تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء ء بشكل أساسي موضوع خطاب الرئيس السوري بشار الأسد والذي أكد فيه أن الإنتصار قريب متعهدا بالإصلاح متوعدا بضرب الارهابيين بيد من حديد.
تناولت الصحافة الصادرة في بيروت اليوم الأربعاء ء بشكل أساسي موضوع خطاب الرئيس السوري بشار الأسد والذي أكد فيه أن الإنتصار قريب متعهدا بالإصلاح متوعدا بضرب الارهابيين بيد من حديد.
السفير :
صحيفة السفير عنونت" الدستور في آذار والانتخابات النيابية إلى حزيران ... ومع حكومة تضم الموالاة والمعارضة"و"الأسد يعترف بالأزمة الوطنية ويتمسّك بالحل الأمني ... ويهاجم الجامعة العربية"
وكتبت تقول"أعلن الرئيس السوري بشار الأسد، في خطاب القاه أمس، على مدرج جامعة دمشق أن «الأولوية القصوى» للسلطات في الوقت الحالي هي في السعي لاستعادة الأمن الذي لا يتحقق «إلا بضرب الإرهابيين القتلة»، مشيراً إلى أن استفتاء سيجري على دستور جديد في آذار المقبل، تليه انتخابات تشريعية في أيار أو حزيران، مؤكداً انفتاحه لتشكيل حكومة تضمّ كل الأطراف السياسية من الوسط إلى المعارضة إلى الموالاة، فالحكومة هي حكومة الوطن وليست حكومة حزب أو دولة".
وشن الأسد، في خطابه الذي استغرق حوالى ساعتين، هجوماً على الجامعة العربية ودولاً عربية اتهمها بالتآمر على سوريا. وبالرغم من اعترافه بالأزمة الوطنية إلا انه رماها على التدخل الخارجي والعربي في بلاده. وقال «بعد أن فشلوا في هجماتهم الإرهابية في سوريا أتى دور الخارج. وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي. مع كل أسف أصبح هذا الخارج مزيجاً من الأجنبي والعربي، وأحيانا وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداء وسوءاً من الجزء الأجنبي». وأضاف «لا نستغرب أن يأتي يوم تربط الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية، وعندها يصبح الاستغناء عن السيادة هو أمر سيادي».
وتابع «لماذا بدأوا المبادرة العربية. نفس الدول التي تدّعي الحرص على الشعب السوري كانت في البداية تنصحنا بموضوع الإصلاح. طبعاً هي لا يوجد لديها أدنى معرفة بالديموقراطية وليس لها تراث في هذا المجال، ولكن كانوا يعتقدون بأننا لن نسير باتجاه الإصلاح، وسيكون هناك عنوان لهذه الدول لكي تستخدمه دولياً، بأن هناك صراعاً داخل سوريا بين دولة لا تريد الإصلاح وشعب يريد أن يصلح أو أن يتحرر أو ما شابه».
وتابع إن «الجامعة العربية هي مجرد انعكاس للوضع العربي، وهي مرآة لحالتنا العربية المزرية، فإذا كانت قد فشلت خلال أكثر من ستة عقود في إنجاز موقف يصبّ في المصلحة العربية فلماذا نفاجأ بها اليوم، والسياق العام هو ذاته لم يتغير ولم يتبدل سوى أنه يسير بالوضع العربي من سيئ إلى أسوأ، وما كان يحدث بالسر أصبح يحصل بالعلن تحت شعار مصلحة الأمة».
وأكد أن «موضوع إخراج سوريا من الجامعة لا يعنينا لا من قريب ولا من بعيد»، لكنه شدّد على «أننا لم نغلق الباب على الحلول والاقتراحات، ولن نغلق أي باب على أي مسعى عربي طالما أنه يحترم سيادة بلادنا واستقلالية قرارنا ويحرص على وحدة شعبنا».
وتحدث الأسد عن العلاقة بين الإصلاح السياسي ومكافحة الإرهاب. وأشار إلى انه تم خلال المهلة المقررة إصدار قوانين رفع حالة الطوارئ والأحزاب وإجراء انتخابات الإدارة المحلية «في ظروف صعبة جداً»، كما انتهت الحكومة من إعداد التعليمات التنفيذية لقانون الإعلام.
وحول تعديل الدستور، قال الأسد «بعد أن تنتهي لجنة تعديل الدستور في المدة المحددة من إنجاز الدستور فمن الممكن أن يكون الاستفتاء عليه في بداية آذار، ومن الممكن أن تكون الانتخابات التشريعية في أوائل أيار، أما إذا كانت المهلة الدستورية ثلاثة أشهر فيمكن أن تكون في أوائل حزيران وكل هذا يعتمد على الدستور الجديد».
وتابع «مع الدستور الجديد وقانون الأحزاب ظهرت قوى سياسية جديدة، لا بد أن نضعها بالاعتبار. فهناك من يطرح مشاركة هذه القوى السياسية في الحكومة بكل أطيافها والبعض يركز على المعارضة، وأنا أقول إن كل الأطراف السياسية من الوسط إلى المعارضة إلى الموالاة والكل يساهم، فالحكومة هي حكومة الوطن وليست حكومة حزب أو دولة، وكلما وسعنا المشاركة كان هذا أفضل من كل النواحي وللشعور الوطني بشكل عام»، لكنه اعتبر أن «المعارضة عادة هي حالة مؤسساتية وتظهر من خلال الانتخابات. الآن لا يوجد لدينا انتخابات. كيف نعرفها ومن يشارك وما هو حجم المشاركة. لا يوجد لدينا الآن معايير قبل الانتخابات المقبلة. كنا نستطيع أن نقول هذه الحكومة بهذا الشكل يمكن أن تتم بعد الانتخابات، ولكن نحن نريد أن نستبق الأمور ونسرع الزمن ونبدأ الآن بالمشاركة قبل تلك الانتخابات. إذاً سنعتمد على معايير خاصة، وليس على معايير مؤسساتية».
