تغلق قوات الاحتلال الاميركية مركزها الرئيسي في بغداد الخميس لتسدل بذلك الستار على تسعة اعوام من الاحتلال.
بدأ في مطار بغداد الدولي اليوم الخميس الحفل الختامي لانسحاب قوات الاحتلال الاميركي من العراق. حيث تغلق قوات الاحتلال الاميركية مركزها الرئيسي في بغداد الخميس لتسدل بذلك الستار على تسعة اعوام من الاحتلال. ويمثل الاحتفال الذي سيقام لهذه المناسبة اليوم الفصل الاخير في قصة دامية بدات باقتناع الولايات المتحدة بان احتلالها العراق واسقاطها لنظام صدام حسين سيجعلها تفوز تلقائيا بقلوب وعقول العراقيين. الا ان القصة اتخذت منحى مختلفا عندما قتل عشرات آلاف العراقيين واكثر من اربعة آلاف جندي احتلال اميركي بعدما عبدت قوات الاحتلال الاميركية الطريق امام فوضى مسلحة اثر حل الجيش خصوصا. ويمثل الحفل الذي سيتخلله انزال العلم الاميركي ورفع العلم العراقي خطوة اخيرة في مسار الانسحاب العسكري الاميركي الكامل بعد ثماني سنوات من احتلال البلاد.
ويشارك في الاحتفال وزير الحرب الاميركي ليون بانيتا. وقائد قوات الاحتلال الاميركية في العراق الجنرال لويد اوستن. والسفير الاميركي في العراق جيمس جيفري. ورئيس هيئة الاركان المشتركة الاميركية الجنرال مارتن ديمبسي. وقائد المنطقة الوسطى الجنرال جيمس ماتيس. اضافة الى حوالى 160 من جنود الاحتلال الاميركي. كما يحضر الاحتفال رئيس هيئة الاركان العراقية المشتركة الفريق بابكير زيباري والمتحدث باسم وزارة الدفاع العراقية اللواء محمد العسكري. ولا يزال هناك اقل من اربعة آلاف جندي اميركي في العراق. من المفترض ان ينسحبوا بالكامل من البلاد بحلول نهاية العام الحالي.
وقال بانيتا في كلمة القاها خلال الحفل "قدمنا تضحيات كبيرة للوصول الى هذه المرحلة"، مضيفا "لن ننسى التضحيات الاميركية في العراق". واعتبر ان "القوات الامنية العراقية قادرة على مواجهة اي تهديد ارهابي"، مشيرا الى انه "في الفترة المقبلة سيكون العراق مسؤولا عن امنه ومستقبله". وحذر المسؤول الاميركي في الوقت ذاته من ان العراق "سيواجه اختبارا في الايام المقبلة. من قبل الارهابيين والاشخاص الذين يعلمون على تقسيمه.. والولايات المتحدة ستبقى الى جانبه".
من جهته قال اوستن ان حفل اليوم "هو حدث تاريخي"، موضحا ان الولايات المتحدة "زرعت بذور الديموقراطية فيما كان العراق يكتب دستوره ويجد العراقيون اصداء لاصواتهم".
أوباما يشيد.. رغم الكلفة العالية
وأشاد الرئيس الأمريكي باراك أوباما مساء الأربعاء بما قام به جنود بلاده في العراق، معرباً عن سعادته بما سماه "الإنجاز الرائع للمهمة العسكرية" الأمريكية في هذه البلاد. وجاء هذا التصريح خلال خطاب ألقاه أوباما بمناسبة انتهاء "حرب" العراق وذلك في قاعدة فورت براغ بولاية كارولينا الشمالية، مرحبا بالجنود الأمريكيين المنسحبين من العراق. وأردف الرئيس الأمريكي قائلا إن "إنهاء حرب أصعب من بدئها". وقال إن كل ما قام به جنود الاحتلال الأميركي في العراق "القتال والموت والنزيف والبناء والتدريب وإبرام الشراكات قادنا إلى لحظة النجاح هذه". وشدد الرئيس الأمريكي "انه من المهم انتهاء حربنا في العراق بمسؤولية".
