تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء بشكل أساسي موضوع زيارة المراقبين العرب لمدينة حمص السورية يوم أمس وأعلن رئيسها أنه لمس تعاوناً من كل الأطراف.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء بشكل أساسي موضوع زيارة المراقبين العرب لمدينة حمص السورية يوم أمس وأعلن رئيسها أنه لمس تعاوناً من كل الأطراف.
السفير :
صحيفة السفير عنونت"المراقبون في حمص: الاختبار العملي الأول للحل العربي"
وكتبت تقول"خضع الحل العربي للأزمة السورية لاول اختبار عملي امس عندما بدأ المراقبون العرب يومهم الأول على الأرض بزيارة مدينة حمص، حيث بادرتهم السلطة الى سحب الدبابات وناقلات الجنود من حي بابا عمرو، فيما استقبلتهم المعارضة بتظاهرة حاشدة، ما يشير الى سيناريو يمكن ان يتكرر في مختلف المدن السورية التي يفترض أن تزورها بعثة المراقبة العربية في خلال مهمتها المحددة بشهر قابل للتمديد مرة واحدة".
ومر اليوم الأول من عمل بعثة المراقبين بسلام. وأعلن رئيس البعثة الفريق السوداني الجنسية محمد أحمد مصطفى الدابي لوكالة «رويترز»، وهو في طريق عودته إلى دمشق من حمص أنه «لمس تعاوناً من كل الأطراف»، مشيراً إلى أن مراقبين بقوا في المدينة لمتابعة عملهم، بعد أن قضوا نهارهم فيها.
وقال مسؤول في المدينة لوكالة «اسوشييتد برس» إن ثلاثة مراقبين بقوا في المدينة. ويعتزم أعضاء البعثة، وعددهم 10 مراقبين، زيارة قرى ريف محافظة حمص اليوم للإطلاع على الأوضاع هناك وإجراء اللقاءات مع الأهالي.
وكانت لجنة المراقبين بدأت عملها الميداني بزيارة إلى حمص، حيث التقت محافظ المدينة غسان عبد العال، ثم جالت على أحياء عديدة، فزارت المستشفى الوطني في المدينة، لكن من دون لقاء الجرحى فيه أو معاينة الجثث. كما زارت حي باب السباع وبابا عمرو، فيما ذكرت وسائل إعلام محلية أن الوفد انقسم إلى قسمين، واحد دخله برئاسة الدابي، وآخر توجه إلى الخالدية والنازحين والبياضة والزهراء وعكرمة.
وذكر موقع «شوكوماكو» المقرب من السلطة أن الوفد التقى «عشوائياً ببعض الأهالي الذي تحدث بعضهم عن استهداف المجموعات الإرهابية المسلحة للممتلكات العامة والخاصة، إضافة إلى استهداف المدنيين الآمنين. ولفت بعض الأهالي أيضاً في حديثهم لأعضاء وفد المراقبين في حمص إلى أن المسلحين يجبرونهم بالقوة على إغلاق محالهم التجارية وفرض حالة إضراب قسري تحت تهديد السلاح».
وقال الدابي، في طريق عودته إلى دمشق، «غادرت حمص الآن إلى دمشق لارتباطي باجتماعات، لكن فريق المراقبين سيبيت الليلة في حمص وأنا سأعود غداً (اليوم) إلى المدينة»، مضيفاً «اليوم (أمس) كان جيداً جداً ووجدنا تجاوباً من الأطراف كافة».
وأكد الدابي، في تصريح لراديو «سوا» الأميركي، أن «البعثة ستتعامل مع الوضع كما تنص عليه توصيات الجامعة العربية وليس بتوصيات أي جهة سورية». وقال إن «البعثة لا تتعامل بتوصيات الحكومة أو المعارضة السورية، وإنما تتعامل بما تراه وتعايشه على أرض الواقع»، مشيداً «بتعاون النظام السوري مع بعثته»، داعياً «الأطراف الأخرى للتعاون مع البعثة لإنجاح مهمتها».
وقبيل وصول المراقبين إلى حمص، انسحبت دبابات تابعة للجيش السوري من حي بابا عمرو وسط مدينة حمص. وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الإنسان رامي عبد الرحمن إن «11 دبابة شوهدت تنسحب من حي بابا عمرو»، مضيفاً إن «هذه الدبابات شوهدت في حي الشماس المجاور لبابا عمرو»، لكنه قال في وقت لاحق إن انسحاب الدبابات «لم يكن سوى خدعة وسرعان ما استؤنف إطلاق النار بعد دقائق».
