هل يجب على الولايات المتحدّة أن تتحرّك ضد القذافي أم أن تحركاً كهذا سيسمم الثورة العربية؟
مقتطفات من الصحف الأجنبية الصادرة اليوم الخميس 03-03-2011
إنها مجرد البداية
هل يجب على الولايات المتحدة أن تتحرّك ضد القذافي؟
التدّخل العسكري في ليبيا سيسّمم الثورة العربية
هل يأمر أوباما بتدخل عسكري في ليبيا؟
نيويورك تايمز
إنها مجرد البداية/ توماس فريدمان
إن موسم الثورات العربية لا يزال في بدايته، وإن هناك "قوى غير مرئية" تغذي الانتفاضات الشعبية في المنطقة.
سوف يصاب المؤرخين بالحيرة في محاولاتهم لتجميع صورة ما يحدث، وكيف أن تضحية البائع المتجول التونسي محمد البوعزيزي بنفسه -احتجاجا على مصادرة بضاعته- استطاعت أن تشعل انتفاضة شعبية في كافة أنحاء العالم العربي والإسلامي.
و بجانب الأسباب الرئيسية التقليدية المعروفة التي تقف وراء حركة الاحتجاجات -مثل الطغيان وارتفاع أسعار الغذاء والبطالة بين صفوف الشباب والعوامل الاجتماعية- هناك أيضا "قوى غير مرئية" غذت الانتفاضات الشعبية في المنطقة، ويجملها في خمسة أسباب هي:
وجود أوباما في البيت الأبيض : أول هذه الأسباب أو العوامل يكمن في الرئيس الأمريكي، باراك أوباما، الذي جاء إلى مصر عام 2009 ليلقى خطابًا يظهر الفرق الكبير بين ديمقراطية الغرب التي تسمح لرجل أسود اسم عائلته حسين بقيادة أكبر قوى في العالم، بينما لا يزال الشباب في الشرق منغمساً في بطالة لا تنتهي ولا يملك حق التصويت وليس له صوت في المستقبل.
فعندما خطب أوباما في القاهرة لم يكونوا يصغون لكلماته بل إليه شخصيا، وكانوا يقولون في قرارة أنفسهم: "دعونا نتأمل هذا. إنه (أي أوباما) شاب، وأنا شاب. بشرته داكنة اللون، وبشرتي كذلك. اسم والده حسين، واسمي أنا حسين. جده مسلم، وكذلك جدي. إنه رئيس للولايات المتحدة وأنا شاب عربي عاطل عن العمل، ليس لدي صوت انتخابي وليس لدي اختيار في مستقبلي".
غوغل إيرث (نظام غوغل للخرائط) :إن نظام غوغل إيرث قد أمد المعارضة الشعبية البحرينية بأسباب الاحتجاج، لأن المعارضة استخدمت هذا النظام وفتحت فيه حسابا يمكن لأي بحريني الولوج إليه، لبيان حقيقة وجود مساحات شاسعة غير مستغلة في البحرين، بينما تعاني البلاد في كثير من مناطقها من كثافة سكانية خانقة.
إسرائيل: إن مسلسل محاسبة المسؤولين الإسرائيليين الفاسدين -مثل رئيس الوزراء السابق واللواء يوآف غالانت الذي ألغي تعيينه كرئيس أركان الجيش الإسرائيلي لأنه استولى على أرض حكومية مجاورة لمنزله- قد ساهم في تأجيج الغضبة الشعبية المصرية.
ويعلل فريدمان اعتقاده بقوله إنه "من المؤكد أن ما حدث في إسرائيل قد أثار كثيرا من الضحك في مصر، حيث الأراضي تباع للقطط السمان وأعوان النظام، مما أدى إلى حصولهم على أرباح خيالية بين يوم وليلة".
سلام فياض : أما العامل الخامس والأخير، فمتمثل في "الفياضية" تلك الصفة التي ارتبطت برئيس وزراء السلطة الفلسطينية، سلام فياض الذي قدم للعالم العربي قبل ثلاثة أعوام شكلا جديدا من الحكومة يرتكز على "احكم على أدائي، وكيف أوفر الخدمات الاجتماعية، وأجمع القمامة وأوفر فرص العمل"، وليس على كيفية "مقاومتي" للغرب أو إسرائيل.
كل عربي يمكنه تبنى هذا النهج، فالصينيون تخلوا عن الحرية مقابل النمو الاقتصادي وحكومة محترمة، بينما تخلى العرب عن الحرية وحصلوا في المقابل على الصراع العربي الإسرائيلي والبطالة.
