه الحكومة. فالإضراب والتظاهرة اللذان تنفّذهما الهيئة سيكونان فاتحة لتغيير ما. غالبية الأطراف المعنية تعيد درس حساباتها وتربط مواقفها بحجم التظاهرة التي ستنطلق عند الحادية عشرة من قبل الظهر من تقاطع بشارة الخوري ـــــ السوديكو إلى السرايا الحكومية، رافعة مطالب اجتماعية مختلفة، منها تصحيح الأجور بنسب عادلة وشمول جميع اللبنانيين بالتغطية الصحية الشاملة وتعديل النظام الضريبي باتجاه استهداف الريوع العقارية والمالية، لا الأسر والفقراء والإنتاج.
عشية التظاهرة والإضراب، كانت هناك 3 عوامل تتفاعل: رجل الأعمال جاك صراف المقرّب من الرئيس نجيب ميقاتي أعلن وقف التفاوض مع الاتحاد العمالي العام، ورئيس جمعية التجار نقولا شمّاس استمهل الحديث عن التسويات والمواقف إلى ما بعد هذا اليوم، مشيراً إلى أن اليوم «ليس عادياً»، وبالتالي لا بد من الانتظار، فيما تبيّن أن هناك سككاً ومخارج عديدة تبحث في قنوات معينة للتوصل إلى ما يعيد للعمال بعض حقوقهم المهدورة.
في ضوء هذه التفاعلات، كانت هيئة التنسيق النقابية تعدّ لتنفيذ باكورة برنامجها الضاغط ضد سياسات الحكومة ومواقف أصحاب العمل؛ فقد دعت الهيئة في بيان أمس «جميع الأساتذة والمعلمين في الثانويات والمدارس الرسمية والخاصة والمدارس والمعاهد الفنية والمهنية والموظفين في جميع الإدارات والمؤسسات العامة، إلى الإضراب والمشاركة الكثيفة في التظاهرة المركزية، رفضاً لقرار مجلس الوزراء المهين والمذل بشأن تصحيح الرواتب والأجور».
تلقفت جهات عديدة هذه الدعوة بوصفها محطة مهمة تكمل المرحلة السابقة. حتى إن قطاع النقابات العمالية في «تيار المستقبل» انتقد ما وصفه بمسرحية «زيادة الأجور» لكونها وأبطالها من أهل السلطة والاتحاد العمالي العام، مشيراً إلى أن «الاستمرار بتطبيق السياسة المتبعة من قبل هذه الحكومة، لا يغدو كونه دواءً مؤقتاً مسكناً للمواطنين لن يدوم مفعوله طويلاً، وسرعان ما سينتهي، وحينها سترى الحكومة الربيع الاقتصادي والاجتماعي يقضّ مضاجعها».
وفيما تتالت المواقف المؤيدة والمشاركة في إضراب الغد، ولا سيما التعبئة التربوية لـ«حزب الله»، التي أوضحت في بيان أن مشاركتها تأتي «دعماً للتحرك الرافض لطريقة معالجة مجلس الوزراء لمسألة الأجور والأزمة المعيشية»، أعلنت نقابات «الحزب الشيوعي» أيضاً مشاركتها إلى جانب نقابات عمالية أخرى في الإضراب والتظاهرة، متوعدة بأن الضغط سيكون كبيراً اليوم، وسيشعر به الرئيس ميقاتي والمسؤولون في السلطة. ودعا الاتحاد الوطني لنقابات العمّال والمستخدمين إلى أوسع مشاركة في الإضراب والتظاهر.
في خضم هذه الاستعدادات لإسقاط قرار مجلس الوزراء الأخير، قرر ممثلو أصحاب العمل الأكثر قرباً من الرئيس ميقاتي، تعليق المفاوضات مع الاتحاد العمالي العام. فقد أعلن رجل الأعمال جاك صراف أن «الجدل لمجرّد الجدل لا يجوز من دون وجود أي رؤية ولا تجوز المزايدات».