وذكر المرصد إن السلطات السورية استخدمت الغاز المسيل للدموع لتفريق متظاهرين. وقال إن «أكثر من 70 ألف متظاهر يحاولون الدخول إلى ميدان الساعة وسط حمص، في حين تقوم قوات الأمن السورية بإطلاق القنابل المسيلة للدموع من أجل تفريقهم». وأضاف إن «قوات الأمن السورية أطلقت الرصاص الحي في حي مجاور لميدان الساعة على متظاهرين ما أدّى إلى إصابة أربعة أشخاص، احدهم بحالة الخــطر». وكان المرصد تحدث عن تظاهرة ضمت أكثر من 30 ألف شخص ضد النظام في حي الخالدية في حمص خلال زيارة وفد الجامعة العربية.
وتم بث أشرطة فيديو على موقع «يوتيوب» ظهر فيه عدد من المراقبين العرب في حمص وسط تجمع من سكان المدينة يحاولون إقناعهم بالتوجه إلى مناطــق أخرى في حي بابا عمرو. وصاح رجل وهو يمسك بأحد المراقبــين من سترته «كنت تقول لرئيس البعثة إنه لا يمكننا العــبور إلى الــشارع الثاني بسبب إطلاق النار. لماذا لا تقول هذا لنا». وقال المراقب إنه لا يمكن إلا لرئيس الفريق الإدلاء بتصريحات علنية.
وظهر في الفيديو مراقبان على الأقل ورجلان يرتدي كل منهما سترة برتقالية اللون ويحيط بهما حشد من سكان بابا عمرو. وصاح سكان آخرون بالوفد وناشدوهم الدخول إلى أحيائهم. وقال أحدهم «ادخلوا إلى الداخل وانظروا ما يحدث في الداخل. لقد ذبحونا والله».
وقال رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا السفير عدنان عيسى الخضير، في القاهرة، إن «بعثة المراقبين باشرت عملها من حمص وإنها تقوم بواجبها، كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين جامعة الدول العربية والحكومة السورية». وأوضح أن «الفريق موجود في حمص والتقى محافظ المدينة، ويباشرون عملهم وفق ما ورد في البروتوكول الذي أقره مجلس الجامعة العربية، وهم متواجدون في حمص وليس في درعا، كما تردد في بعض وسائل الإعلام».
وحول الأماكن التي سيزورها فريق البعثة لاحقا، قال الخضير إن «المتواجدين في الميدان قادرون على تحديد وجهتهم، وتحكمهم عملهم وثيقة البروتوكول الموقعة مع الحكومة السورية والتنسيق مع رئيس البعثة». وأعرب عن أمله أن تتعاون السلطات السورية مع فريق المراقبين، مضيفا إن «البعثة سترسل لنا تقارير دورية عن عملها في المناطق التي تزورها، والغرفة بدورها ترفعها للأمين العام للجامعة العربية نبيل العربي».
وتتكون البعثة من جنسيات متعددة، يتصدرها المصريون بعشرة مراقبين، يليهم كل من المغرب والجزائر وموريتانيا بسبعة لكل منهم، وستة مراقبين من العراق وأربعة من تونس وثلاثة من السعودية واثنان من السودان ومراقب واحد من كل من الأردن واليمن ودولة الإمارات وجيبوتي. وبين المراقبين خبراء عسكريون ودبلوماسيون وناشطو حقوق إنسان. وقد أبلغ لبنان الى الجامعة رفضه المشاركة في مهمة المراقبة في سوريا.
وقال ملحم الدروبي، القيادي في جماعة الإخوان المسلمين وعضو «المجلس الوطني السوري» المعارض، «لا نريد القفز إلى استنتاجات والقول إن الوفد ليس موضوعياً أو لا يبحث عن الحقيقة». وأضاف «ليس من الإنصاف الآن إصدار حكم. لننتظر ونرى ما سيحصل». وتابع «أتوقع أن يتمكن (فريق المراقبين) من كتابة تقرير فيه العديد من الحقائق، لان الحقائق واضحة تماماً، وإذا ذهبوا إلى بابا عمرو فإنهم سيرون أن هناك دماراً».
