"فرنسا والعديد من شركائها لا يؤيدون تدخلا عسكريا غربيا في ليبيا ستترتب عليه عواقب سلبية تماما".
اعلن وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه ان اي تدخل عسكري في ليبيا ستكون له "عواقب سلبية". وقال في مؤتمر صحفي عقده في القاهرة الاحد ان "فرنسا والعديد من شركائها لا يؤيدون تدخلا عسكريا غربيا في ليبيا ستترتب عليه عواقب سلبية تماما". الا انه لم يستبعد فرض حظر جوي "اذا ما اصبحت المعارك أكثرالمعارك دموية" قائلا بهذا الخصوص "علينا ان نهيئ انفسنا للرد، ولهذا السبب وافقنا على وضع خطة لفرض حظر جوي فوق ليبيا"، مشيرا في الوقت نفسه الى ان "تدخلا من هذا النوع لا يمكن ان يتم الا بتفويض من الامم المتحدة وبمشاركة الجامعة العربية والاتحاد الافريقي".
واكد الان جوبيه على ضرورة رحيل نظام القذافي "لانه فقد اعتباره في نظرنا". وكان جوبيه قد اعلن في وقت سابق من يوم الاحد ان اوروبا وفرنسا لا يمكن ان "تسمحا بالجنون الاجرامي" لنظام القذافي ازاء الثورة في ليبيا. من جانبها اعلنت وزارة الخارجية الفرنسية اليوم ان باريس "ترحب بالمجلس الوطني الليبي" الذي شكله الثوار المعارضون لنظام معمر القذافي "وتقدم دعمها للمبادئ التي يدعو اليها وللاهداف التي حددها".
الثورة المصرية مثال يحتذى به الجميع
وفيما يتعلق بمصر أكد وزير الخارجية الفرنسي أن مصر دولة لديها "تقاليد سياسية عريقة جدا وكانت أحد مواطن النهضة العربية". وأشار إلى أن المصريين نجحوا في اسقاط نظام "متسلط" وانهم "يرسمون الآن معالم النظام الديمقراطي الذي يريدونه ليكون مثالا يحتذى به". وأوضح جوبيه أن فرنسا مستعدة لمساعدة الشعب المصري على تحقيق هدا الإنجاز "الصعب".
وأشاد بموقف القوات المسلحة المصرية وبالمعتصمين في ميدان التحرير، وأن ما حدث "مثير للإعجاب". وحسب اعتقاده فقد ظهرت منذ شهور "تطلعات عميقة نحو التغيير والديمقراطية في أوساط الشعوب العربية"، لكنه اعترف في نفس الوقت بان "الثورات كانت مباغتة".
ورفض المسؤول الدبلوماسي الفرنسي الانتقادات الموجهة إلى باريس لعدم تحسبها وعدم تحركها إزاء هذه الأحداث، مؤكدا ان "الحديث حول تأخرنا في التحرك غير صحيح.. لاننا اعلنا استعدادنا لمواكبة المسيرة نحو الحرية في هذه الدول". واعتبر جوبيه ان مصر هي "بلد اساسي بالنسبة لمستقبل كل العالم العربي" وانها "تعطي مثالا، بدون الافراط في التفاؤل، لما يمكن ان تكون عليه عملية تحرير منضبطة" حسب وصفه.