25-11-2024 01:24 AM بتوقيت القدس المحتلة

وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل واعلان ابنه كيم جونغ-اون خلفا له

وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل واعلان ابنه كيم جونغ-اون خلفا له

اعلنت وسائل الاعلام الرسمية الكورية الشمالية الاثنين ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل الذي يعاني منذ سنوات وضعا صحيا متدهورا توفي السبت وتم اعلان نجله كيم جونغ-اون خلفا له.

اعلنت وسائل الاعلام الرسمية الكورية الشمالية الاثنين ان الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل الذي يعاني منذ سنوات وضعا صحيا متدهورا توفي السبت وان نجله الاصغر كيم جونغ-اون اختير خلفا له.
  
وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية ان الزعيم الكوري الشمالي البالغ من العمر 69 عاما "توفي نتيجة ارهاق فكري وجسدي كبير" السبت. واضافت الوكالة ان كيم. الذي سبق ان اصيب بجلطة دماغية عام 2008 حدت من قدرته على الحركة بشكل كبير. توفي جراء "ازمة قلبية" المت به داخل قطاره خلال احدى تنقلاته الميدانية، مشيرة الى ان تشريحا لجثته حصل الاحد.
  
وتم تحديد 28 كانون الاول/ديسمبر موعدا لتشييعه في بيونغ يانغ. واعلنت السلطات الكورية الشمالية الحداد من 17 الى 29 كانون الاول/ديسمبر.
  
كما اعلنت الوكالة انه تم اعلان النجل الاصغر للزعيم المتوفي كيم جونغ-اون المولود عام 1983 او 1984 لخلافته والده، واصفة اياه بـ"الخليفة الكبير" لوالده. وقالت وكالة الانباء الكورية الشمالية الرسمية انه "في طليعة الثورة الكورية يوجد حاليا كيم جونغ-اون. الخليفة الكبير للقضية الثورية للزوتشيه والزعيم المميز لحزبنا وجيشنا وشعبنا".
  
وزوتشيه او جوتشيه هو الاسم الذي يطلق على العقيدة الرسمية للنظام الكوري الشمالي والتي وضعها مؤسس الجمهورية الشعبية لكوريا الديموقراطية كيم ايل-سونغ والد كيم جونغ-ايل. وهي عقيدة تجمع بين الشيوعية والاكتفاء الذاتي. واضافت الوكالة ان "زعامة كيم جونغ-اون هي الضمانة الاكيدة لنا كي نضمن بقاء القضية الثورية للزوتشيه للاجيال المقبلة. القضية التي اسسها كيم ايل سونغ وقادها الى النصر كيم جونغ-ايل". واضافت الوكالة "على كل افراد الحزب (حزب العمال الحاكم) والجيش والشعب ان يخضعوا بكل امانة لسلطة الرفيق كيم جونغ-اون وأن يسعوا بحزم الى حماية وتعزيز وحدة الحزب والجيش والشعب".
  
ويكرس اعلان كيم جونغ-اون خلفا لوالده مبدأ السلالة الحاكمة الشيوعية الوحيدة في التاريخ. وقد تدرج هذا الشاب. الذي يقل عمره عن 30 عاما. خلال السنوات الفائتة في السلطة وتسلم اعلى المراتب العسكرية والسياسية.

 

وتوالت ردود الفعل الاقليمية والعالمية على وفاة زعيم النظام الكوري الشمالي
  
ففي سيول. وضعت كوريا الجنوبية جيشها في حالة تأهب وعززت الرقابة على حدودها مع كوريا الشمالية. كما طلبت من حليفتها واشنطن التي تنشر 28500 جندي اميركي على اراضي كوريا الجنوبية تعزيز المراقبة عبر الاقمار الاصطناعية والطائرات. بحسب ما اوضح متحدث باسم رئاسة اركان الجيش الكوري الجنوبي. ولم يسجل اي نشاط غير اعتيادي في الساعات التي تلت الاعلان المفاجئ عن وفاة الزعيم الشمالي.
  
والغى الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك كل التزاماته ومواعيده ودعا الى اجتماع لمجلس الامن الوطني في "البيت الازرق". اسم القصر الرئاسي في سيول. وقال المتحدث باسم الرئاسة ان "كل موظفي البيت الازرق وضعوا في حالة تأهب".
  
من جهته قال متحدث باسم وزارة الدفاع ان "جميع القادة وضعوا في حالة تأهب وقد عزز الجنوب والولايات المتحدة تبادل المعلومات الاستخبارية العسكرية بينهما". ولا تزال الكوريتان رسميا في حالة حرب منذ الهدنة التي وقعها الطرفان اثر حرب 1950-1953.
  