من جهتها، اعتبرت باريس أن «وصول المراقبين ليس هدفاً بحد ذاته، لأنه من الضروري وضع كامل خطة الجامعة العربية موضع التنفيذ»، محذرة من «أي محاولة للتلاعب من قبل السلطات السورية». وقال المتحــدث باسم وزارة الخارجية برنار فاليرو إن «حمص تمــثل أولوية الآن وبالتالي فنحن ندعو المراقبين إلى الدخول إلى أنحاء المدينة كافة».
ميدانيات
وسجلت دمشق حادثة أمنية خطيرة، حين أقدم طالب جامعي في العشرينيات على قتل زميل له وجرح 4 قبل أن يلوذ بالفرار من مبنى كلية الهندسة الطبية على أطراف دمشق. وقال مصدر رسمي للوكالة السورية إن « الطالب عمار بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود وقام بإطلاق النار عليهم». ورجح ناشطو «فيسبوك» أن تكون الخلفية طائفية كما ذكرت بعض وسائل الإعلام المحلية أن القاتل اعتقل في حي مجاور.
وهي المرة الأولى التي تسجل حادثة من هذا النوع في دمشق. وقد كتب القاتل على صفحته على «فيسبوك» ما يشير إلى عدم ترحيبه ببعثة المراقبين العرب إلى سوريا. كما كتب أشعاراً ذات طبيعة إسلامية ووضع صوراً له يتباهى بمسدس حربي ذهبي اللون، كما أن اثنين من ضحاياه «صديقان» على صفحته الخاصة، التي تضم 46 اسما أغلبيتها أسماء مستعارة.
من جهته، قال المرصد السوري لحقوق الإنسان، في بيان، إن «الطالب دخل إلى قسم الهندسة الطبية بجامعته وأطلق الرصاص على الذين قاموا بالاعتداء عليه وإذلاله وتعذيبه من الطلاب الموالين للنظام».
وذكرت «سانا» إن «مجموعة إرهابية مسلحة فجرت خطاً لنقل الغاز عند قرية المختارية بين كفر عبد والرستن بمحافظة حمص». يذكر أن هذا الخط تعرض في 12 الحالي لعملية «تخريبية» بالقرب من مدينة الرستن عبر تفجيره بعبوة.
من جهة أخرى، ذكرت إذاعة «شام أف أم» إن «عبوة انفجرت على طريق منطقة أريحا حلب، ما أدى إلى مقتل مسلح أثناء قيامه بالتفجير واستشهاد 4 مدنيين وإصابة 3 كانوا يستقلون باصاً تابعاً لمعمل الغزل والنسيج بإدلب».
وذكرت «سانا» أن «وحدات الجيش قامت بعملية نوعية في قرية عين البيضا الحدودية مع تركيا والتابعة لناحية بداما في جسر الشغور، وأسفرت العملية عن قتل 4 مسلحين والقبض على 3 وجرح 4. وأثناء مداهمة عدد من الأوكار تمت مصادرة عدد كبير من الأسلحة والذخائر والعبوات». وقال مصدر عسكري إن «باقي عناصر المجموعة لاذوا بالفرار باتجاه الأراضي التركية».
وذكرت «سانا» انه «استنكاراً للتفجيرين الإرهابيين اللذين وقعا الجمعة الماضي في دمشق، وتكريماً لأرواح الشهداء ورفضاً للتدخل الخارجي بشؤون سوريا الداخلية تدفقت حشود كبيرة من المواطنين إلى ساحة السبع بحرات بدمشق حاملين الأعلام الوطنية واللافتات التي تدعو إلى الوحدة الوطنية ومواصلة العمل لإفشال المؤامرة التي يتعرض لها وطنهم».
الأخبار :
صحيفة الأخبار عنونت " مقتل الطالب اللبناني حسين غنّام في جامعة دمشق"و"المراقبون في حمص: التعاون مستمرّ"
وكتبت تقول"شهدت مدينة حمص، أمس، أولى الزيارات المعلنة لوفد مراقبي الجامعة العربية، بالتزامن مع تجديد رئيس البعثة، محمد أحمد مصطفى الدابي، تأكيده تعاون السلطات السورية مع مهمة وفده، فيما سُجّل مقتل طالب لبناني في حادث إطلاق نار هو الأول من نوعه داخل جامعة دمشق".