وحول الوضع الأمني، قال الأسد إن «الدول تعيد ترتيب أولوياتها في حالة الحرب أو المواجهة والأولوية القصوى الآن، والتي لا تدانيها أي أولوية، هي استعادة الأمن الذي نعمنا به لعقود، وكان ميزة لنا ليس في منطقتنا فحسب بل على مستوى العالم، وهذا لا يتحقق إلا بضرب الإرهابيين القتلة بيد من حديد، فلا مهادنة مع الإرهاب ولا تهاون مع من يستخدم السلاح الآثم لإثارة البلبلة والانقسام، ولا تساهل مع من يروع الآمنين ولا تسوية مع من يتواطأ مع الأجنبي ضد وطنه وشعبه». وأكد أنه «لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن» الا في حالات «الدفاع عن النفس ومواجهة المسلحين».
ردود على الخطاب
وقالت المتحدثة باسم وزارة الخارجية الأميركية فيكتوريا نولاند «من المثير الإشارة إلى أن الأسد في خطابه وجه أصابع الاتهام إلى مؤامرة خارجية واسعة إلى حد أنها تضمّ الجامعة العربية وغالبية المعارضة السورية وكل المجتمع الدولي». وأضافت إن الرئيس من جهة أخرى «يبدو أنه ينكر بقوة أي مسؤولية لدور قواته الأمنية نفسها» عن أعمال «العنف».
وقال وزير الخارجية الفرنسي ألان جوبيه «إن هذا الخطاب يأتي على النقيض مما كان يمكن أن نتوقعه. إنه يحضّ على العنف وعلى المواجهة بين الاطراف، وهو نوع من إنكار للواقع». وطلب من الجامعة العربية أن «تقدم تقريراً الى مجلس الامن» عن نتائج بعثة مراقبيها في سوريا. وقال إن «19 كانون الثاني يجب ان يكون المهلة الأخيرة، لا نريد ان ننزلق في ذلك الى ما لا نهاية ونأمل في هذا الموعد ان تقدم لنا الجامعة تقييماً واضحاً لمدى احترام النظام السوري لما قطعه من تعهداته». واضاف «اذا لم تكن نتائج هذا التقرير إيجابية فإننا نأمل ان ترفع الجامعة تقريراً الى مجلس الامن الدولي»، متحدثاً عن ارتكاب «جرائم حقيقية ضد الانسانية» في سوريا.
وسارع المجلس الوطني السوري المعارض إلى مهاجمة خطاب الأسد. وقال رئيسه برهان غليون، في مؤتمر صحافي في اسطنبول، «خرج علينا رأس النظام بخطاب خطير أكد فيه إصراره على استعمال العنف ضد شعبنا واعتبار الثورة مؤامرة إرهابية، وبالتالي قطع الطريق على أي مبادرة عربية أو غير عربية لإيجاد مخرج سياسي للأزمة وتجنيب سوريا ما هو أسوأ».
واعتبر غليون أن الأسد أكد في خطابه «إصراره على دفع الشعب إلى الانقسام والى الحرب الأهلية». ودعا المجتمع الدولي والهيئات الإنسانية إلى «العمل من أجل تأمين الحماية الدولية للمدنيين السوريين»، مكرراً مطالبته الجامعة العربية «برفع الملف إلى مجلس الأمن والهيئات الدولية ليتحقق ذلك».
وقال منسق «التنسيق الوطنية» حسن عبد العظيم، «لم يأت الخطاب بأي جديد قد ينهي الأزمة ونتائجها». وأضاف «تحدث الأسد مجدداً عن المؤامرة الأجنبية وزعم ان الجامعة العربية غطاء لتدخل خارجي من دون الإشارة إلى ما تريده الجامعة العربية، من خلال خطتها، بأنها تريد حماية الشعب السوري».
ووصفت «لجان التنسيق المحلية» خطاب الاسد بأنه «هزلي» و«أمر عمليات بمزيد من المجازر ما يعكس نية مبيتة لسفك مزيد من دماء السوريين تحت ذريعة مواجهة مؤامرة خارجية كبرى».
الهجوم على المراقبين
وأدان الامين العام للجامعة العربية نبيل العربي تعرض مراقبين في سوريا الى هجمات وإصابة بعضهم وحمّل الحكومة السورية «المسؤولية الكاملة» عن حمايتهم. ورد وزير الخارجية السوري وليد المعلم، خلال استقباله رئيس فريق المراقبين الفريق محمد احمد مصطفى الدابي في دمشق، «ان سوريا ستستمر بتحمل مسؤولياتها بتأمين أمن وحماية المراقبين وعدم السماح بأي عمل يعيق ممارسة مهامهم». واكد «استنكاره ورفضه لأي عمل تعرضت له فرق البعثة او اي عمل يعرقل تأديتهم لمهامهم انطلاقاً من قناعة سوريا ان نجاح مهمة المراقبين العرب في سوريا يصب في مصلحة سوريا والجامعة العربية».
الأخبار :
صحيفة الاخبار عنونت" الأسد: الانتصار قريب جداً "
وكتبت تقول"اعتبر الرئيس السوري بشار الأسد أنه لا يمكن فهم التدخل الخارجي في بلاده على أنه فقط أجنبي، بل عربي أكثر عداءً وسوءاً، وأعلن انه لن يتخلى عن مسؤولياته، وأكد انه يسعى الى حكومة موسعة "
في خطابه الرابع منذ بدء الأزمة في سوريا، أكد الرئيس بشار الأسد أنه لن يغلق الباب «أمام أي مسعى عربي للحلول والاقتراحات ما دام انه يحترم سيادة سوريا»، ملقياً باللائمة على «مخططات خارجية» في تصعيد الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة اشهر في سوريا، وتعهد بالعمل على تحقيق الاصلاح و«ضرب الارهابيين والقتلة بيد من حديد». الاسد، وبعد مضي اكثر من نصف عام على خطابه الأخير، قال انه يرحّب بفكرة توسيع الحكومة لتشمل «جميع القوى السياسية». وأشار الى احتمال إجراء استفتاء على دستور جديد لسوريا في آذار المقبل، تليه انتخابات تشريعية في ايار او حزيران. وأكد الرئيس السوري ان «انتخابات مجلس الشعب مرتبطة بالدستور الجديد وتعطي الوقت للقوى (السياسية الجديدة) لتؤسس نفسها (...) والجدول الزمني مرتبط بالدستور الجديد».
