23-11-2024 06:19 PM بتوقيت القدس المحتلة

نيويورك تايمز: أميركا تتوقع تقليص علاقتها بباكستان

نيويورك تايمز: أميركا تتوقع تقليص علاقتها بباكستان

في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة حقيقة أن شراكتها الأمنية العريضة مع باكستان قد ولَّى زمانها، يسعى المسؤولون الأميركيون لإنقاذ ما تبقى من تحالف محدود ضد "الإرهاب" .

كتبت صحيفة نيويورك تايمز في عددها الصادر اليوم الثلاثاء "في وقت تواجه فيه الولايات المتحدة حقيقة أن شراكتها الأمنية العريضة مع باكستان قد ولَّى زمانها، يسعى المسؤولون الأميركيون لإنقاذ ما تبقى من تحالف محدود ضد الإرهاب يعرفون في قرارة نفوسهم أنه سيحد من قدرتهم على شن هجمات ضد "المتطرفين" ونقل المؤن إلى أفغانستان".

ويرى مسؤولون أميركيون وباكستانيون أن الولايات المتحدة ستُضطر إلى وضع قيود على الهجمات التي تستخدم فيها طائرات بدون طيار، وتقليص عدد جواسيسها وجنودها على الأرض، وبذل مزيد من المال لنقل المؤن والإمدادات عبر باكستان إلى قوات التحالف في أفغانستان. ونقلت صحيفة نيويورك تايمز عن مسؤول أميركي كبير طلب منها عدم ذكر اسمه، القول "لقد طوينا صفحة ما بعد الحادي عشر من أيلول". وأضاف هذا المسؤول أن باكستان أبلغتهم بوضوح شديد أنها تعكف على إعادة تقييم مجمل علاقتها بالولايات المتحدة. ويقول مسؤولون أميركيون إن العلاقة ستستمر بشكل من الأشكال لكن إطارها العام لن يتضح قبل أن تفرغ باكستان من تقييمها العريض في غضون الأسابيع القادمة. على أن إدارة الرئيس باراك أوباما ما لبثت أن أدركت ما ستكون عليه شروط الشراكة الجديدة مباشرة عقب الضربة الجوية الأميركية التي أسفرت عن مقتل 26 جنديا باكستانيا الشهر الماضي قرب الحدود مع أفغانستان.

فقد أغلقت باكستان بعدها طرق الإمدادات إلى أفغانستان، وقاطعت مؤتمرا في ألمانيا بشأن مستقبل أفغانستان، وأرغمت الولايات المتحدة على وقف طلعات طائراتها بدون طيار من إحدى القواعد في جنوبي غربي باكستان.

وترى الصحيفة أن ما سيتمخض عنه إعادة تقييم العلاقة لن يكون سوى صورة باهتة من العلاقة الإستراتيجية الشاملة التي كان وراءها ريتشارد هولبروك –مبعوث أوباما الخاص لأفغانستان وباكستان- قبل أن تتوفاه المنية العام المنصرم. ففي ذلك الوقت عكف مسؤولو البلدين من خلال أكثر من عشر لجان على بحث قضايا تتعلق بالصحة وسيادة القانون والتنمية الاقتصادية. لكن كل ذلك جرى التخلي عنه ليحل محله على الأرجح جملة اتفاقيات أضيق نطاقا وتُعنى بأولويات جوهرية من قبيل محاربة "الإرهابيين"، والعمل على استقرار أفغانستان، وضمان بقاء ترسانة باكستان المكونة من مائة ونيّف سلاح نووي. وجميعها قضايا ترغب باكستان في إيضاحها خطيا بعبارات لا لبس فيها والاتفاق عليها مسبقا.