وضعت زيارة وفد مراقبي الجامعة العربية إلى مدينة حمص، أمس، حدّاً للعمليات الأمنية التي كانت تشهدها المدينة، وتحديداً حي بابا عمرو فيها، الذي كان على قائمة زيارات البعثة في يوم عملها الأول، وسط تأكيدات رئيسها محمد أحمد مصطفى الدابي استمرار تعاون السلطات السورية مع أعضاء البعثة. وقالت قناة «الدنيا» إن وفد مراقبي الجامعة العربية توجه إلى حي باب السباع حيث «قاموا بتقييم الأضرار التي تسببت بها المجموعات الارهابية والتقوا أقرباء شهداء وشخصاً خطفته» هذه المجموعات.
وتابعت التغطية الاخبارية لـ«الدنيا» أنه عند وصول المراقبين الى باب السباع، «تجمع عدد كبير من الاشخاص ليؤكدوا أنهم يريدون التصدي للمؤامرة التي دبرت ضد سوريا». وقبل جولتهم في حمص، أشارت «الدنيا» أيضاً إلى أن وفد مراقبي الجامعة العربية اجتمع مع محافظ حمص غسان عبد العال، كاشفة أن «المراقبين العرب سيتّجهون إلى حماه وادلب» من دون تحديد أي موعد لزيارتهم، بينما أشار موقع «شام برس» إلى تجوُّلهم في مناطق بابا عمرو والنزهة والنازحين وكرم الزيتون، فضلاً عن زيارة المستشفى الوطني في المدينة.
من جهته، ذكر المرصد السوري لحقوق الانسان أنّ «وفد المراقبين دخل الى بابا عمرو يرافقه أشخاص من الحكومة، لكنه لم يلتق أحداً من السكان». وأوضح «المرصد» أنه «قبيل وصول المراقبين إلى حمص، انسحبت 11 دبابة تابعة للجيش السوري من حي بابا عمرو». ولفت إلى أن «انسحاب الدبابات لم يكن سوى خدعة، وسرعان ما استؤنف اطلاق النار بعد دقائق». وأضاف المصدر المعارض أن «قوات الامن السورية أطلقت الرصاص في حي مجاور لميدان الساعة على متظاهرين، ما أدى إلى اصابة أربعة أشخاص بجروح أحدهم بحالة الخطر».
في غضون ذلك، جدد رئيس بعثة المراقبين محمد أحمد مصطفى الدابي تأكيد تعاون السلطات السورية مع مهمة وفده في أثناء توجهه إلى حمص، قائلاً لوكالة «فرنس برس»: «أنا في طريقي إلى حمص، وحتى الآن (السلطات السورية) تتعاون». ولاحقاً نقل عن الدابي قوله «أنا عائد الى دمشق لحضور سلسلة من الاجتماعات، وسأعود غداً إلى حمص. أما باقي أعضاء الفريق، فسيمكثون في حمص». وشدّد في الوقت نفسه على أن «اليوم كان جيداً جداً ووجدنا تجاوباً من كافة الأطراف».
من جهته، أعلن رئيس غرفة العمليات الخاصة بعمل المراقبين العرب في سوريا، السفير عدنان عيسى الخضير، من القاهرة، أن بعثة المراقبين «باشرت عملها من حمص وهي تقوم بواجبها كما هو متفق عليه في البروتوكول الموقع بين جامعة الدول العربية والحكومة السورية». ورداً على سؤال عما إذا كان هناك تعاون من قبل السلطات السورية مع فريق المراقبين، أعرب الخضير عن أمله في ذلك، مؤكداً «أن البعثة سترسل لنا تقارير دورية عن عملها في المناطق التي تزورها». كذلك أشار الخضير إلى أن «هناك لبساً في وسائل الاعلام التي تدّعي بأن بعثة المراقبين موجودة منذ الخميس الماضي، بينما الصحيح أن البعثة وصلت أمس وباشر 10 من أعضائها برئاسة الفريق أول محمد الدابي عملهم منذ الصباح في حمص».
وفي السياق، أعلنت الجزائر أنها أرسلت 10 مراقبين ضمن بعثة جامعة الدول العربية إلى سوريا، في ظل قرار لبنان بعدم ايفاد مراقبين. من جهتها، حذّرت فرنسا السلطات السورية من «أي محاولة تمويه أو تلاعب» بالتزامن مع جولات البعثة العربية. وقال المتحدث باسم وزارة الخارجية الفرنسية، برنار فاليرو، إنّ «المجتمع الدولي سيراقب أي محاولة إخفاء أو تلاعب قد يحاول نظام دمشق القيام بها»، داعياً إلى تمكين مراقبي جامعة الدول العربية من الوصول إلى كامل أرجاء مدينة حمص وإعداد تقييم مستقل لحقيقة الوضع.