وأشار أوباما قبل أسبوعين من الموعد المقرر لاستكمال انسحاب قوات الاحتلال الأمريكي من العراق، إلى التكلفة الباهظة للحرب بما فيها مقتل 4500 جندي أمريكي في العراق.. "اكثر من 1.5 مليون اميركي خدموا في العراق واكثر من 300 الف جرحوا وهناك آخرون اصيبوا بكدمات لا تراها الاعين". في اشارة الى الجنود الذين عانوا من اضطرابات نفسية لدى عودتهم الى بلادهم. وأضاف "لنصل من أجل جميع العائلات التي خسرت أحد أحبائها لأنهم جميعاً جزء من الأسرة الأمريكية الأوسع". وقال أوباما انه يجب على الولايات المتحدة أن تتعلم الدروس من احتلال العراق، مؤكداً أن "الإرهابيين لم يتمكنوا من كسر الإرادة الأمريكية".
بانيتا: مهمتنا تقترب من نهايتها
بدوره، لخص وزير الحرب الاميركي ليون بانيتا الذي سيشارك في احتفال اليوم في بغداد سنوات الاحتلال التسع بالقول ان "مهمتنا تقترب من نهايتها بعد ان قدمنا تضحيات كبيرة والكثير من القتلى الا اننا نجحنا في هذه المهمة التي كانت تتركز على تاسيس عراق يستطيع ان يحكم بنفسه وان يوفر الامن لشعبه". واضاف بانيتا في تصريحات للصحافيين قبيل وصوله الى بغداد ان "العراق يملك اليوم جيشا يستطيع مواجهة التهديدات. لن يكون من السهل ان تواجه البلاد تحديات مثل الارهاب. والانقسامات الاقتصادية والاجتماعية. لكننا وفرنا لهم فرص النجاح".
الاحتلال يسلم معسكر "ايكو" الى الجانب العراقي
واستكمالاً لانسحابها، سلمت قوات الاحتلال الأمريكي معسكر "ايكو" بمحافظة الديوانية الأربعاء الى الفرقة الثامنة للجيش العراقي في مراسم خاصة وبحضور عدد من القيادات العسكرية والسياسية العراقية والأمريكية. وتم انزال العلم الامريكي ورفع العلم العراقي فوق القاعدة بحضور وفد عسكري من وزارة الحرب الأمريكية وقائد عمليات الفرات الاوسط وقائد الفرقة الثامنة في الجيش العراقي.
وقال اللواء قيس المحمداوي قائد الفرقة الثامنة، خلال مراسم الاستلام لوكالة "اصوات العراق" "اننا نطمئن المواطنين بان قوات الفرقة الثامنة للجيش العراقي قادرة على حماية امن المدن التابعة لقاطعها". وأشار المحمداوي الى أن " القاعدة ستكون تحت سيطرة القوات العراقية مع وجود القوات الامريكية فيها لحين اتمام عملية الانسحاب يوم 23 ديسمبر/كانون الأول الجاري والذي سيتم باحتفالية خاصة بالمناسبة".
الفلوجة تحتفل
هذا وبدا مئات العراقيين في مدينة الفلوجة سلسلة احتفالات لمناسبة قرب اكتمال عملية انسحاب قوات الاحتلال الاميركية من البلاد. وتجمع المئات في وسط الفلوجة غرب بغداد حاملين اعلام العراق ومرددين هتافات مناهضة للولايات المتحدة. ووضع المشاركون على رؤوسهم قبعات كتب عليها "مهرجان الفلوجة السنوي الاول لتخليد دور المقاومة".
فيما اعلن المنظمون ان الاحتفالات ستستمر لثلاثة ايام بحماية قوات من الجيش. وكتب على احدى اللافتات "تحررنا من القيود". و"يوم الجلاء الاميركي فخر للشرفاء". ورفعت ايضا صور تظهر عربات عسكرية اميركية مدمرة. وصورا لاميركيين قتلوا في المدينة. كما احرق المتظاهرون العلمين الاميركي والاسرائيلي.