في الواقع، تعكس هذه التعليقات مجموعة من الأسئلة عن الموقف الذي سيتخذه أصحاب العمل من احتمال إلغاء قرار زيادة الأجور الأخير وتصحيحه على قواعد مختلفة عن السابق! هل يُعدّون العدّة لخطوة جديدة مع رئيس الحكومة نجيب ميقاتي؛ إذ يتهاوى مشروعه في الشارع؟ هل يقرأ أصحاب العمل التحوّلات التي تلت موقف «حزب الله» في مجلس الوزراء وتعديله ببيان وحدة النقابات بعد أقل من ساعتين على انفضاض المجلس؟
الأسئلة كثيرة ولا يجيب عنها إلا أصحاب العمل أنفسهم. بعضهم يرى أن مشروع وزير العمل شربل نحاس لتصحيح الأجور وكل ما يرتبط به هو أمر مفيد للاقتصاد ويزيل بعض الأعباء عن أصحاب العمل ويصحّح المسار السابق، لكنهم لا يعلنون ذلك صراحة، ويرغبون بالبقاء في مسار تكافلي مع زملائهم من أصحاب العمل للحفاظ على تكتل واحد بوجه العمال. إلا أن الوقائع الجارية منذ بدء الحديث عن تصحيح الأجور، تؤكد أن أصحاب العمل هم مجموعة تكتلات تحاول عدم إظهار خلافاتها، رغم أن غالبيتهم ترفض مجرّد الكلام عن تصحيح الأجور، وهناك قسم يتعاطى مع المسألة انطلاقاً من أنها أمر سياسي يجب أن يسوّى على هذا الأساس.
المشترك بين هذه الآراء أنها لم تسهم في أي طرح ذي رؤية شاملة، بل تمترست جميعها وراء مواقف مسبقة تنتظر «تسوية ما» وتتنكّر لقناعاتها الحقيقية، لا بل إنها كانت ترفض فكرة النقاش الجدّي بعيداً عن الاصطفاف السياسي. جاء هذا الأمر ليعكس الخوف والقلق من تصحيح الأجور بالطريقة «اللبنانية التقليدية» التي كانت تُنفّذ في السابق بخلفية التسوية السياسية التي يتوافق عليها الأطراف. ربما لم يتوقع أي من أصحاب العمل أن تكون هناك طروحات مختلفة جذرياً، لكنها طرحت! عندها ربما لم يتوقع أي منهم أن تكون هذه الطروحات متماسكة ومندفعة، فتخلّوا عنها سريعاً ووقفوا متفرّجين على نحاس يطرحها. أصحاب العمل المقرّبين من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، يرفضون أي نقاش في ما يطرحه نحاس. وبحسب جاك صراف، ما يحصل بين أرباب العمل هو «تنوّع في الآراء» لكنه يوافق على أن لرئيس جمعية تجار بيروت نقولا شمّاس رؤية أخرى «رغم أن الجميع وقفوا صفاً واحداً وأعلنوا موقفاً واحداً في بيان واحد صدر أخيراً».
أما خريطة الطريق لما بعد مرحلة إضراب وتظاهرة هيئة التنسيق، فهي تبدأ لدى صراف بالإشارة إلى دخول الهيئة في مفاوضات تصحيح الأجور، مشيراً إلى أن «ما زاد الطين بلّة هو أن هيئة التنسيق ليس لها علاقة مع القطاع الخاص». ويرفض صراف مشروع وزير العمل الذي يريد «إدخال بدلات النقل في صلب الراتب ليضرّ أصحاب العمل»، مصراً على «الحوار مع الاتحاد العمالي العام»، لكن ما يحصل هو أن «الحوار تحوّل إلى مزايدات اجتماعية، وشريعة للشريعة».