ميدانياً، أفادت وكالة الأنباء السورية «سانا» بأن «مجموعة ارهابية مسلحة استهدفت فجراً، في عملية تخريبية خطاً لنقل الغاز» في قرية المختارية في محافظة حمص، إضافة إلى كشفها عن أن «الجهات المختصة في محافظة إدلب اشتبكت مع مجموعة إرهابية مسلحة قرب الحدود التركية كانت تحاول تسهيل عملية تسلل مجموعة إرهابية أخرى من داخل الأراضي التركية»، وتمكنت من قتل وإصابة عدد من المسلحين. كذلك أعلنت «سانا» أنه تم «تشييع جثامين 8 شهداء من الجيش والقوى الأمنية»، فيما أشارت إلى خروج مسيرة جديدة في ساحة السبع بحرات في دمشق «استنكاراً للعملين الارهابيين اللذين وقعا الجمعة الفائت ورفضاً للتدخل الخارجي».
من جهته، أفاد «المرصد السوري» عن ارتفاع حصيلة قتلى أول من أمس إلى 44 بينهم 34 في حمص، فضلاً عن سقوط عدد من القتلى أمس في القصير وفي درعا ودوما وريف دمشق، فيما سجل مقتل طالب لبناني يدعى حسين غنام في جامعة دمشق نتيجة اطلاق نار قام به أحد زملائه.
وذكرت وكالة «سانا» أن «الطالب عمار بالوش (سنة ثانية هندسة طبية في جامعة دمشق) أطلق النار من مسدس حربي خلال المذاكرة للطلاب في كلية الهندسة الطبية، ما أدى الى استشهاد الطالب حسين غنام وإصابة كل من الطلاب سلطان رضوان وخضر حازم وجورج فرح وبيار لحام». ونقلت «سانا» عن مصدر رسمي أن «بالوش اختار الطلاب الخمسة بشكل مقصود وقام بإطلاق النار عليهم».
وكان لـ «المرصد السوري» أيضاً روايته للحادثة، إذ أشار إلى أن مطلق النار كان بين مجموعة «طلاب اعتصموا في حرم الكلية في الثامن من الشهر الجاري دعماً لثورة الشعب السوري، وتعرضوا للضرب من قبل طلاب موالين للنظام بينهم نجل ضابط». وتابع المرصد أنه «بعد الاعتداء الوحشي على الطالب (بالوش) من قبل الطلاب الموالين للنظام، اعتقل لمدة ليومين تعرّض خلالهما لكافة أنواع التعذيب، فما كان منه إلا أن دخل اليوم (أمس) إلى قسم الهندسة الطبية في جامعته، وأطلق الرصاص على الذين قاموا بالاعتداء عليه».
النهار:
أما صحيفة النهار فعنونت" حمص تظاهرت في ظل المراقبين العرب وبعثة الجامعة لمست تعاوناً جيداً من الاطراف"
وكتبت تقول"أمضى المراقبون العرب في سوريا يومهم الاول في حمص التي تعتبر من أشد البؤر تفجراً منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط الرئيس السوري بشار الاسد. وقوبل المراقبون بتظاهرات للمعارضة قال ناشطون انها ضمت 70 الف شخص طالبوا بحماية دولية، وقت انسحبت الدبابات من حي بابا عمرو في ما اعتبرته المعارضة "خدعة" خلال وجود المراقبين. كذلك التقى المراقبون محافظ حمص اللواء غسان عبد العال وشهدوا تظاهرة مؤيدة للنظام.(راجع العرب والعالم)
واعلن رئيس بعثة المراقبين الفريق أول الركن محمد مصطفى الدابي ان البعثة لقيت تعاوناً جيداً من كل الاطراف".
وتحدث مصدر مطلع في البعثة الى "النهار" عن اجتماعات متلاحقة بين الدابي وعدد من المسؤولين السوريين من سياسيين وامنيين، كما ان اتصالات ساخنة جرت بين الطرفين لتذليل بعض العقبات التي كانت تعترض سير عمل المراقبين. وقد وفرت السلطات دعماً لوجستيا وحماية امنية للوفد.
