غادر آخر الجنود الاميركيين الحدود العراقية نحو الكويت فجر اليوم الأحد لتنهي القوات الاميركية بذلك انسحابها الكامل من العراق.
غادر آخر الجنود الاميركيين الحدود العراقية نحو الكويت فجر اليوم الأحد لتنهي القوات الاميركية بذلك انسحابها الكامل من العراق.
وتأتي هذه الخطوة بعد احتلال امتد حوالي تسع سنوات، سقط خلالها مئات الآلاف من المدنيين العزل، وأكثر من مليون جريح ومشرد.
وكان جنود اللواء الثالث من فرقة سلاح الفرسان الأولى آخر من اجتاز الحدود العراقية باتجاه الكويت، ليسدلوا بذلك الستار على أكثر الحروب الاميركية اثارة للجدل منذ حرب فيتنام قبل نحو نصف قرن، حسبما وصفها.
وقد غادر الموكب الأخير الذي ضم 110 آليات على متنها 500 جندي معسكراً يبعد حوالي 350 كلم عن المعبر الحدودي العراقي-الكويتي الذي لفته الأسلاك الشائكة.
على أن يبقى في العراق 157 جندياً أميركياً بذريعة المساعدة على تدريب القوات العراقية، بالاضافة إلى فرقة صغيرة من المارينز تنحصر مهامها بحماية بعثة بلادها الدبلوماسية.
أكد مراسل المنار في بغداد علي حمزة أن الجيش الأميركي أتم انسحاب جنوده بالكامل بعد رفض بغداد اعطاء أي حصانة لأي جندي أميركي سيبقى متوجداً على أراضيها.
وأضاف الفرحة العارمة تسود الشارع العراقي، والاطمئنان بادٍ على وجوه كل العراقيين الذين كانوا يترقبون خروج الاحتلال بفارغ الصبر.
وتابع بأنه على عكس ما يُشاع من مخاوف جراء فوضى قد يسببها انسحاب الاحتلال فالهدوء يسود العاصمة العراقية بغداد.
ميثاق شرف وطني
وقال حمزة بأن التعتيم الاعلامي لمواكبة الحدث هو تعتيم مقصود من قبل الوكالات التي تخضع للسيطرة الأميركية والصهيونية.
وأردف: ذهبنا وشاهدنا بعيننا الانسحاب وعندما حاولنا أن نلتقط بعض الصور منعتنا السلطات الأميركية من ذلك.
وتحدث أن العراقيين بعد اسنحاب المحتل مهزوماً من بلادهم، سيبدأون صفحة جديدة، مشيراً إلى ميثاق شرف دعا إليه السيد مقتدى الصدر يمثل صفعة على وجه الأميركية، موضحاً ان الميثاق ينص على حرمة الدم العراقي ونبذ الطائفية.
وعن سبب تعتيم الأميركيين على الحديث وانسحابهم ليلاً، أوضح مراسل المنار أن التعتيم هو تعتيم على الهزيمة التي مُني بها المحتل الأميركي.. وأن الأميركي اختار أن ينسحب من العراق بهذا الشكل كي يخفي الهزيمة التي تكبدها على يد المقاومة العراقية التي أجبرته على الخروج من العراق مهزوماً متستراً بغطاء الليل.
محاكمة كبار ضباط وقادة الجيش الأميركي
وأكد مراسل المنار عادل فياض أن العراق طوى اليوم صفحة سوداء من تاريخه، مؤكداً أن الانسحاب المذل للأميركيين أعطى درساً لكل مستعمر قد يطمع بالعراق.
وقال أن ما يتناقله الشارع العراقي اليوم أن بلدهم حقق انتصاراً على دولة كانت تعتبر الدولة العظمى في العالم بأسره، مؤكداً ان ما تحقق كان نتيجة الضغط السياسي من جهة وجراء ضربات المقاومة العراقية بمختلف أطيافها وفصائلها من جهة أخرى.
وذكر فيّاض أن عدد الجنود المتبقين تحت ذريعة حماية البعثة الدبلوماسية الأميركية، كبير نوعاً ما إذا ما قورن بالذين يعملون على حماية بعثات دبلوماسية أخرى، مما حدا بكتلة التيار الصدري للدعوة إلى تقليص عدد الجنود الموكل اليهم مهمة حماية البعثة الدبلوماسية الأميركية.
وأشار مراسل المنار أن الكثير من المواطنين العراقيين يطالبون بمحاكمة كبار ضباط وقادة الجيش الأميركية جراء ما ارتكبوه من جرائم في بلادهم.