من جهتها وفي اعلان مفاجئ اعربت الحكومة اليابانية عن تعازيها لبيونغ يانغ اثر اعلان زعيم البلد الذي لم تقم طوكيو علاقات دبلوماسية معه ابدا. وقال المتحدث باسم الحكومة اليابانية اوسامو فوجيمارو خلال مؤتمر صحافي ان "الحكومة تعرب عن تعازيها بعد الاعلان المفاجئ عن وفاة رئيس لجنة الدفاع الوطني لكوريا الشمالية كيم جونغ ايل". واضاف ان "الحكومة اليابانية تأمل في ان لا تكون لهذا الوضع انعكاسات سلبية على السلام والاستقرار في شبه الجزيرة الكورية".
  
وكان رئيس الوزراء الياباني يوشيهيكو نودا الغى خطابا كان من المقرر ان يلقيه ظهر الاثنين في طوكيو وسارع الى الاجتماع مع وزرائه الرئيسيين داخل مكتبه فور الاعلان عن وفاة زعيم كوريا الشمالية. وقال للصحافيين "تلقيت النبأ واعطيت توجيهاتي بالتحقق منها". واضاف انه امر بتعزيز العمليات الاستخبارية حول كوريا الشمالية وبالتعاون الوثيق مع الولايات المتحدة والصين وكوريا الجنوبية والاستعداد لاي طارئ.
  
من جانبه اعلن وزير الدفاع الياباني ياسيو ايشيكاوا عدم رصد اي تحرك مشبوه من جانب الجيش الكوري الشمالي. وقال عقب اجتماع امني "طلبت (من القادة العسكريين) جمع معلومات والبقاء متيقظين"، مضيفا "لم يتم ابلاغي باي امر غير اعتيادي". ولا تقيم اليابان التي احتلت شبه الجزيرة الكورية خلال النصف الاول من القرن العشرين. اي علاقات دبلوماسية مع كوريا الشمالية التي تعتبرها طوكيو تهديدا لها.
  
بدروه بحث الرئيس الاميركي باراك اوباما خلال اتصال هاتفي مع نظيره الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك الاثنين في التعاون الامني الوثيق بين واشنطن وسيول بعد الاعلان عن وفاة زعيم كوريا الشمالية. وقالت الرئاسة الاميركية في بيان ان اوباما "جدد التأكيد على التزام الولايات المتحدة القوي ضمان استقرار شبه الجزيرة الكورية وامن حليفتنا القريبة الجمهورية الكورية". واضاف البيت الابيض ان "الزعيمين اتفقا على البقاء على اتصال وثيق بينهما واصدر كل منهما اوامره لاجهزته المسؤولة عن الامن القومي بمواصلة التنسيق الوثيق بين الطرفين".
  
وكان البيت الابيض اعلن ان الولايات المتحدة تراقب "من كثب" الوضع اثر اعلان وفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ-ايل، مؤكدا رغبة واشنطن في "استقرار" شبه الجزيرة الكورية.
الصين تقدم "تعازيها الحارة" بوفاة الزعيم الكوري الشمالي
  
من جهتها، قدمت الصين "تعازيها الحارة" بوفاة الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل. وقال الناطق باسم الخارجية الصينية ليو وايمين "لقد صدمنا بنبأ وفاة الرفيق رئيس جمهورية كوريا الديموقراطية الشعبية ونقدم تعازينا الحارة للشعب الكوري الشمالي".

في حين قالت بريطانيا ان وفاة جونغ ايل يمكن ان تكون "نقطة تحول" للدولة المعزولة، داعية خليفته الى الدخول في حوار مع المجتمع الدولي. وقال وزير الخارجية البريطاني وليام هيغ في بيان ان "شعب كوريا الشمالية في حالة حداد رسمي بعد وفاة كيم جونغ ايل. ونحن ندرك ان هذه اوقات صعبة بالنسبة لهم". واضاف ان وفاة الزعيم الكوري الشمالي "يمكن ان تكون نقطة تحول بالنسبة لكوريا الشمالية". وتابع "نأمل في ان تدرك قيادتهم الجديدة ان الدخول في حوار مع المجتمع الدولي هو الامر الذي يمكن ان يوفر لهم افضل امكانية لتحسين حياة الشعب الكوري الشمالي". كما دعا كوريا الشمالية الى "العمل من اجل السلام والامن في المنطقة وان تقوم بالخطوات الضرورية لاستئناف المحادثات السداسية لنزع اسلحة شبه الجزيرة الكورية".