وزار المراقبون المشفى الوطني وبعض المشافي الميدانية التي اقامها المعارضون لمعالجة جرحاهم خوفاً من سطوة الامن والشبيحة.
وقال مصدر في البعثة لـ"النهار" ان المراقبين انقسموا خمس مجموعات، ستتولى كل منها زيارة مناطق متنوعة في محافظات حمص وحماه وريف دمشق ودرعا وادلب.
واعلن رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن الذي يتخذ لندن مقراً له ان اكثر من 70 ألف متظاهر حاولوا دخول ميدان الساعة في وسط حمص لتنفيذ اعتصام، الا ان قوى الامن السورية اطلقت عليهم قنابل الغاز المسيل للدموع لتفريقهم قبل ان تطلق الرصاص لمنع الاعتصام، مما ادى الى مقتل شخصين فضلاً عن مقتل ثالث في حي باب السباع.
وفي الاجمال، قال المرصد ان عدد القتلى برصاص الامن السوري في اليوم الاول لعمل المراقبين العرب بلغ 15 بينهم ستة في حلب.
وفي المقابل، أفادت الوكالة العربية السورية للانباء "سانا" ان ستة عمال قتلوا وان أربعة آخرين اصيبوا بجروح احدهم في حال الخطر، لدى تعرض اوتوبيس ينقلهم عائد الى احدى شركات الغزل والنسيج لانفجار عبوتين ناسفتين زرعتهما مجموعة مسلحة شرق مدينة أريحا بريف محافظة إدلب المحاذية للحدود التركية.
واشنطن
¶ في واشنطن، صرح الناطق باسم وزارة الخارجية الاميركية مارك تونر بأن "النظام (السوري) استغل الايام الاخيرة لتكثيف هجماته على بعض احياء مدينة حمص ومدن أخرى قبل وصول" مراقبي الجامعة العربية.
باريس
¶ في باريس، صرّح الناطق باسم وزارة الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "بأن وصول المراقبين التابعين للجامعة العربية الى الاراضي السورية ليس بطبيعة الحال غاية، بل لا بد ان يطبق نظام دمشق لكل بنود المبادرة العربية في شأن سوريا".
واضاف: "ان خطة الجامعة العربية تتضمن وقف القمع والافراج عن المعتقلين السياسيين وسحب قوى الامن من المدن السورية والعودة الى الثكن، الى السماح لوسائل الاعلام وممثلي الصحافة بدخول الاراضي السورية".
وشدد على ضرورة تمكين مراقبي الجامعة العربية من الوصول الى انحاء مدينة حمص حيث يتعرض السكان وخصوصاً في حي بابا عمرو لجرائم، لاعداد تقويم مستقل لما حدث هناك بشكل واضح، مشيراً الى انه قتل ما لا يقل عن 30 شخصاً في مدينة حمص الاثنين من طريق استخدام الدبابات في المناطق الحضرية وهو ما وصفه بـ"الجنون الكامل".
المستقبل :
من جهتها عنونت صحيفة المستقبل" الوطني السوري يطالب مجلس الأمن بتبنّي المبادرة العربية "
وكتبت تقول"تسابق قوات الرئيس السوري بشار الأسد ساعة الدم في حمص سعياً الى إخضاعها قبل وصول المراقبين العرب برغم أشهر الحصار والقصف والقتل اليومي، وشنت تلك القوات أمس هجوماً دموياً كبيراً لكسر مقاومة حي باب عمرو في المدينة الصامدة بما يشبه عمليات إبادة سقط على إثرها عشرات القتلى والجرحى من بين 61 قتيلاً سقطوا برصاص القوات الأمنية والعسكرية والشبيحة في أنحاء مختلفة من البلاد".
وفي حين طالبت المعارضة السورية مساء مجلس الامن الدولي بـ"تبني" تطبيق المبادرة العربية في شأن سوريا بهدف إنهاء "مأساة" هذا البلد وما وصفته بأنه حرب إبادة ضد مدينة حمص خصوصاً، مؤكدة وصول عدد من المراقبين العرب اليها من غير أن يستطيعوا القيام بمهماتهم، أكد الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي أن موفدي الجامعة سيبدأون مهمتهم اليوم.