وقال الأسد، في خطاب ألقاه امس في جامعة دمشق، «بعدما فشلوا في كل محاولاتهم لم يكن هناك خيار سوى التدخل الخارجي، وعندما نقول الخارج عادة يخطر ببالنا الخارج الأجنبي، مع كل أسف أصبح هذا الخارج مزيجاً من الأجنبي والعربي، وأحياناً وفي كثير من الحالات يكون هذا الجزء العربي أكثر عداء وسوءاً من الجزء الأجنبي». وأردف: «لا أريد التعميم، هناك دول حاولت خلال هذه المرحلة أن تلعب دوراً أخلاقياً موضوعياً تجاه ما يحصل في سوريا، وهناك دول بالأساس لا تهتم كثيراً (...) يعني تقف على الحياد في معظم القضايا، وهناك دول تنفذ ما يطلب منها. الغريب أن بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة، وعندما نسأل لماذا؟ يقول أنا معكم ولكن هناك ضغوطاً خارجية. يعني هو إعلان شبه رسمي بفقدان السيادة. ولا نستغرب أن يأتي يوم تربط الدول سياساتها بسياسات دول خارجية على طريقة ربط العملة بسلات عملات خارجية، وعندها يصبح الاستغناء عن السيادة أمراً سيادياً». وأضاف «الغرب مهم لكنه لا يزال استعمارياً ولم يتغير، لذلك توجهنا شرقاً»، معتبراً أن «ما قدم لنا من دول خاضعة لا يبشر بالخير»، ورأى «أن كل من يساهم في الفوضى الآن شريك في الإرهاب (...) ولا نستطيع أن نكافح الإرهاب من دون أن نكافح الفوضى فكلاهما مرتبط».
وخاطب الاسد من سماهم أعداء بلاده قائلاً «خسئتم لست أنا من يتخلى عن المسؤولية لا في الأزمات ولا في الأحوال العادية، وأنا لا أسعى الى منصب، ولا أتهرب من المسؤولية، وأنا أستمد قوتي من الدعم الشعبي، وهذه المعركة لم تزدنا إلا صلابة». واضاف انه يعمل في آن واحد على «الاصلاح السياسي ومكافحة الارهاب الذي انتشر بشكل كبير في سوريا»، مشيراً الى ان هذا الاصلاح سيفشل اذا كان جزءاً من الازمة، قائلاً «لا نبني الاصلاح على الأزمة، واذا بنيناه فسنعطي للقوى الخارجية الحق لكي تتدخل في ازمتنا تحت مبرر الاصلاح».
وهاجم الاسد بعض الدول في الجامعة العربية وخفّف من اهمية تعليق عضوية سوريا في الجامعة، متسائلاً هل تخسر سوريا ام تخسر الجامعة من هذه المقاطعة؟ وكرر قول الزعيم المصري الراحل جمال عبد الناصر بأن سوريا هي قلب العروبة النابض «فهل يمكن للجسد ان يعيش بدون قلب». وقال ان الجامعة بلا سوريا تصبح عروبتها معلّقة.
وأضاف الرئيس الأسد: إن كانت الأحداث «كلفتنا حتى اليوم أثماناً ثقيلة أدمت قلبي كما أدمت قلب كل سوري، فإنها تفرض على أبناء سوريا مهما كانت اتجاهاتهم وانتماءاتهم أن يتخذوا سبيل الحكمة والرشاد وأن يستنيروا بإحساسهم الوطني العميق كي ينتصر الوطن بكليته بتوحدنا وتآخينا وسموّنا عن الآفاق الضيقة والمصالح الآنية». وتابع: «صبرنا وصابرنا في معركة غير مسبوقة في تاريخ سوريا الحديث، فما ازددنا إلا صلابة، وإن كانت هذه المعركة تحمل في طياتها مخاطر كبيرة وتحديات مصيرية فإن الانتصار فيها قريب جداً ما دمنا قادرين على الصمود واستثمار نقاط قوتنا، وما أكثرها، ومعرفة نقاط ضعف الخصوم وهي أكثر».
وشدد على أن «التآمر الخارجي لم يعد خافياً على أحد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف أمام أعين الناس واضحاً جلياً. لم يعد الخداع ينطلي على أحد إلا على من لا يريد أن يرى ويسمع، فالدموع التي ذرفها على ضحايانا تجار الحرية والديموقراطية لم تعد قادرة على إخفاء الدور الذي لعبوه في سفك الدماء للمتاجرة بها».
وقال الرئيس السوري «لم يكن من السهل في بداية الأزمة شرح ما حصل، لقد كانت الانفعالات وغياب العقلانية عن الحوار بين الأفراد هي الطاغية على الحقائق، أما الآن فقد انقشع الضباب ولم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سوريا».
وقال الاسد «بحثوا في البداية عن الثورة المنشودة فكانت ثورتكم ضدهم وضد مخربيهم وأدواتهم، هبّ الشعب منذ الأيام الأولى قاطعاً الطريق عليهم.. فاستخدموا سلاح الطائفية المقيت بعدما غطوه برداء الدين الحنيف. وعندما فقدوا الأمل بتحقيق أهدافهم انتقلوا إلى أعمال التخريب والقتل (...) وبعد تجريب كل الطرق والوسائل الممكنة في عالم اليوم مع كل الدعم الإعلامي والسياسي الإقليمي والدولي لم يجدوا موطئ قدم لثورتهم المأمولة».
وقال الرئيس السوري «الحقيقة هى انها ذروة الانحطاط بالنسبة للوضع العربي» لكن «ما نراه من سياسات رسمية لا يعكس نهائياً ما نراه على الساحات الشعبية في العالم العربي».