اللواء
<ديمقراطية الأحذية> تقسم المجلس بين الجميل والموسوي... وبري ينتقد الثاني
تلامذة لبنان بلا مدارس اليوم... والأجور تلحس مبرد الأزمة
الحكومة تدعم المازوت بإلغاء القيمة المضافة... وديوان المحاسبة يوقف صفقة باسيل <لموزع الخدمات>
صحيفة اللواء تناولت تطورات الساحة اللبنانية وكتبت تقول "ما شهدته جلسة مجلس النواب التي كانت مخصصة اصلاً للاسئلة والاجوبة، تعدى القصور الافتراضي الى مشهد واقعي، وكاد سيناريو الاشتباك الذي اتسم بعنف كلامي بين النائبين سامي الجميل من حزب الكتائب ونواف الموسوي من حزب الله، يتخذ من <الاحذية> سلاحاً للتراشق بين الفريقين في ما لو تحولت قاعة الجلسة الى <ساحة وغى>، لو لم يستدرك الرئيس نبيه بري مخاطر انفلات الحرية على استقرار الجلسات، ويمون على النائب الموسوي، واقفاً على خاطر الجميل الذي لم يتأخر والده رئيس حزب الكتائب الرئيس امين الجميل بالمجيء الى المجلس وان عزيت الزيارة الى موعد مسبق.
وشكل كلام النائب الموسوي بقوله ان <حذاءه اكثر احتراماً من زميله>، سابقة في الخطاب النيابي، وشهادة موجعة على بؤس ويأس الديمقراطية اللبنانية، وانصبت الاتصالات والمساعي على تجاوز ما حصل، واعتبار الحادث يستحق ان يكون حافزاً لابعاد الصقور من اصحاب <الرؤوس الحامية> في فريقي <المنازلة السياسية> المفتوحة في لبنان منذ استشهاد الرئيس رفيق الحريري والزلزال الذي احدثه الاغتيال الذي اصبح في عهدة المحكمة الدولية التي اعلن المدعي العام لديها القاضي دانيال بيلمار انه بدءاً من العام المقبل لن يرغب في البقاء بمنصبه لولاية جديدة، لاعتبارات صحية كما اعلن هو نفسه للامين العام للامم المتحدة بان كي مون.
واذا كان اليوم في المجلس النيابي يوماً آخر، فإن يوم الحكومة ايضاً هو يوم آخر، حيث ستصدح حناجر معلمي واساتذة المدارس الرسمية والخاصة امام السراي الكبير، معلنة الرفض المطلق لمرسوم تصحيح الاجور الذي اضاف مائة الف ليرة على الحد الادنى فهدأ من روع الهيئات الاقتصادية واغضب الموظفين وذوي الدخل المحدود والعمال، من دون ان يجمعهم على رأي واحد، واذا بهيئة التنسيق النقابية في الشارع اليوم، مدعومة من وزير العمل شربل نحاس، والمكاتب التربوية والتعليمية لاحزاب 8 آذار و14 آذار، فيما اكثر من مائة الف طالب بلا مدارس.
وبدا واضحاً ان <الخطوة الجيدة> التي اقدمت عليها الحكومة في جلستها بعد ظهر امس في بعبدا، وقضت بقرار الغاء الضريبة على القيمة المضافة على مادة المازوت صيف شتاء، وبصورة دائمة، مخفضة من عبء استهلاك هذه المادة، كفاتورة ثانية في مواجهة التقنين القاسي في الكهرباء، مما يعني حسب مصادر في لجنة الاشغال والطاقة النيابية، ان مشاريع عودة التيار هي ابعد من اي وقت مضي عن التحقيق على ارض الواقع، خلافاً لتوقعات وزير الطاقة جبران باسيل أو تطلعاته إلى دخول البلاد، بدءاً من منتصف العام المقبل في مرحلة العد العكسي في مجابهة أزمات التقنين المتفاقمة بعد انهيار خطة البواخر المستقدمة من تركيا، والمتأثرة بتداعيات الأزمة السورية – التركية.
مجلس الوزراء
وكان مجلس الوزراء قد خفض سعر صفيحة المازوت الأحمر حوالى ثلاثة آلاف ليرة، بإلغائه الضريبة على القيمة المضافة T.V.A، وقرّر العمل بهذا القرار اعتباراً من 19/12/2011، وقبل إقرار القانون الخاص بتعديل القانون القائم في المجلس النيابي، وذلك من خلال سلفة خزينة وآلية وضعتها وزارة المالية، كما رفع من قيمة المبلغ المقرر لدعم شراء زيت الزيتون من ملياري ليرة الى ثلاثة مليارات وخمسمائة مليون ليرة لبنانية افساحاً في المجال أمام قيادة الجيش لشراء الكمية الكافية للمؤسسة وعائلات الشهداء.