فقد طالبت المعارضة السورية مساء أمس مجلس الامن الدولي بـ"تبني" تطبيق المبادرة العربية في شأن سوريا بهدف انهاء "المأساة" في هذا البلد.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري المعارض برهان غليون في مؤتمر صحافي في باريس "من الافضل ان يتولى مجلس الامن الدولي امر هذه الخطة (العربية) ويتبناها ويؤمن سبل تطبيقها"، معتبرا ان "هذا الامر سيمنح المبادرة مزيدا من القوة". وأضاف ان "الخطة العربية اليوم هي خطة جيدة لاحتواء الازمة، ولكني اعتقد ان الجامعة العربية لا تملك الوسائل الفعلية لتطبيق هذه الخطة".
وحض غليون الجامعة العربية والامم المتحدة على "وضع حد للمأساة" في سوريا فيما تواصل قوات الجيش شن هجوم كبير على العديد من احياء مدينة حمص التي تشكل معقل المعارضة المناهضة لنظام الاسد.
وأكد غليون ان مراقبين عربا وصلوا الى حمص لكنهم لا يستطيعون القيام بمهمتهم.
وأوضح ان "بعض المراقبين وصلوا الى حمص"، مضيفا ان "هؤلاء اعلنوا انهم لا يستطيعون الوصول الى امكنة لا تريد السلطات (السورية) ان يصلوا اليها".
واذ تحدث عن وقوع "مجازر" في حمص وخصوصا في حي باب عمرو، طالب غليون الجامعة العربية بـ"التدخل للتنديد بهذا السلوك" من جانب السلطات السورية، كما طالب "الامم المتحدة وامينها العام والقادة الاوروبيين بالتدخل للقول ينبغي وضع حد لهذه المأساة".
وطلبت فرنسا من السلطات السورية أمس السماح اعتبارا من بعد ظهر اليوم لمراقبي الجامعة العربية بالتوجه الى مدينة حمص.
وقال الناطق باسم الخارجية الفرنسية برنار فاليرو "بينما يشتد القمع في سوريا في الاسابيع الاخيرة، على السلطات السورية وبموجب خطة الجامعة العربية ان تسمح بوصول المراقبين اعتبارا من بعد ظهر اليوم (أمس) الى مدينة حمص التي تشهد اعمال عنف دموية".
وتقدر الامم المتحدة عدد القتلى في سوريا منذ بدء الاحتجاجات منتصف اذار (مارس) الماضي بنحو خمسة الاف شخص.
ويقول المحتجون ان القتلى يسقطون برصاص قوات الامن والجيش بينما تتحدث السلطات السورية عن "مجموعات مسلحة" لا عن متظاهرين سلميين كما تؤكد الدول الغربية ومنظمات الدفاع عن حقوق الانسان.
إلى ذلك صرح الأمين العام للجامعة العربية في حديث الى الصحافيين بعد اجتماع مع افراد بعثة مراقبي الجامعة العربية الى سوريا الذين كانوا يستعدون للتوجه الى دمشق أمس، بأن بعثة المراقبين ستبدأ مهامها اليوم. وقال مصدر في مقر جامعة الدول العربية في القاهرة إن مجموعة أولى تضم 50 مراقبا من بين 150 مراقبا تابعين للجامعة وصلوا إلى سوريا أمس وسيذهب بعضهم إلى حمص اليوم. وسيكون هدف البعثة هو تقييم ما إذا كان الاسد عازما على سحب الدبابات والقوات من ثالث أكبر مدينة سورية كما وعد. وأشار المصدر إلى أن بعثة المراقبين العرب ستزور حمص لانها أكثر المناطق اضطراباً في سوريا.
العربي اوضح ان رئيس بعثة المراقبين الفريق اول محمد احمد مصطفى الدابي الذي وصل الى دمشق اول من امس "بدأ في الإعداد لمهام البعثة في سوريا واماكن تحركها والخرائط الخاصة بها وتقسيمها الى فرق عمل للذهاب الى مناطق الاحتجاجات".
وأضاف ان الامانة العامة للجامعة العربية "استأجرت سيارات لنقل الفرق نظراً لتأخر وصول السيارات المخصصة لنقلهم" الى المناطق المختلفة في سوريا.
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت" المراقبون في حمص: صور حيّة عن التجاوزات والإنتهاكات"
وكتبت تقول"اجتاز مراقبو الجامعة العربية امس الاختبار الاول من مهمتهم في سوريا حيث قاموا بجولة في مدينة حمص التي استقبلتهم بتظاهرة حاشدة مناهضة للنظام ضمت نحو 70 الف شخص، جابهتها قوات الامن بالرصاص ما ادى الى مقتل ثمانية اشخاص على الاقل في هذه المدينة، في حين وصل عدد القتلى المدنيين امس في مختلف المناطق السورية الى 35 على الاقل".