وأضاف: «السؤال الأساسي الذي طرح معي بشكل مكثف يبقى: متى وكيف تنتهي الأزمة، وطبعاً هذا سؤال صعب ولا نستطيع أن نعطي جواباً من دون معطيات، وهناك أشياء نعرف معطياتها وهناك أشياء لا نعرفها، وأول نقطة.. لا نعرف معطيات تحديداً، ولكن نستطيع أن نستقرئ.. فالمؤامرة تنتهي عندما يقرر الشعب السوري أن يتحول إلى شعب خانع وعندما نخضع ونتنازل عن كل تراثنا».
النهار:
بدورها النهار عنونت" الأسد يتحدث عن تآمر خارجي عربي وأجنبي"و"واشنطن: فقد شرعيته ويجب الإسراع في التحوّل"
وكتبت تقول"في رابع خطاب يلقيه منذ بدء الاحتجاجات المطالبة باسقاط نظامه قبل عشرة أشهر، قال الرئيس السوري بشار الاسد، ان "الاولوية القصوى" للسلطات في الوقت الحاضر هي السعي الى استعادة الامن الذي لا يتحقق "الا بضرب الارهابيين القتلة بيد من حديد"، واضاف: "لم يعد التآمر الخارجي خافياً على احد لأن ما كان يخطط في الغرف المظلمة بدأ يتكشف امام أعين الناس واضحاً جلياً". واوضح ان "الخارج هو مزيج من العربي والاجنبي والعربي ويا للاسف اكثر عداء وسوءاً من الاجنبي". وجدد وعوده بالاصلاح قائلاً انه يسعى الى حكومة موسعة فيها "مزيج من السياسيين والتقنيين وتمثل اطياف المجتمع كله". واعلن ان استفتاء سيجرى على دستور جديد في آذار، تليه انتخابات نيابية في ايار او حزيران. وشدد على انه "لست انا من يتخلى عن المسؤولية". ووصف "المجلس الوطني السوري" الخطاب بأنه "خطير" اذ يتضمن "تحريضاً على العنف والحرب الاهلية". وللمرة الاولى اعلنت اسرائيل انها تعد خططاً لمرحلة ما بعد سقوط الاسد، منها استعدادات لاستقبال لاجئين من الطائفة العلوية في مرتفعات الجولان السورية".
ورداً على كلام الاسد، صرحت الناطقة باسم وزارة الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند: "من المثير الاشارة الى ان الاسد في خطابه وجه اصابع الاتهام الى مؤامرة خارجية واسعة الى حد انها تضم الجامعة العربية وغالبية المعارضة السورية وكل المجتمع الدولي". واضافت ان الاسد من جهة اخرى "يبدو انه ينكر بقوة اي مسؤولية لدور قواته الامنية نفسها" عن اعمال العنف في سوريا.
وقال نائب وزيرة الخارجية الاميركية وليم بيرنز الذي يزور انقرة حالياً لوكالة "الاناضول" التركية شبه الرسمية: "بات واضحاً الآن ان الرئيس السوري بشار الاسد فقد شرعيته... من الافضل الاسراع في عملية التحول السياسي الى الديموقراطية لمصلحة الشعب السوري والمنطقة"، معتبراً انه "اذا استمرت حال الغموض، فإن العنف سيستمر مما يشكل تهديداً اكبر للمنطقة بأسرها". واشاد بالطريقة التي تعاملت بها تركيا مع الأزمة السورية، واصفاً اياها بأنها "بناءة وايجابية"، مشيراً الى ان تركيا تمثل "نموذجاً مهماً" لدول الشرق الاوسط من حيث اقتصادها النشيط والديموقراطية القوية والاصول الاسلامية العميقة.
جوبيه
وطلب وزير الخارجية الفرنسي آلان جوبيه من الجامعة العربية ان "تقدم تقريراً الى مجلس الامن" عن نتائج بعثة مراقبيها في سوريا اذا جاءت سلبية. وقال ان "19 كانون الثاني يجب ان يكون المهلة الاخيرة، لا نريد ان ننزلق في ذلك الى ما لا نهاية له ونأمل في هذا الموعد ان تقدم لنا الجامعة تقويماً واضحاً لمدى احترام النظام السوري ما قطعه من تعهدات... "اذا لم تكن نتائج هذا التقرير ايجابية فإننا نأمل في ان ترفع الجامعة تقريراً الى مجلس الامن". وتحدث عن ارتكاب "جرائم حقيقية ضد الانسانية" في سوريا.
وفي نيويورك عاد ملف سوريا الى مجلس الأمن الذي تبلغ من وكيل الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون السياسية لين باسكو أن نحو 400 شخص قتلوا منذ بدء مهمة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية. وضاعفت الدول الغربية ضغوطها على روسيا كي يتخذ مجلس الأمن موقفاً قوياً من الأزمة.
واستمع أعضاء المجلس في جلسة مغلقة الى إحاطة من باسكو تركزت خصوصاً على تطورات الأوضاع في سوريا. وعقب الجلسة أبلغ المندوب البريطاني الدائم لدى الأمم المتحدة السير مارك ليال غرانت الصحافيين أن باسكو "وضع جدولاً بالقمع والعنف والانتهاكات لحقوق الإنسان والجرائم ضد الإنسانية" التي ترتكبها السلطات السورية ضد مواطنيها. وإذ أبرز ضرورة اتخاذ مجلس الأمن موقفاً من الوضع، دعا البعثة الروسية الى توزيع نسخة جديدة من مشروع القرار الذي أعدته، على أن تضمنه التعديلات التي طلبتها البعثات المختلفة في مجلس الأمن. وكشف أن جامعة الدول العربية طلبت مساعدة من الأمم المتحدة لمهمة المراقبين العرب في سوريا.