نيويورك تايمز الأميركية
هل يجب على الولايات المتحدّة أن تتحرّك ضد القذافي؟
تطرح صحيفة نيويورك تايمز الأميركية سؤالا "هل يجب على الولايات المتحدّة أن تتحرّك ضد القذافي؟" وتكتب بأنّ تحديداً لأهداف التدّخل ضروري. إذا كانت الأهداف إنسانية فالمخاطر عندئذ تكون محدودة. أما إذا كانت عسكرية فالمخاطر ستكون كبيرة على واشنطن وعلى ليبيا. نجاح التدخل العسكري سيعطي واشنطن شرعية لعب دور فاعل في تشكيل النظام الجديد الذي سيتبلور في ظلّ حسابات قبائلية وإقليمية قد لا تصبّ في مصلحة البيت الأبيض.
الغارديان البريطانية
التدّخل العسكري في ليبيا سيسّمم الثورة العربية
تحت عنون "التدخل العسكري في ليبيا سيسمّم الثورة العربية" كتبت الغارديان البريطانية عن مخاطر التدّخل عسكرياً لأن ليبيا باتت مقسّمة وجزء كبير منها أصبح بيد معارضة مسلّحة. وتتساءل الصحيفة لماذا لم تتدّخل واشنطن في بلدان أخرى لوقف الممارسات القمعية بحقّ الشعب؟ مضيفة بأنّ اعتماد مبدأ الاختيار في حماية هذا الشعب أم ذاك يدّل عن خبث الإدارة الأميركية. فقد قامت بعمليات خطف وتعذيب وقتل، تقول الصحيفة، لكنّها تسعى اليوم وبإذن دولي إلى منع نفس الممارسات في ليبيا.
التايم الأميركية
هل يأمر أوباما بتدخل عسكري في ليبيا؟
تساءلت مجلة تايم الأميركية عما إذا كان الرئيس الأميركي باراك أوباما سيأمر بالتدخل العسكري في ليبيا لإسقاط نظام العقيد معمر القذافي الذي يهدد بقصف أبناء وبنات الشعب الليبي العزل بالطائرات الحربية، وبتصفيتهم إلى آخر قطرة دم.
ونسبت تايم إلى مسؤول أميركي كبير قوله إنه إذا ما تبلورت اتفاقات في الرأي لدى المجتمع الدولي بضرورة التدخل العسكري لحماية المدنيين الليبيين ضد تهديدات القذافي بإبادتهم، فإن واشنطن لن تقود هذا التحالف الدولي المحتمل وحدها، ولكن التدخل العسكري سيكون تحت رعاية الأمم المتحدة.
وأوضح المسؤول الأميركي أن أي قرار يقتضي قيام قوات عسكرية بمصاحبة عمليات الإغاثة الإنسانية إلى الشعب الليبي، لا بد من أن يتخذه مجلس الأمن الدولي التابع للأمم المتحدة. وفي حين تواصل وزارة الدفاع الأميركية (البنتاغون) مناقشة خططها العسكرية الطارئة، بما في ذلك الاستعدادات والتعزيزات العسكرية اللازمة للانتشار داخل الأراضي الليبية، قال المسؤول الأميركي إن التركيز الآن يجري على ضرورة تزويد المحتاجين بالمساعدات الإنسانية اللازمة في ظل الاضطرابات والثورة الشعبية التي تشهدها ليبيا.
وأشارت المجلة إلى أنه منذ سقوط جدار برلين، فإن أي مهمات لتقديم الدعم والمساعدات الإنسانية عادة ما تتوسع وتتحول إلى مهمات أخرى تتمثل في توفير الحماية للمدنيين، وبالتالي تؤول إلى تدخل عسكري مباشر في البلدان المعنية. وأشارت المجلة إلى الاحتياطيات النفطية الهائلة في ليبيا، وإلى الترسانة العسكرية التي يملكها القذافي ويضعها في أيدي جنود مرتزقة وبعض الموالين له، مما يزيد احتمالات التدخل العسكري الأجنبي لحماية الشعب الليبي الأعزل من المصير المجهول الذي ينتظره، في ظل تساؤلات بشأن الكيفية التي يفكر بها القذافي نفسه.
ويقول أحد المسؤولين الأميركيين إن حل الأزمة في ليبيا، وتخليص الشعب الليبي من استمرار سفك دمائه على أيدي مرتزقة القذافي، يكمن في إسقاط النظام وخلع العقيد القذافي، وهذا ما يسعى إليه المحتجون المدنيون عبر الثورة الشعبية الملتهبة. وأما إذا ما رفض من وصفته بالدكتاتور الليبي الانصياع لمطالب المحتجين والرحيل والابتعاد عن سدة الحكم، واستمر في قتل المدنيين وإجبار مئات الآلاف على التشرد واللجوء إلى خارج بلادهم، فإن المجتمع الدولي سرعان ما يجد نفسه تحت ضغوط لاتخاذ قرار بالتدخل العسكري في ليبيا، وسط مناشدات المعارضة الليبية للعالم التدخل ومساعدة الشعب الليبي الجريح.