رفض الثوار الليبيون التفاوض مع معمر القذافي في الوقت الذي واصل فيه هجماته الجوية
في الوقت الذي تتكرر فيه هجمات قوات معمر القذافي ضد الشعب الليبي الثائر دون تحقيق تقدم يذكر في استعادة المناطق التي سيطروا عليها اكد معارضو حكم القذافي المتمركزون في شرق ليبيا والذين قادوا الاحتجاجات التي بدأت قبل أسبوعين لرويترز انهم لن يدخلوا في محادثات الا بشأن خروج القذافي من البلاد أو استقالته .
وقال أحمد جبريل وهو من المجلس الوطني الليبي في شرق ليبيا "اذا كانت هناك اي مفاوضات فستكون بشأن شيء واحد.. كيف سيغادر القذافي البلاد او يتنحى كي يمكننا انقاذ الارواح. لا يوجد شيء اخر للتفاوض بشأنه."
وأضاف جبريل وهو مساعد لوزير العدل السابق مصطفى عبد الجليل الذي يرأس الان المجلس "لن نتفاوض بشأن أي حل سياسي. نريد محاكمته لكن اذا لم نمنحه مخرجا نعرف ان مزيدا من الناس سيقتلون."
وكان بحث الرئيس الفنزويلي هوغو شافيز مع القذافي إرسال بعثة سلام دولية لتسوية الاوضاع في ليبيا، حسب ما أعلن الأربعاء وزير الاتصالات الفنزويلي اندريس ايسارا، فيما نفت المعارضة الليبية علمها بالخطة.
هجمات جوية
ولليوم الثالث على التوالي يحاول القذافي اضعاف المعارضة. وقصفت طائرات تابعة للقذافي مناطق الثوار في البريقة واجدابيا وسط معارك عنيفة في الزاوية فيما جرت مواجهات بين معارضين للقذافي وقوات الامن في تاجوراء ضاحية طرابلس بحسب شهود عيان.
واكد احد الثوار لوكالة فرانس برس سقوط عدد كبير من القتلى في معارك عنيفة في الزاوية غرب طرابلس. واعلن مصدر في الحكومة الليبية في طرابلس انه لا تزال هناك "جيوب مقاومة" في مدينة الزاوية اثر الاعلان عن استعادة قوات معمر القذافي السيطرة عليها من الثوار المسلحين.
وكان التلفزيون الليبي اعلن في وقت سابق من اليوم الجمعة ان القوات الموالية للقذافي استعادت السيطرة على المدينة.
وقال ثوار في شرق ليبيا ان طائرة حربية قصفت منطقة خارج أسوار القاعدة العسكرية التي تسيطر عليها المقاومة المسلحة في بلدة اجدابيا بشرق البلاد اليوم لكن لم يحدث شيء للقاعدة.
وقال حسن فرج الذي كان يحرس مستودعا للذخيرة في قاعدة هنية "كنا جالسين هناك وسمعنا صوت الطائرة وبعدها وقع انفجار واهتزت الارض. سقطت القذائف خارج الاسوار."
وقال متطوع اخر اسمه عزيز صالح ان الطائرة اطلقت صاروخين وانهما سقطا خارج اسوار القاعدة.
وفشلت الغارات الجوية في صد معارضي حكم القذافي الذين يستخدمون طريقا ساحليا مهما لمد خط جبهتهم الى الغرب من بلدة البريقة وهي مرفأ نفطي رئيسي يقع على بعد 800 كيلومتر شرقي العاصمة طرابلس. وقال المعارضون انهم صدوا قوات موالية للقذافي وأبعدوها الى بلدة راس لانوف التي يوجد بها مرفأ نفطي رئيسي اخر يقع على بعد 600 كيلومتر شرقي طرابلس.
مذكرة توقيف من الانتربول
الى ذلك أصدرت منظمة الشرطة الدولية "الإنتربول" الجمعة، مذكرة توقيف بحق زعيم النظام الليبي معمر القذافي، بالإضافة إلى 15 آخرين من كبار مساعديه متورطين في قصف المدنيين ، بينهم أعضاء في أسرته ومستشاريه المقربين، بموجب التحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية بشأن ارتكاب "جرائم ضد الإنسانية" في ليبيا.
وحذرت المذكرة الدول الأعضاء من المخاطر التي قد تواجهها نتيجة السماح بتحركات هؤلاء الأشخاص ومساعديهم، كما دعتهم إلى الالتزام بتنفيذ القرار رقم 1970 لعام 2011، الصادر عن مجلس الأمن الدولي، والذي يتضمن فرض عقوبات على نظام القذافي، وكذلك التحقيقات التي تجريها المحكمة الجنائية الدولية.
وكان المدعي العام للمحكمة الدولية، لويس مورينو أوكامبو، قد ذكر أن المحكمة، التي كلفها مجلس الأمن مؤخراً بالنظر في أحداث ليبيا، توفرت لديها شهادات ومعلومات عن "وقوع جرائم ضد الإنسانية"، وقال إنه سيقوم بالتحقيق في هذه المزاعم التي تتوجه أصابع الاتهام فيها إلى الزعيم الليبي، وأولاده، وقادة نظامه.
ودعت دول غربية القذافي للتنحي وتبحث خيارات متعددة من بينها فرض منطقة حظر طيران فوق ليبيا.