وتبعه نظيره الألماني بيتر فيتيغ فأشار الى "افتراق" في المواقف داخل مجلس الأمن. وتحدث عن اقتراح أن يأتي الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي ورئيس الوزراء القطري وزير الخارجية الشيخ حمد بن جاسم بن جبر آل ثاني الى مجلس الأمن لتقديم احاطة عن الأوضاع في سوريا.
وسئل عن كلام الأسد عن وجود مؤامرة على بلاده، فاكتفى بأن "لا تقدم" في خطاب الأسد في اتجاه وقف القمع وتنفيذ بنود مبادرة جامعة الدول العربية.
ورداً على أسئلة لـ"النهار"، أفاد المندوب الروسي الدائم لدى الأمم المتحدة السفير فيتالي تشوركين أنه سيقدم نصاً جديداً لمشروع القرار "في أسرع ما يمكن"، مؤكداً أن أعضاء المجلس "لا تزال مواقفهم متباعدة". غير أنه قدّر أن "الجميع يدركون أهمية مهمة المراقبة التابعة لجامعة الدول العربية، داعياً الى "الصبر" واعطاء الوقت للمراقبين العرب لانجاز تقريرهم في 19 من الجاري.
وعلق نظيره الفرنسي السفير جيرار آرو بأن السلطات السورية لم تطبق بنود المبادرة العربية، ومنها خروج الجيش من المدن واطلاق المعتقلين السياسيين، مشدداً على أن روسيا ينبغي أن تقدم مشروع قرار جديدا بعد ادخال التعديلات التي طلبتها الدول الأعضاء عليه.
أما المندوبة الأميركية الدائمة لدى المنظمة الدولية السفيرة سوزان رايس فأشارت الى أن نحو 400 شخص قتلوا منذ بدء مهمة المراقبة العربية في سوريا، أي بمعدل 40 شخصاً يومياً. وأوضحت أن هذا العدد لا يتضمن ضحايا الهجومين الإنتحاريين اللذين شهدتهما دمشق أخيراً.
وقالت رداً على سؤال لـ"النهار"، إن قول الأسد إن ما يحصل مؤامرة مجرد "اهانة للشعب السوري"، مؤكدة أنه "حان الوقت كي يمرّر مجلس الأمن قراراً قوياً يدعم جامعة الدول العربية".
* في موسكو، شدد وزير الخارجية الروسي سيرغي لافروف في اتصال هاتفي مع الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي على ضرورة انتباه المراقبين العرب ليس فقط لتصرفات الحكومة السورية، بل للأعمال التخريبية للتنظيمات المسلحة. وجدد تأييد موسكو لجهود بعثة المراقبين العرب في سوريا. وأكد وجوب الوقف الفوري للعنف في سوريا أيا يكن الاطراف الذين يقومون به.
من جهة أخرى، غادرت مجموعة من القطع البحرية الروسية تقودها حاملة الطائرات "كوزنتسوف" ميناء طرطوس السوري الذي فيه نقطة صيانة وإمداد تابعة للأسطول البحري الروسي، عقب زيارة استغرقت ثلاثة ايام .
المستقبل :
أما صحيفة المستقبل فعنونت" غليون: الخطوة المقبلة هي اللجوء الى المجتمع الدولي"والعربي: السلطات مسؤولة عن الاعتداء على المراقبين"
وكتبت تقول"لم يخرج الرئيس السوري بشار الأسد في خطابه في جامعة دمشق أمس عن توقعات معارضيه بإعلانه التزام القمع ورفضه أي مبادرة سياسية لإنهاء الحرب التي يشنها شبيحته ضد المواطنين السوريين، بل أربك الديبلوماسية السورية التي فشلت في استخدام الملاحظات الأخيرة لرئيس بعثة مراقبي جامعة الدول العربية الفريق محمد مصطفى الدابي للترويج لنظام دمشق بعدما هاجم الأسد العرب وجامعتهم واعتبرهم مع الغرب متآمرين عليه، واصفاً السوريين المطالبين بإسقاطه بأنهم "إرهابيون" وتوعدهم بمزيد من البطش".
وتزامناً مع خطاب الأسد الذي اعتبرته واشنطن سعياً الى انكار أي مسؤولية عن أعمال العنف، وباريس إنكاراً للواقع، والمعارضة السورية تحريضاً على العنف، كانت قوات النظام تعتدي على المواطنين الذين خرجوا الى التظاهر تنديداً بالخطاب وصاحبه مقدمين 36 شهيداً جديداً أمس بعدما جرح شبيحة الأسد أول من أمس 11 مراقباً في اعتداء على المراقبين العرب الأمر الذي اعتبر الأمين العام لجامعة الدول العربية نبيل العربي حكومة الأسد مسؤولة عنه.
وفي ظل إصرار سلطات الأسد على سياسة القتل والقمع والمماطلة والتسويف، برزت صرخة إماراتية أمس ترى أن مهمة المراقبين باتت صعبة مع اصرار النظام على إحكام القبضة الحديد ضد المحتجين المطالبين بإسقاطه، ومواقف تركية إيطالية متوافقة على ضرورة تكثيف الضغوط الدولية ضد نظامه.
وتعقيباًَ على خطاب الرئيس السوري، أكد رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون أن الخطوة المقبلة هي اللجوء الى المجتمع الدولي الذي أكد على لسان الأمم المتحدة أمس سقوط 400 شخص من بين المحتجين السلميين على يد شبيحة الأسد منذ بدء البعثة عملها منذ 26 من شهر كانون الأول (ديسمبر) الماضي.
فخلال اجتماع لأعضاء مجلس الامن الدولي خصص لبحث الوضع في سوريا، نقلت السفيرة الاميركية لدى الامم المتحدة سوزان رايس عن مساعد الامين العام للمنظمة الدولية للشؤون الانسانية بي لين باسكو أمس، أن 400 شخص قتلوا منذ بدء المراقبين عملهم في سوريا.
وقالت رايس ان وتيرة الوفيات "اكبر بكثير من المرحلة التي سبقت انتشار" المراقبين العرب، مضيفة "انه مؤشر الى ان الحكومة السورية تقوم بتصعيد العنف برغم وجود المراقبين".