واختلفت الاراء في تقييم اليوم الاول للمراقبين العرب في سوريا، في حين اعتبر النظام ان هؤلاء اطلعوا على الدمار الذي خلفته ما اسماه المجموعات الارهابية المسلحة في المدينة اظهرت افلام فيديو، بثها ناشطون معارضون، مواطنون غاضبون يتوسلون المراقبين لزيارة احيائهم والإطلاع على هول المأساة التي خلفتها ايام القصف العنيف الذي نفذته دبابات ومدفعية الجيش السوري على هذه الاحياء السكنية.
وقال رئيس المرصد السوري لحقوق الانسان رامي عبد الرحمن ان "اكثر من 70 الف متظاهر حاولوا الدخول الى ميدان الساعة وسط حمص،بالتزامن مع وصول المراقبين العرب، الا ان قوات الامن اطلقت القنابل المسيلة للدموع من اجل تفريقهم، قبل ان تطلق الرصاص لمنعهم من الاعتصام في هذا الميدان، ما ادى الى سقوط شهيدين، كما سقط شهيد ثالث برصاص قناصة في حي باب السباع في المدينة نفسها".
وكان المرصد اعلن صباحا ان دبابات تابعة للجيش انسحبت من حي بابا عمرو "وشوهدت تنتقل الى حي الشماس المجاور لبابا عمرو"، الا ان عبد الرحمن قال ان انسحاب الدبابات "لم يكن سوى خدعة وسرعان ما استؤنف اطلاق النار"، وكان رئيس بعثة المراقبين السوداني محمد احمد مصطفى الدابي اعلن ان المسؤولين السوريين "كانوا حتى الان متعاونين جدا"،وقال انه سيعود الى دمشق لحضور اجتماعات وسيعود اليوم الى حمص، ومن المقرر ان يزور وفد المراقبين مدينتي حماة وادلب لاحقا.
من جهة ثانية ذكرت وكالة الانباء السورية (سانا) ان طالبا قتل وجرح اربعة آخرون امس برصاص اطلقه طالب في كلية الهندسة الطبية في جامعة دمشق،وقالت الوكالة ان "الطالب عمار بالوش سنة ثانية هندسة طبية بجامعة دمشق اقدم على اطلاق النار من مسدس حربي خلال مذاكرة الطلاب في كلية الهندسة الطبية".
وقال المرصد السوري لحقوق الانسان ان الطالب من بلدة رنكوس في ريف دمشق "التي نفذت فيها القوات العسكرية في 27 تشرين الاول حملة عسكرية قتل خلالها 18 من اهالي البلدة"،واضاف انه كان ايضا بين مجموعة"طلاب اعتصموا في حرم الكلية في الثامن من الشهر الجاري دعما لثورة الشعب السوري"، موضحا ان "طلابا موالين للنظام بينهم نجل ضابط اعتدوا على الطلاب المعتصمين الذين تعرضوا للضرب المبرح والاذلال والاهانة"، وانه اقدم على ما عمله انتقاما من الذين قاموا بالاعتداء عليه واذلاله وتعذيبه من الطلاب الموالين للنظام".
دوليا اتهمت الولايات المتحدة النظام السوري بانه قام بتصعيد اعمال القمع قبيل وصول مراقبي الجامعة العربية الى سوريا، وقال المتحدث باسم الخارجية الاميركية مارك تونر ان "الوضع كان مرعبا خلال ايام عدة تصاعد فيها العنف، بالتأكيد، ندين تصعيد العنف".
واضاف ان "النظام (السوري) استغل الايام الاخيرة لتكثيف هجماته على بعض احياء مدينة حمص ومدن اخرى قبل وصول مراقبي" الجامعة العربية،واكد تونر ان "هذه الافعال لا تنسجم مع الشروط التي تضمنتها خطة الجامعة العربية للخروج من الازمة او مع موافقة النظام على حضور المراقبين في 19 كانون الاول".
من جهتها اعتبرت فرنسا ان "وصول المراقبين ليس هدفا بحد ذاته، لانه من الضروري وضع كامل خطة الجامعة العربية موضع التنفيذ" محذرة من اي محاولة للتلاعب من قبل السلطات السورية.