متحدث باسم وزيرة خارجية الاتحاد الاوروبي كاثرين اشتون صرح ان الاتحاد يتابع "باهتمام" الوضع في كوريا الشمالية بعد وفاة زعيمها وتعيين نجله كيم جونغ اون خلفا له. وقال المتحدث "ان الاتحاد الاوروبي اخذ علما باعلان وسائل الاعلام الكورية الشمالية الرسمية عن وفاة كيم جونغ ايل خلال عطلة نهاية الاسبوع بازمة قلبية على الارجح". واضاف "ان الاتحاد الاوروبي يتابع باهتمام الوضع ويجري اتصالات مع شركائه الاستراتيجيين لتبادل وجهات النظر معهم بشأن اي مضاعفات ممكنة" اثر الوفاة.

وعبر وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه عن امله في ان "يتمكن الشعب الكوري الشمالي في احد الايام من الحصول على حريته". وقال الان جوبيه ان "رحيل رجل لم يكن ابدا امرا مفرحا لكن معاناة شعب تسبب لي الحزن. وهذا هو المهم"، موضحا ان السلطات الفرنسية ستكون "متيقظة جدا ازاء عواقب هذه الخلافة". وقال الوزير الفرنسي ان كوريا الشمالية "نظام منغلق تماما. احد اخر الانظمة (الشيوعية) في العالم" وتملك السلاح النووي وبالتالي "لذلك نحن متيقظون". واضاف جوبيه "هناك عملية حوار مع كوريا الشمالية تشهد تقلبات. يجب مواصلة هذا الحوار مع الصين والمشاركين الاخرين لكي تتخلى كوريا الشمالية عن السلاح النووي".

واعلن ناطق باسم الكرملين ان روسيا قدمت تعازيها بوفاة الزعيم الكوري الشمالي. وقال المتحدث أن "البرقية ستنشر على موقع الكرملين". وقدم الرئيس الروسي ديمتري مدفيديف تعازيه الى كيم جونغ اون النجل الاصغر للزعيم الكوري الشمالي الذي اختير لخلافته كما افادت من جهتها وكالة ايتار تاس. ووجه مدفيديف ايضا برقية الى الرئيس الكوري الجنوبي لي ميونغ-باك لكي يتمنى له عيدا سعيدا مع بلوغه عامه السبعين مؤكدا انه يثمن "مساهمته في تعزيز العلاقات الروسية-الكورية" كما افادت وكالة انترفاكاس.

كما اعتبر متحدث باسم الخارجية الالمانية ان وفاة جونغ ايل تشكل "فرصة لتغيرات في كوريا الشمالية". واشار خلال تصريح صحافي خصوصا الى ان التغييرات التي تأمل برلين حدوثها تشمل تخلي بيونغ يانغ عن برنامجها النووي وتحسن الوضع الاجتماعي والاقتصادي. وقال المتحدث ان "وجود دولتين كوريتين هو وضع لا يحتمل". واضاف "نأمل في تحسن الوضع في هذا البلد". قائلا "من سيتولى قيادة البلاد وبغض النظر عمن هو. يجب ان يعمل على تحسين الوضع اليائس للشعب وان يقود انفتاحا للبلاد وان يقبل حريات ديموقراطية وان يكافح الفقر وخصوصا وقف البرنامج النووي الذي يضعف بالتاكيد البلاد اكثر مما يقويها".

 

 كوريا الجنوبية: كوريا الشمالية تجري تجربتين لصاروخين قصيري المدى

أكدت وكالة يونهاب الكورية الجنوبية أن كوريا الشمالية أجرت اليوم تجربتين لصاروخين قصيري المدى قبالة سواحلها الشرقية.
ونقلت الوكالة عن مسؤول حكومي لم تكشف هويته أن إطلاق الصاروخ ليس له علاقة بإعلان وفاة الرئيس الكوري الشمالي كيم جونغ ايل. وقال المصدر نفسه إن "هذه الصواريخ يقدر مداها بحوالى 120 كلم"، مضيفاً "نعتقد أن كوريا الشمالية أجرت هاتين التجربتين الصاروخيتين لتحسين فاعليتها ومداها، لم نشهد شيئاً أكثر من تجارب".  
  

وقد وضعت كوريا الجنوبية جيشها في حالة تأهب مع إعلان كوريا الشمالية وفاة الزعيم كيم جونغ ايل. كما عززت مراقبة حدودها الخاضعة لاجراءات أمنية مشددة بعد إعلان وفاة الزعيم الكوري الشمالي. ولا تزال الكوريتان تقنياً في حالة حرب منذ الهدنة التي وقعت في ختام الحرب الكورية(1950-1953).