واثر اجتماع مجلس الامن أمس، جدد السفراء دعوتهم روسيا الى البدء بمفاوضات جدية حول تبني قرار في شأن القمع الدامي للتظاهرات من جانب النظام السوري.
وقال السفير الفرنسي لدى الامم المتحدة جيرار ارو "نأسف لأن المفاوضات بطيئة جدا. لقد طلبنا نصا جديدا منذ بعض الوقت وعبرنا عن احباطنا". وقالت رايس "حان الوقت ليتبنى هذا المجلس قرارا قويا يدعم الجامعة العربية".
وأضاف ارو ان مراقبي الجامعة العربية "يقومون بعمل صعب في وضع بالغ الصعوبة. السلطات السورية تبذل ما في وسعها لافقاد مهمتهم الفاعلية. انهم لا يسمحون لهم بدخول السجون. انهم لا يسحبون القوات المسلحة من المدن". وتابع "تعلمون ان هناك قناصة منعزلين يشكلون تهديدا لامن هؤلاء المراقبين. نحن نثق بالجامعة العربية التي اعلنت بعد تقرير اولي انه سيتم ارسال عدد اضافي من المراقبين. من هنا وكما كررنا، فإن وجود المراقبين في ذاته لا يكفي، هناك طلبات اخرى قدمتها الجامعة العربية، انسحاب القوات السورية من المدن، وقف اعمال العنف، تسهيل الوصول الى السجناء خصوصا، هذه الشروط غير متوافرة بوضوح".
وكان السفير الالماني بيتر فيتيغ اعتبر قبل اجتماع أمس ان موقف روسيا المناهض لاستصدار قرار عن مجلس الامن يندد بقمع النظام "غير مرض". واضاف "نريد البدء بمفاوضات جدية حول اصدار قرار. ونحن مستعدون لجسر الهوة الموجودة، الا انه من الضروري اطلاق مفاوضات جدية."
وفي خطابه أمس، ألقى الرئيس السوري باللائمة على "مخططات خارجية" في تصعيد الاحتجاجات المستمرة منذ عشرة اشهر في سوريا وتعهد بالعمل على "ضرب الارهابيين والقتلة بيد من حديد". وقال: "الغريب أن بعض المسؤولين العرب معنا في القلب وضدنا في السياسة". واتهم الاسد "مخططات خارجية" بتسعير الازمة في سوريا.
وأبدت المعارضة السورية استياءها من مضمون الخطاب واعتبرته بمثابة وأد للمبادرة العربية أو أي مبادرة أخرى لتسوية الأزمة، وأكدت أنه أوضح بشكل لا يقبل الشك أن النظام سيواصل سياسة القتل والقمع ضد الشعب السوري.
وقال رئيس "المجلس الوطني السوري" برهان غليون خلال مؤتمر صحافي عقده في اسطنبول امس، إن "الخطاب قطع الطريق على أي مبادرة عربية أو غير عربية لتجنيب سوريا الأسوأ"، و"كشف عن إصرار النظام على دفع الشعب للانقسام والحرب الأهلية من خلال التلويح بمشروع إصلاح وهمي تحول مع الوقت الى خرقة بالية ولم يعد هناك أحد في سوريا يؤمن به".
ورأى غليون أن "النظام لم يتعلم شيئا من الأزمة التي بدأت قبل عشرة أشهر ولا يزال مستمرا في تصعيد الإرهاب، ليؤكد أنه أكثر تطرفا اليوم مما كان عليه في أي فترة سابقة"، وبين أن "الرد الوحيد على هذا الخطاب هو استمرار الثورة الشعبية السلمية وتوسيعها وتعميق التلاحم بين الثورة والجيش السوري الحر وكل قوى التغيير والإصلاح والعمل على حث العالم العربي شعوبا وحكومات على دعم الشعب السوري، وتصعيد الضغوط على النظام والعمل على تعزيز الجهود لدفع المجتمع الدولي لتأمين الحماية للمدنيين السوريين في أسرع وقت".
وتابع غليون مؤكداً أن "الخطوة المقبلة هي اللجوء للمجتمع الدولي والتوجه للجهات الدولية المعنية بحماية المدنيين".
وفي اسطنبول أيضا، قالت العضو في المجلس الوطني بسمة قضماني ان الخطاب ينطوي على "تحريض على العنف وتحريض على الحرب الاهلية ويتضمن كلاماً عن التقسيم الطائفي الذي يؤججه النظام نفسه ويشجع عليه". وأكدت ان "ما يقلقنا اليوم هو ان هذا الخطاب يشير بقدر كاف من الوضوح الى ان النظام يتجاهل تماما المجتمع الدولي.. هذا مؤشر الى اننا نتجه نحو ممارسات اكثر اجراماً واكثر تهوراً من قبل النظام في الايام والاشهر المقبلة".
وفي المواقف من التطورات في سوريا، اكد وزير الخارجية الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد ال نهيان أن "مهمة المراقبين في سوريا تصعب لأسباب مختلفة لأننا لا نرى انخفاضاً في عملية القتل ولا نرى التزاماً من الجانب السوري لتحرك المراقبين وهناك اعتداءات مع الاسف حدثت على المراقبين من قبل بعض العناصر من غير المعارضة، ومن المفترض ان تتحدث الجامعة العربية عن الاعتداءات على مراقبيها وهم من دول مجلس التعاون.. واريد ان اترك الموضوع لامين عام الجامعة"، الذي دان أمس تعرض المراقبين العرب في سوريا لاعتداء من قبل شبيحة الأسد واصابة 11 منهم بجروح، وحمل الحكومة السورية "المسؤولية الكاملة" عن حمايتهم، محذرا من "تجميد" اعمال البعثة في حالة تعرض اعضائها للخطر او اعاقة مهمتهم.