ولم يتطرق مجلس الوزراء إلى ملف زيادة الأجور، ولا إلى الضجة المثارة حوله، ولا إلى الاضراب المقرّر تنفيذه اليوم، بل كانت الجلسة مخصصة للاستماع إلى عرض وزير المالية محمد الصفدي لبعض أرقام الموازنة، وما لديه من مقترحات لتأمين مداخيل جديدة لتغطية النفقات المتوقعة نتيجة زيادة الأجور في القطاع العام، ورفع بعض النفقات الأخرى.
وأشارت مصادر وزارية إلى أن ثمة اقتراحات بضرائب جديدة، ومنها زيادة الضريبة على القيمة المضافة، وهو ما أكده الوزير الصفدي الذي أشار إلى ضرائب جديدة لم يشأ تحديدها، انطلاقاً من مبدأ <من دون ضرائب لا استثمار>، مشيراً إلى أن مناقشات مجلس الوزراء لمشروع موازنة العام 2012 ستستمر لجلسات عدّة لاستكماله قبل احالته إلى مجلس النواب.
جلسة الأسئلة والأجوبة
أما ما حصل في الجلسة النيابية المخصصة للأسئلة والأجوبة، فينبغي أن تكون موضع مراجعة وتقييم، ليس فقط إزاء تدني مستوى الخطاب السياسي، بل حيال استمرار الانقسام السياسي والنيابي، انطلاقاً من الصرخة التي أطلقها الرئيس بري في ختام الجلسة، داعياً النواب كمسؤولين إلى أن يعوا <أننا شعب واحد وليس شعبين>، معبّراً عن المرارة التي شعر بها كل مواطن لبناني عندما سمع نوابه يتخاطبون بلغة الأحذية.
لكن هذه الصرخة تحتاج إلى من يترجمها، بدءاً من الرئيس بري نفسه، والذي وإن كان قد نجح بحنكته، من إطفاء الحريق الذي اندلع بين النائبين الجميّل والموسوي والحؤول دون تمدّده، إلا أن هذا لا يكون إلا بمصالحة بين الرجلين، كلّف النائب علي بزي بالسعي إليها، بل من خلال مراجعة سياسية للخط الذي انتهجه، انطلاقاً من موقعه كرئيس للمجلس، يفترض أن يكون للجميع من دون استثناء، وهو ما ألمح إليه عندما خاطب الموسوي بالقول: <إن حماية المقاومة لا تكون بالعبارات التي استعملها، وطلب شطب العبارات النابية والتي قيلت من الطرفين من النص، وكذلك عندما استغرب موقف رئيس الحكومة نجيب ميقاتي مع بداية طرح الاسئلة، عندما قال ان الحكومة قدمت اجوبة خطية على هذه الاسئلة، وهو ما لم يكن صحيحاً، اذ أكد بري ان الامانة العامة للمجلس لم تتلق اي جواب خطي، وقال مخاطباً ميقاتي: <انا لن اسمح بذلك واطلب عقد اجتماع بين الامينين العامين لمجلس النواب والوزراء للبحث في هذا الامر واطلاعنا على النتائج>.