 

 



نبذة حول الزعيم الكوري الشمالي كيم جونغ ايل وخلفه ابنه كيم جونغ-اون

كيم جونغ ايل
حكم كيم جونغ ايل كوريا الشمالية منذ 1994. وواصل برنامجه النووي واجرى في هذا السياق تجربتين في تشرين الاول/اكتوبر 2006 وايار/مايو 2009. وتعرض كيم جونغ ايل الى جلطة في الدماغ في آب/اغسطس 2008. كما عانى من مشاكل في الكلى والسكري وارتفاع الضغط. وكان الوضع الصحي للزعيم الكوري الشمالي يعتبر من اسرار الدولة وكذلك سيرته الذاتية التي اضحت اقرب الى الاسطورة.
  
وكيم جونغ ايل احد ابناء اصحاب الامتيازات في العهد السوفياتي. وتقول الدعاية الرسمية انه حين ولد في 16 شباط/فبراير 1941 او 1942. بحسب مصادر مختلفة. ظهرت نجمة ساطعة في السماء وقوس قزح مزدوج. اما الجبل الذي يشار الى انه ولد فيه جبل بايكدو (2744 مترا) حيث اعلى قمة في كوريا الشمالية على الحدود مع الصين. فقد اصبح مكانا مقدسا.

وفي الواقع. فان اغلب المؤرخين يقولون ان كيم جونغ ايل ولد في روسيا في معسكر تدريب للحركة المسلحة التي اطلق منها والده حرب المقاومة ضد المحتل الياباني حتى العام 1945. وبعد نيله اجازة جامعية في الاقتصاد السياسي عام 1964 من الجامعة التي تحمل اسم والده. ارتقى الشاب البالغ من العمر 22 عاما في حينه بسرعة سلم القيادة في حزب العمال الحاكم. وكان يهتم اساسا بالدعاية.
  
وبعد ان عين خليفة لوالده. تولى رسميا مقاليد الحكم بعد ثلاث سنوات من وفاة والده كيم ايل-سونغ في 1994. واشتهر "الزعيم الغالي" باجادة المناورة في المفاوضات الدولية التي بدأت في 2003 لاقناع بيونغ يانغ بالتخلي عن طموحاتها النووية. وكثيرا ما عمد الى غلق الباب امام هذه المفاوضات التي تشمل الكوريتين والصين والولايات المتحدة واليابان وروسيا وازدرى بالمجموعة الدولية عندما قام باول تجربة نووية في 9 تشرين الاول/أكتوبر 2006. وهذه المفاوضات مجمدة منذ نيسان/ابريل 2009.


كيم جونغ اون
كيم جونغ اون اصغر ابناء الزعيم الكوري الشمالي الراحل جونغ ايل والذي تم اعلانه رسميا الاثنين خلفا لوالده على رأس اول نظام شيوعي وراثي في العالم. هو رجل لا يعرف عنه الكثير ولم يسمح بتسرب اي تفاصيل عن شخصيته او نواياه.
  
والاثنين. اعلن عن تولي هذا الشاب الذي لم يكن احد يعرف صورته كراشد. القيادة خلفا لوالده بعيد دقائق من اعلان وفاة "الزعيم الغالي". وقالت وكالة الانباء الرسمية الكورية الشمالية ان "كل اعضاء الحزب (العمال) والعسكريين والشعب يجب ان يخضعوا كل امانة لسلطة الرفيق كيم جونغ اون وان يسعوا بحزم الى حماية وتعزيز وحدة حزبنا وجيشنا وشعبنا". الا ان بقية العالم لا يعرف سوى القليل عن اصغر ابناء كيم جونغ ايل.
  
ولم تنشر صور كيم جونغ اون سوى في ايلول/سبتمبر 2010 للمرة الاولى وهو يقف الى جانب والده مع عدد من الشخصيات الكبيرة. ورغم صغر سنه عين ايضا برتبة جنرال باربع نجوم. وحياة جونغ اون محاطة بالغموض والسرية. وبحسب اجهزة الاستخبارات الكورية الجنوبية فان الشاب الذي يرجح انه ولد في العام 1983 هو ابن الزعيم الكوري الشمالي من زوجته الثالثة وهي يابانية الاصل تدعى كو يونغ هي ويعتقد انها قضت بمرض السرطان في العام 2004. وقد تلقى دروسه في سويسرا حيث اصبح من هواة رياضة كرة السلة.