وقال العربي في بيان ان الجامعة "تدين تعرض بعض المراقبين لأعمال عنف من جانب عناصر موالية للحكومة السورية في اللاذقية ودير الزور ومن عناصر محسوبة على المعارضة فى مناطق أخرى أدت الى وقوع اصابات لأعضاء البعثة وإحداث أضرار جسيمة لمعداتها". وأضاف ان الجامعة "تعتبر أن الحكومة السورية مسؤولة مسؤولية كاملة عن حماية افراد البعثة"، موضحاً ان "عدم توفير الحماية الكافية في اللاذقية والمناطق الاخرى التي تنتشر فيها البعثة يعتبر اخلالاً جوهرياً وجسيماً من جانب الحكومة (السورية) بالتزاماتها".
وأكد "حرص" الجامعة العربية على "مواصلة البعثة مهمتها الميدانية فى مناخ آمن لافرادها حتى لا تضطر الى تجميد أعمالها في حال شعورها بالخطر على حياة افرادها أو اعاقة مهمتها". وقال انه في حال تجميد اعمال البعثة فإن الجامعة ستقوم "بتحديد مسؤولية الطرف المتسبب في افشال مهمتها". واضاف في بيانه ان الجامعة "ترفض اي ضغوط او استفزازات من اي طرف كان حكومة او معارضة او محاولة لثني البعثة عن القيام بواجبها او اعاقة اعمالها".
ودعا "الحكومة والمعارضة الى وقف ما تقوم به عناصرها من حملة تحريض ضد البعثة وتمكينها من اداء المهمة الموكولة اليها وتحقيق الهدف النهائي من وجودها على الأرض السورية والمتمثل في المعالجة السياسية للازمة السورية".
دولياً، اتهمت الولايات المتحدة الرئيس السوري أمس بالسعي الى "انكار" أي مسؤولية له عن اعمال العنف في سوريا. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند "من المثير الاشارة الى ان الاسد في خطابه وجه اصابع الاتهام الى مؤامرة خارجية واسعة الى حد انها تضم الجامعة العربية وغالبية المعارضة السورية وكل المجتمع الدولي".
وأضافت ان الأسد "يبدو انه ينكر بقوة اي مسؤولية لدور قواته الامنية" عن اعمال العنف في سوريا.
ونقلت وكالة أنباء "آكي" الإيطالية عن بيان لوزارة الخارجية الإيطالية أن تيرسي وداوود أوغلو بحثا امس هاتفياً آخر التطورات في سوريا، و"اتفقا على ضرورة تكثيف المجتمع الدولي ضغوطه على النظام السوري بالتزامن مع اعتماد وشيك لخطة عمل جديدة من جانب الجامعة العربية".
وأما روسيا فقالت أمس إن مراقبي الجامعة العربية يلعبون دوراً داعماً للاستقرار في سوريا.
وذكرت وزارة الخارجية الروسية في بيان عن مراقبي الجامعة العربية نشر على الموقع الإلكتروني للوزارة أمس، "يلعب نشرهم (المراقبون) بالفعل دوراً في استقرار الوضع ويساعد على تقديم صورة صادقة وموضوعية بشأن ما يحدث." وكررت روسيا دعوتها إلى إجراء حوار بين حكومة الأسد ومعارضيه.
اللواء:
أما صحيفة اللواء فعنونت" الأسد ماضٍ بالخيار الأمني .. والمعارضة تندّد وتدعوه للتنحي"
وكتبت تقول"في خطابه الأول منذ حزيران الماضي والرابع منذ بدء الاحتجاجات في سوريا،بدا الرئيس السوري بشار الأسد متمسكا اكثر من اي وقت مضى بالسلطة بعد ان اغلق الباب امام اي تسوية سياسية للازمة التي تتخبط فيها بلاده وذلك باعلانه ان الاولوية هي فرض الامن عبر ضرب من اسماهم ب «الارهابيين «،مرددا مقولة المؤامرة الخارجية ومتهما أطرافا عربية ودولية بالتآمر على بلاده، واعدا بتشكيل حكومة تمثل كل أطياف الشعب وطرح دستور جديد للاستفتاء خلال شهرين تليها الانتخابات".
وسارعت المعارضة السورية الى رفض مضمون الخطاب واعتبرته وأدا للمبادرة العربية أو أي مبادرة أخرى لتسوية الأزمة، فيما خرجت تظاهرات حاشدة منددة بالخطاب.
وقد اكد الاسد في خطاب ألقاه على مدرج جامعة دمشق ان «الاولوية القصوى الآن هي استعادة الامن الذي تميزنا به لعقود حتى على المستوى العالمي وهذا لا يتحقق الا بضرب الارهابيين والقتلة ومن يحمل السلاح الآثم بيد من حديد».
واكد «لا اعتقد ان عاقلا يستطيع اليوم انكار تلك المخططات التي نقلت أعمال التخريب والارهاب الى مستوى آخر من الاجرام استهدف العقول والكفاءات والمؤسسات بهدف تعميم حالة الذعر وتحطيم المعنويات».
واتهم الأسد أطرافا إقليمية ودولية بالسعي إلى زعزعة استقرار بلاده. وقال:»لم يعد بالإمكان تزوير الوقائع والأحداث من قبل الأطراف الإقليمية والدولية التي أرادت زعزعة استقرار سوريا».
وشن الاسد هجوماً عنيفاً على الدول العربية والجامعة العربية بلغ حد وصفهم بالمستعربين وأن تعليق عضوية سوريا بالجامعة معناه تعليق عروبة الجامعة. وقال «إن الدول التي تنصحنا بالإصلاح ليست لديها أي معرفة بالديمقراطية».وتابع أن «وضعهم كوضع الطبيب المدخن الذي ينصح بترك التدخين والسيجارة في فمه».
واستطرد بأن «العرب لم يقفوا مع سوريا يوما» مستشهدا بعدة مواقف مثل غزو العراق واغتيال الحريري وحرب لبنان عام 2006.
وقال إن «الدول العربية ليست واحدة في سياستها اتجاه سورية .. الجامعة العربية مرآة للسياق العربي المزري ويسير بالوضع العربي من سيء إلى أسوأ». ورأى أن الدول الأجنبية «بعد أن فشلت في مجلس الأمن لعدم إمكانيتها في إقناع العالم بأكاذيبها سعت إلى توفير غطاء عربي».