المستقبل
تجاهل الإضراب وتصحيح الأجور ويستكمل البحث في الموازنة الأسبوع المقبل
مجلس الوزراء يلغي ضريبة القيمة المضافة على المازوت الأحمر
صحيفة المستقبل بدورها تناولت الشأن الداخلي وكتبت تقول "جلسة "موازنة ماراتونية" هو التوصيف الأقرب لجلسة مجلس الوزراء التي انعقدت أمس في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية ميشال سليمان، على أن يستكمل النقاش حولها الأسبوع المقبل، في حين أن القرار الأبرز في الجلسة تعلق "بإلغاء مجلس الوزراء ضريبة القيمة المضافة TVA عن المازوت الأحمر وبشكل دائم وليس موسمياً واعتماد استيفاء الضريبة بدءاً من الاثنين المقبل لحين صدور القانون في مجلس النواب". لكن المفارقة ان وزراء التيار الوطني الحر على رأسهم وزير الطاقة جبران باسيل نسبوا انجاز "القرار" في مجلس الوزراء إلى "معركة خاضوها "منذ ثلاث سنوات أي منذ العام 2008، كما قال لـ"المستقبل"، مضيفاً كلفة هذا القرار على الدولة 40 مليار ليرة وفوائده على كل اللبنانيين، في حين أن كلفة الدعم التي كانت تتم سابقاً كانت 60 مليار ليرة وفوائدها تعود للتجار فقط، وبالتالي هذا القرار سيسمح بضبط أسعار الرسوم التي يتقاضاها أصحاب مولدات الكهرباء من الاشتراكات، من خلال المراقبة التي يمكن أن تمارسها مصلحة حماية المستهلك والبلديات وهذا ما يوفر على اللبنانيين 170 مليون دولار".
لكن وزير الاقتصاد والتجارة نقولا شربل قال لـ"المستقبل" ان القرار المتخذ في ما يتعلق بإلغاء TVA عن المازوت الأحمر، كان نتيجة النقاشات التي دارت بين الاتحاد العمالي العام والرئيس نجيب ميقاتي، خلال لقاءاتهم للبحث في موضوع الأجور، وقد وعد الرئيس ميقاتي الاتحاد العمالي بإقرار هذا البند كجزء من المعالجات التي وعدت الحكومة باتخاذها للتخفيف عن كاهل المواطن"..
الى ذلك غاب موضوع الاضراب وتصحيح الأجور عن الجلسة، واقتصر النقاش على الموازنة، "بحيث قدم كل وزير ملاحظاته حول الموازنة"، كما قال وزير المال محمد الصفدي لـ"المستقبل"، مضيفاً "الجلسة شهدت تداولاً واسعاً وآراء جيدة ومقبولة وسنعمد الى درسها وتقييمها وقد يتطلب الأمر اجتماعات منفردة مع الوزراء الذين قدموا الاقتراحات وسيشهد الأسبوع المقبل الكثير من التداولات لجوجلة الاقتراحات المقدمة، لكن الموازنة المتعلقة بالأجور جمّدت إلى حين بت مجلس شورى الدولة بالطعون المقدمة من الهيئات النقابية حول قرار رفع الحد الأدنى للأجور"، ورداً على سؤال عما إذا كانت الموازنة تحتوي على ضرائب جديدة اجاب "لا استثمارات من دون ضرائب".
وأشار وزير الصحة علي حسن خليل لـ"المستقبل" ان ملاحظات وزراء حركة أمل تمحورت حول ضرورة الحفاظ على مستوى العجز كما في السنوات الماضية دون زيادة، وضرورة التركيز على الانفاق الاستثماري الذي يخفف العجز في السنوات المقبلة وعدم فرض ضرائب مباشرة على المواطنين".
من جهته، قال وزير الثقافة غابي ليون لـ"المستقبل" "إن وزراء التيار الوطني الحر قدموا ملاحظات، كلٌ حسب متطلبات وزاراتهم، بالاضافة الى رؤية شاملة للموازنة تتناغم مع الرؤية الاصلاحية لتكتل التغيير والاصلاح".
وفي الإطار نفسه، قال وزير السياحة فادي عبود: "ما دام هناك فساد وهدر بما يقدر بمليار ونصف مليار دولار في لبنان، حسب احصاءات الأمم المتحدة، فمن الأجدى معالجة هذه الثغرات قبل التفكير بفرض ضرائب جديدة، وابواب الهدر والفساد كثيرة ومعروفة في لبنان ومنها رخص الاستيراد ورخص السيارات وغيرها من أبواب الهدر الكثيرة.
المعلومات الرسمية
قرر مجلس الوزراء في جلسته التي انعقدت أمس، في قصر بعبدا برئاسة رئيس الجمهورية العماد ميشال سليمان، الغاء الضريبة على القيمة المضافة على مادة المازوت الاحمر اعتباراً من 19/12/2011، كما قرر زيادة الدعم لشراء الجيش اللبناني لمادة زيت الزيتون المحلي.