وهاجم الرئيس السوري بشكل عنيف الحركة الاحتجاجية التي تطالب باسقاط نظامه رافضا وصفها ب»الثورة». وقال «هذه ليست ثورة، فهل من الممكن أن يعمل الثائر لمصلحة العدو بما يعني ثائرا وخائنا؟.. هذا غير ممكن».
وأضاف : أؤكد مرة أخرى على أنه لا يوجد أي أمر في أي مستوى من مستويات الدولة بإطلاق النار على أي مواطن ولا يحق إطلاق النار بحسب القانون إلا دفاعا عن النفس ودفاعاً عن المواطن وعند الاشتباك مع شخص مسلح يحمل السلاح.
وأكد الأسد على «الإصلاحات» التي قام بها النظام، مثل رفع حالة الطوارئ وإقرار قوانين الأحزاب والانتخابات والإعلام،.وأشار إلى قرب انتهاء لجنة إعداد الدستور من الانتهاء من وضع مسودة الدستور الجديدة، مردفا: «الدستور الجديد سيركز على التعددية السياسية وتكريس دور المؤسسات وأن الشعب هو مصدر السلطات».
من جهة اخرى، اعلن الاسد عن استفتاء بداية آذار «بعد ان تنهي لجنة الدستور عملها»، يليه انتخابات تشريعية في ايار او حزيران المقبلين.
المعارضة ترفض
وسارعت المعارضة الى رفض مضمون الخطاب جملة وتفصيلاً واعتبرت أن الخطاب بمثابة وأد للمبادرة العربية أو أي مبادرة أخرى لتسوية الأزمة،فيما خرجت تظاهرات حاشدة منددة بالخطاب. وقال ناشطون سوريون إن ٣٧ شخصا قتلوا برصاص الأمن في يوم جديد من الثورة الشعبية المطالبة بإسقاط النظام.
وقال رئيس المجلس الوطني السوري برهان غليون خلال مؤتمر صحفي في مدينة اسطنبول التركية إن الخطاب قطع الطريق على أي مبادرة عربية أو غير عربية لتجنيب سوريا الأسوأ.
وقال غليون إن الخطاب كشف عن الإصرار من جانب النظام على دفع الشعب للانقسام والحرب والأهلية من خلال التلويح بمشروع إصلاح وهمي تحول مع الوقت الى «خرقة بالية» ولم يعد هناك أحد في سوريا يؤمن به.
وأوضح أن الشيء الوحيد الذي كان الشعب السوري في انتظاره هو أن يعلن بشار تنحيه،داعيا لتعزيز الجهود لدفع المجتمع الدولي لتأمين الحماية للمدنيين السوريين .
وفي الاتجاه نفسه اتهمت الولايات المتحدة الأسد بالسعي إلى «إنكار» أي مسؤولية له عن أعمال العنف.وقالت المتحدثة باسم الخارجية الاميركية فيكتوريا نولاند «من المثير الاشارة الى ان الاسد في خطابه وجه اصابع الاتهام الى مؤامرة خارجية واسعة الى حد انها تضم الجامعة العربية وغالبية المعارضة السورية وكل المجتمع الدولي».
وكان نائب وزير الخارجية الاميركي وليام بيرنز قال انه بات من الواضح ان نظام الاسد فقد شرعيته وان على النظام الكف عن قمع الشعب السوري.
من جانبه طلب وزير الخارجية الفرنسي الان جوبيه من الجامعة العربية ان «تقدم تقريرا الى مجلس الامن» عن نتائج بعثة مراقبيها في سوريا اذا جاءت سلبية.
وقال جوبيه «لقد دعمنا منذ البداية مبادرة الجامعة العربية وخاصة القرارات التي اتخذتها هذه المنظمة الاحد الماضي بتاجيل النتائج النهائية لبعثة المراقبين الى 19 كانون الثاني» الجاري.
واكد جوبيه ان «19 كانون الثاني يجب ان يكون المهلة الاخيرة، لا نريد ان ننزلق في ذلك الى ما لا نهاية ونامل في هذا الموعد ان تقدم لنا الجامعة تقييما واضحا لمدى احترام النظام السوري لما قطعه من تعهداته».
من جهة ثانية قتل 400 شخص في سوريا منذ بدء مهمة مراقبي الجامعة في 26 كانون الأول الفائت، وفق ما نقلت السفيرة الأميركية لدى الأمم المتحدة سوزان رايس عن مساعد الأمين العام للمنظمة الدولية للشؤون الإنسانية بي لين باسكو خلال اجتماع لأعضاء مجلس الأمن الدولي خصص لبحث الوضع في سوريا.
مهاجمة مراقبين
وتزامنا مع ذلك أدانت الجامعة العربية الهجوم الذي تعرض له مراقبون من البعثة بمدينة اللاذقية ، وقالت إن الحكومة السورية أخلت بالتزامها بتوفير الحماية للبعثة
ودان الامين العام للجامعة نبيل العربي مهاجمةالمراقبين وحمل الحكومة السورية «المسؤولية الكاملة»عن حمايتهم، محذرا من «تجميد» اعمال البعثة في حالة تعرض اعضائها للخطر او اعاقة مهمتهم. وقال انه في حالة تجميد اعمال البعثة فان الجامعة ستقوم «بتحديد مسؤولية الطرف المتسبب فى افشال مهمتها».
وقال عدنان الخضير رئيس غرفة عمليات بعثة مراقبى الجامعة فى سوريا ان ١١ مراقبا عربيا من بين مجموعة المراقبين الذين كانوا يزورون اللاذقية الإثنين أصيبوا عندما هاجم محتجون السيارات التى كانت تقلهم. بالمقابل استنكر وزير الخارجية السوري وليد المعلم التعرض للمراقبين العرب واكد ان السلطات السورية تتحمل مسؤوليتها في ضمان امنهم وحمايتهم.